الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
6111 - وعن الزبير - رضي الله عنه - قال ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من يأتي بني قريظة فيأتيني بخبرهم ؟ فانطلقت ، فلما رجعت جمع لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه فقال : " فداك أبي وأمي " . متفق عليه .

التالي السابق


6111 - ( وعن الزبير قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من يأتي بني قريظة " ) ، أي : من يذهب إليهم وهم طائفة من اليهود من سكان حوالي المدينة ( " فيأتيني بخبرهم " ؟ فانطلقت ، فلما رجعت جمع لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه ) ، أي : في الفداء ( فقال : " فداك أبي وأمي " ) بفتح الفاء وقد يكسر ، وفي هذه التفدية تعظيم لقدره واعتداد بعمله واعتبار بأمره ، وذلك لأن الإنسان لا يفدي إلا من يعظمه فيبذل نفسه أو أعز أهله له . وقال صاحب النهاية : في الحديث فاغفر فداء لك ما اقتفينا ؛ إطلاق هذا اللفظ مع الله تعالى محمول على المجاز والاستعارة ، لأنه إنما يفدى من المكاره من يلحقه ، فيكون المراد بالفداء التعظيم ( متفق عليه ) . وأخرجه الترمذي وقال : حديث حسن ، وهذا القول لمن ينقل أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يوم الأحزاب لغيره ، وأخرج أحمد عنه قال : جمع لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه يوم أحد ، والمشهور في ذلك اليوم أنه كان لسعد ، ويحتمل أن يكون جمعهما لهما ، واشتهر في سعد لكثرة ترديد القول له بذلك ، وقد روي عنه أنه قال : جمع لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبويه مرتين في أحد وفي قريظة . وعن عروة قال : أوصى الزبير إلى ابنه عبد الله صبيحة الجمل فقال : يا بني ما من عضو إلا وقد جرح مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتهى ذلك إلى الوجه ، أخرجه الترمذي وقال : حسن غريب . وعن عبد الله بن الزبير قال : قلت للزبير : ما يمنعك أن تحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما يحدث عنه أصحابه ؟ قال : أما والله لم أفارقه منذ أسلمت ، ولكني سمعته يقول : " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " أخرجه البخاري .

[ ص: 3950 ]



الخدمات العلمية