الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5188 - وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نام على حصير ، فقام وقد أثر في جسده فقال ابن مسعود يا رسول الله : لو أمرتنا أن نبسط لك ونعمل فقال : " ما لي وللدنيا ؟ وما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ، ثم راح وتركها " . رواه أحمد ، والترمذي ، وابن ماجه .

التالي السابق


5188 - ( وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم نام على حصير ، فقام ) أي : عن النوم ( وقد أثر ) أي : أثر الحصير ( في جسده ) أي : غاية التأثير ( فقال ابن مسعود : لو أمرتنا أن نبسط ) : بضم السين ويحتمل أن تكون " لو " للتمني ، وأن تكون للشرطية ، والتقدير : لو أذنت لنا أن نبسط لك ) : فراشا لينا ( ونعمل ) أي : لك ثوبا حسنا . أي : لكان أحسن من اضطجاعك على هذا الحصير الخشن ، ( فقال : " ما لي وللدنيا ؟ وما أنا والدنيا " ) : " ما " نافية أي : ليس لي ألفة ومحبة مع الدنيا ولا للدنيا ألفة ومحبة معي حتى أرغب إليها ، وأنبسط عليها ، وأجمع ما فيها ولذتها أو استفهامية أي : ألفة ومحبة لي مع الدنيا أو أي شيء لي مع الميل إلى الدنيا أو ميلها إلي ، فإني طالب الآخرة وهي ضرتها المضادة لها . هذا وقال الطيبي رحمه الله ، قوله : ونعمل متعلقة محذوف ، فيقدر من جنس الكلام السابق ، وهو وجود التنعم والتلذذ بالأغراض الدنيوية أعم من أن يكون بساطا ، ومن ثم طابقه قوله : " ما لي وللدنيا " أي : ليس حالي مع الدنيا . ( " إلا كراكب " ) أي : إلا [ ص: 3248 ] كحال راكب ( " استظل تحت شجرة ، ثم راح وتركها " ) : وهو من التشبيه التمثيلي ، وهو التشبيه بسرعة الرحيل : وقلة المكث ، ومن ثم خص الراكب واللام في للدنيا مقحمة للتأكيد إن كان الواو بمعنى " مع " وإن كان للعطف ، فالتقدير ما لي مع الدنيا وما الدنيا معي . ( رواه أحمد ، والترمذي ، وابن ماجه ) : وكذا الحاكم والضياء .




الخدمات العلمية