قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29043وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا
" المساجد " : جمع مسجد . والمسجد لغة اسم مكان على وزن مفعل ، كمجلس على غير القياس مكان الجلوس ، وهو لغة يصدق على كل مكان صالح للسجود .
وقد ثبت من السنة أن الأرض كلها صالحة لذلك ، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1007809وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا " ، واستثنى منها أماكن خاصة نهى عن الصلاة فيها ; لأوصاف طارئة عليها ، وهي
nindex.php?page=treesubj&link=1352المزبلة ،
nindex.php?page=treesubj&link=1353والمجزرة ،
nindex.php?page=treesubj&link=1347والمقبرة ،
nindex.php?page=treesubj&link=1354وقارعة الطريق ،
nindex.php?page=treesubj&link=1349وفوق الحمام ،
nindex.php?page=treesubj&link=32754ومواضع الخسف ،
nindex.php?page=treesubj&link=1350ومعاطن الإبل ،
nindex.php?page=treesubj&link=24348والمكان المغصوب على خلاف فيه من حيث الصحة وعدمها ، والبيع .
وقد عد الشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - تسعة عشر موضعا عند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=80ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين [ 15 \ 80 ] في الكلام على حكم أرض
الحجر ، ومواطن الخسف ، وساق كل موضع بدليله ، وهو بحث مطول مستوفى ; والمسجد عرفا
[ ص: 321 ] كل ما خصص للصلاة ، وهو المراد بالإضافة هنا لله تعالى ، وهي إضافة تشريف وتكريم مع الإشعار باختصاصها بالله ، أي : بعبادته وذكره ، كما قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=36في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=37رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة [ 24 \ 36 - 37 ] .
ولهذا
nindex.php?page=treesubj&link=1936منعت من اتخاذها لأمور الدنيا من بيع وتجارة ، كما في الحديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009696إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا له : لا أربح الله تجارتك " رواه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي وحسنه .
وكذلك
nindex.php?page=treesubj&link=1942إنشاد الضالة ; لقوله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009697إذا سمعتم من ينشد ضالة بالمسجد ، فقولوا له : لا ردها الله عليك ; فإن المساجد لم تبن لذلك " رواه
مسلم .
وفي حديث الأعرابي الذي بال في المسجد قال له - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009698إن هذه المساجد لم تبن لذلك ; إنما هي لذكر الله وما والاه " ، وفي موطأ
مالك : أن
عمر - رضي الله عنه - بنى رحبة في ناحية المسجد تسمى : البطحاء . وقال : من كان يريد أن يلغط أو ينشد شعرا ، أو يرفع صوته ، فليخرج إلى هذه الرحبة .
واللغط هو : الكلام الذي فيه جلبة واختلاط . وأل في المساجد : للاستغراق ; فتفيد شمول جميع المساجد ، كما تدل في عمومها على المساواة ، ولكن جاءت آيات
nindex.php?page=treesubj&link=24104تخصص بعض المساجد بمزيد فضل واختصاص ، وهي :
المسجد الحرام ; خصه الله تعالى بما جاء في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=96إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=97فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت [ 3 \ 96 - 97 ] . فذكر هنا سبع خصال ليست لغيره من المساجد من أنه : أول بيت وضع للناس ، ومبارك ، وهدى للعالمين ، وفيه آيات بينات ، ومقام
إبراهيم ، ومن دخله كان آمنا ، والحج والعمرة إليه ، وآيات أخر .
والمسجد الأقصى ; قال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير [ 17 \ 1 ] فخص بكونه مسرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه ، وبالبركة حوله ، وأري - صلى الله عليه وسلم - فيه من آيات ربه .
[ ص: 322 ] وقد كان من الممكن أن يعرج به إلى السماء من جوف
مكة ، ومن
المسجد الحرام ، ولكن ليريه من آيات الله : كعلامات الطريق ; لتكون دليلا له على
قريش في إخباره بالإسراء والمعراج ، وتقديم
جبريل له الأقداح الثلاثة : بالماء ، واللبن ، والخمر ، واختياره اللبن رمزا للفطرة . واجتماع الأنبياء له والصلاة بهم في
المسجد الأقصى ، بينما رآهم في السماوات السبع ، وكل ذلك من آيات الله أريها - صلى الله عليه وسلم - في
المسجد الأقصى .
والمسجد النبوي ،
nindex.php?page=treesubj&link=32745_29303ومسجد قباء :
فمسجد قباء : نزل فيه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين [ 9 \ 108 ] .
