هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن .
هذا مما يقال يوم القيامة على رءوس الملأ .
ووصف جهنم ب التي يكذب بها المجرمون تسفيه للمجرمين وفضح لهم . وجملة يطوفون حال من ( المجرمون ) ، أي قد تبين سفه تكذيبهم بجهنم اتضاحا بينا بظهورها للناس وبأنهم يترددون خلالها كما ترددوا في إثباتها حين أنذروا بها في الدنيا .
والطواف : ترداد المشي والإكثار منه ، يقال طاف به ، وطاف عليه ، ومنه الطواف بالكعبة ، والطواف بالصفا والمروة ، قال تعالى فلا جناح عليه أن يطوف بهما وتقدم في سورة البقرة .
والحميم : الماء المغلى الشديد الحرارة .
[ ص: 264 ] والمعنى : يمشون بين مكان النار وبين الحميم فإذا أصابهم حر النار طلبوا التبرد فلاح لهم الماء فذهبوا إليه فأصابهم حره فانصرفوا إلى النار دواليك وهذا كقوله وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل .
وآن : اسم فاعل من أنى ، إذا اشتدت حرارته .