[ ص: 633 ] فصل
[ أقسام العام ] .
العام على ثلاثة أقسام :
الأول :
nindex.php?page=treesubj&link=28098الباقي على عمومه : قال
القاضي جلال الدين البلقيني ومثاله عزيز ، إذ ما من عام إلا ويتخيل فيه التخصيص ، فقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1ياأيها الناس اتقوا ربكم [ الحج : 1 ] . قد يخص منه غير المكلف . و
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3حرمت عليكم الميتة [ المائدة : 3 ] . خص منها حالة الاضطرار ، وميتة السمك والجراد . (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275وحرم الربا ) [ البقرة : 275 ] خص منه العرايا .
وذكر
الزركشي في " البرهان " أنه كثير في القرآن ، وأورد منه :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=97وأن الله بكل شيء عليم [ المائدة : 97 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=44إن الله لا يظلم الناس شيئا [ يونس : 44 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49ولا يظلم ربك أحدا [ الكهف : 49 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=11والله خلقكم من تراب ثم من نطفة [ فاطر : 11 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64الله الذي جعل لكم الأرض قرارا [ غافر : 64 ] .
قلت : هذه الآيات كلها في غير الأحكام الفرعية ، فالظاهر أن مراد
البلقيني أنه عزيز في الأحكام الفرعية . وقد استخرجت من القرآن بعد الفكر آية فيها ، وهي قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23حرمت عليكم أمهاتكم [ النساء : 23 ] . الآية ; فإنه لا خصوص فيها .
الثاني :
nindex.php?page=treesubj&link=27848_21140العام المراد به المخصوص .
الثالث :
nindex.php?page=treesubj&link=27847_21165_21163العام المخصوص .
[ ص: 634 ] وللناس بينهما فروق :
أن الأول : لم يرد شموله لجميع الأفراد ، لا من جهة تناول اللفظ ، ولا من جهة الحكم ; بل هو ذو أفراد استعمل في فرد منها .
والثاني : أريد عمومه وشموله لجميع الأفراد ، من جهة تناول اللفظ لها ، لا من جهة الحكم .
ومنها : أن الأول مجاز قطعا ، لنقل اللفظ عن موضوعه الأصلي . بخلاف الثاني ; فإن فيه مذاهب أصحها أنه حقيقة ، وعليه أكثر الشافعية وكثير من الحنفية وجميع الحنابلة ، ونقله إمام الحرمين عن جميع الفقهاء . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14847الشيخ أبو حامد : إنه مذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي وأصحابه ، وصححه
السبكي ; لأن تناول اللفظ للبعض الباقي بعد التخصيص كتناوله له بلا تخصيص ، وذلك التناول حقيقي اتفاقا ، فليكن هذا التناول حقيقيا أيضا .
ومنها : أن قرينة الأول عقلية ، والثاني لفظية .
ومنها : أن قرينة الأول لا تنفك عنه ، وقرينة الثاني قد تنفك عنه .
ومنها : أن الأول يصح أن يراد به واحد اتفاقا ، وفي الثاني خلاف .
ومن أمثلة المراد به الخصوص : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم [ آل عمران : 173 ] . والقائل واحد :
نعيم بن مسعود الأشجعي أو أعرابي من
خزاعة ، كما أخرجه
ابن مردويه من حديث
أبي رافع لقيامه مقام كثير في تثبيط المؤمنين عن ملاقاة
أبي سفيان .
قال
الفارسي : ومما يقوي أن المراد به واحد قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175إنما ذلكم الشيطان [ آل عمران : 175 ] . فوقعت الإشارة بقوله : ذلك متاع إلى واحد بعينه ، ولو كان المعنى جمعا لقال : ( إنما أولئكم الشيطان ) فهذه دلالة ظاهرة في اللفظ .
ومنها قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=54أم يحسدون الناس [ النساء : 54 ] . أي : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجمعه ما في الناس من الخصال الحميدة .
ومنها قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس [ البقرة : 199 ] . أخرج
ابن [ ص: 635 ] جرير من طريق
الضحاك ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199من حيث أفاض الناس قال :
إبراهيم - عليه السلام - .
ومن الغريب قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير : ( من حيث أفاض الناسي ) قال : في " المحتسب " : يعني
آدم ، لقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=115فنسي ولم نجد له عزما [ طه : 115 ] .
ومنها : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب [ آل عمران : 39 ] أي :
جبريل ، كما في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود .
