الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2434 - وعن علي أنه أتي بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال : باسم الله ، فلما استوى على ظهرها قال : الحمد لله ، ثم قال : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ، ثم قال : الحمد لله ثلاثا والله أكبر ثلاثا ، سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، ثم ضحك فقيل : من أي شيء ضحكت يا أمير المؤمنين ؟ قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنع كما صنعت ثم ضحك فقلت : من أي شيء ضحكت يا رسول الله ؟ قال : إن ربك ليعجب من عبده إذا قال رب اغفر لي ذنوبي يقول : يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري ) . رواه أحمد والترمذي وأبو داود .

التالي السابق


2434 - ( وعن علي - رضي الله عنه - أنه أتي ) أي : جيء ( بدابة ليركبها ، فلما وضع رجله ) أي : أراد وضع رجله ( في الركاب ، قال : باسم الله ، فلما استوى على ظهرها قال : الحمد لله ) أي : على نعمة الركوب وغيرها ( ثم قال ) أي : قرأ ( سبحان الذي سخر لنا هذا ) أي : ذلله ( وما كنا له مقرنين ) أي : مطيقين ( وإنا إلى ربنا لمنقلبون ) أي : راجعون إليه لا إلى غيره ، وقال ابن حجر : أي لراجعون إلى دار الآخرة ، وناسب ذكره لأن الدابة سبب من أسبابه حاملا على تقوى الله في ركوبه ومسيره ( ثم قال : الحمد لله ثلاثا ، والله أكبر ثلاثا ، وفي رواية أحمد : لا إله إلا الله مرة سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ، ثم ضحك ) أي ، علي

[ ص: 1690 ] ( فقيل : من أي شيء ضحكت يا أمير المؤمنين ؟ قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صنع كما صنعت ثم ضحك فقلت : من أي شيء ضحكت يا رسول الله ؟ قال : إن ربك يعجب ) بفتح الجيم أي : يرضى ( من عبده إذا قال رب اغفر لي ذنوبي ) قال الطيبي : أي يرتضي هذا القول ويستحسنه استحسان المعجب ، وقال شارح : التعجب من الله استعظام الشيء ومن ضحك من أمر إنما يضحك منه إذا استعظمه ، فكان أمير المؤمنين وافق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو وافق الرب تعالى وتقدس ( يعلم ) وفي نسخة يقول أي : الله كما في نسخة يعلم أي : عبدي ( أنه لا يغفر الذنوب غيري ) قال ابن حجر : وفي بعض النسخ غيره بدل غيري ( رواه أحمد والترمذي وأبو داود ) وكذا النسائي وابن حبان والحاكم في مستدركه .




الخدمات العلمية