ابن منده
الإمام الحافظ الجوال ، محدث الإسلام ،
أبو عبد الله ، محمد بن المحدث أبي يعقوب إسحاق بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن يحيى بن [ ص: 29 ] منده ، واسم
منده إبراهيم بن الوليد بن سندة بن بطة بن أستندار بن جهار بخت ، وقيل : إن اسم
أستندار هذا فيرزان ، وهو الذي أسلم حين افتتح أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
أصبهان ، وولاؤه
لعبد القيس ، وكان مجوسيا ، فأسلم ، وناب على بعض أعمال
أصبهان ،
العبدي الأصبهاني الحافظ ، صاحب التصانيف .
مولده في سنة عشر وثلاثمائة -أو- إحدى عشرة .
وأول سماعه في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة .
سمع من : أبيه ، وعم أبيه
عبد الرحمن بن يحيى بن منده ،
ومحمد بن القاسم بن كوفي الكراني ومحمد بن عمر بن حفص ،
وعبد الله بن يعقوب بن إسحاق الكرماني ،
وأبي علي الحسن بن محمد بن النضر ، وهو ابن أبي هريرة ،
وعبد الله بن إبراهيم المقرئ ،
ومحمد بن حمزة بن عمارة ،
وأبي عمرو بن حكيم ،
وأحمد بن محمد اللنباني وخلق
بأصبهان ،
وأبي سعيد بن الأعرابي وطبقته
بمكة ،
وجعفر بن محمد بن موسى العلوي بالمدينة ،
وأحمد بن زكريا المقدسي ، وعدة
ببيت المقدس ،
وأبي حامد بن بلال ،
ومحمد بن الحسين القطان ،
وأبي علي محمد بن أحمد الميداني ،
وحاجب بن أحمد ،
وأبي العباس الأصم ،
وأبي عبد الله بن الأخرم ،
وأبي بكر محمد بن علي بن محمد ،
ومحمد بن علي بن عمر ،
والحسين بن محمد بن معاذ قوهيار ،
وأبي عثمان عمرو بن عبد الله [ ص: 30 ] البصري ، وطبقتهم
بنيسابور ، ارتحل إليها -أولا- وعمره تسع عشرة سنة ، وسمع بها نحوا من خمسمائة ألف حديث ، وسمع
ببخارى من
الهيثم بن كليب الشاشي ، وطائفة ، وسمع
ببغداد من
إسماعيل الصفار ،
وأبي جعفر بن البختري الرزاز وطبقتهما ، وسمع
بمصر من
أبي الطاهر أحمد بن عمرو المديني ،
والحسن بن يوسف الطرائفي ،
وأحمد بن بهزاد الفارسي وأقرانهم ،
وبسرخس من
عبد الله بن محمد بن حنبل ،
وبمرو محمد بن أحمد بن محبوب ونظرائه ،
وبدمشق من
إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان القنطري ،
وجعفر بن محمد بن هشام ،
وابن أبي العقب ، وخلق ،
وبطرابلس خيثمة بن سليمان القرشي ،
وبحمص الحسن بن منصور الإمام ،
وبتنيس عثمان بن محمد السمرقندي ،
وبغزة علي بن العباس الغزي ، وسمع من خلق سواهم بمدائن كثيرة .
ولم أعلم أحدا كان أوسع رحلة منه ، ولا أكثر حديثا منه مع الحفظ والثقة ، فبلغنا أن عدة شيوخه ألف وسبعمائة شيخ .
ويروي بالإجازة عن :
nindex.php?page=showalam&ids=16328عبد الرحمن بن أبي حاتم ،
وأبي العباس بن عقدة ،
والفضل بن الحصيب ، وطائفة أجازوا له باعتناء أبيه وأهل بيته .
ولم يعمر كثيرا ، بل عاش أربعا وثمانين سنة .
وأخذ عن أئمة الحفاظ
كأبي أحمد العسال ،
وأبي حاتم بن حبان ،
nindex.php?page=showalam&ids=12250وأبي علي النيسابوري ،
وأبي إسحاق بن حمزة ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني ، وأمثالهم .
حدث عنه :
الحافظ أبو الشيخ أحد شيوخه ،
وأبو بكر بن المقرئ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14070وأبو عبد الله الحاكم ،
وأبو عبد الله غنجار ،
وأبو سعد الإدريسي ،
وتمام بن محمد الرازي ،
وحمزة بن يوسف السهمي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12181وأبو نعيم الأصبهاني ،
وأحمد بن الفضل الباطرقاني وأحمد بن محمود الثقفي وأبو الفضل عبد الرحمن [ ص: 31 ] بن أحمد بن بندار الرازي ،
وأبو المظفر عبد الله بن شبيب ،
وأبو أحمد عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يحيى بن منده البقال ،
وأبو طاهر عمر بن محمد المؤدب ،
ومحمد بن أحمد بن الحسين المقرئ ،
ومحمد بن عبد الملك بن محمد البزار الزاهد ،
وأبو الفتح طاهر بن ممويه ،
وأبو الحسن عدنان بن عبد الله المؤذن ،
وأبو مسلم محمد بن علي بن محمد الوراق ،
وحمد بن أحمد بن عمر بن ولكيز ،
وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن المرزبان المقرئ الصيدلاني ،
وأبو الطيب أحمد بن محمد بن عمر التاجر ،
وأحمد بن علي بن عقبة ،
وأحمد بن محمد بن مسلم الصباغ الأعرج ،
وأحمد بن عبد العزيز بن ماشاذه الثقفي الواعظ ،
وأحمد بن علي بن شجاع المصقلي وأحمد بن محمد بن إبراهيم سبط الصالحاني ،
وأبو طاهر أحمد بن محمد بن عمر النقاش ،
وحمد بن محمد العسال ،
وزياد بن محمد بن زياد البقال ،
وسليمان بن عبد الرحيم الحسناباذي ،
وشيبان بن عبد الله البرجي الواعظ ،
وطلحة بن أحمد بن بهرام القصار ،
وعبد الرحمن بن زفر الدلال ،
وعبد الواحد بن أحمد بن صالح المعلم ،
وعبد الرزاق بن سلهب ، وأخوه
عمر ،
وعلي بن محمد بن إبراهيم القطان ،
والفضل بن أحمد الأعمى ،
والفضل بن عبد الواحد النجاد ،
ومحمد بن عمر البقال ،
وأبو بكر محمد بن أحمد بن أسيد الواعظ ،
ومحمد بن عمر بن إبراهيم الطهراني ،
ومنصور بن ينال الشاعر ،
وأبو طاهر منتجع بن أحمد الأنصاري ،
والمطهر بن عبد الواحد البزاني ،
وكريمة بنت أبي سعد التميمي ،
وعائشة بنت الحسن الوركانية من شيوخ
الخلال .
[ ص: 32 ] وعلي بن القاسم بن إبراهيم بن شبويه الخياط ،
وعبد الواحد بن أحمد المعداني ،
وأبو عثمان محمد بن أحمد بن ورقاء ،
وشجاع المصقلي ، وخلق ، وأولاده
أبو القاسم عبد الرحمن ،
وأبو عمرو عبد الوهاب ،
وعبيد الله ،
وإسحاق .
