لا إكراه في الدين ) الآية [ 256 ] . قوله تعالى : (
158 - أخبرنا محمد بن أحمد بن جعفر المزكي ، أخبرنا ، أخبرنا زاهر بن أحمد الحسين بن محمد بن مصعب قال : حدثنا ، حدثنا يحيى بن حكيم عن ابن أبي عدي شعبة ، عن أبي بشر ، عن ، عن سعيد بن جبير قال : كانت المرأة من نساء ابن عباس الأنصار تكون مقلاة فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوده فلما أجليت النضير كان فيهم من أبناء الأنصار ، فقالوا : لا ندع أبناءنا . فأنزل الله تعالى : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) . الآية .
159 - أخبرنا ، حدثنا محمد بن موسى بن الفضل محمد بن يعقوب ، حدثنا ، حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، عن وهب بن جرير شعبة ، عن أبي بشر ، عن ، عن سعيد بن جبير في قوله تعالى : ( ابن عباس لا إكراه في الدين ) قال : كانت المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد ، فتحلف لئن عاش لها ولد لتهودنه ، فلما أجليت بنو النضير إذا فيهم أناس من [ أبناء ] الأنصار ، فقالت الأنصار : يا رسول الله أبناؤنا ، فأنزل الله تعالى : ( لا إكراه في الدين ) . قال : فمن شاء لحق بهم ، ومن شاء دخل في الإسلام . سعيد بن جبير
160 - وقال مجاهد : نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار كان له غلام أسود يقال له : صبيح وكان يكرهه على الإسلام .
161 - وقال : السدي نزلت في رجل من الأنصار يكنى أبا الحصين ، وكان له ابنان ، فقدم تجار الشام إلى المدينة يحملون الزيت ، فلما أرادوا الرجوع من المدينة أتاهم ابنا أبي الحصين فدعوهما إلى النصرانية ، فتنصرا وخرجا إلى الشام ، فأخبر أبو الحصين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : اطلبهما ، فأنزل الله عز وجل : ( لا إكراه في الدين ) فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أبعدهما الله هما أول من كفر . وكان هذا قبل أن يؤمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتال أهل الكتاب ثم نسخ قوله : ( لا إكراه في الدين ) وأمر بقتال أهل الكتاب في سورة براءة .
162 - وقال مسروق : كان لرجل من الأنصار من بني سالم بن عوف ابنان ، فتنصرا قبل أن يبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قدما المدينة في نفر من النصارى يحملون الطعام ، فأتاهما أبوهما ، فلزمهما وقال : والله لا أدعكما حتى تسلما ، فأبيا أن يسلما ، فاختصموا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، أيدخل بعضي النار وأنا أنظر ؟ فأنزل الله عز وجل : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) فخلى سبيلهما .
[ ص: 44 ] 163 - أخبرنا أبو إسحاق أحمد بن إبراهيم المقرئ ، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس ، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محفوظ ، حدثنا ، حدثنا عبد الله بن هاشم ، عن عبد الرحمن بن مهدي سفيان ، عن ، عن خصيف مجاهد قال : كان ناس مسترضعين في اليهود : قريظة والنضير ، فلما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإجلاء بني النضير ، قال أبناؤهم من الأوس الذين كانوا مسترضعين فيهم : لنذهبن معهم ، ولندينن بدينهم ، فمنعهم أهلهم وأرادوا أن يكرهوهم على الإسلام ، فنزلت : ( لا إكراه في الدين ) الآية .