ولا تزر وازرة وزر أخرى كأن موقع هذه الآية أنه لما ذكر قبلها أن في المخاطبين كافرا وشاكرا وهم في بلد واحد بينهم وشائج القرابة والولاء ، فربما تحرج المؤمنون من أن يمسهم إثم من جراء كفر أقربائهم وأوليائهم ، أو أنهم خشوا أن يصيب الله الكافرين بعذاب في [ ص: 341 ] الدنيا فيلحق منه القاطنين معهم بمكة فأنبأهم الله بأن كفر أولئك لا ينقص إيمان هؤلاء وأراد اطمئنانهم على أنفسهم .
وأصل الوزر ، بكسر الواو : الثقل ، وأطلق على الإثم لأنه يلحق صاحبه تعب كتعب حامل الثقل . ويقال : وزر بمعنى حمل الوزر ، بمعنى كسب الإثم .
وتأنيث " وازرة " و " أخرى " باعتبار إرادة معنى النفس في قوله واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا .
والمعنى : ، أي : لا تغني نفس عن نفس شيئا من إثمها فلا تطمع نفس بإعانة ذويها وأقربائها ، وكذلك لا تخشى نفس صالحة أن تؤاخذ بتبعة نفس أخرى من ذويها أو قرابتها . وفي هذا تعريض بالمتاركة وقطع اللجاج مع المشركين وأن قصارى المؤمنين أن يرشدوا الضلال لا أن يلجئوهم إلى الإيمان ، كما تقدم في آخر سورة الأنعام . لا تحمل نفس وزر نفس أخرى