قال
الباطرقاني حدثنا
أبو عبد الله بن منده إمام الأئمة في الحديث -لقاه الله رضوانه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : التقينا
ببخارى في سنة إحدى وستين وثلاثمائة ، وقد زاد زيادة ظاهرة ، ثم جاءنا إلى
نيسابور سنة خمس وسبعين ذاهبا إلى وطنه ، فقال شيخنا
أبو علي الحافظ :
بنو منده أعلام الحفاظ في الدنيا قديما وحديثا ، ألا ترون إلى
قريحة أبي عبد الله . !
وقيل : إن
أبا نعيم الحافظ ذكر له
ابن منده ، فقال : كان جبلا من الجبال . فهذا يقوله
أبو نعيم مع الوحشة الشديدة التي بينه وبينه .
[ ص: 33 ]
قال
أبو عبد الله بن أبي ذهل : سمعت
أبا عبد الله بن منده يقول : لا يخرج الصحيح إلا من ينزل في الإسناد أو يكذب . يعني : أن المشايخ المتأخرين لا يبلغون في الإتقان رتبة الصحة ، فيقع في الكذب الحافظ إن خرج عنهم وسماه صحيحا ، أو يروي الحديث بنزول درجة ودرجتين .
وقيل : كان
ابن منده إذا قيل له : فاتك سماع كذا وكذا يقول : ما فاتنا من
البصرة أكثر .
قلت : ما دخل
البصرة ، فإنه ارتحل إليها إلى مسندها
علي بن إسحاق المادرائي ، فبلغه موته قبل وصوله إليها ، فحزن ورجع .
ومن تصانيفه : كتاب " الإيمان " ، كتاب " التوحيد " كتاب " الصفات " ، كتاب " التاريخ " كبير جدا ، كتاب " معرفة الصحابة " كتاب " الكنى " وأشياء كثيرة .
قال الحافظ
أبو القاسم ابن عساكر :
لابن منده في كتاب " معرفة الصحابة " أوهام كثيرة .
وقال
أبو نعيم في " تاريخ
أصبهان " :
ابن منده حافظ من أولاد
[ ص: 34 ] المحدثين ، اختلط في آخر عمره ، فحدث عن
ابن أسيد ، وابن أخي
nindex.php?page=showalam&ids=12013أبي زرعة الرازي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12644وابن الجارود بعد أن سمع منه أن له عنهم إجازة ، وتخبط في أماليه ، ونسب إلى جماعة أقوالا في المعتقدات لم يعرفوا بها ، نسأل الله الستر والصيانة .
قلت : لا نعبأ بقولك في خصمك للعداوة السائرة ، كما لا نسمع -أيضا- قوله فيك ، فلقد رأيت
لابن منده حطا مقذعا على
أبي نعيم وتبديعا ، وما لا أحب ذكره ، وكل منهما فصدوق في نفسه ، غير متهم في نقله بحمد الله .
قال
أحمد الباطرقاني : كتب إمام دهره
أبو أحمد العسال إلى
ابن منده وهو
بنيسابور في حديث أشكل عليه ، فأجابه بإيضاحه ، وبيان علته .
ونقل غير واحد عن
أبي إسحاق بن حمزة أنه قال : ما رأيت مثل
أبي عبد الله بن منده .
أنبأني
علي بن أحمد وطائفة ، عن
زاهر بن أحمد : أخبرنا
الحسين بن عبد الملك قال : كتب إلي
عبد الرحمن بن أبي عبد الله : أن والده كتب عن أربعة مشايخ أربعة آلاف جزء ، وهم :
أبو سعيد بن الأعرابي ،
وأبو العباس الأصم ،
وخيثمة الأطرابلسي ،
والهيثم الشاشي ، قال : وسمعت أبي يقول : كتبت عن ألف وسبعمائة نفس .
[ ص: 35 ]
قال
nindex.php?page=showalam&ids=15226جعفر بن محمد المستغفري : ما رأيت أحدا أحفظ من
أبي عبد الله بن منده ، سألته يوما : كم تكون سماعات الشيخ ؟ فقال : تكون خمسة آلاف من .
قلت : يكون المن نحوا من مجلدين أو مجلدا كبيرا .
وقال
أحمد بن جعفر الحافظ : كتبت عن أزيد من ألف شيخ ، ما فيهم أحفظ من ابن منده .
وقال شيخ
هراة أبو إسماعيل الأنصاري أبو عبد الله بن منده سيد أهل زمانه .
وأنبئونا عن
زاهر الثقفي : أخبرنا
الحسين الخلال ، أنبأنا
أبو الفوارس العنبري ، سمع
أبا الحسن علي بن الحسين الإسكاف ، سمعت
أبا عبد الله بن منده يقول : رأيت ثلاثين ألف شيخ ، فعشرة آلاف ممن أروي عنهم ، وأقتدي بهم ، وعشرة آلاف أروي عنهم ، ولا أقتدي بهم ، وعشرة آلاف من نظرائي ، وليس من الكل واحد إلا وأحفظ عنه عشرة أحاديث أقلها .
[ ص: 36 ]
قلت : قوله : إنه كتب عن ألف وسبعمائة شيخ أصح ، وهو شيء يقبله العقل ، وناهيك به كثرة ، وقل من يبلغ ما بلغه
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني ، وشيوخه نحو من ألف ، وكذا
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ،
وابن مردويه ، فالله أعلم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : أول خروج
ابن منده إلى
العراق من عندنا سنة تسع وثلاثين ، فسمع بها
وبالشام ، وأقام
بمصر سنين ، وصنف التاريخ والشيوخ .
وقال
عبد الله بن أحمد السوذرجاني : سمعت
ابن منده يقول : كتبت عن ألف شيخ ، لم أر فيهم أتقن من القاضي
nindex.php?page=showalam&ids=14782أبي أحمد العسال .
أخبرنا
أبو الحسين علي بن محمد ، أخبرنا
عبد العظيم الحافظ ، أخبرنا
علي بن المفضل ، أخبرنا
السلفي ، أخبرنا
طاهر المقدسي ، سمعت
سعد بن علي الحافظ
بمكة وسئل عن
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني ،
وابن منده ،
nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم ،
وعبد الغني فقال : أما
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني فأعلمهم بالعلل ، وأما
ابن منده فأكثرهم حديثا مع المعرفة التامة ، وأما
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم فأحسنهم تصنيفا ، وأما
عبد الغني فأعرفهم بالأنساب .
قلت : بقي
أبو عبد الله في الرحلة بضعا وثلاثين سنة ، وأقام زمانا
بما وراء النهر وكان ربما عمل التجارة ، ثم رجع إلى بلده
[ ص: 37 ] وقد صار في عشر السبعين ، فولد له أربعة بنين :
عبد الرحمن ،
وعبيد الله ،
وعبد الرحيم ،
وعبد الوهاب .
قال الحافظ
يحيى بن عبد الوهاب : كنت مع عمي
عبيد الله في طريق
نيسابور ، فلما بلغنا
بئر مجنة ، قال عمي : كنت هاهنا مرة ، فعرض لي شيخ جمال ، فقال : كنت قافلا من
خراسان مع أبي ، فلما وصلنا إلى هاهنا إذا نحن بأربعين وقرا من الأحمال ، فظننا أنها منسوج الثياب ، وإذا خيمة صغيرة فيها شيخ ، فإذا هو والدك ، فسأله بعضنا عن تلك الأحمال ، فقال : هذا متاع قل من يرغب فيه في هذا الزمان ، هذا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم .
