ابن خزيمة
محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر . الحافظ الحجة الفقيه ، شيخ الإسلام ، إمام الأئمة أبو بكر السلمي النيسابوري الشافعي ، صاحب التصانيف .
ولد سنة ثلاث وعشرين ومائتين ، وعني في حداثته بالحديث والفقه ، حتى صار يضرب به المثل في سعة العلم والإتقان .
سمع من
إسحاق بن راهويه ،
ومحمد بن حميد ، ولم يحدث عنهما ، لكونه كتب عنهما في صغره وقبل فهمه وتبصره ، وسمع من
محمود بن غيلان ،
وعتبة بن عبد الله المروزي ،
nindex.php?page=showalam&ids=16609وعلي بن حجر ،
nindex.php?page=showalam&ids=12289وأحمد بن منيع ،
وبشر بن معاذ ،
وأبي كريب ،
nindex.php?page=showalam&ids=16304وعبد الجبار بن العلاء ،
وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وأخيه
يعقوب ،
وإسحاق بن شاهين ،
nindex.php?page=showalam&ids=14923وعمرو بن علي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15936وزياد بن أيوب ،
ومحمد بن مهران الجمال ،
nindex.php?page=showalam&ids=13708وأبي سعيد الأشج ،
ويوسف بن واضح الهاشمي ،
nindex.php?page=showalam&ids=15573ومحمد بن بشار ،
ومحمد بن مثنى ،
والحسين بن حريث ،
ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني ،
ومحمد بن يحيى ،
وأحمد بن عبدة الضبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17206ونصر بن علي ،
[ ص: 366 ] nindex.php?page=showalam&ids=17002ومحمد بن علي ،
ومحمد بن عبد الله المخرمي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17418ويونس بن عبد الأعلى ،
وأحمد بن عبد الرحمن الوهبي ،
ويوسف بن موسى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16957ومحمد بن رافع ، ومحمد بن يحيى القطعي ،
وسلم بن جنادة ،
ويحيى بن حكيم ،
وإسماعيل بن بشر بن منصور السليمي والحسن بن محمد الزعفراني ،
nindex.php?page=showalam&ids=17221وهارون بن إسحاق الهمداني ، وأمم سواهم ، ومنهم :
إسحاق بن موسى الخطمي ،
ومحمد بن أبان البلخي .
حدث عنه :
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ،
ومسلم في غير " الصحيحين " ،
nindex.php?page=showalam&ids=16991ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم - أحد شيوخه ،
وأحمد بن المبارك المستملي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12355وإبراهيم بن أبي طالب ،
nindex.php?page=showalam&ids=12773وأبو حامد بن الشرقي ،
وأبو العباس الدغولي ،
وأبو علي الحسين بن محمد النيسابوري ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وأبو حاتم البستي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13357وأبو أحمد بن عدي ،
وأبو عمرو بن حمدان ،
وإسحاق بن سعد النسوي ،
وأبو حامد أحمد بن محمد بن بالويه ،
وأبو بكر أحمد بن مهران المقرئ ، وحفيده
محمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة ،
ومحمد بن أحمد بن علي بن نصير المعدل ،
وأبو بكر بن إسحاق الصبغي ،
وأبو سهل الصعلوكي ،
والحسين بن علي التميمي حسينك .
وبشر بن محمد بن محمد بن ياسين ،
وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر الشيباني وأبو الحسين أحمد بن محمد البحيري ،
والخليل بن أحمد السجزي القاضي ،
وأبو سعيد محمد بن بشر الكرابيسي ،
وأبو أحمد محمد بن محمد الكرابيسي الحاكم ،
وأبو نصر أحمد بن الحسين المرواني ،
وأبو العباس أحمد بن محمد الصندوقي ،
وأبو الحسن محمد بن الحسين الآبري ،
وأبو الوفاء أحمد بن محمد [ ص: 367 ] بن حمويه المزكي ، وخلق كثير .
أخبرنا
أبو الفضل أحمد بن هبة الله -فيما قرأت عليه سنة ست وتسعين وستمائة- عن
عبد المعز بن محمد الهروي : أخبرنا
تميم بن أبي سعيد القصار ، أخبرنا
محمد بن عبد الرحمن سنة تسع وأربعين وأربعمائة ، أخبرنا
محمد بن محمد النيسابوري الحافظ ، أخبرنا
أبو بكر محمد بن إسحاق ، حدثنا
علي بن حجر ، حدثنا
عبد العزيز بن حصين ، عن
أبي أمية : أن
حبيبا أخبره ، عن
زر بن حبيش : أنه أتى
صفوان بن عسال ، وكان من الصحابة ، فقال له : ما جاء بكم ؟ قالوا : خرجنا من بيوتنا لابتغاء العلم . قال : إنه من خرج من بيته لابتغاء العلم ، فإن الملائكة تضع أجنحتها لمبتغي العلم .
nindex.php?page=hadith&LINKID=881242فسأله عن المسح على الخفين ، قال : سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فجعل للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن ، وللمقيم يوما وليلة ، لا أقول من جنابة ، ولكن من غائط ، أو بول ، أو نوم .
قال
محمد بن محمد الحافظ : غريب من حديث
حبيب بن أبي ثابت ، لا أعلم حدث به غير
أبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق واسم أبيه
قيس .
أخبرنا
أحمد بن هبة الله بن أحمد ، عن
عبد المعز بن محمد ، أخبرنا
زاهر بن طاهر ، أخبرنا
أبو سعد الكنجرودي ، حدثنا
بشر بن محمد الحاكم ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة ، أخبرنا
أحمد بن نصر المقرئ ، أخبرنا
محمد بن الحسن البصري - محبوب ، حدثنا
خالد الحذاء ، عن
أبي قلابة ، عن
عمرو بن سلمة قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881243كانت الركبان تأتينا من عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأتلقى منهم الآية والآيتين ، فكانوا يخبروننا أن [ ص: 368 ] رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ليؤمكم أكثركم قرآنا وكنت أؤم قومي وأنا صغير السن .
