[ ص: 390 ] النوع الخامس والسبعون في . خواص القرآن
أفرده بالتأليف جماعة منهم : التميمي ، وحجة الإسلام ، ومن المتأخرين الغزالي اليافعي وغالب ما يذكر في ذلك كان مستنده تجارب الصالحين ، وها أنا أبدأ بما ورد من ذلك في الحديث ثم ألتقط عيونا مما ذكر السلف والصالحون .
أخرج وغيره ، من حديث ابن ماجه : ابن مسعود . عليكم بالشفاءين : العسل والقرآن
وأخرج أيضا من حديث علي : خير الدواء القرآن .
[ ص: 391 ] وأخرج أبو عبيد عن طلحة بن مطرف قال : كان يقال : إذا قرئ القرآن عند المريض وجد لذلك خفة .
وأخرج البيهقي في الشعب عن : واثلة بن الأسقع أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجع حلقه ، قال : عليك بقراءة القرآن .
وأخرج ابن مردويه ، عن ، قال : أبي سعيد الخدري جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : إني أشتكي صدري قال : اقرأ القرآن لقول الله تعالى : وشفاء لما في الصدور .
وأخرج البيهقي وغيره ، من حديث عبد الله بن جابر : . في فاتحة الكتاب شفاء من كل داء
وأخرج الخلعي في فوائده ، من حديث : جابر بن عبد الله إلا السام والسام : الموت فاتحة الكتاب شفاء من كل شيء .
وأخرج سعيد بن منصور والبيهقي وغيرهما ، من حديث : فاتحة الكتاب شفاء من السم أبي سعيد الخدري .
[ ص: 392 ] وأخرج من حديثه أيضا قال : البخاري . كنا في مسير لنا فنزلنا ، فجاءت جارية فقالت : إن سيد الحي سليم ، فهل معكم راق ؟ فقام معها رجل ، فرقاه بأم القرآن فبرئ ، فذكر للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : وما كان يدريه أنها رقية
وأخرج في الأوسط ، عن الطبراني ، قال : السائب بن يزيد . عوذني رسول الله صلى الله عليه وسلم بفاتحة الكتاب تفلا
وأخرج البزار من حديث أنس : إذا وضعت جنبك على الفراش ، وقرأت فاتحة الكتاب ، و قل هو الله أحد فقد أمنت من كل شيء إلا الموت .
وأخرج مسلم من حديث : أبي هريرة البيت الذي تقرأ فيه البقرة لا يدخله الشيطان . إن
[ ص: 393 ] وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد المسند بسند حسن ، عن قال : أبي بن كعب وإلهكم إله واحد [ البقرة : 163 ] . وآية الكرسي ، وثلاث آيات من آخر سورة البقرة ، وآية من آل عمران : شهد الله أنه لا إله إلا هو [ آل عمران : 18 ] . وآية من الأعراف : إن ربكم الله [ الأعراف : 54 ] . وآخر سورة المؤمنون : فتعالى الله الملك الحق [ المؤمنون : 116 ] . وآية من سورة الجن وأنه تعالى جد ربنا [ الجن : 3 ] . وعشر آيات من أول الصافات ، وثلاث آيات من آخر سورة الحشر ، و قل هو الله أحد والمعوذتين ، فقام الرجل كأنه لم يشك قط . كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء أعرابي فقال : يا نبي الله ، إن لي أخا وبه وجع ، قال : وما وجعه ؟ قال : به لمم قال : فأتني به ، فوضعه بين يديه ، فعوذه النبي صلى الله عليه وسلم بفاتحة الكتاب ، وأربع آيات من أول سورة البقرة ، وهاتين الآيتين :
وأخرج الدارمي عن موقوفا : ابن مسعود . من قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة ، وآية الكرسي ، وآيتين بعد آية الكرسي ، وثلاثا من آخر سورة البقرة ، لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ، ولا يقرأن على مجنون إلا أفاق
وأخرج عن البخاري في قصة الصدقة : أبي هريرة . أن الجني قال له : إذا أويت إلى [ ص: 394 ] فراشك فاقرأ آية الكرسي ، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما إنه صدقك وهو كذوب
وأخرج المحاملي في فوائده عن قال : ابن مسعود قال رجل : يا رسول الله ، علمني شيئا ينفعني الله به قال : ، ويحفظ دارك حتى الدويرات حول دارك اقرأ آية الكرسي ، فإنه يحفظك وذريتك .