فجاء في صحيح
مسلم : أن
أبا سعيد سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009699أي مسجد أسس على التقوى من أول يوم ؟ فأخذ - صلى الله عليه وسلم - حفنة من الحصباء وضرب بها أرض مسجده ، وقال : " مسجدكم هذا " .
وجاء في بلوغ المرام وغيره : حديث
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنه - : أن
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009700النبي - صلى الله عليه وسلم - سأل أهل قباء ، فقال : " إن الله يثني عليكم " ، فقالوا : إنا نتبع الحجارة الماء ، رواه
البزار بسند ضعيف .
قال
ابن حجر : وصححه
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - بدون ذكر الحجارة .
وقال صاحب وفاء الوفاء : وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13287ابن شيبة من طرق ما حاصله أن : الآية لما نزلت أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أهل قباء .
وفي رواية : أهل ذلك المسجد .
وفي رواية :
بني عمرو بن عوف . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009701إن الله قد أحسن عليكم الثناء في الطهور ، فما بلغ من طهوركم ؟ قالوا : نستنجي بالماء " .
قال : وروى
أحمد ،
وابن شيبة ، واللفظ
لأحمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009702انطلقت إلى مسجد التقوى أنا nindex.php?page=showalam&ids=12وعبد الله بن عمر nindex.php?page=showalam&ids=24وسمرة بن جندب ، فأتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا لنا : انطلقوا إلى مسجد التقوى ، فانطلقنا نحوه . فاستقبلنا يداه على كاهل أبي بكر وعمر فثرنا في وجهه ، فقال : من هؤلاء يا أبا بكر ؟ فقال : عبد الله بن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة ، وجندب .
[ ص: 323 ] فحديث
مسلم في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وتلك النصوص في
مسجد قباء .
وقد قال
ابن حجر - رحمه الله - : والحق أن كلا منهما أسس على التقوى ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فيه رجال يحبون أن يتطهروا [ 9 \ 108 ] ظاهر في
أهل قباء .
وقيل : إن حديث
مسلم في خصوص
nindex.php?page=treesubj&link=30695مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، جاء ردا على اختلاف رجلين في المسجد المعني بها ، فأراد - صلى الله عليه وسلم - أن يبين لهم أن الآية ليست خاصة
بمسجد قباء ، وإنما هي عامة في كل مسجد أسس على التقوى ، وأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، كما هو معلوم في الأصول .
وعليه ، فالآية إذا اشتملت وتشتمل على كل مسجد أينما كان ، إذا كان أساسه من أول يوم بنائه على التقوى ، ويشهد لذلك سياق الآية بالنسبة إلى ما قبلها وما بعدها ، فقد جاءت قبلها قصة مسجد الضرار بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه [ 9 \ 107 - 108 ] .
ومعلوم أن
مسجد الضرار كان بمنطقة
قباء ، وطلبوا من الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي لهم فيه تبركا في ظاهر الأمر ، وتقريرا لوجوده يتذرعون بذلك ، ولكن الله كشف عن حقيقتهم .
وجاءت الآية بمقارنة بين المسجدين ، فقال تعالى له :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا الآية [ 9 \ 108 ] .
وجاء بعد ذلك مباشرة للمقارنة مرة أخرى أعم من الأولى في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين لا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم [ 9 \ 109 - 110 ] .
وبهذا يكون السبب في نزول الآية هو المقارنة بين مبدأين متغايرين ، وأن الأولية في الآية في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108من أول يوم [ 9 \ 108 ] أولية نسبية ، أي : بالنسبة لكل مسجد في أول
[ ص: 324 ] يوم بنائه ، وإن كان الظاهر فيها أولية زمانية خاصة ، وهو أول يوم وصل - صلى الله عليه وسلم -
المدينة ، ونزل
بقباء ، وتظل هذه المقارنة في الآية موجودة إلى ما شاء الله في كل زمان ومكان كما قدمنا .
وقد اختصت تلك المساجد الأربعة بأمور تربط بينها بروابط عديدة ، أهمها : تحديد مكانها حيث كان بوحي أو شبه الوحي ، ففي
البيت الحرام قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت [ 22 \ 26 ] .
وفي
المسجد الأقصى ما جاء في الأثر عنه : أن الله أوحى إلى نبيه
داود أن ابن لي بيتا ، قال : وأين تريدني أبنيه لك يا رب ؟ قال : حيث ترى الفارس المعلم شاهرا سيفه . فرآه في مكانه الآن ، وكان حوشا لرجل من
بني إسرائيل . إلى آخر القصة في
البيهقي .