قال
الباطرقاني : سمعت
أبا عبد الله يقول : طفت الشرق والغرب مرتين .
وهذه حكاية نكتبها للتعجب : قال
الحسين بن عبد الملك : حكي لي عن
أبي جعفر الهمذاني رئيس حجاج
خراسان قال : سألت بعض خدم تربة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان من أبناء مائة وعشرين سنة ، قال : رأيت يوما رجلا عليه ثياب بيض دخل
الحرم وقت الظهر ، فانشق حائط التربة ، فدخل فيها وبيده محبرة وكاغد وقلم ، فمكث ما شاء الله ، ثم انشق ، فخرج ، فأخذت بذيله ، فقلت : بحق معبودك من
[ ص: 38 ] أنت ؟ قال : أنا
أبو عبد الله بن منده ، أشكل علي حديث ، فجئت ، فسألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأجابني . وأرجع .
إسنادها منقطع .
وقد روى
أبو العباس أحمد بن محمد بن زكريا النسوي في " تاريخ
الصوفية " ، عن رجل ، عن
ابن منده وهو بعد حي .
قال
الباطرقاني : وكنت مع
أبي عبد الله في الليلة التي توفي فيها ، ففي آخر نفسه قال واحد منا : لا إله إلا الله -يريد تلقينه- فأشار بيده إليه دفعتين ثلاثة . أي : اسكت يقال لي مثل هذا ؟ ! .
روى
يحيى بن منده في " تاريخه " ، عن أبيه وعمه : أن
أبا عبد الله قال : ما افتصدت قط ، ولا شربت دواء قط ، وما قبلت من أحد شيئا قط .
قال
يحيى : وذكر لي عمي
عبيد الله قال : قفلت من
خراسان ومعي عشرون وقرا من الكتب ، فنزلت عند هذا البئر -يعني :
بئر مجنة - فنزلت عنده اقتداء بالوالد .
قال
أبو نعيم وغيره : مات
ابن منده في سلخ ذي القعدة سنة خمس وتسعين وثلاثمائة .
وقد أفردت تأليفا
بابن منده وأقاربه .
[ ص: 39 ]
وما علمت بيتا في الرواة مثل بيت
بني منده ؛ بقيت الرواية فيهم من خلافة
المعتصم وإلى بعد الثلاثين وستمائة ، وقد ذكرنا أن والد
أبي عبد الله الشيخ
أبا يعقوب مات في سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة ، يروي عن
أبي بكر بن أبي عاصم ، وجماعة .
وآخر من روى عن
أبي عبد الله ولده
عبد الوهاب ، عمر زمانا ، ومات سنة خمس وسبعين وأربعمائة .
قال
أبو بكر الخطيب في كتاب " السابق " : أخبرنا
أبو بكر أحمد بن علي ، أخبرنا
عبد الله بن محمد بن حيان الأصبهاني إجازة ، حدثني
محمد بن إسحاق الجوال ، حدثنا
أحمد بن إسحاق الصبغي ، حدثنا
يعقوب القزويني ، حدثنا
سعيد بن يحيى الأصبهاني ، حدثنا
سعير بن الخمس ، عن
أبي إسحاق ، عن
أبي الأحوص ، عن
عبد الله قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881463من أحب أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن .
قال
يحيى بن منده : وأم أولاد
أبي عبد الله هي
أسماء بنت أبي سعد محمد بن عبد الله الشيباني ، ولها بنتان من
أبي منصور ، الأصبهاني .
[ ص: 40 ]
قلت : النواحي التي لم يرحل إليها
أبو عبد الله :
هراة وسجستان وكرمان وجرجان والري وقزوين واليمن وغير ذلك
والبصرة ، ورحل إلى
خراسان وما وراء النهر والعراق والحجاز ومصر والشام .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13564أبو القاسم عبد الرحمن بن منده : سمعت
أحمد بن الجهم المستملي يقول لجليس له بحضرتي : سألت أباه حين ولد له
عبد الرحمن : أهذا الحديث في العقيقة صحيح ؟ فكأنه فهم المعنى ، فقال : حتى يولد الآخر ، فإني رأيت جدي في المنام ، وأشار إلي بأربع .
أنبأنا الثقة عن مثله ، عن
يحيى بن منده قال : سمعت عمي
عبد [ ص: 41 ] الرحمن ، سمعت
محمد بن عبيد الله الطبراني يقول : قمت يوما في مجلس والدك -رحمه الله- ، فقلت : أيها الشيخ ، فينا جماعة ممن يدخل على هذا المشئوم -أعني :
أبا نعيم الأشعري - فقال : أخرجوهم . فأخرجنا من المجلس فلانا وفلانا ، ثم قال : على الداخل عليهم حرج أن يدخل مجلسنا ، أو يسمع منا ، أو يروي عنا ، فإن فعل فليس هو منا في حل .
قلت : ربما آل الأمر بالمعروف بصاحبه إلى الغضب والحدة ، فيقع في الهجران المحرم ، وربما أفضى إلى التفكير والسعي في الدم ، وقد كان
أبو عبد الله وافر الجاه والحرمة إلى الغاية ببلده ، وشغب على
أحمد بن عبد الله الحافظ بحيث إن
أحمد اختفى .
ولأبي عبد الله كتاب كبير في الإيمان في مجلد ، وكتاب في النفس والروح ، وكتاب في الرد على اللفظية .
وإذا روى الحديث وسكت ، أجاد ، وإذا بوب أو تكلم من عنده ، انحرف ، وحرفش بلى ذنبه وذنب
أبي نعيم أنهما يرويان الأحاديث الساقطة والموضوعة ، ولا يهتكانها ، فنسأل الله العفو .
وقد سمعت جملة من حديث
أبي عبد الله بإجازة ، ولم يقع لي شيء متصلا ، وكان القاضي
نجم الدين بن حمدان آخر من روى حديثا عاليا .
أخبرنا
أبو زكريا يحيى بن أبي منصور الفقيه في كتابه سنة أربع
[ ص: 42 ] وسبعين وستمائة ، أخبرنا
عبد القادر بن عبد الله الحافظ
بحران سنة خمس وستمائة ، أخبرنا
مسعود بن الحسن ، أخبرنا
عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق بن منده ، أخبرنا والدي ، أخبرنا
الهيثم بن كليب ، حدثنا
عيسى بن أحمد ، حدثنا
ابن وهب ، أخبرني
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن
أيوب بن هانئ ، عن
مسروق ، عن
عبد الله :
أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج يوما وخرجت معه حتى انتهينا إلى المقابر ، فأمرنا ، فجلسنا ، ثم تخطى القبور حتى انتهينا إلى قبر منها ، فجلس إليه ، فناجاه طويلا ، ثم ارتفع نحيب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- باكيا ، فبكينا لبكائه ، ثم أقبل إلينا ، فتلقاه عمر ، فقال : يا نبي الله ، ما الذي أبكاك ؟ فقد أبكانا وأفزعنا . فأخذ بيد عمر ، ثم أومأ إلينا ، فأتيناه ، فقال : " أفزعكم بكائي ؟ قلنا : نعم . قال : إن القبر الذي رأيتموني عنده إنما هو قبر آمنة بنت وهب ، وإني استأذنت ربي في الاستغفار لها ، فلم يأذن لي ، ونزل علي : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين الآيتين ، فأخذني ما يأخذ الولد لوالده من الرقة ، فذاك الذي أبكاني ، إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروها ، فإنه يزهد في الدنيا ويذكر الآخرة .
