فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ .
تفريع على جملة ويوم يناديهم أين شركائي وما اتصل بها ؛ أي فلنعلمنهم بما عملوا علنا يعلمون به أنا لا يخفى علينا شيء مما عملوه وتقريعا لهم .
وقول الذين كفروا إظهار في مقام الإضمار ، ومقتضى الظاهر أن يقال : ولننبئنهم بما عملوا ، فعدل إلى الموصول وصلته لما تؤذن به الصلة من علة استحقاقهم الإذاقة بما عملوا وإذاقة العذاب . وقوله : ولنذيقنهم من عذاب غليظ هو المقصود من التفريع .
والغليظ حقيقته : الصلب ، قال تعالى : فاستغلظ فاستوى على سوقه ، وهو هنا مستعار للقوي في نوعه ، أي عذاب شديد الإيلام والتعذيب ، كما استعير للقساوة في المعاملة في قوله : واغلظ عليهم وقوله : وليجدوا فيكم غلظة .
الإذاقة : مجاز في مطلق الإصابة في الحس لإطماعهم أنها إصابة خفيفة كإصابة الذوق باللسان . وهذا تجريد للمجاز كما أن وصفه بالغليظ تجريد ثان فحصل من ذلك ابتداء مطمع وانتهاء مؤيس .