[ ص: 35 ] وإعادة الإشارة إليهم بقوله : أولئك بعد أن أشير إليهم بقوله : أولئك يعرضون على ربهم لتقرير فائدة اسم الإشارة السابق . والمعنى : أنهم يصيرون إلى حكم ربهم في الآخرة ولم يكونوا معجزيه أن يعذبهم في الدنيا متى شاء تعذيبهم ولكنه أراد إمهالهم .
والمعجز هنا الذي أفلت ممن يروم إضراره . وتقدم بيانه عند قوله - تعالى : إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين في سورة الأنعام .
والأرض : الدنيا . وفائدة ذكره أنهم لا ملجأ لهم من الله لو أراد الانتقام منهم فلا يجدون موضعا من الأرض يستعصمون به . فهذا نفي للملاجئ والمعاقل التي يستعصم فيها الهارب . وعندي أن مقارنة " في الأرض " بـ معجزين جرى مجرى المثل في القرآن كما في قوله - تعالى : ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض ولعله مما جرى كذلك في كلام العرب كما يؤذن به قول إياس ابن قبيصة الطائي من شعراء الجاهلية :
ألم تر أن الأرض رحب فسيحة فهل تعجزني بقعة من بقاعها