ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) . قوله تعالى : (
444 - قال في رواية ابن عباس الوالبي : قالوا : يا محمد لتنتهين عن سبك آلهتنا أو لنهجون ربك . فنهى الله أن يسبوا أوثانهم فيسبوا الله عدوا بغير علم .
445 - وقال قتادة : كان المسلمون يسبون أوثان الكفار فيردون ذلك عليهم ، فنهاهم الله تعالى أن يستسبوا لربهم قوما جهلة لا علم لهم بالله .
446 - وقال : لما حضرت السدي أبا طالب الوفاة قالت قريش : انطلقوا فلندخل على هذا الرجل فلنأمرنه أن ينهى عنا ابن أخيه ، فإنا نستحي أن نقتله بعد موته ، فتقول العرب : كان يمنعه فلما مات قتلوه ! فانطلق أبو سفيان ، وأبو جهل ، والنضر بن الحارث ، وأمية ، وأبي ابنا خلف ، وعقبة بن أبي معيط ، وعمرو بن العاص ، والأسود بن البختري ، إلى أبي طالب فقالوا : أنت كبيرنا ، وسيدنا ، وإن محمدا قد آذانا وآذى آلهتنا ، فنحب أن تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا ، ولندعه وإلهه . فدعاه فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له أبو طالب : هؤلاء قومك وبنو عمك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ماذا يريدون ؟ " فقالوا : نريد أن تدعنا وآلهتنا وندعك وإلهك ، فقال أبو طالب : قد أنصفك قومك فاقبل منهم ، فقال رسول الله - عليه السلام - : " أرأيتم إن أعطيتكم هذا هل أنتم معطي كلمة إن تكلمتم بها ملكتم العرب ودانت لكم بها العجم ؟ " قال أبو جهل : نعم وأبيك لنعطينكها وعشر أمثالها ، فما هي ؟ قال : " قولوا : لا إله إلا الله " . فأبوا واشمأزوا . فقال أبو طالب : قل غيرها يا ابن أخي ؛ فإن قومك قد فزعوا منها ، فقال : " يا عم ، ما أنا بالذي أقول غيرها ، ولو أتوني بالشمس فوضعوها في يدي ما قلت غيرها ! " ، فقالوا : لتكفن عن شتمك آلهتنا أو لنشتمنك ونشتم من يأمرك . فأنزل الله تعالى هذه الآية .