( 202 ) باب ذكر دليل . أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد كان يأمر بالوضوء قبل نزول سورة المائدة
260 - أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن مسلم السلمي ، نا ، قال : أخبرنا الأستاذ عبد العزيز بن أحمد الكتاني قراءة عليه ، قال : أخبرنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني ، قال : نا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ، نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يعقوب بن سفيان الفارسي ، حدثنا ، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع محمد بن المهاجر ، عن العباس بن سالم ، عن أبي سلام ، عن أبي أمامة ، عن قال : عمرو بن عبسة بمكة ، وهو حينئذ مستخفي ، فقلت ما أنت ؟ قال : " أنا نبي " . قلت : وما النبي ؟ قال : " رسول الله " . قال : آلله أرسلك ؟ قال : " نعم " . قلت : بم أرسلك ؟ قال : " بأن نعبد الله ، ونكسر الأوثان ، ودار الأوثان ، ونوصل الأرحام " . قلت : نعم ما أرسلك به ، قلت : فمن تبعك على هذا ؟ قال : " عبد وحر - يعني أبا بكر وبلالا - فكان عمرو يقول : رأيتني وأنا ربع الإسلام - أو رابع الإسلام - قال : فأسلمت . قال : أتبعك يا رسول الله قال : " لا ، ولكن الحق بقومك فإذا أخبرت أني قد خرجت فاتبعني " قال : فلحقت بقومي ، وجعلت أتوقع خبره وخروجه حتى أقبلت رفقة من يثرب ، فلقيتهم فسألتهم عن الخبر ، فقالوا : قد خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى المدينة ، فقلت : وقد أتاها ؟ قالوا : نعم قال : فارتحلت حتى أتيته ، فقلت : أتعرفني يا رسول الله ؟ قال : " نعم أنت الرجل الذي أتاني بمكة " ، فجعلت أتحين خلوته ، فلما خلا قلت : يا رسول الله ، علمني مما [ ص: 164 ] علمك الله وأجهل . قال : " سل عما شئت " . قلت : أي الليل أسمع ؟ قال : " ؛ فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي الصبح ، ثم أقصر حتى تطلع الشمس فترتفع قيد رمح أو رمحين ، فإنها تطلع بين قرني الشيطان ، وتصلي لها الكفار ، ثم صل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى يعدل الرمح ظله ، ثم أقصر فإن جهنم تسجر وتفتح أبوابها ، فإذا زاغت الشمس فصل ما شئت ؛ فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي العصر ، ثم أقصر حتى تغرب الشمس ، فإنها تغرب بين قرني الشيطان وتصلي لها الكفار ، جوف الليل الآخر ، فصل ما شئت فإنك إذا غسلت يديك خرجت خطاياك من أطراف أناملك ، ثم إذا غسلت وجهك خرجت خطاياك من وجهك ، ثم إذا مضمضت واستنثرت خرجت خطاياك من مناخرك ، ثم إذا غسلت يديك خرجت خطاياك من ذراعيك ، ثم إذا مسحت برأسك خرجت خطاياك من أطراف شعرك ، ثم إذا غسلت رجليك خرجت خطاياك من رجليك ، فإن ثبت في مجلسك كان ذلك حظك من وضوئك ، وإن قمت فذكرت ربك وحمدت وركعت ركعتين مقبلا عليهما بقلبك كنت من خطاياك كيوم ولدتك أمك " وإذا توضأت فاغسل يديك . أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول ما بعث وهو
قال : قلت يا عمرو : اعلم ما تقول فإنك تقول أمرا عظيما قال : " والله لقد كبرت سني ودنا أجلي ، وإني لغني عن الكذب ، ولو لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين ما حدثته ، ولكني قد سمعته أكثر من ذلك " .
هكذا حدثني أبو سلام ، عن أبي أمامة إلا أن أخطئ شيئا لا أريده فأستغفر الله وأتوب إليه .