قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247nindex.php?page=treesubj&link=28908وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم ( 247 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247طالوت ) : هو اسم أعجمي ; معرفة فلذلك لم ينصرف ، وليس بمشتق من الطول ، كما أن إسحاق ليس بمشتق من السحق ، وإنما هي ألفاظ تقارب ألفاظ العربية .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247ملكا ) : حال ، و (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247أنى ) : بمعنى أين ، أو بمعنى كيف ، وموضعها نصب على الحال من الملك ، والعامل فيها "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247يكون " ; ولا يعمل فيها واحد من الظرفين ; لأنه عامل معنوي ، فلا يتقدم الحال عليه . و ( يكون ) : يجوز أن تكون الناقصة فيكون الخبر " له " ،
[ ص: 160 ] و "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247علينا " حال من الملك ، والعامل فيه يكون أو الخبر . ويجوز أن يكون الخبر علينا ، وله حال . ويجوز أن تكون التامة ، فيكون له متعلقا بيكون ، وعلينا حال ، والعامل فيه يكون .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247ونحن أحق ) : في موضع الحال ، والياء ومن يتعلقان بأحق .
وأصل السعة وسعة بفتح الواو ، وحقها في الأصل الكسر ، وإنما حذفت في المصدر لما حذفت في المستقبل ، وأصلها في المستقبل الكسر ، وهو قولك : يسع ، ولولا ذلك لم تحذف ، كما لم تحذف في يوجل ونوجل ، وإنما فتحت من أجل حرف الحلق فالفتحة عارضة ، فأجرى عليها حكم الكسرة ، ثم جعلت في المصدر مفتوحة ; لتوافق الفعل ، ويدلك على ذلك أن قولك : وعد يعد مصدره عدة بالكسر لما خرج على أصله .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247من المال ) : نعت للسعة . (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247في العلم ) : يجوز أن يكون نعتا للبسطة ; وأن يكون متعلقا بها .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247واسع ) : قيل : هو على معنى النسب ; أي هو ذو سعة .
وقيل : جاء على حذف الزائد ، والأصل أوسع فهو موسع .
وقيل : هو فاعل وسع ; فالتقدير : على هذا واسع الحلم ; لأنك تقول وسعنا حلمه .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248nindex.php?page=treesubj&link=28908وقال لهم نبيهم إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ( 248 ) ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248أن يأتيكم ) : خبر أن .
والتاء في (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248التابوت ) أصل ووزنه فاعول ، ولا يعرف له اشتقاق ، وفيه لغة أخرى التابوه بالهاء . وقد قرئ به شاذا ، فيجوز أن يكونا لغتين ، وأن تكون الهاء بدلا من التاء .
فإن قيل : لم لا يكون فعلوتا من تاب يتوب ؟ .
قيل : المعنى لا يساعده ، وإنما يشتق إذا صح المعنى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248فيه سكينة ) : الجملة في موضع الحال ، وكذلك "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248تحمله الملائكة " .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248من ربكم ) : نعت للسكينة . و (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248مما ترك ) : نعت لبقية .
وأصل (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248بقية ) بقيية ، ولام الكلمة ياء ، ولا حجة في بقي ; لانكسار ما قبلها ألا ترى أن شقي أصلها واو .
قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249nindex.php?page=treesubj&link=28908فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ( 249 ) ) .
[ ص: 161 ]
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249بالجنود ) : في موضع الحال ; أي فصل ومعه الجنود .
والياء في (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249مبتليكم ) بدل من واو ; لأنه من بلاه يبلوه .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249بنهر ) : بفتح الهاء وإسكانها لغتان ، والمشهور في القراءة فتحها ، وقرأ
حميد بن قيس بإسكانها ، وأصل النهر والنهار الاتساع ، ومنه أنهر الدم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249إلا من اغترف ) : استثناء من الجنس ، وموضعه نصب ، وأنت بالخيار إن شئت جعلته استثناء من " من " الأولى ، وإن شئت من " من " الثانية ، واغترف متعد .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249غرفة ) : بفتح الغين وضمها ، وقد قرئ بهما ، وهما لغتان وعلى هذا يحتمل أن تكون الغرفة مصدرا ، وأن تكون المغروف . وقيل : الغرفة بالفتح المرة الواحدة ، وبالضم قدر ما تحمله اليد .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249بيده ) : يتعلق باغترف ، ويجوز أن يكون نعتا للغرفة فيتعلق بالمحذوف .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249إلا قليلا ) : منصوب على الاستثناء من الموجب .
