أغراضها جاء في هذه السورة الإيماء بالحرف الذي في أولها إلى تحدي المعاندين بالتعجيز عن الإتيان بمثل سور القرآن وهذا أول ؛ إذ ليس في سورة العلق ولا في المزمل ولا في المدثر إشارة إلى التحدي ولا تصريح . التحدي الواقع في القرآن
وفيها إشارة إلى التحدي بمعجزة الأمية بقوله والقلم وما يسطرون .
وابتدئت بخطاب النبيء - صلى الله عليه وسلم - تأنيسا له وتسلية عما لقيه من أذى المشركين .
وإبطال مطاعن المشركين في النبيء - صلى الله عليه وسلم - .
وإثبات كمالاته في الدنيا والآخرة وهديه وضلال معانديه وتثبيته .
وأكد ذلك بالقسم بما هو من مظاهر حكمة الله تعالى في تعليم الإنسان [ ص: 59 ] الكتابة فتضمن تشريف حروف الهجاء والكتابة والعلم لتهيئة الأمة لخلع دثار الأمية عنهم وإقبالهم على الكتابة والعلم لتكون الكتابة والعلم سببا لحفظ القرآن .
ثم أنحى على زعماء المشركين مثل أبي جهل والوليد بن المغيرة بمذمات كثيرة وتوعدهم بعذاب الآخرة وببلايا في الدنيا بأن ضرب لهم مثلا بمن غرهم عزهم وثراؤهم ، فأزال الله ذلك عنهم وأباد نعمتهم .
وقابل ذلك بحال المؤمنين المتقين وأن الله اجتباهم بالإسلام ، وأن آلهتهم لا يغنون عنهم شيئا من العذاب في الدنيا ولا في الآخرة .
ووعظهم بأن ما هم فيه من النعمة استدراج وإملاء جزاء كيدهم . وأنهم لا معذرة لهم فيما قابلوا به دعوة النبيء - صلى الله عليه وسلم - من طغيانهم ولا حرج عليهم في الإنصات إليها .
وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالصبر في تبليغ الدعوة وتلقي أذى قومه ، وأن لا يضجر في ذلك ضجرا عاتب الله عليه نبيه يونس - عليه السلام - .