قوله وجئتكم بآية من ربكم .
تأكيد لقوله الأول : أني قد جئتكم بآية من ربكم . وإنما عطف بالواو لأنه أريد أن يكون من جملة الأخبار المتقدمة ويحصل [ ص: 254 ] التأكيد بمجرد تقدم مضمونه ، فتكون لهذه الجملة اعتباران يجعلانها بمنزلة جملتين ، وليبنى عليه التفريع بقوله : فاتقوا الله وأطيعون .
وقرأ الجمهور قوله " وأطيعون " بحذف ياء المتكلم في الوصل والوقف ، وقرأه يعقوب بإثبات الياء فيهما .
وقوله : إن الله ربي وربكم فاعبدوه " إن " مكسورة الهمزة لا محالة ، وهي واقعة موقع التعليل للأمر بالتقوى والطاعة كشأنها إذا وقعت لمجرد الاهتمام ، كقول بشار :
بكرا صاحبي قبل الهجير إن ذاك النجاح في التبكير
ولذلك قال ربي وربكم فهو لكونه ربهم حقيق بالتقوى ، ولكونه رب عيسى وأرسله تقتضي تقواه طاعة رسوله .وقوله فاعبدوه تفريع على الربوبية ، فقد جعل قوله : إن الله ربي ، تعليلا ثم أصلا للتفريع .
وقوله : هذا صراط مستقيم ، الإشارة إلى ما قاله كله أي أنه الحق الواضح فشبهه بصراط مستقيم لا يضل سالكه ولا يتحير .