وقد قرئ في الشاذ بالرفع ، وقد ذكرنا وجهه في قوله تعالى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=83ثم توليتم إلا قليلا منكم " وعين الطاقة واو ; لأنه من الطوق وهو القدرة . تقول طوقته الأمر .
وخبر لا ( لنا ) ; ولا يجوز أن تعمل في (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249اليوم ) ولا في "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249بجالوت " الطاقة إذ لو كان كذلك لنونت ; بل العامل فيهما الاستقرار . ويجوز أن يكون الخبر
بجالوت فيتعلق بمحذوف .
و (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249لنا ) : تبيين أو صفة لطاقة ، واليوم يعمل فيه الاستقرار .
وجالوت مثل
طالوت . (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249كم من فئة ) : كم هنا خبرية ، وموضعها رفع بالابتداء .
[ ص: 162 ] و (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249غلبت ) : خبرها ومن زائدة . ويجوز أن تكون في موضع رفع صفة لكم ، كما تقول : عندي مائة من درهم ودينار ، وأصل فئة فيئة ; لأنه من فاء يفيء إذا رجع ; فالمحذوف عينها . وقيل : أصلها فيؤة ; لأنها من فأوت رأسه إذا كسرته ، فالفئة قطعة من الناس .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249بإذن الله ) : في موضع نصب على الحال . والتقدير : بإذن الله لهم ; وإن شئت جعلتها مفعولا به .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247nindex.php?page=treesubj&link=28908وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ( 247 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247طَالُوتَ ) : هُوَ اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ ; مَعْرِفَةٌ فَلِذَلِكَ لَمْ يَنْصَرِفْ ، وَلَيْسَ بِمُشْتَقٍّ مِنَ الطُّولِ ، كَمَا أَنَّ إِسْحَاقَ لَيْسَ بِمُشْتَقٍّ مِنَ السَّحْقِ ، وَإِنَّمَا هِيَ أَلْفَاظٌ تُقَارِبُ أَلْفَاظَ الْعَرَبِيَّةِ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247مَلِكًا ) : حَالٌ ، وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247أَنَّى ) : بِمَعْنَى أَيْنَ ، أَوْ بِمَعْنَى كَيْفَ ، وَمَوْضِعُهَا نَصْبٌ عَلَى الْحَالِ مِنَ الْمَلِكِ ، وَالْعَامِلُ فِيهَا "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247يَكُونُ " ; وَلَا يَعْمَلُ فِيهَا وَاحِدٌ مِنَ الظَّرْفَيْنِ ; لِأَنَّهُ عَامِلٌ مَعْنَوِيٌّ ، فَلَا يَتَقَدَّمُ الْحَالُ عَلَيْهِ . وَ ( يَكُونُ ) : يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ النَّاقِصَةَ فَيَكُونُ الْخَبَرُ " لَهُ " ،
[ ص: 160 ] وَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247عَلَيْنَا " حَالٌ مِنَ الْمَلِكِ ، وَالْعَامِلُ فِيهِ يَكُونُ أَوِ الْخَبَرُ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ عَلَيْنَا ، وَلَهُ حَالٌ . وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ التَّامَّةَ ، فَيَكُونُ لَهُ مُتَعَلِّقًا بِيَكُونُ ، وَعَلَيْنَا حَالٌ ، وَالْعَامِلُ فِيهِ يَكُونُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247وَنَحْنُ أَحَقُّ ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ، وَالْيَاءُ وَمِنْ يَتَعَلَّقَانِ بِأَحَقَّ .
