[ ص: 467 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الكافرون
ولا أنتم عابدون ما أعبد . قوله تعالى :
يدل بظاهره على أن الكفار المخاطبين بها لا يعبدون الله أبدا مع أنه دلت آيات أخر على أن منهم من يؤمن بالله تعالى كقوله : ومن هؤلاء من يؤمن به الآية [ 29 \ 47 ] .
والجواب من وجهين :
الأول : أنه خطاب لجنس الكفار وإن أسلموا فيما بعد فهو خطاب لهم ما داموا كفارا ، فإذا أسلموا لم يتناولهم ذلك ، لأنهم حينئذ مؤمنون لا كافرون وإن كانوا منافقين فهم كافرون في الباطن فيتناولهم الخطاب ، واختار هذا الوجه أبو العباس ابن تيمية .
الثاني : هو أن الآية من العام المخصوص وعليه فهي في خصوص الأشقياء المشار إليهم بقوله تعالى : إن الذين حقت عليهم كلمة ربك الآية [ 10 \ 96 ] ، كما تقدم نظيره مرارا .