وبه إلى
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة : حدثنا
أبو حصين بن أحمد بن يونس ، حدثنا
عبثر بن القاسم ، حدثنا
حصين ، عن
الشعبي ، عن
محمد بن صيفي قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881244قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم عاشوراء : أمنكم أحد أكل اليوم ؟ قالوا : منا من صام ، ومنا من لم يصم . قال : فأتموا بقية يومكم ، وابعثوا إلى أهل العروض فليتموا بقية يومهم هذا حديث صحيح غريب ، أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي عن
أبي حصين ، فوافقناه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في " تاريخه " : أخبرني
محمد بن أحمد بن واصل الجعفي ببيكند حدثني أبي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12070محمد بن إسماعيل ، حدثني
محمد ، حدثنا
أحمد بن سنان ، حدثني
مهدي -والد عبد الرحمن بن مهدي - قال : كان
عبد الرحمن يكون عند
سفيان عشرة أيام أو أكثر ، لا يجيء إلى البيت ، فإذا جاءنا ساعة جاء رسول
سفيان ، فيذهب ويتركنا .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم :
محمد : هو
ابن إسحاق بن خزيمة بلا شك ، فقد حدثنا
أبو [ ص: 369 ] أحمد الدارمي ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة بالحكاية .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : قرأت بخط
مسلم : حدثني
محمد بن إسحاق -صاحبنا- ، حدثنا
زكريا بن يحيى بن أبان ، حدثنا
عبد الله بن يوسف ، حدثنا
إسماعيل بن ربيعة بحديث في الاستسقاء .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : كتب إلي
أحمد بن عبد الرحمن بن القاسم من
مصر : أن
محمد بن الربيع الجيزي حدثهم : حدثني
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، حدثني
محمد بن إسحاق بن خزيمة ، حدثنا
موسى بن خاقان ، حدثنا
إسحاق الأزرق ، عن
سفيان ، عن
الأعمش ، عن
مسلم البطين ، عن
سعيد ، عن
ابن عباس قال : لما أخرجوا نبيهم ، قال
أبو بكر - رضي الله عنه - : علمت أنه سيكون قتال .
قال
أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الحيري : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة قال : كنت إذا أردت أن أصنف الشيء أدخل في الصلاة مستخيرا حتى يفتح لي ، ثم أبتدئ التصنيف . ثم قال
أبو عثمان : إن الله ليدفع البلاء عن أهل هذه
المدينة لمكان
أبي بكر محمد بن إسحاق .
[ ص: 370 ] nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : أخبرنا
أبو بكر محمد بن جعفر ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة وسئل : من أين أوتيت العلم ؟ فقال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880568ماء زمزم لما شرب له وإني لما شربت سألت الله علما نافعا .
الحاكم : سمعت
أبا بكر بن بالويه ، سمعت
أبا بكر بن إسحاق وقيل له : لو حلقت شعرك في الحمام ؟ فقال :
لم يثبت عندي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل حماما قط ، ولا حلق شعره ، إنما تأخذ شعري جارية لي بالمقراض .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : وسألت
محمد بن الفضل بن محمد عن جده ؟ فذكر أنه لا يدخر شيئا جهده ; بل ينفقه على أهل العلم ، وكان لا يعرف سنجة الوزن ، ولا يميز بين العشرة والعشرين ، ربما أخذنا منه العشرة ، فيتوهم أنها خمسة .
الحاكم : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=15021أبا بكر القفال يقول : كتب
ابن صاعد إلى
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة [ ص: 371 ] يستجيزه كتاب الجهاد ، فأجازه له .
قال
محمد بن سهل الطوسي : سمعت
الربيع بن سليمان وقال لنا : هل تعرفون
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة ؟ قلنا : نعم . قال : استفدنا منه أكثر ما استفاد منا .
محمد بن إسماعيل السكري : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة يقول : حضرت مجلس
المزني ، فسئل عن " شبه العمد " فقال له السائل : إن الله وصف في كتابه القتل صنفين : عمدا وخطأ ، فلم قلتم : إنه على ثلاثة أقسام ، وتحتج
بعلي بن زيد بن جدعان ؟ فسكت
المزني ، فقلت لمناظره : قد روى الحديث أيضا
أيوب nindex.php?page=showalam&ids=15804وخالد الحذاء ، فقال لي : فمن
عقبة بن أوس ؟ قلت : شيخ بصري قد روى عنه
ابن سيرين مع جلالته ، فقال
للمزني : أنت تناظر أو هذا ؟ قال : إذا جاء الحديث ، فهو يناظر ; لأنه أعلم به مني ، ثم أتكلم أنا .
قال
محمد بن الفضل بن محمد : سمعت جدي يقول : استأذنت أبي في الخروج إلى
قتيبة ، فقال : اقرأ القرآن أولا حتى آذن لك . فاستظهرت القرآن ، فقال لي : امكث حتى تصلي بالختمة . ففعلت ، فلما عيدنا ، أذن لي ،
[ ص: 372 ] فخرجت إلى
مرو ، وسمعت
بمرو الروذ من
محمد بن هشام -صاحب هشيم - ، فنعى إلينا
قتيبة .
قال
الحافظ أبو علي النيسابوري : لم أر أحدا مثل
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة .
قلت : يقول مثل هذا وقد رأى
النسائي ؟! .
قال
أبو أحمد حسينك : سمعت إمام الأئمة
أبا بكر يحكي عن علي بن خشرم ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12418ابن راهويه : أنه قال : أحفظ سبعين ألف حديث . فقلت
لابن خزيمة : كم يحفظ الشيخ ؟ فضربني على رأسي ، وقال : ما أكثر فضولك ! ثم قال : يا بني ، ما كتبت سوداء في بياض إلا وأنا أعرفه .
قال
أبو علي الحافظ : كان
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة يحفظ الفقهيات من حديثه كما يحفظ القارئ السورة .
أخبرنا
أبو علي الحسن بن علي ، أخبرنا
عبد الله بن عمر ، أخبرنا
أبو الوقت ، أخبرنا
شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري أخبرنا
عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن صالح ، حدثنا أبي ، حدثنا
أبو حاتم بن حبان التميمي قال : ما رأيت على وجه الأرض من يحفظ صناعة السنن ، ويحفظ ألفاظها الصحاح ، وزياداتها ، حتى كأن السنن كلها بين عينيه - إلا
محمد بن إسحاق بن خزيمة فقط .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14269أبو الحسن الدارقطني : كان
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة إماما ثبتا ، معدوم النظير .
حكى
أبو بشر القطان قال : رأى جار
لابن خزيمة -من أهل العلم- كأن لوحا
[ ص: 373 ] عليه صورة نبينا -صلى الله عليه وسلم-
وابن خزيمة يصقله . فقال المعبر : هذا رجل يحيي سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
قال
الإمام أبو العباس بن سريج -وذكر له
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة - فقال : يستخرج النكت من حديث رسول الله بالمنقاش .