وأخرج الدينوري في المجالسة ، عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن جبريل أتاني فقال : إن عفريتا من الجن يكيدك ، فإذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي .
وفي الفردوس من حديث أبي قتادة : من قرأ آية الكرسي وخواتيم سورة البقرة عند الكرب أغاثه الله .
وأخرج الدارمي ، عن المغيرة بن سبيع وكان من أصحاب عبد الله قال : . من قرأ عشر آيات من البقرة عند منامه ، لم ينس القرآن : أربع من أولها ، وآية الكرسي ، وآيتان بعدها ، وثلاث من آخرها
وأخرج الديلمي من حديث مرفوعا : أبي هريرة آيتان هما قرآن ، وهما يشفيان ، وهما مما يحبهما الله ، الآيتان من آخر سورة البقرة .
وأخرج عن الطبراني معاذ : قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء إلى قوله : بغير حساب [ آل عمران : 26 - 27 ] . رحمن الدنيا والآخرة ورحيمها ، تعطي من [ ص: 395 ] تشاء منهما ، وتمنع من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك من الدين مثل صبر أداه الله عنك :
وأخرج البيهقي في الدعوات عن : ابن عباس إذا استصعبت دابة أحدكم أو كان شموسا ، فليقرأ هذه الآية في أذنيها : أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون [ آل عمران : 83 ] .
وأخرج البيهقي في الشعب بسند فيه من لا يعرف ، عن علي موقوفا : . سورة الأنعام ما قرئت على عليل إلا شفاه الله
وأخرج عن ابن السني فاطمة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دنا ولادها أمر أم سلمة أن يأتيا فيقرأ عندها آية الكرسي ، و وزينب بنت جحش إن ربكم الله [ الأعراف : 5 ] . الآية ويعوذاها بالمعوذتين .
وأخرج أيضا من حديث ابن السني الحسين بن علي : أمان لأمتي من الغرق ، إذا ركبوا أن يقرءوا : بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم [ هود : 41 ] . وما قدروا الله حق قدره الآية .
وأخرج ، عن ابن أبي حاتم ليث قال : بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر ، يقرأن على إناء فيه ماء ، ثم يصب على رأس المسحور : الآية التي في سورة يونس : فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إلى قوله : المجرمون [ يونس : 81 - 82 ] . وقوله فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون [ الأعراف : 18 ] . إلى آخر أربع آيات . وقوله إنما صنعوا كيد ساحر [ طه : 69 ] . الآية .
[ ص: 396 ] وأخرج الحاكم وغيره من حديث : أبي هريرة ما كربني أمر إلا تمثل لي جبريل فقال : يا محمد ، قل : توكلت على الحي الذي لا يموت . وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا [ الإسراء : 111 ] .
وأخرج الصابوني في المائتين من حديث مرفوعا : ابن عباس هذه الآية أمان من السرق قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن [ الإسراء : 110 ] . إلى آخر السورة .
وأخرج البيهقي في الدعوات من حديث أنس : ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل ولا مال ولا ولد فيقول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، فيرى فيه آفة دون الموت .
أخرج الدارمي وغيره من طريق ، عن عبدة بن أبي لبابة ، قال : زر بن حبيش . من قرأ آخر سورة الكهف لساعة يريد أن يقومها من الليل قامها
قال عبدة : فجربناه فوجدناه كذلك .