وفي
مسجد قباء بسند فيه ضعف .
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009703لما نزل - صلى الله عليه وسلم - قباء ، قال : " من يركب الناقة " إلى أن ركبها علي ، فقال له : " أرخ زمامها " فاستنت ، فقال : " خطوا المسجد حيث استنت " .
وفي
المسجد النبوي : جاء في السير كلها :
أنه - صلى الله عليه وسلم - كان كلما مر بحي من أحياء المدينة ، وقالوا له : هلم إلى العدد والعدة ، فيقول : " خلوا سبيلها ، فإنها مأمورة " ، حتى وصلت إلى أمام بيت nindex.php?page=showalam&ids=50nindex.php?page=treesubj&link=34044أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - . وكان أمامه مربد لأيتام ومقبرة ليهود ، فاشترى المكان ونبش القبور وبنى المسجد .
وكذلك في البناء فكلها بناء رسل الله ،
فالمسجد الحرام بناه
إبراهيم - عليه السلام - ، أي البناء الذي ذكره القرآن وما قبله فيه روايات عديدة ، ولكن الثابت في القرآن قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=127وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل [ 2 \ 127 ] .
وكذلك
بيت المقدس ، وبينه وبين البيت أربعون سنة ، كما في حديث
عائشة في
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، أي : تجديد بنائه .
وكذلك
مسجد قباء ، فقد شارك - صلى الله عليه وسلم - في بنائه ، وجاء في قصة بنائه
أن رجلا لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - حاملا حجرا ، فقال : دعني أحمله عنك يا رسول الله ، فقال له : " انطلق وخذ غيرها ، فلست بأحوج من الثواب مني " .
وكذلك مسجده الشريف
بالمدينة المنورة ، حين بناه أولا من جذوع النخل وجريده
[ ص: 325 ] ثم بناه مرة أخرى بالبناء بعد عودته من تبوك .
ولهذه الخصوصيات لهذه المساجد الأربعة ، تميزت عن عموم المساجد كما قدمنا .
ومن أهم ذلك مضاعفة الأعمال فيها ، أصلها الصلاة ، كما بوب لهذا
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري بقوله : باب فضل الصلاة في مسجد
مكة والمدينة . وساق الحديثين .
الأول حديث : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009706لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ، ومسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - " .
والحديث الثاني : قوله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1008763صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام " .
كما اختص
المسجد النبوي بروضته ، التي هي روضة من رياض الجنة .
وبقوله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009707ومنبري على ترعة من ترع الجنة " ، وهو حديث مشهور : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009708ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على ترعة من ترع الجنة " .
واختص
مسجد قباء بقوله - صلى الله عليه وسلم - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009709من تطهر في بيته ، ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه ركعتين ، كان له كأجر عمرة " ، أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه nindex.php?page=showalam&ids=16670وعمر بن شبة بسند جيد ، ورواه
أحمد والحاكم ، وقال : صحيح بسند .
قال في وفاء الوفاء : وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16670عمر بن شبة : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16071سويد بن سعيد ، قال حدثنا
أيوب بن حيام ، عن
سعيد بن الرقيش الأسدي ، قال : جاءنا
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك إلى
مسجد قباء ، فصلى ركعتين إلى بعض هذه السواري ، ثم سلم وجلس وجلسنا حوله ، فقال : سبحان الله ! : ما أعظم حق هذا المسجد ، ولو كان على مسيرة شهر كان أهلا أن يؤتى ، من خرج من بيته يريده معتمدا إليه ليصلي فيه أربع ركعات أقلبه الله بأجر عمرة .
وقد اشتهر هذا المعنى عند العامة والخاصة ، حتى قال
عبد الرحمن بن الحكم في شعر له :
فإن أهلك فقد أقررت عينا من المعتمرات إلى قباء من اللائي سوالفهن غيد
عليهن الملاحة بالبهاء
[ ص: 326 ] وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16670ابن شبة بسند صحيح من طريق
عائشة بنت سعد بن أبي وقاص ، قالت : سمعت أبي يقول : لأن أصلي في
مسجد قباء ركعتين أحب إلي من أن آتي
بيت المقدس مرتين . لو يعلمون ما في
قباء ; لضربوا إليه أكباد الإبل ، وغير ذلك من الآثار مرفوعة وموقوفة ، مما يؤكد هذا المعنى من أن
قباء اختص بأن من تطهر في بيته وأتى إليه عامدا ، وصلى فيه ركعتين ; كان له كأجر عمرة .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=72&ayano=18nindex.php?page=treesubj&link=29043وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا
" الْمَسَاجِدُ " : جَمْعُ مَسْجِدٍ . وَالْمَسْجِدُ لُغَةً اسْمُ مَكَانٍ عَلَى وَزْنٍ مَفْعِلٍ ، كَمَجْلِسٍ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ مَكَانُ الْجُلُوسِ ، وَهُوَ لُغَةً يَصْدُقُ عَلَى كُلِّ مَكَانٍ صَالِحٍ لِلسُّجُودِ .
