قوله تعالى : فأنجيناه وأهله .
ظاهر هذه الآية الكريمة أنه لم ينج مع لوط إلا خصوص أهله ، وقد بين تعالى ذلك في " الذاريات " بقوله : فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين [ 51 \ 35 ، 36 ] ، وقوله هنا : إلا امرأته كانت من الغابرين [ 7 \ 83 ] ، أوضحه في مواضع أخر : فبين أنها خائنة ، وأنها من أهل النار ، وأنها واقعة فيما أصاب قومها من الهلاك ، قال فيها هي وامرأة نوح : ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين [ 66 \ 10 ] ، وقال فيها وحدها : أعني امرأة لوط إلا امرأتك إنه مصيبها ما أصابهم الآية [ 11 \ 81 ] [ ص: 36 ] وقوله هنا في قوم لوط : وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين [ 7 \ 84 ] .
لم يبين هنا هذا المطر ما هو ، ولكنه بين في مواضع أخر أنه مطر حجارة أهلكهم الله بها كقوله : وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل [ 15 \ 74 ] ، وأشار إلى أن السجيل الطين بقوله في " الذاريات " : لنرسل عليهم حجارة من طين [ 51 \ 33 ] ، ، وبين أن هذا المطر مطر سوء لا رحمة بقوله : ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء [ 25 \ 40 ] ، وقوله تعالى في " الشعراء " : وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين [ 173 ] .