هذا من غرائب الحديث ، أخرجه
ابن ماجه عن الثقة عن
[ ص: 43 ] ابن وهب مختصرا ،
وأيوب هذا كوفي ضعفه
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين .
ابْنُ مَنْدَهْ
الْإِمَامُ الْحَافِظُ الْجَوَّالُ ، مُحَدِّثُ الْإِسْلَامِ ،
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، مُحَمَّدُ بْنُ الْمُحَدِّثِ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ بْنِ الْحَافِظِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ [ ص: 29 ] مَنْدَهْ ، وَاسْمُ
مَنْدَهْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ سَنْدَةَ بْنِ بُطَّةَ بْنِ أُسْتَنْدَارَ بْنِ جَهَارَ بُخْتَ ، وَقِيلَ : إِنَّ اسْمَ
أُسْتَنْدَارَ هَذَا فَيْرُزَانُ ، وَهُوَ الَّذِي أَسْلَمَ حِينَ افْتَتَحَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
أَصْبَهَانَ ، وَوَلَاؤُهُ
لِعَبْدِ الْقَيْسِ ، وَكَانَ مَجُوسِيًّا ، فَأَسْلَمَ ، وَنَابَ عَلَى بَعْضِ أَعْمَالِ
أَصْبَهَانَ ،
الْعَبْدِيُّ الْأَصْبَهَانِيُّ الْحَافِظُ ، صَاحِبُ التَّصَانِيفِ .
مَوْلِدُهُ فِي سَنَةِ عَشْرٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ -أَوْ- إِحْدَى عَشْرَةَ .
وَأَوَّلُ سَمَاعِهِ فِي سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ .
سَمِعَ مِنْ : أَبِيهِ ، وَعَمِّ أَبِيهِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ كُوفِيٍّ الْكَرَّانِيِّ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ ،
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ الْكِرْمَانِيِّ ،
وَأَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ ، وَهُوَ ابْنُ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئِ ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عُمَارَةَ ،
وَأَبِي عَمْرِو بْنِ حَكِيمٍ ،
وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ اللُّنْبَانِيِّ وَخَلْقٍ
بِأَصْبَهَانَ ،
وَأَبِي سَعِيدِ بْنِ الْأَعْرَابِيِّ وَطَبَقَتِهِ
بِمَكَّةَ ،
وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْعَلَوِيِّ بِالْمَدِينَةِ ،
وَأَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا الْمَقْدِسِيِّ ، وَعِدَّةٍ
بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ،
وَأَبِي حَامِدِ بْنِ بِلَالٍ ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانِ ،
وَأَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَيْدَانِيِّ ،
وَحَاجِبِ بْنِ أَحْمَدَ ،
وَأَبِي الْعَبَّاسِ الْأَصَمِّ ،
وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَخْرَمِ ،
وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ ،
وَالْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاذٍ قُوهِيَارَ ،
وَأَبِي عُثْمَانَ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [ ص: 30 ] الْبَصْرِيِّ ، وَطَبَقَتِهِمْ
بِنَيْسَابُورَ ، ارْتَحَلَ إِلَيْهَا -أَوَّلًا- وَعُمْرُهُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَسَمِعَ بِهَا نَحْوًا مِنْ خَمْسِمِائَةِ أَلْفِ حَدِيثٍ ، وَسَمِعَ
بِبُخَارَى مِنَ
الْهَيْثَمِ بْنِ كُلَيْبٍ الشَّاشِيِّ ، وَطَائِفَةٍ ، وَسَمِعَ
بِبَغْدَادَ مِنْ
إِسْمَاعِيلَ الصَّفَّارِ ،
وَأَبِي جَعْفَرِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ الرَّزَّازِ وَطَبَقَتِهِمَا ، وَسَمِعَ
بِمِصْرَ مِنْ
أَبِي الطَّاهِرِ أَحْمَدَ بْنِ عَمْرٍو الْمَدِينِيِّ ،
وَالْحَسَنِ بْنِ يُوسُفَ الطَّرَائِفِيِّ ،
وَأَحْمَدَ بْنِ بُهْزَادَ الْفَارِسِيِّ وَأَقْرَانِهِمْ ،
وَبِسَرَخْسَ مِنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ ،
وَبِمَرْوَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَحْبُوبٍ وَنُظَرَائِهِ ،
وَبِدِمَشْقَ مِنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ سِنَانٍ الْقَنْطَرِيِّ ،
وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ ،
وَابْنِ أَبِي الْعَقِبِ ، وَخَلْقٍ ،
وَبِطَرَابُلُسَ خَيْثَمَةَ بْنِ سُلَيْمَانَ الْقُرَشِيِّ ،
وَبِحِمْصَ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ الْإِمَامِ ،
وَبِتِنِّيسَ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّمَرْقَنْدِيِّ ،
وَبِغَزَّةَ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ الْغَزِّيِّ ، وَسَمِعَ مِنْ خَلْقٍ سِوَاهُمْ بِمَدَائِنَ كَثِيرَةٍ .
وَلَمْ أَعْلَمْ أَحَدًا كَانَ أَوْسَعَ رِحْلَةً مِنْهُ ، وَلَا أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنْهُ مَعَ الْحِفْظِ وَالثِّقَةِ ، فَبَلَغَنَا أَنَّ عِدَّةَ شُيُوخِهِ أَلْفٌ وَسَبْعُمِائَةِ شَيْخٍ .
وَيَرْوِي بِالْإِجَازَةِ عَنْ :
nindex.php?page=showalam&ids=16328عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ عُقْدَةَ ،
وَالْفَضْلِ بْنِ الْحُصَيْبِ ، وَطَائِفَةٍ أَجَازُوا لَهُ بِاعْتِنَاءِ أَبِيهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ .
وَلَمْ يُعَمَّرْ كَثِيرًا ، بَلْ عَاشَ أَرْبَعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً .
وَأَخَذَ عَنْ أَئِمَّةِ الْحُفَّاظِ
كَأَبِي أَحْمَدَ الْعَسَّالِ ،
وَأَبِي حَاتِمِ بْنِ حِبَّانَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12250وَأَبِي عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيِّ ،
وَأَبِي إِسْحَاقَ بْنِ حَمْزَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيِّ ، وَأَمْثَالِهِمْ .
