وتقدم ذكر الجنات في أول سورة الرعد .
وتفجير العيون تقدم عند قوله تعالى وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار في سورة البقرة .
والثمر بفتحتين وبضمتين : ما يغله النخل والأعناب من أصناف الثمر وأصناف العنب والثمرة بمنزلة الحب للسنبل . وقرأ الجمهور " ثمره " بفتحتين . وقرأه حمزة والكسائي وخلف بضمتين .
والنخيل : اسم جمع نخل .
والأعناب جمع عنب ، وهو يطلق على شجرة الكرم وعلى ثمرها . وجمع النخيل [ ص: 14 ] والأعناب باعتبار تعدد أصناف شجره المثمر أصنافا من ثمره .
وضمير ( من ثمره ) عائد إلى المذكور ، أي من ثمر ما ذكرنا ، كقول رؤبة :
فيها خطوط من سواد وبلق كأنه في الجلد توليع البهق
فقيل له : هلا قلت : كأنها ؟ فقال : أردت كأن ذلك ويلك . وتقدم عند قوله تعالى عوان بين ذلك في سورة البقرة .ويجوز أن يعود الضمير على النخيل وتترك الأعناب للعلم بأنها مثل النخيل . كقول الأزرق بن طرفة بن العمود القراطي الباهلي :
رماني بذنب كنت منه ووالدي بريئا ومن أجل الطوي رماني
ويجوز أن تكون ما في قوله وما عملته أيديهم موصولة معطوفة على ثمره ، أي ليأكلوا من ثمر ما عملته أيديهم ، فيكون إدماجا للإرشاد إلى إقامة الجنات بالخدمة والسقي والتعهد ليكون ذلك أوفر لأغلالها . وضمير عملته على هذا عائد إلى اسم الموصول .
ويجوز أن تكون " ما " نافية ، والضمير عائد إلى ما ذكر من الحب والنخيل والأعناب . والمعنى : أن ذلك لم يخلقوه . وهذا أوفر في الامتنان وأنسب بسياق الآية مساق الاستدلال .
وقرأ الجمهور " وما عملته " بإثبات هاء الضمير عائدا إلى المذكور من الحب والنخيل والأعناب . وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم وخلف " وما عملت " بدون هاء ، وكذلك هو مرسوم في المصحف الكوفي وهو جار على حذف المفعول إن كان معلوما .
[ ص: 15 ] ويجوز أن يكون من حذف المفعول لإرادة العموم . والتقدير : وما عملت أيديهم شيئا من ذلك . وكلا الحذفين شائع .
وفرع عليه استفهام الإنكار لعدم شكرهم بأن اتخذوا للذي أوجد هذا الصنع العجيب أندادا .
وجيء بالمضارع مبالغة في كفرهم بأن الله حقيق بأن يكرروا شكره فكيف يستمرون على الإشراك به .