فصل
كما سبق في قوله - تعالى - : وقد ينفى الشيء ويثبت باعتبارين وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ( الأنفال : 17 ) ثم أثبته لسر غامض ؛ وهو أن الرمي الثاني غير الأول ؛ فإن الأول عنى به الرمي بالرعب ، والثاني عنى به بالتراب حين رمى النبي - صلى الله عليه وسلم - في وجوه أعدائه بالتراب والحصى ، وقال : شاهت الوجوه ، فانهزموا ، فأنزل الله يخبره أن انهزامهم لم يكن لأجل التراب ، وإنما هو بما أوقع في قلوبهم من الرعب .