[ ص: 455 ] 761 \ 2 - حدثنا ، نا الحسين بن إسماعيل ، نا علي بن مسلم أبو داود ، نا ، سمعت عباد بن راشد ، قال : سمعت أبا رجاء العطاردي يقول : عمران بن حصين أبو بكر - رضي الله عنه - فجعل يمنعهم أن يوقظوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ويقول لعل الله أن يكون احتبسه في حاجته فجعل أبو بكر يكثر التكبير ، فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا : يا رسول الله ، ذهبت صلاتنا ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لم تذهب صلاتكم ، ارتحلوا من هذا المكان " . فارتحل فسار قريبا ، ثم نزل فصلى . فقال : " أما إن الله قد أتم صلاتكم " . فقالوا : يا رسول الله ، فإن فلانا لم يصل معنا . فقال له : " ما يمنعك أن تصلي ؟ " . قال : " . ، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يا رسول الله ، أصابتني جنابة . قال : " فتيمم الصعيد ، وصله ، فإذا قدرت على الماء فاغتسل عليا في طلب الماء ، ومع كل إنسان منا إداوة ، مثل أذنى الأرنب ، بين جلده ، وثوبه فإذا عطش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابتدرناه بالماء ، فانطلق حتى ارتفع عليه النهار ، ولم يجد ماء فإذا شخص ، قال علي - رضي الله عنه - مكانكم حتى ننظر ما هذا . قال : فإذا امرأة بين مزادتين من ماء ، فقيل لها : يا أمة الله ، أين الماء ؟ قالت : لا ماء والله لكم استقيت أمس فسرت نهاري وليلتي جميعا ، وقد أصبحنا إلى هذه الساعة . قالوا لها : انطلقي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قالت : ومن رسول الله ؟ قالوا : محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قالت : مجنون قريش ! . قالوا : إنه ليس بمجنون ، ولكنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قالت : يا هؤلاء ، دعوني فوالله لقد تركت صبية لي صغارا في غنيمة ، قد خشيت أن لا أدركهم حتى يموت بعضهم من العطش ، فلم يملكوها من نفسها شيئا حتى أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها ، فأمر بالبعير فأنيخ ، ثم حل المزادة من أعلاها ، ثم دعا بإناء عظيم ، فملأه من الماء ، ثم دفعه إلى الجنب ، فقال : " اذهب فاغتسل " . قال : وايم الله ما تركنا من [ ص: 456 ] إداوة ولا قربة ولا إناء إلا ملأه من الماء وهي تنظر ، قال : ثم شد المزادة من أعلاها ، وبعث بالبعير ، وقال : " يا هذه ، دونك ماءك ، فوالله إن لم يكن الله زاد فيه ما نقص من مائك قطرة " . ودعا لها بكساء فبسط ، ثم قال لنا : " من كان عنده شيء فليأت به " . فجعل الرجل يأتي بخلق النعل ، وخلق الثوب ، والقبضة من الشعير ، والقبضة من التمر ، والفلقة من الخبز حتى جمع لها ذلك ، ثم أوكاه لها فسألها عن قومها ، فأخبرته ، قال : فانطلقت حتى أتت قومها ، قالوا : ما حبسك ؟ قالت : أخذني مجنون قريش ، والله إنه لأحد الرجلين : إما أن يكون أسحر من بين هذه وهذه - تعني السماء والأرض - ، أو إنه لرسول الله حقا . قال : فجعلت خيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تغير على من حولهم وهم آمنون ، قال : فقالت المرأة لقومها : أي قوم ، والله ما أرى هذا الرجل إلا قد شكر لكم ما أخذ من مائكم ، ألا ترون أنه يغار على من حولكم وأنتم آمنون لا يغار عليكم . هل لكم في خير ؟ قالوا : وما هو ؟ قالت : نأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنسلم . قال : فجاءت تسوق بثلاثين أهل بيت حتى بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلموا . سار بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة ، ثم عرسنا فلم نستيقظ إلا بحر الشمس ، فاستيقظ منا ستة قد نسيت أسماءهم ، ثم استيقظ