حَدَّثَ عَنْهُ :
الْحَافِظُ أَبُو الشَّيْخِ أَحَدُ شُيُوخِهِ ،
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْمُقْرِئِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14070وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَاكِمُ ،
وَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ غُنْجَارٌ ،
وَأَبُو سَعْدٍ الْإِدْرِيسِيُّ ،
وَتَمَّامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ ،
وَحَمْزَةُ بْنُ يُوسُفَ السَّهْمِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12181وَأَبُو نُعَيْمٍ الْأَصْبَهَانِيُّ ،
وَأَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَاطِرْقَانِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ مَحْمُودٍ الثَّقَفِيُّ وَأَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ [ ص: 31 ] بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بُنْدَارٍ الرَّازِيُّ ،
وَأَبُو الْمُظَفَّرِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَبِيبٍ ،
وَأَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ الْبَقَّالُ ،
وَأَبُو طَاهِرٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمُقْرِئُ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَزَّارُ الزَّاهِدُ ،
وَأَبُو الْفَتْحِ طَاهِرُ بْنُ مَمُّوَيْهِ ،
وَأَبُو الْحَسَنِ عَدْنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤَذِّنُ ،
وَأَبُو مُسْلِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ ،
وَحَمْدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ وَلْكَيْزَ ،
وَأَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْمَرْزُبَانِ الْمُقْرِئُ الصَّيْدَلَانِيُّ ،
وَأَبُو الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ التَّاجِرُ ،
وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ،
وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الصَّبَّاغُ الْأَعْرَجُ ،
وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَاشَاذَهْ الثَّقَفِيُّ الْوَاعِظُ ،
وَأَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُجَاعٍ الْمَصْقَلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ سِبْطُ الصَّالْحَانِيِّ ،
وَأَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ النَّقَّاشُ ،
وَحَمْدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَسَّالُ ،
وَزِيَادُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْبَقَّالُ ،
وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْحَسْنَابَاذِيُّ ،
وَشَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبُرْجِيُّ الْوَاعِظُ ،
وَطَلْحَةُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَهْرَامَ الْقَصَّارُ ،
وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زُفَرَ الدَّلَّالُ ،
وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الْمُعَلِّمُ ،
وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ سَلْهَبٍ ، وَأَخُوهُ
عُمَرُ ،
وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْقَطَّانُ ،
وَالْفَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَعْمَى ،
وَالْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ النَّجَّادُ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْبَقَّالُ ،
وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَسِيدٍ الْوَاعِظُ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الطِّهْرَانِيُّ ،
وَمَنْصُورُ بْنُ يَنَالَ الشَّاعِرُ ،
وَأَبُو طَاهِرٍ مُنْتَجِعُ بْنُ أَحْمَدَ الْأَنْصَارِيُّ ،
وَالْمُطَهَّرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْبُزَانِيُّ ،
وَكَرِيمَةُ بِنْتُ أَبِي سَعْدٍ التَّمِيمِيُّ ،
وَعَائِشَةُ بِنْتُ الْحَسَنِ الْوَرْكَانِيَّةُ مِنْ شُيُوخِ
الْخَلَّالِ .
[ ص: 32 ] وَعَلِيُّ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَبُّوَيْهِ الْخَيَّاطُ ،
وَعَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَعْدَانِيُّ ،
وَأَبُو عُثْمَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَرْقَاءَ ،
وَشُجَاعٌ الْمَصْقَلِيُّ ، وَخَلْقٌ ، وَأَوْلَادُهُ
أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ،
وَأَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الْوَهَّابِ ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ ،
وَإِسْحَاقُ .
قَالَ
الْبَاطِرْقَانِيُّ حَدَّثَنَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ إِمَامُ الْأَئِمَّةِ فِي الْحَدِيثِ -لَقَّاهُ اللَّهُ رِضْوَانَهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : الْتَقَيْنَا
بِبُخَارَى فِي سَنَةِ إِحْدَى وَسِتِّينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، وَقَدْ زَادَ زِيَادَةً ظَاهِرَةً ، ثُمَّ جَاءَنَا إِلَى
نَيْسَابُورَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ ذَاهِبًا إِلَى وَطَنِهِ ، فَقَالَ شَيْخُنَا
أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ :
بَنُو مَنْدَهْ أَعْلَامُ الْحُفَّاظِ فِي الدُّنْيَا قَدِيمًا وَحَدِيثًا ، أَلَا تَرَوْنَ إِلَى
قَرِيحَةِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ . !
وَقِيلَ : إِنَّ
أَبَا نُعَيْمٍ الْحَافِظَ ذُكِرَ لَهُ
ابْنُ مَنْدَهْ ، فَقَالَ : كَانَ جَبَلًا مِنَ الْجِبَالِ . فَهَذَا يَقُولُهُ
أَبُو نُعَيْمٍ مَعَ الْوَحْشَةِ الشَّدِيدَةِ الَّتِي بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ .
[ ص: 33 ]
قَالَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي ذُهْلٍ : سَمِعْتُ
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ يَقُولُ : لَا يُخَرِّجُ الصَّحِيحَ إِلَّا مَنْ يَنْزِلُ فِي الْإِسْنَادِ أَوْ يَكْذِبُ . يَعْنِي : أَنَّ الْمَشَايِخَ الْمُتَأَخِّرِينَ لَا يَبْلُغُونَ فِي الْإِتْقَانِ رُتْبَةَ الصِّحَّةِ ، فَيَقَعُ فِي الْكَذِبِ الْحَافِظُ إِنْ خَرَّجَ عَنْهُمْ وَسَمَّاهُ صَحِيحًا ، أَوْ يَرْوِي الْحَدِيثَ بِنُزُولِ دَرَجَةٍ وَدَرَجَتَيْنِ .
وَقِيلَ : كَانَ
ابْنُ مَنْدَهْ إِذَا قِيلَ لَهُ : فَاتَكَ سَمَاعُ كَذَا وَكَذَا يَقُولُ : مَا فَاتَنَا مِنَ
الْبَصْرَةِ أَكْثَرُ .
قُلْتُ : مَا دَخَلَ
الْبَصْرَةَ ، فَإِنَّهُ ارْتَحَلَ إِلَيْهَا إِلَى مُسْنِدِهَا
عَلِيِّ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَادَرَائِيِّ ، فَبَلَغَهُ مَوْتُهُ قَبْلَ وُصُولِهِ إِلَيْهَا ، فَحَزِنَ وَرَجَعَ .
وَمِنْ تَصَانِيفِهِ : كِتَابُ " الْإِيمَانِ " ، كِتَابُ " التَّوْحِيدِ " كِتَابُ " الصِّفَاتِ " ، كِتَابُ " التَّارِيخِ " كَبِيرٌ جِدًّا ، كِتَابُ " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " كِتَابُ " الْكُنَى " وَأَشْيَاءُ كَثِيرَةٌ .
قَالَ الْحَافِظُ
أَبُو الْقَاسِمِ ابْنُ عَسَاكِرَ :
لِابْنِ مَنْدَهْ فِي كِتَابِ " مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ " أَوْهَامٌ كَثِيرَةٌ .