وأما المخصوص : فأمثلته في القرآن كثيرة جدا ، وهو أكثر من المنسوخ ، إذ ما من عام إلا وقد خص .
ثم
nindex.php?page=treesubj&link=21175_21238المخصص له : إما متصل وإما منفصل :
فالمتصل : خمسة وقعت في القرآن :
أحدها :
nindex.php?page=treesubj&link=21176الاستثناء : نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=4والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=5إلا الذين تابوا [ النور : 4 - 5 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224والشعراء يتبعهم الغاوون إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية [ الشعراء : 224 - 227 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68ومن يفعل ذلك يلق أثاما إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=70إلا من تاب [ الفرقان : 68 - 70 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=24والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم [ النساء : 24 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كل شيء هالك إلا وجهه [ القصص : 88 ] .
الثاني :
nindex.php?page=treesubj&link=21212الوصف : نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن [ النساء : 23 ] .
الثالث : الشرط : نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا [ النور : 33 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=180كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية [ البقرة : 180 ] .
الرابع :
nindex.php?page=treesubj&link=21221الغاية : نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=29قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر إلى قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=29حتى يعطوا الجزية [ التوبة : 29 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222ولا تقربوهن حتى يطهرن [ البقرة : 222 ] .
[ ص: 636 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله [ البقرة : 196 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض الآية [ البقرة : 187 ] .
والخامس :
nindex.php?page=treesubj&link=27854بدل البعض من الكل : نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=97ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا [ آل عمران : 97 ] .
والمنفصل : آية أخرى في محل آخر ، أو حديث ، أو إجماع ، أو قياس .
ومن أمثلة
nindex.php?page=treesubj&link=21250ما خص بالقرآن : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء [ البقرة : 187 ] . خص بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=49إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة [ الأحزاب : 49 ] ، وبقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن [ الطلاق : 4 ] .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3حرمت عليكم الميتة والدم [ المائدة : 3 ] . خص من الميتة السمك بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=96أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة [ المائدة : 96 ] . ومن الدم الجامد بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=145أو دما مسفوحا [ الأنعام : 145 ] .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=20وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا [ النساء : 20 ] الآية ، خص بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=229فلا جناح عليهما فيما افتدت به [ البقرة : 229 ] .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=2الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة [ النور : 2 ] خص بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب [ النساء : 25 ] .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=3فانكحوا ما طاب لكم من النساء [ النساء : 3 ] خص بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23حرمت عليكم أمهاتكم : الآية [ النساء : 23 ] .
ومن أمثلة
nindex.php?page=treesubj&link=21257ما خص بالحديث : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275وأحل الله البيع [ البقرة : 275 ] . خص منه البيوع الفاسدة - وهي كثيرة - بالسنة .
وحرم الربا [ البقرة : 275 ] خص منه العرايا بالسنة .
[ ص: 637 ] وآيات المواريث : خص منها القاتل والمخالف في الدين بالسنة .
وآية تحريم الميتة : خص منها الجراد بالسنة .
وآية :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228ثلاثة قروء [ البقرة : 228 ] خص منها الأمة بالسنة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=48ماء طهورا [ الفرقان : 48 ] خص منه المتغير بالسنة .
وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=38والسارق والسارقة فاقطعوا [ المائدة : 38 ] خص منه من سرق دون ربع دينار بالسنة .
ومن أمثلة
nindex.php?page=treesubj&link=21254ما خص بالإجماع : آية المواريث ، خص منها الرقيق ، فلا يرث بالإجماع ، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي .
ومن أمثلة
nindex.php?page=treesubj&link=21259ما خص بالقياس : آية الزنا :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=2فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة [ النور : 2 ] خص منها العبد بالقياس على الأمة المنصوصة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب [ النساء : 25 ] المخصص لعموم الآية . ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=17140مكي - أيضا - .
[ ص: 633 ] فَصْلٌ
[ أَقْسَامُ الْعَامِّ ] .