وَقَدْ ثَبَتَ مِنَ السُّنَّةِ أَنَّ الْأَرْضَ كُلَّهَا صَالِحَةٌ لِذَلِكَ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1007809وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا " ، وَاسْتَثْنَى مِنْهَا أَمَاكِنَ خَاصَّةً نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ فِيهَا ; لِأَوْصَافٍ طَارِئَةٍ عَلَيْهَا ، وَهِيَ
nindex.php?page=treesubj&link=1352الْمَزْبَلَةُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=1353وَالْمَجْزَرَةُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=1347وَالْمَقْبَرَةُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=1354وَقَارِعَةُ الطَّرِيقِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=1349وَفَوْقَ الْحَمَّامِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=32754وَمَوَاضِعُ الْخَسْفِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=1350وَمَعَاطِنُ الْإِبِلِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=24348وَالْمَكَانُ الْمَغْصُوبُ عَلَى خِلَافٍ فِيهِ مِنْ حَيْثُ الصِّحَّةُ وَعَدَمُهَا ، وَالْبِيَعُ .
وَقَدْ عَدَّ الشَّيْخُ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - تِسْعَةَ عَشَرِ مَوْضِعًا عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=80وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ [ 15 \ 80 ] فِي الْكَلَامِ عَلَى حُكْمِ أَرْضِ
الْحِجْرِ ، وَمُوَاطِنِ الْخَسْفِ ، وَسَاقَ كُلَّ مَوْضِعٍ بِدَلِيلِهِ ، وَهُوَ بَحْثٌ مُطَوَّلٌ مُسْتَوْفًى ; وَالْمَسْجِدُ عُرْفًا
[ ص: 321 ] كُلُّ مَا خُصِّصَ لِلصَّلَاةِ ، وَهُوَ الْمُرَادُ بِالْإِضَافَةِ هُنَا لِلَّهِ تَعَالَى ، وَهِيَ إِضَافَةُ تَشْرِيفٍ وَتَكْرِيمٍ مَعَ الْإِشْعَارِ بِاخْتِصَاصِهَا بِاللَّهِ ، أَيْ : بِعِبَادَتِهِ وَذِكْرِهِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=36فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=37رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ [ 24 \ 36 - 37 ] .
وَلِهَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=1936مُنِعَتْ مِنَ اتِّخَاذِهَا لِأُمُورِ الدُّنْيَا مِنْ بَيْعٍ وَتِجَارَةٍ ، كَمَا فِي الْحَدِيثِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009696إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ فَقُولُوا لَهُ : لَا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ " رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النِّسَائِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13948وَالتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ .
وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=treesubj&link=1942إِنْشَادُ الضَّالَّةِ ; لِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009697إِذَا سَمِعْتُمْ مَنْ يَنْشُدُ ضَالَّةً بِالْمَسْجِدِ ، فَقُولُوا لَهُ : لَا رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْكَ ; فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِذَلِكَ " رَوَاهُ
مُسْلِمٌ .
وَفِي حَدِيثِ الْأَعْرَابِيِّ الَّذِي بَالَ فِي الْمَسْجِدِ قَالَ لَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009698إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِذَلِكَ ; إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ " ، وَفِي مُوَطَّأِ
مَالِكٍ : أَنَّ
عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بَنَى رَحْبَةً فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ تُسَمَّى : الْبَطْحَاءَ . وَقَالَ : مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَلْغَطَ أَوْ يُنْشِدَ شِعْرًا ، أَوْ يَرْفَعَ صَوْتَهُ ، فَلْيَخْرُجْ إِلَى هَذِهِ الرَّحْبَةِ .