وأخرج الترمذي والحاكم ، من حديث : سعد بن أبي وقاص لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين [ الأنبياء : 87 ] . لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له . دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :
[ ص: 397 ] وعند : ابن السني إني لأعلم كلمة لا يقولها مكروب إلا فرج عنه ، كلمة أخي يونس فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين [ الأنبياء : 87 ] .
وأخرج البيهقي وابن السني وأبو عبيد ، عن : ابن مسعود أنه قرأ في أذن مبتلى فأفاق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما قرأت في أذنه ؟ قال أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا [ المؤمنون : 115 ] . إلى آخر السورة ، فقال : لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال .
وأخرج الديلمي في فضائله ، من حديث وأبو الشيخ بن حبان أبي ذر : ما من ميت يموت فيقرأ عنده يس إلا هون الله عليه .
وأخرج المحاملي في أماليه ، من حديث عبد الله بن الزبير : من جعل يس أمام حاجة قضيت له . وله شاهد مرسل عند الدارمي .
[ ص: 398 ] وفي المستدرك عن أبي جعفر محمد بن علي قال : من وجد في قلبه قسوة فليكتب يس في جامع بماء ورد وزعفران ثم يشربه .
وأخرج ابن الضريس عن : أنه قرأ على رجل مجنون سورة يس فبرأ . سعيد بن جبير
وأخرج أيضا عن ، قال : يحيى بن أبي كثير . أخبرنا من جرب ذلك . من قرأ يس إذا أصبح لم يزل في فرح حتى يمسي ، ومن قرأها إذا أمسى لم يزل في فرح حتى يصبح
وأخرج الترمذي من حديث : أبي هريرة إليه المصير [ غافر : 3 ] . وآية الكرسي حين يمسي ، حفظ بها حتى يصبح ، ومن قرأها حين يصبح حفظ بها حتى يمسي رواه من قرأ الدخان كلها ، وأول غافر إلى الدارمي بلفظ لم ير شيئا يكرهه .
وأخرج البيهقي ، والحارث بن أبي أسامة وأبو عبيد ، عن مرفوعا : ابن مسعود من قرأ كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا سورة الواقعة .
وأخرج البيهقي في الدعوات عن موقوفا : في المرأة يعسر عليها ولادها قال : يكتب في قرطاس ثم تسقى : باسم الله الذي لا إله إلا هو الحليم الكريم ، سبحان الله وتعالى رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين ابن عباس كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها [ النازعات : 46 ] . [ ص: 399 ] كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون [ الأحقاف : 35 ] .
وأخرج أبو داود ، عن ، قال : إذا وجدت في نفسك شيئا - يعني الوسوسة - فقل : ابن عباس هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم [ الحديد : 3 ] .
وأخرج عن الطبراني علي قال : قل ياأيها الكافرون و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس . لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب ، فدعا بماء وملح ، وجعل يمسح عليها . ويقرأ :
وأخرج أبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم ، عن : ابن مسعود الرقى إلا بالمعوذات . أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره
وأخرج الترمذي ، عن والنسائي أبي سعيد : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان ، وعين الإنسان ، حتى نزلت المعوذات فأخذ بها وترك ما سواها .
فهذا ما وقفت عليه في الخواص من الأحاديث التي لم تصل إلى حد الوضع ، ومن الموقوفات على الصحابة والتابعين .
وأما ما لم يرد به أثر فقد ذكر الناس من ذلك كثيرا جدا ، الله أعلم بصحته .
ومن لطيف ما حكاه ، عن ابن الجوزي ابن ناصر ، عن شيوخه ، عن ميمونة بنت شاقول البغدادية ، قالت : آذانا جار لنا ، فصليت ركعتين ، وقرأت من فاتحة كل سورة آية [ ص: 400 ] حتى ختمت القرآن ، وقلت : اللهم اكفنا أمره ، ثم نمت وفتحت عيني وإذا به قد نزل وقت السحر فزلت قدمه فسقط ومات .