[ ص: 91 ] عامر بن عبد الله بن الزبير لمالك عنه حديثان
وهو كذلك قال عامر بن عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد القرشي الأسدي يكنى أبا الحارث وغيره وكان ثقة فاضلا ناسكا من العباد المنقطعين الزبير بن بكار
أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف ، قال حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، قال حدثنا محمد بن الحسن ، قال حدثنا الزبير بن أبي بكر قال حدثني عياش بن المغيرة قال كان عامر بن عبد الله إذا شهد جنازة وقف على القبر فقال ألا أراك ضيقا ألا أراك مظلما لأتأهبن لك أهبتك فأول شيء تراه عيناه يتقرب به إلى ربه فلقد كان رقيقه يتعرضون له عند انصرافه من الجنائز ليعتقهم قال وحدثني محمد بن الضحاك الحزامي أن دفع إلى عامر بن عبد الله بن الزبير محمد بن زياد مولى مصعب بن الزبير ثلاثين ألف درهم وقال اقسمها في بيوتات الأنصار ولا تعط بيتا حارثيا منها درهما ; فإني سمعت الله يقول إنهم قالوا ( إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا ) وهم الذين أدخلوا على قومي يوم الحرة قال وحدثني عمي مصعب بن عبد الله ومحمد بن الضحاك ومن شئت من أصحابنا أن رجلا أودع خمسمائة دينار فاستنفقها محمد بن المنكدر فقدم الرجل فجعل محمد بن المنكدر يدعو ويقول اللهم إنك تعلم أن [ ص: 92 ] فلانا أودعني خمسمائة دينار واستنفقتها ، وقد قدم وليست عندي ؛ اللهم فاقضها عني ولا تفضحني ؛ فسمع محمد بن المنكدر عامر دعاءه ، فانصرف إلى منزله فصر خمسمائة دينار ، ثم جاء بها فوضعها بين يدي - محمد بن المنكدر ومحمد مشغول بالصلاة والدعاء لا يشعر ؛ فانصرف محمد من صلاته فرآها بين يديه ، فأخذها - وحمد الله ؛ قال عامر : فخشيت أن يفتتن فذكرت له أني وضعتها ، وأخبرته بما خفت عليه من الفتنة .
قال : وبلغ عبد الله بن الزبير أن ابنه عامرا يصحب أقرانا يصعقون فقال له : إن بلغني بعد أنك تجالسهم أوجعتك ضربا .
قال : سمعت أبي يقول عبد الله بن أحمد بن حنبل ثقة من أوثق الناس . عامر بن عبد الله بن الزبير
وذكر العقيلي قال : أخبرنا أحمد بن محمد الشافعي ، قال حدثنا عمي قال : سمعت جدي محمد بن علي يقول : ما رأيت أحدا أعبد من قال : وكان أكثر كلامه أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه . عامر بن عبد الله بن الزبير
وقال مصعب ، عن : كان مالك بن أنس يواصل الصيام ثلاثة أيام ، فكنت آتيه آخر يوم من صيامه أسأله ، عن حاله بعد العصر ، فيشير بيده يرد السلام ، وكان يرسلني إليه عامر بن عبد الله بن الزبير ربيعة .
وروى عن محمد بن مسلمة مالك - أن كان يواصل في رمضان ثلاثا . فقيل له : ثلاثة أيام ؟ قال : لا من يقوى على ثلاثة أيام ؟ بل ثلاثا من الدهر : يومين وليلة . عامر بن عبد الله بن الزبير
وقال مصعب : وقال : كان ابن عيينة يرخي عمامته يسدلها من خلفه شبرا . عامر بن عبد الله بن الزبير
[ ص: 93 ] وتوفي عامر هذا بالشام سنة أربع وعشرين ، وقيل سنة إحدى أو اثنتين وعشرين ومائة .
قال الزبير : حدثني عمي مصعب ، قال سمع المؤذن وهو يجود بنفسه - ومنزله قريب من المسجد - فقال : خذوا بيدي . فقيل له : أنت عليل . فقال : أسمع داعي الله فلا أجيبه ؟ فأخذوا بيده ، فدخل في صلاة المغرب ، فركع مع الإمام ركعة ثم مات - رحمه الله . عامر بن عبد الله بن الزبير
وروى ، حدثني إسحاق بن محمد الفروي قال : لم أر مثل مالك بن أنس في زمانه فضلا ! قال : ولقد شهدت عامر بن عبد الله بن الزبير ابن ذي الزوائد السعدي ينشده في المسجد ، فأعطاه عن كل بيت دينارا . وذلك أنه مدح أبويه ، وكان إذا مدح فذكر أبواه أو أحدهما أثاب من فعل ، وإذا لم يذكرا لم يفعل .