وَاللَّغَطُ هُوَ : الْكَلَامُ الَّذِي فِيهِ جَلَبَةٌ وَاخْتِلَاطٌ . وَأَلْ فِي الْمَسَاجِدِ : لِلِاسْتِغْرَاقِ ; فَتُفِيدُ شُمُولَ جَمِيعِ الْمَسَاجِدِ ، كَمَا تَدُلُّ فِي عُمُومِهَا عَلَى الْمُسَاوَاةِ ، وَلَكِنْ جَاءَتْ آيَاتٌ
nindex.php?page=treesubj&link=24104تُخَصِّصُ بَعْضَ الْمَسَاجِدِ بِمَزِيدِ فَضْلٍ وَاخْتِصَاصٍ ، وَهِيَ :
الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ; خَصَّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِمَا جَاءَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=96إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=97فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ [ 3 \ 96 - 97 ] . فَذَكَرَ هُنَا سَبْعَ خِصَالٍ لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ مِنَ الْمَسَاجِدِ مِنْ أَنَّهُ : أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ ، وَمُبَارَكٌ ، وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ، وَفِيهِ آيَاتُ بَيِّنَاتٌ ، وَمَقَامُ
إِبْرَاهِيمَ ، وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ، وَالْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ إِلَيْهِ ، وَآيَاتٌ أُخَرُ .
وَالْمَسْجِدُ الْأَقْصَى ; قَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=1سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [ 17 \ 1 ] فَخُصَّ بِكَوْنِهِ مَسْرَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَيْهِ ، وَبِالْبَرَكَةِ حَوْلَهُ ، وَأُرِيَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِيهِ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ .
[ ص: 322 ] وَقَدْ كَانَ مِنَ الْمُمْكِنِ أَنْ يَعْرُجَ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ مِنْ جَوْفِ
مَكَّةَ ، وَمِنَ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، وَلَكِنْ لِيُرِيَهُ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ : كَعَلَامَاتِ الطَّرِيقِ ; لِتَكُونَ دَلِيلًا لَهُ عَلَى
قُرَيْشٍ فِي إِخْبَارِهِ بِالْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ ، وَتَقْدِيمِ
جِبْرِيلَ لَهُ الْأَقْدَاحَ الثَّلَاثَةَ : بِالْمَاءِ ، وَاللَّبَنِ ، وَالْخَمْرِ ، وَاخْتِيَارِهِ اللَّبَنَ رَمْزًا لِلْفِطْرَةِ . وَاجْتِمَاعِ الْأَنْبِيَاءِ لَهُ وَالصَّلَاةِ بِهِمْ فِي
الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ، بَيْنَمَا رَآهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ أُرِيَهَا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي
الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى .
وَالْمَسْجِدُ النَّبَوِيُّ ،
nindex.php?page=treesubj&link=32745_29303وَمَسْجِدُ قُبَاءٍ :
فَمَسْجِدُ قُبَاءٍ : نَزَلَ فِيهِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ [ 9 \ 108 ] .
فَجَاءَ فِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ : أَنَّ
أَبَا سَعِيدٍ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009699أَيُّ مَسْجِدٍ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ؟ فَأَخَذَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَفْنَةً مِنَ الْحَصْبَاءِ وَضَرَبَ بِهَا أَرْضَ مَسْجِدِهِ ، وَقَالَ : " مَسْجِدُكُمْ هَذَا " .
وَجَاءَ فِي بُلُوغِ الْمَرَامِ وَغَيْرِهِ : حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : أَنَّ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009700النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سَأَلَ أَهْلَ قُبَاءٍ ، فَقَالَ : " إِنَّ اللَّهَ يُثْنِي عَلَيْكُمْ " ، فَقَالُوا : إِنَّا نُتْبِعُ الْحِجَارَةَ الْمَاءَ ، رَوَاهُ
الْبَزَّارُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ .
قَالَ
ابْنُ حَجَرٍ : وَصَحَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13114ابْنُ خُزَيْمَةَ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - بِدُونِ ذِكْرِ الْحِجَارَةِ .
وَقَالَ صَاحِبُ وَفَاءِ الْوَفَاءِ : وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13287ابْنُ شَيْبَةَ مِنْ طُرُقٍ مَا حَاصِلُهُ أَنَّ : الْآيَةَ لَمَّا نَزَلَتْ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
أَهْلَ قُبَاءٍ .
وَفِي رِوَايَةٍ : أَهْلَ ذَلِكَ الْمَسْجِدِ .
وَفِي رِوَايَةٍ :
بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009701إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحْسَنَ عَلَيْكُمُ الثَّنَاءَ فِي الطُّهُورِ ، فَمَا بَلَغَ مِنْ طُهُورِكُمْ ؟ قَالُوا : نَسْتَنْجِي بِالْمَاءِ " .
