وقرأ الجمهور سيعلمون بياء الغيبة . وقرأ ابن عامر وحمزة ( ستعلمون ) بتاء الخطاب وهي تحتمل أن يكون هذا حكاية كلام من الله لصالح على تقدير : قلنا له : قل لهم ، ففيه حذف قول . ويحتمل أن يكون خطابا من الله لهم بتقدير : قلنا لهم ستعلمون . ويحتمل أن يكون خطابا للمشركين على جعل الجملة معترضة .
والمراد من قوله غدا الزمن المستقبل القريب كقولهم في المثل : إن مع اليوم غدا ، أي إن مع الزمن الحاضر زمنا مستقبلا . يقال في تسلية النفس من ظلم ظالم ونحوه ، وقال الطرماح :
وقبل غد يا ويح قلبي من غد إذا راح أصحابي ولست برائح
يريد يوم موته . والمراد به في الآية يوم نزول عذابهم المستقرب .وتبيينه في قوله إنا مرسلو الناقة فتنة لهم إلخ ، أي حين يرون المعجزة [ ص: 199 ] وتلوح لهم بوارق العذاب يعلمون أنهم الكذابون الأشرون لا صالح . وعلى الوجه الثاني في ضمير ( سيعلمون ) يكون الغد مرادا به : يوم انتصار المسلمين في بدر ويوم فتح مكة ، أي سيعلمون من الكذاب المماثل للكذاب في قصة ثمود .