الْعَامُّ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ :
الْأَوَّلُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28098الْبَاقِي عَلَى عُمُومِهِ : قَالَ
الْقَاضِي جَلَالُ الدِّينِ الْبُلْقِينِيُّ وَمِثَالُهُ عَزِيزٌ ، إِذْ مَا مِنْ عَامٍّ إِلَّا وَيُتَخَيَّلُ فِيهِ التَّخْصِيصُ ، فَقَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=1يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ [ الْحَجِّ : 1 ] . قَدْ يُخَصُّ مِنْهُ غَيْرُ الْمُكَلَّفِ . وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ [ الْمَائِدَةِ : 3 ] . خُصَّ مِنْهَا حَالَةُ الِاضْطِرَارِ ، وَمَيْتَةُ السَّمَكِ وَالْجَرَادِ . (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275وَحَرَّمَ الرِّبَا ) [ الْبَقَرَةِ : 275 ] خُصَّ مِنْهُ الْعَرَايَا .
وَذَكَرَ
الزَّرْكَشِيُّ فِي " الْبُرْهَانِ " أَنَّهُ كَثِيرٌ فِي الْقُرْآنِ ، وَأَوْرَدَ مِنْهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=97وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [ الْمَائِدَةِ : 97 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=10&ayano=44إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا [ يُونُسَ : 44 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=49وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا [ الْكَهْفِ : 49 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=11وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ [ فَاطِرٍ : 11 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=64اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا [ غَافِرٍ : 64 ] .
قُلْتُ : هَذِهِ الْآيَاتُ كُلُّهَا فِي غَيْرِ الْأَحْكَامِ الْفَرْعِيَّةِ ، فَالظَّاهِرُ أَنَّ مُرَادَ
الْبُلْقِينِيِّ أَنَّهُ عَزِيزٌ فِي الْأَحْكَامِ الْفَرْعِيَّةِ . وَقَدِ اسْتَخْرَجْتُ مِنَ الْقُرْآنِ بَعْدَ الْفِكْرِ آيَةً فِيهَا ، وَهِيَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ [ النِّسَاءِ : 23 ] . الْآيَةَ ; فَإِنَّهُ لَا خُصُوصَ فِيهَا .
الثَّانِي :
nindex.php?page=treesubj&link=27848_21140الْعَامُّ الْمُرَادُ بِهِ الْمَخْصُوصُ .
الثَّالِثُ :
nindex.php?page=treesubj&link=27847_21165_21163الْعَامُّ الْمَخْصُوصُ .
[ ص: 634 ] وَلِلنَّاسِ بَيْنَهُمَا فُرُوقٌ :
أَنَّ الْأَوَّلَ : لَمْ يُرَدْ شُمُولُهُ لِجَمِيعِ الْأَفْرَادِ ، لَا مِنْ جِهَةِ تَنَاوُلِ اللَّفْظِ ، وَلَا مِنْ جِهَةِ الْحُكْمِ ; بَلْ هُوَ ذُو أَفْرَادٍ اسْتُعْمِلَ فِي فَرْدٍ مِنْهَا .
وَالثَّانِي : أُرِيدَ عُمُومُهُ وَشُمُولُهُ لِجَمِيعِ الْأَفْرَادِ ، مِنْ جِهَةِ تَنَاوُلِ اللَّفْظِ لَهَا ، لَا مِنْ جِهَةِ الْحُكْمِ .
وَمِنْهَا : أَنَّ الْأَوَّلَ مَجَازٌ قَطْعًا ، لِنَقْلِ اللَّفْظِ عَنْ مَوْضُوعِهِ الْأَصْلِيِّ . بِخِلَافِ الثَّانِي ; فَإِنَّ فِيهِ مَذَاهِبَ أَصَحُّهَا أَنَّهُ حَقِيقَةٌ ، وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الشَّافِعِيَّةِ وَكَثِيرٌ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ وَجَمِيعُ الْحَنَابِلَةِ ، وَنَقَلَهُ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ عَنْ جَمِيعِ الْفُقَهَاءِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14847الشَّيْخُ أَبُو حَامِدٍ : إِنَّهُ مَذْهَبُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ وَأَصْحَابِهِ ، وَصَحَّحَهُ
السُّبْكِيُّ ; لِأَنَّ تَنَاوُلَ اللَّفْظِ لِلْبَعْضِ الْبَاقِي بَعْدَ التَّخْصِيصِ كَتَنَاوُلِهِ لَهُ بِلَا تَخْصِيصٍ ، وَذَلِكَ التَّنَاوُلُ حَقِيقِيٌّ اتِّفَاقًا ، فَلْيَكُنْ هَذَا التَّنَاوُلُ حَقِيقِيًّا أَيْضًا .