وَقَالَ
أَبُو نُعَيْمٍ فِي " تَارِيخِ
أَصْبَهَانَ " :
ابْنُ مَنْدَهْ حَافِظٌ مِنْ أَوْلَادِ
[ ص: 34 ] الْمُحَدِّثِينَ ، اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمْرِهِ ، فَحَدَّثَ عَنِ
ابْنِ أَسِيدٍ ، وَابْنِ أَخِي
nindex.php?page=showalam&ids=12013أَبِي زُرْعَةَ الرَّازِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12644وَابْنِ الْجَارُودِ بَعْدَ أَنْ سَمِعَ مِنْهُ أَنَّ لَهُ عَنْهُمْ إِجَازَةً ، وَتَخَبَّطَ فِي أَمَالِيهِ ، وَنَسَبَ إِلَى جَمَاعَةٍ أَقْوَالًا فِي الْمُعْتَقَدَاتِ لَمْ يُعْرَفُوا بِهَا ، نَسْأَلُ اللَّهَ السَّتْرَ وَالصِّيَانَةَ .
قُلْتُ : لَا نَعْبَأُ بِقَوْلِكَ فِي خَصْمِكَ لِلْعَدَاوَةِ السَّائِرَةِ ، كَمَا لَا نَسْمَعُ -أَيْضًا- قَوْلَهُ فِيكَ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ
لِابْنِ مَنْدَهْ حَطًّا مُقْذِعًا عَلَى
أَبِي نُعَيْمٍ وَتَبْدِيعًا ، وَمَا لَا أُحِبُّ ذِكْرَهُ ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا فَصَدُوقٌ فِي نَفْسِهِ ، غَيْرُ مُتَّهَمٍ فِي نَقْلِهِ بِحَمْدِ اللَّهِ .
قَالَ
أَحْمَدُ الْبَاطِرْقَانِيُّ : كَتَبَ إِمَامُ دَهْرِهِ
أَبُو أَحْمَدَ الْعَسَّالُ إِلَى
ابْنِ مَنْدَهْ وَهُوَ
بِنَيْسَابُورَ فِي حَدِيثٍ أَشْكَلَ عَلَيْهِ ، فَأَجَابَهُ بِإِيضَاحِهِ ، وَبَيَانِ عِلَّتِهِ .
وَنَقَلَ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ بْنِ حَمْزَةَ أَنَّهُ قَالَ : مَا رَأَيْتُ مِثْلَ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ .
أَنْبَأَنِي
عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ وَطَائِفَةٌ ، عَنْ
زَاهِرِ بْنِ أَحْمَدَ : أَخْبَرَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ : أَنَّ وَالِدَهُ كَتَبَ عَنْ أَرْبَعَةِ مَشَايِخَ أَرْبَعَةَ آلَافِ جُزْءٍ ، وَهُمْ :
أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ ،
وَأَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ ،
وَخَيْثَمَةُ الْأَطْرَابُلُسِيُّ ،
وَالْهَيْثَمُ الشَّاشِيُّ ، قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : كَتَبْتُ عَنْ أَلْفٍ وَسَبْعِمِائَةِ نَفْسٍ .
[ ص: 35 ]
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15226جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْتَغْفِرِيُّ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْفَظَ مِنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْدَهْ ، سَأَلْتُهُ يَوْمًا : كَمْ تَكُونُ سَمَاعَاتُ الشَّيْخِ ؟ فَقَالَ : تَكُونُ خَمْسَةَ آلَافٍ مَنٍّ .
قُلْتُ : يَكُونُ الْمَنُّ نَحْوًا مِنْ مُجَلَّدَيْنِ أَوْ مُجَلَّدًا كَبِيرًا .
وَقَالَ
أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْحَافِظُ : كَتَبْتُ عَنْ أَزْيَدَ مِنْ أَلْفِ شَيْخٍ ، مَا فِيهِمْ أَحْفَظُ مِنَ ابْنِ مَنْدَهْ .
وَقَالَ شَيْخُ
هَرَاةَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ سَيِّدُ أَهْلِ زَمَانِهِ .
وَأَنْبَئُونَا عَنْ
زَاهِرٍ الثَّقَفِيِّ : أَخْبَرَنَا
الْحُسَيْنُ الْخَلَّالُ ، أَنْبَأَنَا
أَبُو الْفَوَارِسِ الْعَنْبَرِيُّ ، سَمِعَ
أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ الْإِسْكَافَ ، سَمِعْتُ
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بْنَ مَنْدَهْ يَقُولُ : رَأَيْتُ ثَلَاثِينَ أَلْفَ شَيْخٍ ، فَعَشَرَةُ آلَافٍ مِمَّنْ أَرْوِي عَنْهُمْ ، وَأَقْتَدِي بِهِمْ ، وَعَشَرَةُ آلَافٍ أَرْوِي عَنْهُمْ ، وَلَا أَقْتَدِي بِهِمْ ، وَعَشَرَةُ آلَافٍ مِنْ نُظَرَائِي ، وَلَيْسَ مِنَ الْكُلِّ وَاحِدٌ إِلَّا وَأَحْفَظُ عَنْهُ عَشَرَةَ أَحَادِيثَ أَقَلُّهَا .
[ ص: 36 ]
قُلْتُ : قَوْلُهُ : إِنَّهُ كَتَبَ عَنْ أَلْفٍ وَسَبْعِمِائَةِ شَيْخٍ أَصَحُّ ، وَهُوَ شَيْءٌ يَقْبَلُهُ الْعَقْلُ ، وَنَاهِيكَ بِهِ كَثْرَةً ، وَقَلَّ مَنْ يَبْلُغُ مَا بَلَغَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ ، وَشُيُوخُهُ نَحْوٌ مِنْ أَلْفٍ ، وَكَذَا
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : أَوَّلُ خُرُوجِ
ابْنِ مَنْدَهْ إِلَى
الْعِرَاقِ مِنْ عِنْدِنَا سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ ، فَسَمِعَ بِهَا
وَبِالشَّامِ ، وَأَقَامَ
بِمِصْرَ سِنِينَ ، وَصَنَّفَ التَّارِيخَ وَالشُّيُوخَ .
وَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ السُّوذَرْجَانِيُّ : سَمِعْتُ
ابْنَ مَنْدَهْ يَقُولُ : كَتَبْتُ عَنْ أَلْفِ شَيْخٍ ، لَمْ أَرَ فِيهِمْ أَتْقَنَ مِنَ الْقَاضِي
nindex.php?page=showalam&ids=14782أَبِي أَحْمَدَ الْعَسَّالِ .
أَخْبَرَنَا
أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْعَظِيمِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْمُفَضَّلِ ، أَخْبَرَنَا
السِّلَفِيُّ ، أَخْبَرَنَا
طَاهِرٌ الْمَقْدِسِيُّ ، سَمِعْتُ
سَعْدَ بْنَ عَلِيٍّ الْحَافِظَ
بِمَكَّةَ وَسُئِلَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيِّ ،
وَابْنِ مَنْدَهْ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14070وَالْحَاكِمِ ،
وَعَبْدِ الْغَنِيِّ فَقَالَ : أَمَّا
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ فَأَعْلَمُهُمْ بِالْعِلَلِ ، وَأَمَّا
ابْنُ مَنْدَهْ فَأَكْثَرُهُمْ حَدِيثًا مَعَ الْمَعْرِفَةِ التَّامَّةِ ، وَأَمَّا
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ فَأَحْسَنُهُمْ تَصْنِيفًا ، وَأَمَّا
عَبْدُ الْغَنِيِّ فَأَعْرَفُهُمْ بِالْأَنْسَابِ .
