[ ص: 416 ] يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما
يجوز أن تكون الجملة مستأنفة استئنافا بيانيا ناشئا عن جملة ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) إذ يتساءل السامع على أثر مشيئة الله في حال ( من اتخذ إلى ربه سبيلا ) ومن لم يتخذ إليه سبيلا ، فيجاب بأنه يدخل في رحمته من شاء أن يتخذ إليه سبيلا وأنه أعد لمن لم يتخذ إليه سبيلا عذابا أليما وأولئك هم الظالمون .
ويجوز أن تكون الجملة خبر ( إن ) في قوله ( إن الله ) وتكون جملة ( كان عليما حكيما ) معترضة بين اسم ( إن ) وخبرها أو حالا ، وهي على التقديرين منبئة بأن إجراء وصفي العليم الحكيم على اسم الجلالة مراد به التنبيه على أن فعله كله من جزاء برحمة أو بعذاب جار على حسب علمه وحكمته .
وانتصب ( الظالمين ) على أنه مفعول لفعل محذوف يدل عليه المذكور على طريقة الاشتغال والتقدير : أوعد الظالمين ، أو كافأ ، أو نحو ذلك مما يقدره السامع مناسبا للفعل المذكور بعده .