قَالَ : وَرَوَى
أَحْمَدُ ،
وَابْنُ شَيْبَةَ ، وَاللَّفْظُ
لِأَحْمَدَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009702انْطَلَقْتُ إِلَى مَسْجِدِ التَّقْوَى أَنَا nindex.php?page=showalam&ids=12وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=24وَسَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ ، فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالُوا لَنَا : انْطَلِقُوا إِلَى مَسْجِدِ التَّقْوَى ، فَانْطَلَقْنَا نَحْوَهُ . فَاسْتَقْبَلَنَا يَدَاهُ عَلَى كَاهِلِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَثُرْنَا فِي وَجْهِهِ ، فَقَالَ : مَنْ هَؤُلَاءِ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ فَقَالَ : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، nindex.php?page=showalam&ids=3وَأَبُو هُرَيْرَةَ ، وَجُنْدُبٌ .
[ ص: 323 ] فَحَدِيثُ
مُسْلِمٍ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَتِلْكَ النُّصُوصُ فِي
مَسْجِدِ قُبَاءٍ .
وَقَدْ قَالَ
ابْنُ حَجَرٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - : وَالْحَقُّ أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا [ 9 \ 108 ] ظَاهِرٌ فِي
أَهْلِ قُبَاءٍ .
وَقِيلَ : إِنَّ حَدِيثَ
مُسْلِمٍ فِي خُصُوصِ
nindex.php?page=treesubj&link=30695مَسْجِدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، جَاءَ رَدًّا عَلَى اخْتِلَافِ رَجُلَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ الْمَعْنِيِّ بِهَا ، فَأَرَادَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُبَيِّنَ لَهُمْ أَنَّ الْآيَةَ لَيْسَتْ خَاصَّةً
بِمَسْجِدِ قُبَاءٍ ، وَإِنَّمَا هِيَ عَامَّةٌ فِي كُلِّ مَسْجِدٍ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى ، وَأَنَّ الْعِبْرَةَ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لَا بِخُصُوصِ السَّبَبِ ، كَمَا هُوَ مَعْلُومٌ فِي الْأُصُولِ .
وَعَلَيْهِ ، فَالْآيَةُ إِذًا اشْتَمَلَتْ وَتَشْتَمِلُ عَلَى كُلِّ مَسْجِدٍ أَيْنَمَا كَانَ ، إِذَا كَانَ أَسَاسُهُ مِنْ أَوَّلِ يَوْمِ بِنَائِهِ عَلَى التَّقْوَى ، وَيَشْهَدُ لِذَلِكَ سِيَاقُ الْآيَةِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا ، فَقَدْ جَاءَتْ قَبْلَهَا قِصَّةُ مَسْجِدِ الضِّرَارِ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ [ 9 \ 107 - 108 ] .
وَمَعْلُومٌ أَنَّ
مَسْجِدَ الضِّرَارِ كَانَ بِمِنْطَقَةِ
قُبَاءٍ ، وَطَلَبُوا مِنَ الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُصَلِّيَ لَهُمْ فِيهِ تَبَرُّكًا فِي ظَاهِرِ الْأَمْرِ ، وَتَقْرِيرًا لِوُجُودِهِ يَتَذَرَّعُونَ بِذَلِكَ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ كَشَفَ عَنْ حَقِيقَتِهِمْ .
وَجَاءَتِ الْآيَةُ بِمُقَارَنَةٍ بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ ، فَقَالَ تَعَالَى لَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا الْآيَةَ [ 9 \ 108 ] .
وَجَاءَ بَعْدَ ذَلِكَ مُبَاشَرَةً لِلْمُقَارَنَةِ مَرَّةً أُخْرَى أَعَمَّ مِنَ الْأُولَى فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=109أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ لَا
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=110يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْا رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ [ 9 \ 109 - 110 ] .
وَبِهَذَا يَكُونُ السَّبَبُ فِي نُزُولِ الْآيَةِ هُوَ الْمُقَارَنَةُ بَيْنَ مَبْدَأَيْنِ مُتَغَايِرَيْنِ ، وَأَنَّ الْأَوَّلِيَّةَ فِي الْآيَةِ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=108مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ [ 9 \ 108 ] أَوَّلِيَّةٌ نِسْبِيَّةٌ ، أَيْ : بِالنِّسْبَةِ لِكُلِّ مَسْجِدٍ فِي أَوَّلِ
[ ص: 324 ] يَوْمِ بِنَائِهِ ، وَإِنْ كَانَ الظَّاهِرُ فِيهَا أَوَّلِيَّةً زَمَانِيَّةً خَاصَّةً ، وَهُوَ أَوَّلُ يَوْمٍ وَصَلَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
الْمَدِينَةَ ، وَنَزَلَ
بِقُبَاءٍ ، وَتَظَلُّ هَذِهِ الْمُقَارَنَةُ فِي الْآيَةِ مَوْجُودَةً إِلَى مَا شَاءَ اللَّهُ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ كَمَا قَدَّمْنَا .