وَمِنْهَا : أَنَّ قَرِينَةَ الْأَوَّلِ عَقْلِيَّةٌ ، وَالثَّانِي لَفْظِيَّةٌ .
وَمِنْهَا : أَنَّ قَرِينَةَ الْأَوَّلِ لَا تَنْفَكُّ عَنْهُ ، وَقَرِينَةَ الثَّانِي قَدْ تَنْفَكُّ عَنْهُ .
وَمِنْهَا : أَنَّ الْأَوَّلَ يَصِحُّ أَنْ يُرَادَ بِهِ وَاحِدٌ اتِّفَاقًا ، وَفِي الثَّانِي خِلَافٌ .
وَمِنْ أَمْثِلَةِ الْمُرَادِ بِهِ الْخُصُوصُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=173الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ [ آلِ عِمْرَانَ : 173 ] . وَالْقَائِلُ وَاحِدٌ :
نُعَيْمُ بْنُ مَسْعُودٍ الْأَشْجَعِيُّ أَوْ أَعْرَابِيٌّ مِنْ
خُزَاعَةَ ، كَمَا أَخْرَجَهُ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ
أَبِي رَافِعٍ لِقِيَامِهِ مَقَامَ كَثِيرٍ فِي تَثْبِيطِ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ مُلَاقَاةِ
أَبِي سُفْيَانَ .
قَالَ
الْفَارِسِيُّ : وَمِمَّا يُقَوِّي أَنَّ الْمُرَادَ بِهِ وَاحِدٌ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=175إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ [ آلِ عِمْرَانَ : 175 ] . فَوَقَعَتِ الْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : ذَلِكَ مَتَاعُ إِلَى وَاحِدٍ بِعَيْنِهِ ، وَلَوْ كَانَ الْمَعْنَى جَمْعًا لَقَالَ : ( إِنَّمَا أُولَئِكُمُ الشَّيْطَانُ ) فَهَذِهِ دَلَالَةٌ ظَاهِرَةٌ فِي اللَّفْظِ .
وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=54أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ [ النِّسَاءِ : 54 ] . أَيْ : رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِجَمْعِهِ مَا فِي النَّاسِ مِنَ الْخِصَالِ الْحَمِيدَةِ .
وَمِنْهَا قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ [ الْبَقَرَةِ : 199 ] . أَخْرَجَ
ابْنُ [ ص: 635 ] جَرِيرٍ مِنْ طَرِيقِ
الضَّحَّاكِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=199مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ قَالَ :
إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - .
وَمِنَ الْغَرِيبِ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ : ( مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسِي ) قَالَ : فِي " الْمُحْتَسَبِ " : يَعْنِي
آدَمَ ، لِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=115فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا [ طه : 115 ] .
وَمِنْهَا : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=39فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ [ آلِ عِمْرَانَ : 39 ] أَيْ :
جِبْرِيلُ ، كَمَا فِي قِرَاءَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ .
وَأَمَّا الْمَخْصُوصُ : فَأَمْثِلَتُهُ فِي الْقُرْآنِ كَثِيرَةٌ جِدًّا ، وَهُوَ أَكْثَرُ مِنَ الْمَنْسُوخِ ، إِذْ مَا مِنْ عَامٍّ إِلَّا وَقَدْ خُصَّ .
ثُمَّ
nindex.php?page=treesubj&link=21175_21238الْمُخَصِّصُ لَهُ : إِمَّا مُتَّصِلٌ وَإِمَّا مُنْفَصِلٌ :
فَالْمُتَّصِلُ : خَمْسَةٌ وَقَعَتْ فِي الْقُرْآنِ :
أَحَدُهَا :
nindex.php?page=treesubj&link=21176الِاسْتِثْنَاءُ : نَحْوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=4وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=5إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا [ النُّورِ : 4 - 5 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=224وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=227إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ الْآيَةَ [ الشُّعَرَاءِ : 224 - 227 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=68وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=70إِلَّا مَنْ تَابَ [ الْفُرْقَانِ : 68 - 70 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=24وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ [ النِّسَاءِ : 24 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=88كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [ الْقَصَصِ : 88 ] .
الثَّانِي :
nindex.php?page=treesubj&link=21212الْوَصْفُ : نَحْوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ [ النِّسَاءِ : 23 ] .
الثَّالِثُ : الشَّرْطُ : نَحْوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=33وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا [ النُّورِ : 33 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=180كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ [ الْبَقَرَةِ : 180 ] .