وقد كان هذا الإمام جهبذا بصيرا بالرجال ، فقال -فيما رواه عنه
أبو بكر محمد بن جعفر- شيخ الحاكم : لست أحتج
بشهر بن حوشب ، ولا
بحريز بن عثمان لمذهبه ولا
بعبد الله بن عمر ، ولا
ببقية ، ولا
بمقاتل بن حيان ، ولا
بأشعث بن سوار ، ولا
بعلي بن جدعان لسوء حفظه ، ولا
بعاصم بن عبيد الله ، ولا
بابن عقيل ، ولا
بيزيد بن أبي زياد ، ولا
بمجالد ، ولا
nindex.php?page=showalam&ids=15689بحجاج بن أرطاة إذا قال : عن ، ولا
بأبي حذيفة النهدي ، ولا
بجعفر بن برقان ، ولا
بأبي معشر نجيح ، ولا
بعمر بن أبي سلمة ، ولا
بقابوس بن أبي ظبيان . ثم سمى خلقا دون هؤلاء في العدالة ; فإن المذكورين احتج بهم غير واحد .
وقال
أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة يقول : ليس لأحد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قول إذا صح الخبر .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : سمعت
محمد بن صالح بن هانئ ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة يقول : من لم يقر بأن الله على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته - فهو كافر حلال الدم ، وكان ماله فيئا .
قلت : من أقر بذلك تصديقا لكتاب الله ، ولأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وآمن به مفوضا معناه إلى الله ورسوله ، ولم يخض في التأويل ولا عمق ، فهو المسلم المتبع ، ومن أنكر ذلك ، فلم يدر بثبوت ذلك في الكتاب والسنة فهو
[ ص: 374 ] مقصر ، والله يعفو عنه ، إذ لم يوجب الله على كل مسلم حفظ ما ورد في ذلك ، ومن أنكر ذلك بعد العلم ، وقفا غير سبيل السلف الصالح ، وتمعقل على النص ، فأمره إلى الله ، نعوذ بالله من الضلال والهوى .
وكلام
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة هذا -وإن كان حقا- فهو فج ، لا تحتمله نفوس كثير من متأخري العلماء .
قال
أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة يقول : القرآن كلام الله تعالى ، ومن قال إنه مخلوق . فهو كافر ، يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل ، ولا يدفن في مقابر المسلمين .
nindex.php?page=showalam&ids=13114ولابن خزيمة عظمة في النفوس ، وجلالة في القلوب لعلمه ودينه ، واتباعه السنة .
وكتابه في " التوحيد " مجلد كبير ، وقد تأول في ذلك حديث الصورة
[ ص: 375 ] [ ص: 376 ] فليعذر من تأول بعض الصفات . وأما السلف فما خاضوا في التأويل ; بل آمنوا وكفوا ، وفوضوا علم ذلك إلى الله ورسوله ، ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده -مع صحة إيمانه ، وتوخيه لاتباع الحق- أهدرناه ، وبدعناه ، لقل من يسلم من الأئمة معنا . رحم الله الجميع بمنه وكرمه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : فضائل إمام الأئمة
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة عندي مجموعة في أوراق كثيرة ، ومصنفاته تزيد على مائة وأربعين كتابا سوى المسائل ، والمسائل المصنفة أكثر من مائة جزء . قال : وله فقه حديث
بريرة في ثلاثة أجزاء .
قال
حمد بن عبد الله المعدل : سمعت
عبد الله بن خالد الأصبهاني يقول : سئل
nindex.php?page=showalam&ids=16328عبد الرحمن بن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=13114أبي بكر بن خزيمة فقال : ويحكم ! هو
[ ص: 377 ] يسأل عنا ولا نسأل عنه ! هو إمام يقتدى به .
قال
الإمام أبو بكر محمد بن علي الشاشي : حضرت
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة ، فقال له
أبو بكر النقاش المقرئ : بلغني أنه لما وقع بين
المزني nindex.php?page=showalam&ids=16991وابن عبد الحكم ، قيل
للمزني : إنه يرد على
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي . فقال
المزني : لا يمكنه إلا
بمحمد بن إسحاق النيسابوري . فقال
أبو بكر : كذا كان .
وعن
أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن المضارب قال : رأيت
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة في النوم ، فقلت : جزاك الله عن الإسلام خيرا ، فقال : كذا قال لي
جبريل في السماء .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : حدثني
أبو بكر محمد بن حمدون وجماعة من مشايخنا -إلا أن
ابن حمدون كان من أعرفهم بهذه الواقعة- ، قال : لما بلغ
nindex.php?page=showalam&ids=13114أبو بكر بن خزيمة من السن والرئاسة والتفرد بهما ما بلغ ، كان له أصحاب صاروا في حياته أنجم الدنيا ، مثل
أبي علي محمد بن عبد الوهاب الثقفي ، وهو أول من حمل علوم
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ودقائق
ابن سريج إلى
خراسان ، ومثل
أبي بكر أحمد بن إسحاق -يعني الصبغي - خليفة
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة في الفتوى ، وأحسن الجماعة تصنيفا ، وأحسنهم سياسة في مجالس السلاطين ،
وأبي بكر بن أبي عثمان ، وهو آدبهم ، وأكثرهم جمعا للعلوم ، وأكثرهم رحلة ، وشيخ المطوعة والمجاهدين ،
وأبي محمد يحيى بن منصور ، وكان من أكابر البيوتات ، وأعرفهم بمذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة وأصلحهم للقضاء .
قال : فلما ورد
منصور بن يحيى الطوسي نيسابور ، وكان يكثر الاختلاف إلى
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة للسماع منه ، وهو معتزلي ، وعاين ما عاين من الأربعة الذين سميناهم حسدهم ، واجتمع مع
أبي عبد الرحمن الواعظ القدري بباب
معمر في أمورهم غير مرة فقالا : هذا إمام لا يسرع في الكلام ، وينهى أصحابه عن التنازع في الكلام وتعليمه ، وقد نبغ له أصحاب يخالفونه وهو لا يدري ، فإنهم
[ ص: 378 ] على مذهب
الكلابية فاستحكم طمعهما في إيقاع الوحشة بين هؤلاء الأئمة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : سمعت
الإمام أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول : كان من قضاء الله -تعالى- أن
الحاكم أبا سعيد لما توفي أظهر
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة الشماتة بوفاته ، هو وجماعة من أصحابه -جهلا منهم- فسألوه أن يتخذ ضيافة ، وكان
لابن خزيمة بساتين نزهة . قال : فأكرهت أنا من بين الجماعة على الخروج في الجملة إليها .