وَقَدِ اخْتُصَّتْ تِلْكَ الْمَسَاجِدُ الْأَرْبَعَةُ بِأُمُورٍ تَرْبِطُ بَيْنَهَا بِرَوَابِطَ عَدِيدَةٍ ، أَهَمُّهَا : تَحْدِيدُ مَكَانِهَا حَيْثُ كَانَ بِوَحْيٍ أَوْ شِبْهِ الْوَحْيِ ، فَفِي
الْبَيْتِ الْحَرَامِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=26وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ [ 22 \ 26 ] .
وَفِي
الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى مَا جَاءَ فِي الْأَثَرِ عَنْهُ : أَنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى نَبِيِّهِ
دَاوُدَ أَنِ ابْنِ لِي بَيْتًا ، قَالَ : وَأَيْنَ تُرِيدُنِي أَبْنِيهِ لَكَ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : حَيْثُ تَرَى الْفَارِسَ الْمُعَلِّمَ شَاهِرًا سَيْفَهُ . فَرَآهُ فِي مَكَانِهِ الْآنَ ، وَكَانَ حَوْشًا لِرَجُلٍ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ . إِلَى آخِرِ الْقِصَّةِ فِي
الْبَيْهَقِيِّ .
وَفِي
مَسْجِدِ قُبَاءٍ بِسَنَدٍ فِيهِ ضَعْفٌ .
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009703لَمَّا نَزَلَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُبَاءٍ ، قَالَ : " مَنْ يَرْكَبُ النَّاقَةَ " إِلَى أَنْ رَكِبَهَا عَلِيٌّ ، فَقَالَ لَهُ : " أَرْخِ زِمَامَهَا " فَاسْتَنَّتْ ، فَقَالَ : " خُطُّوا الْمَسْجِدَ حَيْثُ اسْتَنَّتْ " .
وَفِي
الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ : جَاءَ فِي السِّيَرِ كُلِّهَا :
أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ كُلَّمَا مَرَّ بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْمَدِينَةِ ، وَقَالُوا لَهُ : هَلُمَّ إِلَى الْعَدَدِ وَالْعُدَّةِ ، فَيَقُولُ : " خَلُّوا سَبِيلَهَا ، فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ " ، حَتَّى وَصَلَتْ إِلَى أَمَامِ بَيْتِ nindex.php?page=showalam&ids=50nindex.php?page=treesubj&link=34044أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - . وَكَانَ أَمَامَهُ مِرْبَدٌ لِأَيْتَامٍ وَمَقْبَرَةٌ لِيَهُودَ ، فَاشْتَرَى الْمَكَانَ وَنَبَشَ الْقُبُورَ وَبَنَى الْمَسْجِدَ .
وَكَذَلِكَ فِي الْبِنَاءِ فَكُلُّهَا بِنَاءُ رُسُلِ اللَّهِ ،
فَالْمَسْجِدُ الْحَرَامُ بَنَاهُ
إِبْرَاهِيمُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، أَيِ الْبِنَاءُ الَّذِي ذَكَرَهُ الْقُرْآنُ وَمَا قَبْلَهُ فِيهِ رِوَايَاتٌ عَدِيدَةٌ ، وَلَكِنَّ الثَّابِتَ فِي الْقُرْآنِ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=127وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ [ 2 \ 127 ] .
وَكَذَلِكَ
بَيْتُ الْمَقْدِسِ ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ الْبَيْتِ أَرْبَعُونَ سَنَةً ، كَمَا فِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ فِي
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ ، أَيْ : تَجْدِيدُ بِنَائِهِ .
وَكَذَلِكَ
مَسْجِدُ قُبَاءٍ ، فَقَدْ شَارَكَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بِنَائِهِ ، وَجَاءَ فِي قِصَّةِ بِنَائِهِ
أَنَّ رَجُلًا لَقِيَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَامِلًا حَجَرًا ، فَقَالَ : دَعْنِي أَحْمِلْهُ عَنْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَقَالَ لَهُ : " انْطَلِقْ وَخُذْ غَيْرَهَا ، فَلَسْتَ بِأَحْوَجَ مِنَ الثَّوَابِ مِنِّي " .
