الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 2043 ] 3082 - وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10361871nindex.php?page=treesubj&link=10811تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك " . متفق عليه .
3082 - ( وعن ) nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=2004325nindex.php?page=treesubj&link=10811تنكح المرأة لأربع ) أي : لخصالها الأربع في غالب العادة ( لمالها ، ولحسبها ) بفتحتين وهو ما يكون في الشخص وآبائه من الخصال الحميدة شرعا أو عرفا مأخوذ من الحساب ، لأنهم إذا تفاخروا عد كل واحد منهم مناقبه ومآثر آبائه ( ولجمالها ) أي : لصورتها ( ولدينها ) أي : سيرتها . قال الطيبي - رحمه الله - : " لمالها إلخ بدل من أربع بإعادة العامل ، وقد جاءت اللام مكررا في الخصال الأربع في صحيح مسلم ، وليس في صحيح البخاري اللام في جمالها اه . وما في الكتاب موافق لمسلم ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10361872فاظفر بذات الدين ) أي : فز بنكاحها . قال القاضي - رحمه الله - : " من عادة الناس أن يرغبوا في النساء ويختاروها لإحدى أربع خصال عدها ، واللائق بذوي المروءات وأرباب الديانات أن يكون الدين من مطمح نظرهم فيما يأتون ويذرون ، لا سيما فيما يدوم أمره ويعظم خطره . ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10361873تربت يداك ) يقال : ترب الرجل أي : افتقر كأنه قال : تلتصق بالتراب ، ولا يراد به هاهنا الدعاء ، بل الحث على الجد والتشمير في طلب المأمور به . قيل : معناه صرت محروما من الخير إن لم تفعل ما أمرتك به ، وتعديت ذات الدين إلى ذات الجمال وغيرها ، وأراد بالدين الإسلام والتقوى ، وهذا يدل على nindex.php?page=treesubj&link=11283مراعاة الكفاءة ، وأن الدين أولى ما اعتبر فيها . ( متفق عليه ) ورواه أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .
قال ابن الهمام : إذا nindex.php?page=treesubj&link=10811لم يتزوج المرأة إلا لعزها أو مالها أو حسبها ، فهو ممنوع شرعا قال - صلى الله عليه وسلم - : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10361874من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا ذلا ، ومن تزوجها لمالها لم يزده إلا فقرا ، ومن تزوجها لحسبها لم يزده إلا دناءة ، ومن تزوج امرأة لم يرد بها إلا أن يغض بصره ويحصن فرجه أو يصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه ) . رواه الطبراني في الأوسط . وقال - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10361875لا تتزوجوا النساء لحسنهن ، فعسى حسنهن أن يرديهن ، ولا تتزوجوهن لمالهن فعسى أموالهن أن تطغينهن ، ولكن تزوجوهن على الدين ، ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل " رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه . والخرماء بفتح الخاء المعجمة ما قطع من أذنها أو من أنفها شيء . وفي شرح السنة : " روي أن رجلا جاء إلى الحسن وقال : إن لي بنتا وقد خطبها غير واحد ، فمن تشير علي أن أزوجها ؟ قال : زوجها رجلا يتقي الله ، فإنه إن أحبها أكرمها ، وإن أبغضها لم يظلمها .