وحدثني
أبو أحمد الحسين بن علي التميمي : أن الضيافة كانت في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثمائة ، وكانت لم يعهد مثلها ، عملها
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة ، فأحضر جملة من الأغنام والحملان ، وأعدال السكر ، والفرش ، والآلات ، والطباخين ، ثم إنه تقدم إلى جماعة المحدثين من الشيوخ والشباب ، فاجتمعوا بجنزروذ وركبوا منها ، وتقدمهم
أبو بكر يخترق الأسواق سوقا سوقا ، يسألهم أن يجيبوه ، ويقول لهم : سألت من يرجع إلى الفتوة والمحبة لي أن يلزم جماعتنا اليوم . فكانوا يجيئون فوجا فوجا حتى لم يبق كبير أحد في البلد -يعني
نيسابور - والطباخون يطبخون ، وجماعة من الخبازين يخبزون ، حتى حمل أيضا جميع ما وجدوا في البلد من الخبز والشواء على الجمال والبغال والحمير ، والإمام -رحمه الله- قائم يجري أمور الضيافة على أحسن ما يكون ، حتى شهد من حضر أنه لم يشهد مثلها .
فحدثني
أبو بكر أحمد بن يحيى المتكلم قال : لما انصرفنا من
[ ص: 379 ] الضيافة اجتمعنا عند بعض أهل العلم ، وجرى ذكر كلام الله : أقديم هو لم يزل ، أو نثبت عند إخباره تعالى أنه متكلم به ؟ فوقع بيننا في ذلك خوض ، قال جماعة منا : كلام البارئ قديم لم يزل .
وقال جماعة : كلامه قديم غير أنه لا يثبت إلا بإخباره وبكلامه . فبكرت إلى
أبي علي الثقفي ، وأخبرته بما جرى ، فقال : من أنكر أنه لم يزل فقد اعتقد أنه محدث . وانتشرت هذه المسألة في البلد ، وذهب
منصور الطوسي في جماعة إلى
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة ، وأخبروه بذلك حتى قال
منصور : ألم أقل للشيخ : إن هؤلاء يعتقدون مذهب الكلابية ؟ وهذا مذهبهم . قال : فجمع
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة أصحابه ، وقال : ألم أنهكم غير مرة عن الخوض في الكلام ؟ ولم يزدهم على هذا ذلك اليوم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : وحدثني
عبد الله بن إسحاق الأنماطي المتكلم قال : لم يزل
الطوسي بأبي بكر بن خزيمة حتى جرأه على أصحابه ، وكان
أبو بكر بن إسحاق وأبو بكر بن أبي عثمان يردان على
أبي بكر ما يمليه ، ويحضران مجلس
أبي علي الثقفي ، فيقرءون ذلك على الملأ ، حتى استحكمت الوحشة .
سمعت
أبا سعد عبد الرحمن بن أحمد المقرئ ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة يقول : القرآن كلام الله ووحيه وتنزيله غير مخلوق ، ومن قال : شيء منه مخلوق . أو يقول : إن القرآن محدث ، فهو جهمي ، ومن نظر في كتبي ، بان له أن
الكلابية -لعنهم الله- كذبة فيما يحكون عني بما هو خلاف أصلي وديانتي ، قد عرف أهل الشرق والغرب أنه لم يصنف أحد في التوحيد والقدر وأصول العلم مثل تصنيفي ، وقد صح عندي أن هؤلاء -الثقفي ، والصبغي ،
ويحيى بن منصور - كذبة ، قد كذبوا علي في حياتي ، فمحرم على كل مقتبس علم أن يقبل منهم شيئا يحكونه عني ،
وابن أبي عثمان أكذبهم عندي ، وأقولهم علي ما لم أقله .
[ ص: 380 ] قلت : ما هؤلاء بكذبة ; بل أئمة أثبات ، وإنما الشيخ تكلم على حسب ما نقل له عنهم . فقبح الله من ينقل البهتان ، ومن يمشي بالنميمة .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : وسمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12974محمد بن أحمد بن بالويه ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة يقول : من زعم بعض هؤلاء الجهلة : أن الله لا يكرر الكلام ، فلا هم يفهمون كتاب الله . إن الله قد أخبر في مواضع أنه خلق
آدم ، وكرر ذكر
موسى ، وحمد نفسه في مواضع ، وكرر
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13 " فبأي آلاء ربكما تكذبان " ولم أتوهم أن مسلما يتوهم أن الله لا يتكلم بشيء مرتين ، وهذا قول من زعم أن كلام الله مخلوق ، ويتوهم أنه لا يجوز أن يقول : خلق الله شيئا واحدا مرتين .
قال الحاكم : سمعت
أبا بكر أحمد بن إسحاق يقول : لما وقع من أمرنا ما وقع ، وجد
أبو عبد الرحمن ومنصور الطوسي الفرصة في تقرير مذهبهم ، واغتنم
أبو القاسم ،
وأبو بكر بن علي ،
والبردعي السعي في فساد الحال ، انتصب
أبو عمرو الحيري للتوسط فيما بين الجماعة ، وقرر
لأبي بكر بن خزيمة اعترافنا له بالتقدم ، وبين له غرض المخالفين في فساد الحال ، إلى أن وافقه على أن نجتمع عنده ، فدخلت أنا ،
وأبو علي ،
وأبو بكر بن أبي عثمان ، فقال له
أبو علي الثقفي : ما الذي أنكرت أيها الأستاذ من مذاهبنا حتى نرجع عنه ؟ قال : ميلكم إلى مذهب
الكلابية ، فقد كان
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل من أشد الناس على
عبد الله بن سعيد بن كلاب وعلى أصحابه مثل
الحارث وغيره .
حتى طال الخطاب بينه وبين
أبي علي في هذا الباب ، فقلت : قد جمعت أنا أصول مذاهبنا في طبق ، فأخرجت إليه الطبق ، فأخذه وما زال يتأمله وينظر فيه ، ثم قال : لست أرى هاهنا شيئا لا
[ ص: 381 ] أقول به . فسألته أن يكتب عليه خطه أن ذلك مذهبه ، فكتب آخر تلك الأحرف ، فقلت
لأبي عمرو الحيري : احتفظ أنت بهذا الخط حتى ينقطع الكلام ، ولا يتهم واحد منا بالزيادة فيه . ثم تفرقنا ، فما كان بأسرع من أن قصده أبو فلان وفلان وقالا : إن الأستاذ لم يتأمل ما كتب في ذلك الخط ، وقد غدروا بك وغيروا صورة الحال .
فقبل منهم ، فبعث إلى
أبي عمرو الحيري لاسترجاع خطه منه ، فامتنع عليه
أبو عمرو ، ولم يرده حتى مات
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة ، وقد أوصيت أن يدفن معي ، فأحاجه بين يدي الله -تعالى- فيه وهو : القرآن كلام الله تعالى ، وصفة من صفات ذاته ، ليس شيء من كلامه مخلوقا ، ولا مفعولا ، ولا محدثا ، فمن زعم أن شيئا منه مخلوق أو محدث ، أو زعم أن الكلام من صفة الفعل ، فهو جهمي ضال مبتدع ، وأقول : لم يزل الله متكلما ، والكلام له صفة ذات ، ومن زعم أن الله لم يتكلم إلا مرة ، ولم يتكلم إلا ما تكلم به ، ثم انقضى كلامه ، كفر بالله ، وأنه ينزل تعالى إلى سماء الدنيا فيقول : هل من داع فأجيبه .
فمن زعم أن علمه تنزل أوامره ضل ، ويكلم عباده بلا كيف
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرحمن على العرش استوى لا كما قالت
الجهمية إنه على الملك احتوى ، ولا استولى . وإن الله يخاطب عباده عودا وبدءا ، ويعيد عليهم قصصه وأمره ونهيه ، ومن زعم غير ذلك ، فهو ضال مبتدع . وساق سائر الاعتقاد .
قلت : كان
أبو بكر الصبغي هذا عالم وقته ، وكبير الشافعية
[ ص: 382 ] بنيسابور ، حمل عنه
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم علما كثيرا .
nindex.php?page=showalam&ids=13114ولابن خزيمة ترجمة طويلة في " تاريخ
نيسابور " تكون بضعا وعشرين ورقة ، من ذلك وصيته ، وقصيدتان رثي بهما .
وضبط وفاته في ثاني ذي القعدة سنة إحدى عشرة وثلاثمائة ، عاش تسعا وثمانين سنة . وقد سمعنا " مختصر المختصر " له عاليا بفوت لي .
وفيها مات :
أبو جعفر بن حمدان الحيري -صاحب الصحيح- ،
وأبو جعفر أحمد بن عمرو الإلبيري -حافظ أهل الأندلس- ،
وشيخ الحنابلة أبو بكر الخلال ،
وشيخ الصوفية بالعراق أبو محمد أحمد بن محمد الجريري ، وقيل : اسمه
حسن ،
وشيخ العربية أبو إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج البغدادي ،
وصدر الوزراء حامد بن العباس ،
وحماد بن شاكر النسفي - صاحب
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري .
ومسند
بغداد أبو محمد عبد الله بن إسحاق المدائني الأنماطي ، وحافظ
هراة أبو محمد عبد الله بن عروة ، وحافظ
مرو عبد الله بن محمود ، ومحدث
أنطاكية أبو طاهر بن فيل الهمداني ، وشيخ الطب
محمد بن زكريا الرازي الفيلسوف ، ومسند
نيسابور أبو العباس محمد بن شادل بن علي - مولى بني هاشم .
أخبرنا
أحمد بن هبة الله ، عن
عبد المعز بن محمد ، أخبرنا
زاهر المستملي ، أخبرنا
أبو سعيد أحمد بن إبراهيم المقرئ ، أخبرنا
محمد بن الفضل بن محمد بن خزيمة ، أخبرنا جدي ، حدثنا
أبو موسى ، حدثنا
عبد الأعلى ، حدثنا
سعيد ، عن
قتادة ، عن
أنس ، قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881246من نسي صلاة أو نام عنها ، فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها .
ابْنُ خُزَيْمَةَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ صَالِحِ بْنِ بَكْرٍ . الْحَافِظُ الْحُجَّةُ الْفَقِيهُ ، شَيْخُ الْإِسْلَامِ ، إِمَامُ الْأَئِمَّةِ أَبُو بَكْرٍ السُّلَمِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ الشَّافِعِيُّ ، صَاحِبُ التَّصَانِيفِ .
وُلِدَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَعُنِيَ فِي حَدَاثَتِهِ بِالْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ ، حَتَّى صَارَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلَ فِي سِعَةِ الْعِلْمِ وَالْإِتْقَانِ .
سَمِعَ مِنْ
إِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْهِ ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ حُمَيْدٍ ، وَلَمْ يُحَدِّثْ عَنْهُمَا ، لِكَوْنِهِ كَتَبَ عَنْهُمَا فِي صِغَرِهِ وَقَبْلَ فَهْمِهِ وَتَبَصُّرِهِ ، وَسَمِعَ مِنْ
مَحْمُودِ بْنِ غَيْلَانَ ،
وَعُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُرْوَزِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16609وَعَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12289وَأَحْمَدَ بْنِ مَنِيعٍ ،
وَبِشْرِ بْنِ مُعَاذٍ ،
وَأَبِي كُرَيْبٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16304وَعَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ الْعَلَاءِ ،
وَأَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيِّ ، وَأَخِيهِ
يَعْقُوبَ ،
وَإِسْحَاقَ بْنِ شَاهِينَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14923وَعَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15936وَزِيَادِ بْنِ أَيُّوبَ ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13708وَأَبِي سَعِيدٍ الْأَشَجِّ ،
وَيُوسُفَ بْنِ وَاضِحٍ الْهَاشِمِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15573وَمُحَمَّدِ بْنِ بَشَّارٍ ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ مُثَنَّى ،
وَالْحُسَيْنِ بْنِ حُرَيْثٍ ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيِّ ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ،
وَأَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ الضَّبِّيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17206وَنَصْرِ بْنِ عَلِيٍّ ،
[ ص: 366 ] nindex.php?page=showalam&ids=17002وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ،
وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17418وَيُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى ،
وَأَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَهْبِيِّ ،
وَيُوسُفَ بْنِ مُوسَى ،
nindex.php?page=showalam&ids=16957وَمُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْقُطَعِيِّ ،
وَسَلْمِ بْنِ جُنَادَةَ ،
وَيَحْيَى بْنِ حَكِيمٍ ،
وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ السُّلَيْمِيِّ وَالْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17221وَهَارُونَ بْنِ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، وَأُمَمٍ سِوَاهُمْ ، وَمِنْهُمْ :
إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْخَطْمِيُّ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْبَلْخِيُّ .
حَدَّثَ عَنْهُ :
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ ،
وَمُسْلِمٌ فِي غَيْرِ " الصَّحِيحَيْنِ " ،
nindex.php?page=showalam&ids=16991وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ - أَحَدُ شُيُوخِهِ ،
وَأَحْمَدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الْمُسْتَمْلِي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12355وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12773وَأَبُو حَامِدِ بْنُ الشَّرْقِيُّ ،
وَأَبُو الْعَبَّاسِ الدَّغُولِيُّ ،
وَأَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13053وَأَبُو حَاتِمٍ الْبُسْتِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13357وَأَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيٍّ ،
وَأَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ ،
وَإِسْحَاقُ بْنُ سَعْدٍ النَّسَوِيُّ ،
وَأَبُو حَامِدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَالَوَيْهِ ،
وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ الْمُقْرِئُ ، وَحَفِيدُهُ
مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ نُصَيْرٍ الْمُعَدَّلُ ،
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الصِّبْغِيُّ ،
وَأَبُو سَهْلٍ الصُّعْلُوكِيُّ ،
وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ حُسَيْنَكُ .
وَبِشْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَاسِينَ ،
وَأَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ الشَّيْبَانِيُّ وَأَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَحِيرِيُّ ،
وَالْخَلِيلُ بْنُ أَحْمَدَ السِّجْزِيُّ الْقَاضِي ،
وَأَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْكَرَابِيسِيُّ ،
وَأَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَرَابِيسِيُّ الْحَاكِمُ ،
وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمَرْوَانِيُّ ،
وَأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصُّنْدُوقِيُّ ،
وَأَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْآبُرِيُّ ،
وَأَبُو الْوَفَاءِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ [ ص: 367 ] بْنِ حَمُّوَيْهِ الْمُزَكِّي ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ .
أَخْبَرَنَا
أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ -فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ سَنَةَ سِتٍّ وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ- عَنْ
عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيِّ : أَخْبَرَنَا
تَمِيمُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْقَصَّارُ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حُصَيْنٍ ، عَنْ
أَبِي أُمَيَّةَ : أَنَّ
حَبِيبًا أَخْبَرَهُ ، عَنْ
زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ : أَنَّهُ أَتَى
صَفْوَانَ بْنِ عَسَّالٍ ، وَكَانَ مِنَ الصَّحَابَةِ ، فَقَالَ لَهُ : مَا جَاءَ بِكُمْ ؟ قَالُوا : خَرَجْنَا مِنْ بُيُوتِنَا لِابْتِغَاءِ الْعِلْمِ . قَالَ : إِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مَنْ بَيْتِهِ لِابْتِغَاءِ الْعِلْمِ ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِمُبْتَغِي الْعِلْمِ .
nindex.php?page=hadith&LINKID=881242فَسَأَلَهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، فَجَعَلَ لِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامِ وَلَيَالِيَهُنَّ ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمًا وَلَيْلَةً ، لَا أَقُولُ مِنْ جَنَابَةٍ ، وَلَكِنْ مِنْ غَائِطٍ ، أَوْ بَوْلٍ ، أَوْ نَوْمٍ .
قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ : غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ
حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، لَا أَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ غَيْرَ
أَبِي أُمِّيَّةَ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي الْمُخَارِقِ وَاسْمُ أَبِيهِ
قَيْسٌ .
أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ ، عَنْ
عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا
زَاهِرُ بْنُ طَاهِرٍ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو سَعْدٍ الْكَنْجَرُودِيُّ ، حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَاكِمُ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنُ خُزَيْمَةَ ، أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ - مَحْبُوبٌ ، حَدَّثَنَا
خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنْ
أَبِي قِلَابَةَ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881243كَانَتِ الرُّكْبَانُ تَأْتِينَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَتَلَقَّى مِنْهُمُ الْآيَةَ وَالْآيَتَيْنِ ، فَكَانُوا يُخْبِرُونَنَا أَنَّ [ ص: 368 ] رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ : لِيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا وَكُنْتُ أَؤُمُّ قَوْمِي وَأَنَا صَغِيرُ السِّنِّ .
وَبِهِ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنِ خُزَيْمَةَ : حَدَّثَنَا
أَبُو حَصِينِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا
عَبْثَرُ بْنُ الْقَاسِمِ ، حَدَّثَنَا
حُصَيْنٌ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881244قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ عَاشُورَاءَ : أَمِنْكُمْ أَحَدٌ أَكَلَ الْيَوْمَ ؟ قَالُوا : مِنَّا مَنْ صَامَ ، وَمِنَّا مَنْ لَمْ يَصُمْ . قَالَ : فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ ، وَابْعَثُوا إِلَى أَهْلِ الْعَرُوضِ فَلْيُتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ ، أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ عَنْ
أَبِي حُصَيْنٍ ، فَوَافَقْنَاهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ فِي " تَارِيخِهِ " : أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ وَاصِلٍ الْجُعْفِيُّ بِبِيكَنْدَ حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12070مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ ، حَدَّثَنِي
مَهْدِيٌّ -وَالِدُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ - قَالَ : كَانَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ يَكُونُ عِنْدَ
سُفْيَانَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ أَوْ أَكْثَرَ ، لَا يَجِيءُ إِلَى الْبَيْتِ ، فَإِذَا جَاءَنَا سَاعَةً جَاءَ رَسُولُ
سُفْيَانَ ، فَيَذْهَبُ وَيَتْرُكُنَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ :
مُحَمَّدٌ : هُوَ
ابْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ بِلَا شَكٍّ ، فَقَدْ حَدَّثَنَا
أَبُو [ ص: 369 ] أَحْمَدَ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنُ خُزَيْمَةَ بِالْحِكَايَةِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : قَرَأْتُ بِخَطِّ
مُسْلِمٍ : حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ -صَاحِبِنَا- ، حَدَّثَنَا
زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبَانَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَبِيعَةَ بِحَدِيثٍ فِي الِاسْتِسْقَاءِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : كَتَبَ إِلَيَّ
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ مِنْ
مِصْرَ : أَنَّ
مُحَمَّدَ بْنَ الرَّبِيعِ الْجِيزِيَّ حَدَّثَهُمْ : حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ خَاقَانَ ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ ، عَنْ
سُفْيَانَ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
مُسْلِمٍ الْبَطِينِ ، عَنْ
سَعِيدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : لَمَّا أَخْرَجُوا نَبِيَّهُمْ ، قَالَ
أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : عَلِمْتُ أَنَّهُ سَيَكُونُ قِتَالٌ .