وَأَصْلُ السَّعَةِ وَسَعَةٌ بِفَتْحِ الْوَاوِ ، وَحَقُّهَا فِي الْأَصْلِ الْكَسْرُ ، وَإِنَّمَا حُذِفَتْ فِي الْمَصْدَرِ لَمَّا حُذِفَتْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ ، وَأَصْلُهَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْكَسْرُ ، وَهُوَ قَوْلُكَ : يَسَعُ ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَمْ تُحْذَفْ ، كَمَا لَمْ تُحْذَفْ فِي يَوْجَلُ وَنَوْجَلُ ، وَإِنَّمَا فُتِحَتْ مِنْ أَجْلِ حَرْفِ الْحَلْقِ فَالْفَتْحَةُ عَارِضَةٌ ، فَأَجْرَى عَلَيْهَا حُكْمَ الْكَسْرَةِ ، ثُمَّ جُعِلَتْ فِي الْمَصْدَرِ مَفْتُوحَةً ; لِتُوَافِقَ الْفِعْلَ ، وَيَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ قَوْلَكَ : وَعَدَ يَعِدُّ مَصْدُرُهُ عِدَةٌ بِالْكَسْرِ لَمَّا خَرَجَ عَلَى أَصْلِهِ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247مِنَ الْمَالِ ) : نَعْتٌ لِلسَّعَةِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247فِي الْعِلْمِ ) : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَعْتًا لِلْبَسْطَةِ ; وَأَنْ يَكُونَ مُتَعَلِّقًا بِهَا .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=247وَاسِعٌ ) : قِيلَ : هُوَ عَلَى مَعْنَى النَّسَبِ ; أَيْ هُوَ ذُو سَعَةٍ .
وَقِيلَ : جَاءَ عَلَى حَذْفِ الزَّائِدِ ، وَالْأَصْلُ أَوْسَعُ فَهُوَ مُوَسَّعٌ .
وَقِيلَ : هُوَ فَاعِلُ وَسِعَ ; فَالتَّقْدِيرُ : عَلَى هَذَا وَاسِعُ الْحِلْمِ ; لِأَنَّكَ تَقُولُ وَسِعَنَا حِلْمُهُ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248nindex.php?page=treesubj&link=28908وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 248 ) ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248أَنْ يَأْتِيَكُمُ ) : خَبَرُ أَنْ .
وَالتَّاءُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248التَّابُوتُ ) أَصْلٌ وَوَزْنُهُ فَاعُولٌ ، وَلَا يُعْرَفُ لَهُ اشْتِقَاقٌ ، وَفِيهِ لُغَةٌ أُخْرَى التَّابُوهُ بِالْهَاءِ . وَقَدْ قُرِئَ بِهِ شَاذًّا ، فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَا لُغَتَيْنِ ، وَأَنْ تَكُونَ الْهَاءُ بَدَلًا مِنَ التَّاءِ .
فَإِنْ قِيلَ : لِمَ لَا يَكُونُ فَعْلُوتًا مِنْ تَابَ يَتُوبُ ؟ .
قِيلَ : الْمَعْنَى لَا يُسَاعِدُهُ ، وَإِنَّمَا يُشْتَقُّ إِذَا صَحَّ الْمَعْنَى .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248فِيهِ سَكِينَةٌ ) : الْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ، وَكَذَلِكَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ " .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248مِنْ رَبِّكُمْ ) : نَعْتٌ لِلسَّكِينَةِ . وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248مِمَّا تَرَكَ ) : نَعْتٌ لِبَقِيَّةٍ .
وَأَصْلُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=248بَقِيَّةٌ ) بَقْيَيَةٌ ، وَلَامُ الْكَلِمَةِ يَاءٌ ، وَلَا حُجَّةَ فِي بَقِيَ ; لِانْكِسَارِ مَا قَبْلَهَا أَلَا تَرَى أَنَّ شَقِيَ أَصْلُهَا وَاوٌ .
قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249nindex.php?page=treesubj&link=28908فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ( 249 ) ) .
[ ص: 161 ]
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249بِالْجُنُودِ ) : فِي مَوْضِعِ الْحَالِ ; أَيْ فَصَلَ وَمَعَهُ الْجُنُودُ .
