17164 باب مبتدأ البعث والتنزيل .
( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ أبو عمرو المقري ، أنبأ ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا أبو الطاهر : أحمد بن عمرو ابن وهب ، أخبرني [ ص: 6 ] يونس ، عن ، حدثني ابن شهاب : أن عروة بن الزبير عائشة رضي الله عنها زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته ، قالت : ، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حبب إليه الخلاء ، فكان يخلو كان أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم بغار حراء ، فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي أولات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك ، ثم يرجع إلى ، فتزوده بمثلها ، حتى فجأه الحق وهو في خديجة غار حراء ، فجاءه الملك ، فقال : اقرأ ، فقال : " ما أنا بقارئ " ، قال : " فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني ، فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : اقرأ ، فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني ، فقال : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ) " . فرجع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ترجف بوادره حتى دخل على رضي الله عنها ، فقال : " زملوني زملوني " . فزملوه حتى ذهب عنه الروع ، ثم قال خديجة لخديجة : " أي ما لي ؟ " وأخبرها الخبر ، قال : " لقد خشيت على نفسي " . قالت له خديجة : كلا ، أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا ، والله إنك لتصل الرحم ، وتصدق الحديث ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، فانطلقت به خديجة رضي الله عنها حتى أتت به خديجة ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، وهو ابن عم ، ابن أخي أبيها ، وكان امرأ تنصر في الجاهلية ، وكان يكتب الكتاب العربي ، ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب ، وكان شيخا كبيرا قد عمي ، فقالت له خديجة : أي عم اسمع من ابن أخيك ، قال خديجة ورقة بن نوفل : ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي أنزل على موسى ، يا ليتني فيها جذعا ، يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أومخرجي هم ؟ " قال ورقة : نعم ، لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي ، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا . رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر ، وأخرجه من وجه آخر عن البخاري يونس .