الرَّابِعُ :
nindex.php?page=treesubj&link=21221الْغَايَةُ : نَحْوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=29قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ إِلَى قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=29حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ [ التَّوْبَةِ : 29 ]
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=222وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ [ الْبَقَرَةِ : 222 ] .
[ ص: 636 ] nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=196وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ [ الْبَقَرَةِ : 196 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=187وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ الْآيَةَ [ الْبَقَرَةِ : 187 ] .
وَالْخَامِسُ :
nindex.php?page=treesubj&link=27854بَدَلُ الْبَعْضِ مِنَ الْكُلِّ : نَحْوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=97وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا [ آلِ عِمْرَانَ : 97 ] .
وَالْمُنْفَصِلُ : آيَةٌ أُخْرَى فِي مَحَلٍّ آخَرَ ، أَوْ حَدِيثٌ ، أَوْ إِجْمَاعٌ ، أَوْ قِيَاسٌ .
وَمِنْ أَمْثِلَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=21250مَا خُصَّ بِالْقُرْآنِ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ [ الْبَقَرَةِ : 187 ] . خُصَّ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=49إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ [ الْأَحْزَابِ : 49 ] ، وَبِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=65&ayano=4وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ [ الطَّلَاقِ : 4 ] .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ [ الْمَائِدَةِ : 3 ] . خُصَّ مِنَ الْمَيْتَةِ السَّمَكُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=96أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ [ الْمَائِدَةِ : 96 ] . وَمِنَ الدَّمِ الْجَامِدِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=145أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا [ الْأَنْعَامِ : 145 ] .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=20وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا [ النِّسَاءِ : 20 ] الْآيَةَ ، خُصَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=229فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ [ الْبَقَرَةِ : 229 ] .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=2الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ [ النُّورِ : 2 ] خُصَّ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ [ النِّسَاءِ : 25 ] .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=3فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ [ النِّسَاءِ : 3 ] خُصَّ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=23حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ : الْآيَةَ [ النِّسَاءِ : 23 ] .
وَمِنْ أَمْثِلَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=21257مَا خُصَّ بِالْحَدِيثِ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=275وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ [ الْبَقَرَةِ : 275 ] . خُصَّ مِنْهُ الْبُيُوعُ الْفَاسِدَةُ - وَهِيَ كَثِيرَةٌ - بِالسُّنَّةِ .
وَحَرَّمَ الرِّبَا [ الْبَقَرَةِ : 275 ] خُصَّ مِنْهُ الْعَرَايَا بِالسُّنَّةِ .
[ ص: 637 ] وَآيَاتُ الْمَوَارِيثِ : خُصَّ مِنْهَا الْقَاتِلُ وَالْمُخَالِفُ فِي الدِّينِ بِالسُّنَّةِ .
وَآيَةُ تَحْرِيمِ الْمَيْتَةِ : خُصَّ مِنْهَا الْجَرَادُ بِالسُّنَّةِ .
وَآيَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=228ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ [ الْبَقَرَةِ : 228 ] خُصَّ مِنْهَا الْأَمَةُ بِالسُّنَّةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=48مَاءً طَهُورًا [ الْفُرْقَانِ : 48 ] خُصَّ مِنْهُ الْمُتَغَيِّرُ بِالسُّنَّةِ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=38وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا [ الْمَائِدَةِ : 38 ] خُصَّ مِنْهُ مَنْ سَرَقَ دُونَ رُبْعِ دِينَارٍ بِالسُّنَّةِ .
وَمِنْ أَمْثِلَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=21254مَا خُصَّ بِالْإِجْمَاعِ : آيَةُ الْمَوَارِيثِ ، خُصَّ مِنْهَا الرَّقِيقُ ، فَلَا يَرِثُ بِالْإِجْمَاعِ ، ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٌّ .
وَمِنْ أَمْثِلَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=21259مَا خُصَّ بِالْقِيَاسِ : آيَةُ الزِّنَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=2فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ [ النُّورِ : 2 ] خُصَّ مِنْهَا الْعَبْدُ بِالْقِيَاسِ عَلَى الْأَمَةِ الْمَنْصُوصَةِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=25فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ [ النِّسَاءِ : 25 ] الْمُخَصِّصِ لِعُمُومِ الْآيَةِ . ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17140مَكِّيٌّ - أَيْضًا - .