قُلْتُ : بَقِيَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي الرِّحْلَةِ بِضْعًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً ، وَأَقَامَ زَمَانًا
بِمَا وَرَاءَ النَّهْرِ وَكَانَ رُبَّمَا عَمِلَ التِّجَارَةَ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَدِهِ
[ ص: 37 ] وَقَدْ صَارَ فِي عَشْرِ السَّبْعِينَ ، فَوُلِدَ لَهُ أَرْبَعَةُ بَنِينَ :
عَبْدُ الرَّحْمَنِ ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ ،
وَعَبْدُ الرَّحِيمِ ،
وَعَبْدُ الْوَهَّابِ .
قَالَ الْحَافِظُ
يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ : كُنْتُ مَعَ عَمِّي
عُبَيْدِ اللَّهِ فِي طَرِيقِ
نَيْسَابُورَ ، فَلَمَّا بَلَغْنَا
بِئْرَ مَجَنَّةَ ، قَالَ عَمِّي : كُنْتُ هَاهُنَا مَرَّةً ، فَعَرَضَ لِي شَيْخٌ جَمَّالٌ ، فَقَالَ : كُنْتُ قَافِلًا مِنْ
خُرَاسَانَ مَعَ أَبِي ، فَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى هَاهُنَا إِذَا نَحْنُ بِأَرْبَعِينَ وِقْرًا مِنَ الْأَحْمَالِ ، فَظَنَنَّا أَنَّهَا مَنْسُوجُ الثِّيَابِ ، وَإِذَا خَيْمَةٌ صَغِيرَةٌ فِيهَا شَيْخٌ ، فَإِذَا هُوَ وَالِدُكَ ، فَسَأَلَهُ بَعْضُنَا عَنْ تِلْكَ الْأَحْمَالِ ، فَقَالَ : هَذَا مَتَاعٌ قَلَّ مَنْ يَرْغَبُ فِيهِ فِي هَذَا الزَّمَانِ ، هَذَا حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَالَ
الْبَاطِرْقَانِيُّ : سَمِعْتُ
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : طُفْتُ الشَّرْقَ وَالْغَرْبَ مَرَّتَيْنِ .
وَهَذِهِ حِكَايَةٌ نَكْتُبُهَا لِلتَّعَجُّبِ : قَالَ
الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ : حُكِيَ لِي عَنْ
أَبِي جَعْفَرٍ الْهَمَذَانِيِّ رَئِيسِ حُجَّاجِ
خُرَاسَانَ قَالَ : سَأَلْتُ بَعْضَ خَدَمِ تُرْبَةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَكَانَ مِنْ أَبْنَاءِ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً ، قَالَ : رَأَيْتُ يَوْمًا رَجُلًا عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضٌ دَخَلَ
الْحَرَمَ وَقْتَ الظُّهْرِ ، فَانْشَقَّ حَائِطُ التُّرْبَةِ ، فَدَخَلَ فِيهَا وَبِيَدِهِ مَحْبَرَةٌ وَكَاغَدٌ وَقَلَمٌ ، فَمَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ انْشَقَّ ، فَخَرَجَ ، فَأَخَذْتُ بِذَيْلِهِ ، فَقُلْتُ : بِحَقِّ مَعْبُودِكَ مَنْ
[ ص: 38 ] أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مَنْدَهْ ، أَشْكَلَ عَلَيَّ حَدِيثٌ ، فَجِئْتُ ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَجَابَنِي . وَأَرْجِعُ .
إِسْنَادُهَا مُنْقَطِعٌ .
وَقَدْ رَوَى
أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا النَّسَوِيُّ فِي " تَارِيخِ
الصُّوفِيَّةِ " ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ
ابْنِ مَنْدَهْ وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ .
قَالَ
الْبَاطِرْقَانِيُّ : وَكُنْتُ مَعَ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي تُوُفِّيَ فِيهَا ، فَفِي آخِرِ نَفَسِهِ قَالَ وَاحِدٌ مِنَّا : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ -يُرِيدُ تَلْقِينَهُ- فَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَيْهِ دَفْعَتَيْنِ ثَلَاثَةً . أَيِ : اسْكُتْ يُقَالُ لِي مِثْلُ هَذَا ؟ ! .
رَوَى
يَحْيَى بْنُ مَنْدَهْ فِي " تَارِيخِهِ " ، عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ : أَنَّ
أَبَا عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : مَا افْتَصَدْتُ قَطُّ ، وَلَا شَرِبْتُ دَوَاءً قَطُّ ، وَمَا قَبِلْتُ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا قَطُّ .
قَالَ
يَحْيَى : وَذَكَرَ لِي عَمِّي
عُبَيْدُ اللَّهِ قَالَ : قَفَلْتُ مِنْ
خُرَاسَانَ وَمَعِي عِشْرُونَ وِقْرًا مِنَ الْكُتُبِ ، فَنَزَلْتُ عِنْدَ هَذَا الْبِئْرِ -يَعْنِي :
بِئْرَ مَجَنَّةَ - فَنَزَلْتُ عِنْدَهُ اقْتِدَاءً بِالْوَالِدِ .
قَالَ
أَبُو نُعَيْمٍ وَغَيْرُهُ : مَاتَ
ابْنُ مَنْدَهْ فِي سَلْخِ ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ .
وَقَدْ أَفْرَدْتُ تَأْلِيفًا
بِابْنِ مَنْدَهْ وَأَقَارِبِهِ .
[ ص: 39 ]
وَمَا عَلِمْتُ بَيْتًا فِي الرُّوَاةِ مِثْلَ بَيْتِ
بَنِي مَنْدَهْ ؛ بَقِيَتِ الرِّوَايَةُ فِيهِمْ مِنْ خِلَافَةِ
الْمُعْتَصِمِ وَإِلَى بَعْدِ الثَّلَاثِينَ وَسِتِّمِائَةٍ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ وَالِدَ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْخَ
أَبَا يَعْقُوبَ مَاتَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، يَرْوِي عَنْ
أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عَاصِمٍ ، وَجَمَاعَةٍ .
وَآخِرُ مَنْ رَوَى عَنْ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ وَلَدُهُ
عَبْدُ الْوَهَّابِ ، عُمِّرَ زَمَانًا ، وَمَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ .
قَالَ
أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فِي كِتَابِ " السَّابِقِ " : أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ الْأَصْبَهَانِيُّ إِجَازَةً ، حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْجَوَّالُ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيُّ ، حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ الْقَزْوِينِيُّ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الْأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُعَيْرُ بْنُ الْخِمْسِ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
أَبِي الْأَحْوَصِ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881463مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ .
قَالَ
يَحْيَى بْنُ مَنْدَهْ : وَأَمُّ أَوْلَادِ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ هِيَ
أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي سَعْدٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الشَّيْبَانِيِّ ، وَلَهَا بِنْتَانِ مِنْ
أَبِي مَنْصُورٍ ، الْأَصْبَهَانِيِّ .