وَالْيَاءُ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249مُبْتَلِيكُمْ ) بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ ; لِأَنَّهُ مِنْ بَلَاهُ يَبْلُوهُ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249بِنَهَرٍ ) : بِفَتْحِ الْهَاءِ وَإِسْكَانِهَا لُغَتَانِ ، وَالْمَشْهُورُ فِي الْقِرَاءَةِ فَتَحُهَا ، وَقَرَأَ
حُمَيْدُ بْنُ قَيْسٍ بِإِسْكَانِهَا ، وَأَصْلُ النَّهْرِ وَالنَّهَارِ الِاتِّسَاعُ ، وَمِنْهُ أَنْهَرَ الدَّمَ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ ) : اسْتِثْنَاءٌ مِنَ الْجِنْسِ ، وَمَوْضِعُهُ نَصْبٌ ، وَأَنْتَ بِالْخِيَارِ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ اسْتِثْنَاءً مِنْ " مَنِ " الْأُولَى ، وَإِنْ شِئْتَ مِنْ " مَنِ " الثَّانِيَةِ ، وَاغْتَرَفَ مُتَعَدٍّ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249غُرْفَةً ) : بِفَتْحِ الْغَيْنِ وَضَمِّهَا ، وَقَدْ قُرِئَ بِهِمَا ، وَهُمَا لُغَتَانِ وَعَلَى هَذَا يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ الْغُرْفَةُ مَصْدَرًا ، وَأَنْ تَكُونَ الْمَغْرُوفَ . وَقِيلَ : الْغَرْفَةُ بِالْفَتْحِ الْمَرَّةُ الْوَاحِدَةُ ، وَبِالضَّمِّ قَدْرُ مَا تَحْمِلُهُ الْيَدُ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249بِيَدِهِ ) : يَتَعَلَّقُ بِاغْتَرَفَ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَعْتًا لِلْغُرْفَةِ فَيَتَعَلَّقُ بِالْمَحْذُوفِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249إِلَّا قَلِيلًا ) : مَنْصُوبٌ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ مِنَ الْمُوجَبِ .
وَقَدْ قُرِئَ فِي الشَّاذِّ بِالرَّفْعِ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا وَجْهَهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=83ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ " وَعَيْنُ الطَّاقَةِ وَاوٌ ; لِأَنَّهُ مِنَ الطَّوْقِ وَهُوَ الْقُدْرَةُ . تَقُولُ طَوَّقْتُهُ الْأَمْرَ .
وَخَبَرُ لَا ( لَنَا ) ; وَلَا يَجُوزُ أَنْ تَعْمَلَ فِي (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249الْيَوْمَ ) وَلَا فِي "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249بِجَالُوتَ " الطَّاقَةُ إِذْ لَوْ كَانَ كَذَلِكَ لَنُوِّنَتْ ; بَلِ الْعَامِلُ فِيهِمَا الِاسْتِقْرَارُ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْخَبَرُ
بِجَالُوتَ فَيَتَعَلَّقُ بِمَحْذُوفٍ .
وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249لَنَا ) : تَبْيِينٌ أَوْ صِفَةٌ لِطَاقَةٍ ، وَالْيَوْمَ يَعْمَلُ فِيهِ الِاسْتِقْرَارُ .
وَجَالُوتُ مِثْلُ
طَالُوتَ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249كَمْ مِنْ فِئَةٍ ) : كَمْ هُنَا خَبَرِيَّةٌ ، وَمَوْضِعُهَا رُفِعَ بِالِابْتِدَاءِ .
[ ص: 162 ] وَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249غَلَبَتْ ) : خَبَرُهَا وَمَنْ زَائِدَةٌ . وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ صِفَةً لِكَمْ ، كَمَا تَقُولُ : عِنْدِي مِائَةٌ مِنْ دِرْهَمٍ وَدِينَارٍ ، وَأَصْلُ فِئَةٍ فَيْئَةٌ ; لِأَنَّهُ مِنْ فَاءَ يَفِيءُ إِذَا رَجَعَ ; فَالْمَحْذُوفُ عَيْنُهَا . وَقِيلَ : أَصْلُهَا فَيُؤَةٌ ; لِأَنَّهَا مِنْ فَأَوْتُ رَأْسَهُ إِذَا كَسَرْتُهُ ، فَالْفِئَةُ قِطْعَةٌ مِنَ النَّاسِ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=249بِإِذْنِ اللَّهِ ) : فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ . وَالتَّقْدِيرُ : بِإِذْنِ اللَّهِ لَهُمْ ; وَإِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهَا مَفْعُولًا بِهِ .