الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد

ابن عبد البر - أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر

صفحة جزء
221 [ ص: 314 ] حديث ثان وخمسون لهشام بن عروة

مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبس خميصة لها علم ، ثم أعطاها أبا جهم ، وأخذ من أبي جهم أنبجانية له ، فقال : يا رسول الله ، ولم ؟ فقال : إني نظرت إلى علمها في الصلاة .

التالي السابق


وهذا أيضا مرسل عند جميع الرواة ، عن مالك إلا معن بن عيسى ، فإنه رواه عن مالك ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة مسندا ، وكذلك يرويه جماعة أصحاب هشام ، عن هشام مسندا عن أبيه ، عن عائشة .

وقد يستند من رواية مالك ، عن علقمة بن أبي علقمة ، عن أمه ، عن عائشة ، وقد ذكرناه في باب علقمة من هذا الكتاب ، وقد رواه الزهري ، عن عروة ، عن عائشة .

فأما حديث هشام فحدثنا سعيد بن نصر قال : حدثنا قاسم بن أصبغ قال : حدثنا محمد بن وضاح قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا وكيع ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت له خميصة لها علم ، فكان يتشاغل بها في الصلاة ، فأعطاها أبا جهم وأخذ كساء له انبجانيا .

وأما حديث الزهري فحدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال : حدثنا أحمد بن سعيد قال : حدثنا محمد بن إبراهيم الديبلي قال : حدثنا عبد الحميد بن صبيح وأخبرنا محمد بن إبراهيم قال : حدثنا أحمد بن مطرف قال : حدثنا سعيد بن عثمان قال : حدثنا إسحاق بن إسماعيل الأيلي قالا : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى في خميصة لها علم ، فلما قضى صلاته قال : شغلتني أعلام هذه ، اذهبوا بها إلى أبي جهم وتوني [ ص: 315 ] بانبجانية ، والخميصة : كساء رقيق يصبغ بالحمرة أو بالسواد أو الصفرة ، وكانت الخمائص من لباس أشراف الناس ، والانبجاني : كساء غليظ كاللبد ، ومنهم من يقول : لا تكون الخميصة إلا معلمة ، ومنهم من يقول : تكون بعلم وبغير علم ، وقد مضى القول في معنى هذا الحديث في باب علقمة من هذا الكتاب ، والحمد لله .




الخدمات العلمية