[ ص: 40 ]
قُلْتُ : النَّوَاحِي الَّتِي لَمْ يَرْحَلْ إِلَيْهَا
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ :
هَرَاةُ وَسِجِسْتَانُ وَكِرْمَانُ وَجُرْجَانُ وَالرَّيُّ وَقَزْوِينُ وَالْيَمَنُ وَغَيْرُ ذَلِكَ
وَالْبَصْرَةُ ، وَرَحَلَ إِلَى
خُرَاسَانَ وَمَا وَرَاءَ النَّهْرِ وَالْعِرَاقِ وَالْحِجَازِ وَمِصْرَ وَالشَّامِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13564أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْدَهْ : سَمِعْتُ
أَحْمَدَ بْنَ الْجَهْمِ الْمُسْتَمْلِيَّ يَقُولُ لِجَلِيسٍ لَهُ بِحَضْرَتِي : سَأَلْتُ أَبَاهُ حِينَ وُلِدَ لَهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ : أَهَذَا الْحَدِيثُ فِي الْعَقِيقَةِ صَحِيحٌ ؟ فَكَأَنَّهُ فَهِمَ الْمَعْنَى ، فَقَالَ : حَتَّى يُولَدَ الْآخَرُ ، فَإِنِّي رَأَيْتُ جَدِّي فِي الْمَنَامِ ، وَأَشَارَ إِلَيَّ بِأَرْبَعٍ .
أَنْبَأَنَا الثِّقَةُ عَنْ مِثْلِهِ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ مَنْدَهْ قَالَ : سَمِعْتُ عَمِّي
عَبْدَ [ ص: 41 ] الرَّحْمَنِ ، سَمِعْتُ
مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ الطَّبَرَانِيَّ يَقُولُ : قُمْتُ يَوْمًا فِي مَجْلِسِ وَالِدِكَ -رَحِمَهُ اللَّهُ- ، فَقُلْتُ : أَيُّهَا الشَّيْخُ ، فِينَا جَمَاعَةٌ مِمَّنْ يَدْخُلُ عَلَى هَذَا الْمَشْئُومِ -أَعْنِي :
أَبَا نُعَيْمٍ الْأَشْعَرِيَّ - فَقَالَ : أَخْرِجُوهُمْ . فَأَخْرَجْنَا مِنَ الْمَجْلِسِ فُلَانًا وَفُلَانًا ، ثُمَّ قَالَ : عَلَى الدَّاخِلِ عَلَيْهِمْ حَرَجٌ أَنْ يَدْخُلَ مَجْلِسَنَا ، أَوْ يَسْمَعَ مِنَّا ، أَوْ يَرْوِيَ عَنَّا ، فَإِنْ فَعَلَ فَلَيْسَ هُوَ مِنَّا فِي حِلٍّ .
قُلْتُ : رُبَّمَا آلَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ بِصَاحِبِهِ إِلَى الْغَضَبِ وَالْحِدَّةِ ، فَيَقَعُ فِي الْهِجْرَانِ الْمُحَرَّمِ ، وَرُبَّمَا أَفْضَى إِلَى التَّفْكِيرِ وَالسَّعْيِ فِي الدَّمِ ، وَقَدْ كَانَ
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَافِرَ الْجَاهِ وَالْحُرْمَةِ إِلَى الْغَايَةِ بِبَلَدِهِ ، وَشَغَّبَ عَلَى
أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظِ بِحَيْثُ إِنَّ
أَحْمَدَ اخْتَفَى .
وَلِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ كِتَابٌ كَبِيرٌ فِي الْإِيمَانِ فِي مُجَلَّدٍ ، وَكِتَابٌ فِي النَّفْسِ وَالرُّوحِ ، وَكِتَابٌ فِي الرَّدِّ عَلَى اللَّفْظِيَّةِ .
وَإِذَا رَوَى الْحَدِيثَ وَسَكَتَ ، أَجَادَ ، وَإِذَا بَوَّبَ أَوْ تَكَلَّمَ مِنْ عِنْدِهِ ، انْحَرَفَ ، وَحَرْفَشَ بَلَى ذَنْبُهُ وَذَنْبُ
أَبِي نُعَيْمٍ أَنَّهُمَا يَرْوِيَانِ الْأَحَادِيثَ السَّاقِطَةَ وَالْمَوْضُوعَةَ ، وَلَا يَهْتِكَانِهَا ، فَنَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ .
وَقَدْ سَمِعْتُ جُمْلَةً مِنْ حَدِيثِ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بِإِجَازَةٍ ، وَلَمْ يَقَعْ لِي شَيْءٌ مُتَّصِلًا ، وَكَانَ الْقَاضِي
نَجْمُ الدِّينِ بْنُ حَمْدَانَ آخِرَ مَنْ رَوَى حَدِيثًا عَالِيًا .
أَخْبَرَنَا
أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ الْفَقِيهُ فِي كِتَابِهِ سَنَةَ أَرْبَعٍ
[ ص: 42 ] وَسَبْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ
بِحَرَّانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّمِائَةٍ ، أَخْبَرَنَا
مَسْعُودُ بْنُ الْحَسَنِ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْدَهْ ، أَخْبَرَنَا وَالِدِي ، أَخْبَرَنَا
الْهَيْثَمُ بْنُ كُلَيْبٍ ، حَدَّثَنَا
عِيسَى بْنُ أَحْمَدَ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ
أَيُّوبَ بْنِ هَانِئٍ ، عَنْ
مَسْرُوقٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ :
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَرَجَ يَوْمًا وَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْمَقَابِرِ ، فَأَمَرَنَا ، فَجَلَسْنَا ، ثُمَّ تَخَطَّى الْقُبُورَ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى قَبْرٍ مِنْهَا ، فَجَلَسَ إِلَيْهِ ، فَنَاجَاهُ طَوِيلًا ، ثُمَّ ارْتَفَعَ نَحِيبُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَاكِيًا ، فَبَكَيْنَا لِبُكَائِهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْنَا ، فَتَلَقَّاهُ عُمَرُ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، مَا الَّذِي أَبْكَاكَ ؟ فَقَدْ أَبْكَانَا وَأَفْزَعَنَا . فَأَخَذَ بِيَدِ عُمَرَ ، ثُمَّ أَوْمَأَ إِلَيْنَا ، فَأَتَيْنَاهُ ، فَقَالَ : " أَفْزَعَكُمْ بُكَائِي ؟ قُلْنَا : نَعَمْ . قَالَ : إِنَّ الْقَبْرَ الَّذِي رَأَيْتُمُونِي عِنْدَهُ إِنَّمَا هُوَ قَبْرُ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ ، وَإِنِّي اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي الِاسْتِغْفَارِ لَهَا ، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي ، وَنَزَلَ عَلَيَّ : nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=113مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ الْآيَتَيْنِ ، فَأَخَذَنِي مَا يَأْخُذُ الْوَلَدُ لِوَالِدِهِ مِنَ الرِّقَّةِ ، فَذَاكَ الَّذِي أَبْكَانِي ، إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ ، فَزُورُوهَا ، فَإِنَّهُ يُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا وَيُذَكِّرُ الْآخِرَةَ .
هَذَا مِنْ غَرَائِبِ الْحَدِيثِ ، أَخْرَجَهُ
ابْنُ مَاجَهْ عَنِ الثِّقَةِ عَنِ
[ ص: 43 ] ابْنِ وَهْبٍ مُخْتَصَرًا ،
وَأَيُّوبُ هَذَا كُوفِيٌّ ضَعَّفَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ .