قوله تعالى : ( واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها ) الآية [ 175 ] .
454 - قال : نزلت في ابن مسعود بلعم بن أبره - رجل من بني إسرائيل - وقال وغيره من المفسرين : هو ابن عباس بلعم بن باعورا .
455 - وقال الوالبي : هو رجل من مدينة الجبارين يقال له : بلعم ، وكان يعلم اسم الله الأعظم ، فلما نزل بهم موسى - عليه السلام - أتاه بنو عمه ، وقومه ، وقالوا : إن موسى رجل حديد ، ومعه جنود كثيرة ، وإنه إن يظهر علينا يهلكنا ، فادع الله أن يرد عنا موسى ومن معه . قال : إني إن دعوت الله أن يرد موسى ومن معه ذهبت دنياي وآخرتي . فلم يزالوا به حتى دعا عليهم فسلخه مما كان عليه ، فذلك قوله : ( فانسلخ منها ) .
456 - وقال ، عبد الله بن عمرو بن العاص : نزلت في وزيد بن أسلم ، أمية بن أبي الصلت الثقفي ، وكان قد قرأ الكتب ، وعلم أن الله مرسل رسولا في ذلك الوقت ، ورجا أن يكون هو ذلك الرسول ، فلما أرسل محمدا - صلى الله عليه وسلم - حسده وكفر به .
457 - وروى عكرمة عن في هذه الآية ، قال : هو رجل أعطي ثلاث دعوات يستجاب له فيها ، وكانت له امرأة يقال لها : ابن عباس البسوس ، وكان له منها ولد ، وكانت له محبة ، فقالت : اجعل لي منها دعوة واحدة ، قال : لك واحدة ، فماذا تأمرين ؟ قالت : ادع الله أن يجعلني أجمل امرأة في بني إسرائيل ، فلما علمت أن ليس فيهم مثلها رغبت عنه ، وأرادت شيئا آخر ، فدعا الله عليها أن يجعلها كلبة نباحة ، فذهبت فيها دعوتان ، وجاء بنوها فقالوا : ليس لنا على هذا قرار ، قد صارت أمنا كلبة نباحة يعيرنا بها الناس ، فادع الله أن يردها إلى الحال التي كانت عليها ، فدعا الله فعادت كما كانت ، وذهبت الدعوات الثلاث ، وهي البسوس ، وبها يضرب المثل في الشؤم ، فيقال : أشأم من البسوس .