ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى . . . ) الآية [ 13 ] . قوله تعالى : (
765 - قال : ابن عباس نزلت في وقوله في الرجل الذي لم يفسح له ابن فلانة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من الذاكر فلانة ؟ " فقام ثابت بن قيس ، ثابت ، فقال : أنا يا رسول الله . فقال : " انظر في وجوه القوم " ، فنظر فقال : " ما رأيت يا ثابت ؟ " فقال : رأيت أبيض وأحمر وأسود قال : " فإنك لا تفضلهم إلا في الدين والتقوى " ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .
765 م - وقال مقاتل : لما كان يوم فتح مكة أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالا حتى أذن على ظهر الكعبة ، فقال عتاب بن أسيد بن أبي العيس : الحمد لله الذي قبض أبي حتى لم ير هذا اليوم . وقال : أما وجد الحارث بن هشام محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنا ؟ ! وقال : إن يرد الله شيئا يغيره ، وقال سهيل بن عمرو أبو سفيان : إني لا أقول شيئا أخاف أن يخبر به رب السماء ، فأتى جبريل عليه السلام النبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبره بما قالوا ، فدعاهم وسألهم عما قالوا ، فأقروا ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وزجرهم عن التفاخر بالأنساب والتكاثر بالأموال والإزراء بالفقراء .
[ ص: 205 ] 766 - أخبرنا أبو حسان المزكي قال : أخبرنا هارون بن محمد الإستراباذي قال : حدثنا أبو محمد إسحاق بن محمد الخزاعي قال : حدثنا أبو الوليد الأزرقي قال : حدثني جدي قال : أخبرنا عبد الجبار بن الورد المكي قال : أخبرنا قال : ابن أبي مليكة لما كان يوم الفتح رقى بلال [ على ] ظهر الكعبة [ فأذن ] ، فقال بعض الناس : يا عباد الله ، أهذا العبد الأسود يؤذن على ظهر الكعبة ؟ فقال بعضهم : إن يسخط الله هذا يغيره ، فأنزل الله تعالى : ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ) .
766 م - وقال : يزيد بن شجرة مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم ببعض الأسواق بالمدينة ، وإذا غلام أسود قائم ينادي عليه : بياع فيمن يزيد ، وكان الغلام يقول : من اشتراني فعلى شرط ، قيل : ما هو ؟ قال : لا يمنعني من الصلوات الخمس خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فاشتراه رجل على هذا الشرط ، وكان يراه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند كل صلاة مكتوبة ففقده ذات يوم ، فقال لصاحبه : " أين الغلام ؟ " فقال : محموم يا رسول الله ، فقال لأصحابه : " قوموا بنا نعوده " ، فقاموا معه فعادوه ، فلما كان بعد أيام قال لصاحبه : " ما حال الغلام ؟ " فقال : يا رسول الله إن الغلام لما به ، فقام ودخل عليه وهو في برحائه ، فقبض على تلك الحال ، فتولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غسله وتكفينه ودفنه ، فدخل على أصحابه من ذلك أمر عظيم ، فقال المهاجرون : هجرنا ديارنا وأموالنا وأهلينا فلم ير أحد منا في حياته ومرضه وموته ما لقي هذا الغلام . وقالت الأنصار : آويناه ونصرناه وواسيناه بأموالنا فآثر علينا عبدا حبشيا ، فأنزل الله تبارك وتعالى : ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ) يعني أنكم بنو أب واحد وامرأة واحدة . وأراهم فضل التقوى بقوله تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) .