18774 أخبرنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن ، عن الزهري عروة ، عن عائشة ، قالت : أبا بكر فيدنيه ، ويقرئه القرآن ، حتى بعث ساعيا - أو قال : سرية - فقال : أرسلني معه ، فقال : " بل تمكث عندنا ، فأبى ، فأرسله معه ، واستوصى به خيرا " ، فلم يغب عنه إلا قليلا حتى جاء قد قطعت يده ، فلما رآه كان رجل أسود يأتي أبو بكر فاضت عيناه ، وقال : " ما شأنك ؟ " قال : ما زدت على أنه كان يوليني شيئا من عمله ، فخنته فريضة واحدة ، فقطع يدي ، فقال أبو بكر : " تجدون الذي قطع يد هذا يخون أكثر من عشرين فريضة ، والله لئن كنت صادقا لأقيدنك منه " ، قال : ثم أدناه ولم يحول منزلته التي كانت له منه ، قال : وكان الرجل يقوم من الليل فيقرأ ، فإذا سمع أبو بكر صوته قال : " تالله لرجل قطع هذا " ، قال : فلم يعر إلا قليلا حتى فقد آل أبي بكر حليا لهم ومتاعا ، فقال [ ص: 189 ] أبو بكر : " طرق الحي الليلة " ، فقام الأقطع فاستقبل القبلة ، ورفع يده الصحيحة والأخرى التي قطعت ، فقال : اللهم أظهر على من سرقهم ، أو نحو هذا ، وكان معمر ربما يقول : اللهم أظهر على من سرق أهل هذا البيت الصالحين ، قال : فما انتصف النهار حتى ظهروا على المتاع عنده ، فقال له أبو بكر : " ويلك إنك لقليل العلم بالله ، فأمر به ، فقطعت رجله "
قال معمر : وأخبرني أيوب ، عن نافع ، عن نحوه إلا أنه قال : كان إذا سمع ابن عمر أبو بكر صوته من الليل ، قال : ما ليلك بليل سارق .