75 - حرف النون
للتأكيد ، وهي إن كانت خفيفة كانت بمنزلة تأكيد الفعل مرتين ، وإن كانت شديدة فبمنزلة تأكيده ثلاثا ، وأما قوله تعالى : ليسجنن وليكونا من الصاغرين ( يوسف : 32 ) من حيث أكدت السجن بالشدة دون ما بعده إعظاما . ولم يقع التأكيد بالخفيفة في القرآن إلا في موضعين : هذا ، وقوله : لنسفعا بالناصية ( العلق : 15 ) .
وفي القواعد أنها إذا دخلت على فعل الجماعة الذكور كان ما قبلها مضموما ، نحو : يا رجال اضربن زيدا ، ومنه وقوله تعالى : لتؤمنن به ولتنصرنه ( آل عمران : 81 ) ، فأما قوله تعالى : لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ولنرسلن معك بني إسرائيل ( الأعراف : 134 ) فإنما جاء قبلها مفتوحا ، لأنها دخلت على فعل الجماعة المتكلمين ، وهو بمنزلة الواحد ، ولا تلحقه واو الجماعة ، لأن الجماعة إذا أخبروا عن أنفسهم قالوا : نحن نقوم ، ليكون فعلهم كفعل الواحد ، والرجل الرئيس إذا أخبر عن نفسه قال كقولهم ، فلما دخلت النون هذا الفعل مرة أخرى بني آخره على الفتح لما كان لا يلحقه واو الجمع ، وإنما يضمون ما قبل النون في الأفعال التي تكون للجماعة ، ويلحقها واو الجمع التي هي ضميرهم ، وذلك أن واو الجمع يكون ما قبلها مضموما ، نحو قولك : ( يضربون ) فإذا دخلت النون حذفت نون الإعراب لدخولها ، وحذف الواو لسكونها وسكون النون ، وبقي ما قبل الواو مضموما ليدل عليه .
[ ص: 369 ] ومثله : لنكونن من الخاسرين ( الأعراف : 149 ) .
فإن كان ما قبل الواو مفتوحا لم يحذفها ، ولكنها تحركها لالتقاء الساكنين ، نحو اخشون زيدا .