وَكَذَلِكَ مَسْجِدُهُ الشَّرِيفُ
بِالْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ ، حِينَ بَنَاهُ أَوَّلًا مِنْ جُذُوعِ النَّخْلِ وَجَرِيدِهِ
[ ص: 325 ] ثُمَّ بَنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى بِالْبِنَاءِ بَعْدَ عَوْدَتِهِ مِنْ تَبُوكَ .
وَلِهَذِهِ الْخُصُوصِيَّاتِ لِهَذِهِ الْمَسَاجِدِ الْأَرْبَعَةِ ، تَمَيَّزَتْ عَنْ عُمُومِ الْمَسَاجِدِ كَمَا قَدَّمْنَا .
وَمِنْ أَهَمِّ ذَلِكَ مُضَاعَفَةُ الْأَعْمَالِ فِيهَا ، أَصْلُهَا الصَّلَاةُ ، كَمَا بَوَّبَ لِهَذَا
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ بِقَوْلِهِ : بَابُ فَضْلِ الصَّلَاةِ فِي مَسْجِدِ
مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ . وَسَاقَ الْحَدِيثَيْنِ .
الْأَوَّلُ حَدِيثُ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009706لَا تَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ : الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ، وَالْمَسْجِدُ الْأَقْصَى ، وَمَسْجِدُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " .
وَالْحَدِيثُ الثَّانِي : قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1008763صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ " .
كَمَا اخْتُصَّ
الْمَسْجِدُ النَّبَوِيُّ بِرَوْضَتِهِ ، الَّتِي هِيَ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ .
وَبِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009707وَمِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ " ، وَهُوَ حَدِيثٌ مَشْهُورٌ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009708مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ، وَمِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّةِ " .
وَاخْتُصَّ
مَسْجِدُ قُبَاءٍ بِقَوْلِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=1009709مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ، ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءٍ فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ " ، أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13478ابْنُ مَاجَهْ nindex.php?page=showalam&ids=16670وَعُمَرُ بْنُ شَبَّةَ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ ، وَرَوَاهُ
أَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ ، وَقَالَ : صَحِيحٌ بِسَنَدٍ .
قَالَ فِي وَفَاءِ الْوَفَاءِ : وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16670عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16071سُوِيدُ بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ حَدَّثَنَا
أَيُّوبُ بْنُ حَيَامٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ الرُّقَيْشِ الْأَسَدِيِّ ، قَالَ : جَاءَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ إِلَى
مَسْجِدِ قُبَاءٍ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ إِلَى بَعْضِ هَذِهِ السَّوَارِي ، ثُمَّ سَلَّمَ وَجَلَسَ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! : مَا أَعْظَمَ حَقَّ هَذَا الْمَسْجِدِ ، وَلَوْ كَانَ عَلَى مَسِيرَةِ شَهْرٍ كَانَ أَهْلًا أَنْ يُؤْتَى ، مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يُرِيدُهُ مُعْتَمِدًا إِلَيْهِ لِيُصَلِّيَ فِيهِ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ أَقْلَبَهُ اللَّهُ بِأَجْرِ عُمْرَةٍ .
وَقَدِ اشْتُهِرَ هَذَا الْمَعْنَى عِنْدَ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ ، حَتَّى قَالَ
عَبْدُ الرَّحِمَنِ بْنُ الْحَكَمِ فِي شِعْرٍ لَهُ :
فَإِنْ أَهْلِكْ فَقَدْ أَقْرَرْتُ عَيْنًا مِنَ الْمُعْتَمِرَاتِ إِلَى قُبَاءٍ مِنَ اللَّائِي سَوَالِفُهُنَّ غِيدٌ
عَلَيْهِنَّ الْمَلَاحَةُ بِالْبَهَاءِ
[ ص: 326 ] وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16670ابْنُ شَبَّةَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ مِنْ طَرِيقِ
عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : لَأَنْ أُصَلِّيَ فِي
مَسْجِدِ قُبَاءٍ رَكْعَتَيْنِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ آتِيَ
بَيْتَ الْمَقْدِسِ مَرَّتَيْنِ . لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي
قُبَاءٍ ; لَضَرَبُوا إِلَيْهِ أَكْبَادَ الْإِبِلِ ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ الْآثَارِ مَرْفُوعَةً وَمَوْقُوفَةً ، مِمَّا يُؤَكِّدُ هَذَا الْمَعْنَى مِنْ أَنَّ
قُبَاءً اخْتُصَّ بِأَنَّ مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ وَأَتَى إِلَيْهِ عَامِدًا ، وَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ; كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ .