المسألة الثالثة : قال القرطبي : في هذه الآية دليل على جواز وغيره . فأما الانتفاع بالألبان من الشرب فلا يجوز الانتفاع به ; لأنه مائع طاهر حصل في وعاء نجس . وذلك أن ضرع الميتة نجس ، واللبن طاهر ; فإذا حلب صار مأخوذا من وعاء نجس . فأما لبن الميتة فاختلف أصحابنا فيه . فمن قال : إن الإنسان طاهر حيا وميتا فهو طاهر . ومن قال : ينجس بالموت فهو نجس . وعلى القولين جميعا تثبت الحرمة ; لأن الصبي قد يتغذى به كما يتغذى من الحية . وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لبن المرأة الميتة " ، ولم يخص . انتهى كلام الرضاع ما أنبت اللحم وأنشز العظم القرطبي .