قوله تعالى : ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب ) .
511 - قال قتادة : بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك وبين يديه ناس من المنافقين ، إذ قالوا : يرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها هيهات له ذلك ، فأطلع الله نبيه على ذلك ، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم - : " احبسوا علي الركب " فأتاهم فقال : " قلتم [ ص: 131 ] كذا وكذا ؟ " فقالوا : يا رسول الله ، إنما كنا نخوض ونلعب ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .
512 - قال ، زيد بن أسلم : ومحمد بن كعب قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك : ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ، ولا أكذب ألسنا ، ولا أجبن عند اللقاء - يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - فقال : كذبت ، ولكنك منافق ، لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فذهب عوف بن مالك عوف ليخبره ، فوجد القرآن قد سبقه ، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد ارتحل وركب ناقته ، فقال : يا رسول الله ، إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث بحديث الركب نقطع به عنا الطريق .
513 - أخبرنا أبو نصر محمد [ بن محمد ] بن عبد الله الجوزقي ، أخبرنا بشر بن أحمد بن بشر ، حدثنا أبو جعفر محمد بن موسى الحلواني ، حدثنا محمد بن ميمون الخياط ، حدثنا إسماعيل بن داود المهرجاني ، حدثنا ، عن مالك بن أنس نافع ، عن قال : رأيت ابن عمر عبد الله بن أبي يسير قدام النبي - صلى الله عليه وسلم - والحجارة تنكبه وهو يقول : يا رسول الله ، إنما كنا نخوض ونلعب ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون ) ؟ .