قوله تعالى : ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير .
وهذه الآية تدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم من الغيب إلا ما علمه الله ، وقد أمره تعالى أن يقول إنه لا يعلم الغيب في قوله في " الأنعام " : قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب [ ص: 46 ] [ 50 ] ، وقال : عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول الآية [ 62 \ 26 ، 27 ] ، وقال : قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله الآية [ 27 \ 65 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
والمراد بالخير في هذه الآية الكريمة قيل : المال ، ويدل على ذلك كثرة ورود الخير بمعنى المال في القرآن كقوله تعالى : وإنه لحب الخير لشديد [ 100 \ 8 ] ، وقوله : إن ترك خيرا [ 2 \ 180 ] ، وقوله : قل ما أنفقتم من خير الآية [ 2 \ 215 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .
وقيل : المراد بالخير فيها العمل الصالح كما قاله مجاهد وغيره ، والصحيح الأول لأنه صلى الله عليه وسلم مستكثر جدا من الخير الذي هو العمل الصالح ; لأن عمله صلى الله عليه وسلم كان ديمة ، وفي رواية كان إذا عمل عملا أثبته .