قَالَ
أَبُو عُثْمَانَ سَعِيدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحِيرِيُّ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنُ خُزَيْمَةَ قَالَ : كُنْتُ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُصَنِّفَ الشَّيْءَ أَدْخُلُ فِي الصَّلَاةِ مُسْتَخِيرًا حَتَّى يُفْتَحَ لِي ، ثُمَّ أَبْتَدِئُ التَّصْنِيفَ . ثُمَّ قَالَ
أَبُو عُثْمَانَ : إِنَّ اللَّهَ لَيَدْفَعُ الْبَلَاءَ عَنْ أَهْلِ هَذِهِ
الْمَدِينَةِ لِمَكَانِ
أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ .
[ ص: 370 ] nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنَ خُزَيْمَةَ وَسُئِلَ : مِنْ أَيْنَ أُوتِيتَ الْعِلْمَ ؟ فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880568مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ وَإِنِّي لَمَّا شَرِبْتُ سَأَلْتُ اللَّهَ عِلْمًا نَافِعًا .
الْحَاكِمُ : سَمِعْتُ
أَبَا بَكْرِ بْنَ بَالَوَيْهِ ، سَمِعْتُ
أَبَا بَكْرِ بْنَ إِسْحَاقَ وَقِيلَ لَهُ : لَوْ حَلَقْتَ شَعْرَكَ فِي الْحَمَّامِ ؟ فَقَالَ :
لَمْ يَثْبُتْ عِنْدِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَخَلَ حَمَّامًا قَطُّ ، وَلَا حَلَقَ شَعْرَهُ ، إِنَّمَا تَأْخُذُ شَعْرِي جَارِيَةٌ لِي بِالْمِقْرَاضِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : وَسَأَلْتُ
مُحَمَّدَ بْنَ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَدِّهِ ؟ فَذَكَرَ أَنَّهُ لَا يَدَّخِرُ شَيْئًا جُهْدَهُ ; بَلْ يُنْفِقُهُ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَكَانَ لَا يَعْرِفُ سَنْجَةَ الْوَزْنِ ، وَلَا يُمَيِّزُ بَيْنَ الْعَشَرَةِ وَالْعِشْرِينَ ، رُبَّمَا أَخَذْنَا مِنْهُ الْعَشَرَةَ ، فَيَتَوَهَّمُ أَنَّهَا خَمْسَةٌ .
الْحَاكِمُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=15021أَبَا بَكْرٍ الْقَفَّالَ يَقُولُ : كَتَبَ
ابْنُ صَاعِدٍ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنِ خُزَيْمَةَ [ ص: 371 ] يَسْتَجِيزُهُ كِتَابَ الْجِهَادِ ، فَأَجَازَهُ لَهُ .
قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الطُّوسِيُّ : سَمِعْتُ
الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ وَقَالَ لَنَا : هَلْ تَعْرِفُونَ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنَ خُزَيْمَةَ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ . قَالَ : اسْتَفَدْنَا مِنْهُ أَكْثَرَ مَا اسْتَفَادَ مِنَّا .
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّكَّرِيُّ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُولُ : حَضَرْتُ مَجْلِسَ
الْمُزَنِيِّ ، فَسُئِلَ عَنْ " شِبْهِ الْعَمْدِ " فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ : إِنَّ اللَّهَ وَصَفَ فِي كِتَابِهِ الْقَتْلَ صِنْفَيْنِ : عَمْدًا وَخَطَأً ، فَلِمَ قُلْتُمْ : إِنَّهُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ ، وَتَحْتَجُّ
بِعَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ؟ فَسَكَتَ
الْمُزَنِيُّ ، فَقُلْتُ لِمُنَاظِرِهِ : قَدْ رَوَى الْحَدِيثَ أَيْضًا
أَيُّوبُ nindex.php?page=showalam&ids=15804وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، فَقَالَ لِي : فَمَنْ
عُقْبَةُ بْنُ أَوْسٍ ؟ قُلْتُ : شَيْخٌ بَصْرِيٌّ قَدْ رَوَى عَنْهُ
ابْنُ سِيرِينَ مَعَ جَلَالَتِهِ ، فَقَالَ
لِلْمُزَنِيِّ : أَنْتَ تُنَاظِرُ أَوْ هَذَا ؟ قَالَ : إِذَا جَاءَ الْحَدِيثُ ، فَهُوَ يُنَاظِرُ ; لِأَنَّهُ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، ثُمَّ أَتَكَلَّمُ أَنَا .
قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ : سَمِعْتُ جَدِّي يَقُولُ : اسْتَأْذَنْتُ أَبِي فِي الْخُرُوجِ إِلَى
قُتَيْبَةَ ، فَقَالَ : اقْرَأِ الْقُرْآنَ أَوَّلًا حَتَّى آذَنَ لَكَ . فَاسْتَظْهَرْتُ الْقُرْآنَ ، فَقَالَ لِي : امْكُثْ حَتَّى تُصَلِّيَ بِالْخَتْمَةِ . فَفَعَلْتُ ، فَلَمَّا عَيَّدْنَا ، أَذِنَ لِي ،
[ ص: 372 ] فَخَرَجْتُ إِلَى
مَرْوٍ ، وَسَمِعْتُ
بِمَرْوِ الرُّوذِ مِنْ
مُحَمَّدِ بْنِ هِشَامٍ -صَاحِبِ هُشَيْمٍ - ، فَنَعَى إِلَيْنَا
قُتَيْبَةَ .
قَالَ
الْحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ النَّيْسَابُورِيُّ : لَمْ أَرَ أَحَدًا مِثْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنِ خُزَيْمَةَ .
قُلْتُ : يَقُولُ مِثْلَ هَذَا وَقَدْ رَأَى
النَّسَائِيَّ ؟! .
قَالَ
أَبُو أَحْمَدَ حُسَيْنَكُ : سَمِعْتُ إِمَامَ الْأَئِمَّةِ
أَبَا بَكْرٍ يَحْكِي عَنْ عَلِيِّ بْنِ خَشْرَمٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12418ابْنِ رَاهْوَيْهِ : أَنَّهُ قَالَ : أَحْفَظُ سَبْعِينَ أَلْفَ حَدِيثٍ . فَقُلْتُ
لِابْنِ خُزَيْمَةَ : كَمْ يَحْفَظُ الشَّيْخَ ؟ فَضَرَبَنِي عَلَى رَأْسِي ، وَقَالَ : مَا أَكْثَرَ فُضُولَكَ ! ثُمَّ قَالَ : يَا بُنَيَّ ، مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيَاضٍ إِلَّا وَأَنَا أَعْرِفُهُ .
قَالَ
أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنُ خُزَيْمَةَ يَحْفَظُ الْفِقْهِيَّاتِ مِنْ حَدِيثِهِ كَمَا يَحْفَظُ الْقَارِئُ السُّورَةَ .
أَخْبَرَنَا
أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْوَقْتِ ، أَخْبَرَنَا
شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَبُو إِسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيُّ أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا
أَبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ التَّمِيمِيُّ قَالَ : مَا رَأَيْتُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مَنْ يَحْفَظُ صِنَاعَةَ السُّنَنِ ، وَيَحْفَظُ أَلْفَاظَهَا الصِّحَاحِ ، وَزِيَادَاتِهَا ، حَتَّى كَأَنَّ السُّنَنَ كُلَّهَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ - إِلَّا
مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ فَقَطُّ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14269أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنُ خُزَيْمَةَ إِمَامًا ثَبْتًا ، مَعْدُومَ النَّظِيرِ .
حَكَى
أَبُو بِشْرٍ الْقَطَّانُ قَالَ : رَأَى جَارٌ
لِابْنِ خُزَيْمَةَ -مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ- كَأَنَّ لَوْحًا
[ ص: 373 ] عَلَيْهِ صُورَةُ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
وَابْنُ خُزَيْمَةَ يَصْقُلُهُ . فَقَالَ الْمُعَبِّرُ : هَذَا رَجُلٌ يُحْيِي سُنَّةَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .
قَالَ
الْإِمَامُ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ سُرَيْجٍ -وَذُكِرَ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنُ خُزَيْمَةَ - فَقَالَ : يَسْتَخْرِجُ النُّكَتَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ بِالْمِنْقَاشِ .
وَقَدْ كَانَ هَذَا الْإِمَامُ جِهْبَذًا بَصِيرًا بِالرِّجَالِ ، فَقَالَ -فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ- شَيْخُ الْحَاكِمِ : لَسْتُ أَحْتَجُّ
بِشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، وَلَا
بِحَرِيزِ بْنِ عُثْمَانَ لِمَذْهَبِهِ وَلَا
بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، وَلَا
بِبَقِيَّةَ ، وَلَا
بِمُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، وَلَا
بِأَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ ، وَلَا
بِعَلِيِّ بْنِ جُدْعَانَ لِسُوءِ حِفْظِهِ ، وَلَا
بِعَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، وَلَا
بِابْنِ عَقِيلٍ ، وَلَا
بِيَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ ، وَلَا
بِمُجَالِدٍ ، وَلَا
nindex.php?page=showalam&ids=15689بِحَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ إِذَا قَالَ : عَنْ ، وَلَا
بِأَبِي حُذَيْفَةَ النَّهْدِيِّ ، وَلَا
بِجَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، وَلَا
بِأَبِي مَعْشَرٍ نَجِيحٍ ، وَلَا
بِعُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، وَلَا
بِقَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ . ثُمَّ سَمَّى خَلْقًا دُونَ هَؤُلَاءِ فِي الْعَدَالَةِ ; فَإِنَّ الْمَذْكُورِينَ احْتَجَّ بِهِمْ غَيْرُ وَاحِدٍ .
وَقَالَ
أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُولُ : لَيْسَ لِأَحَدٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَوْلٌ إِذَا صَحَّ الْخَبَرُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : سَمِعْتُ
مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُولُ : مَنْ لَمْ يُقِرَّ بِأَنَّ اللَّهَ عَلَى عَرْشِهِ قَدِ اسْتَوَى فَوْقَ سَبْعِ سَمَاوَاتِهِ - فَهُوَ كَافِرٌ حَلَالُ الدَّمِ ، وَكَانَ مَالُهُ فَيْئًا .
قُلْتُ : مَنْ أَقَرَّ بِذَلِكَ تَصْدِيقًا لِكِتَابِ اللَّهِ ، وَلِأَحَادِيثِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، وَآمَنَ بِهِ مُفَوِّضًا مَعْنَاهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَلَمْ يَخُضْ فِي التَّأْوِيلِ وَلَا عَمَّقَ ، فَهُوَ الْمُسْلِمُ الْمُتَّبِعُ ، وَمَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ ، فَلَمْ يَدْرِ بِثُبُوتِ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ وَالسَّنَةِ فَهُوَ
[ ص: 374 ] مُقَصِّرٌ ، وَاللَّهُ يَعْفُو عَنْهُ ، إِذْ لَمْ يُوجِبِ اللَّهُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ حَفِظَ مَا وَرَدَ فِي ذَلِكَ ، وَمَنْ أَنْكَرَ ذَلِكَ بَعْدَ الْعِلْمِ ، وَقَفَا غَيْرَ سَبِيلِ السَّلَفِ الصَّالِحِ ، وَتَمَعْقَلَ عَلَى النَّصِّ ، فَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الضَّلَالِ وَالْهَوَى .
وَكَلَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنِ خُزَيْمَةَ هَذَا -وَإِنْ كَانَ حَقًّا- فَهُوَ فَجٌّ ، لَا تَحْتَمِلُهُ نُفُوسُ كَثِيرٍ مِنْ مُتَأَخِّرِي الْعُلَمَاءِ .
قَالَ
أَبُو الْوَلِيدِ حَسَّانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُولُ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَمَنْ قَالَ إِنَّهُ مَخْلُوقٌ . فَهُوَ كَافِرٌ ، يُسْتَتَابُ ، فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ ، وَلَا يُدْفَنُ فِي مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ .
nindex.php?page=showalam&ids=13114وَلِابْنِ خُزَيْمَةَ عَظَمَةٌ فِي النُّفُوسِ ، وَجَلَالَةٌ فِي الْقُلُوبِ لِعِلْمِهِ وَدِينِهِ ، وَاتِّبَاعِهِ السَّنَةَ .
وَكِتَابُهُ فِي " التَّوْحِيدِ " مُجَلَّدٌ كَبِيرٌ ، وَقَدْ تَأَوَّلَ فِي ذَلِكَ حَدِيثَ الصُّورَةِ
[ ص: 375 ] [ ص: 376 ] فَلْيَعْذُرْ مَنْ تَأَوَّلَ بَعْضَ الصِّفَاتِ . وَأَمَّا السَّلَفُ فَمَا خَاضُوا فِي التَّأْوِيلِ ; بَلْ آمَنُوا وَكَفُّوا ، وَفَوَّضُوا عِلْمَ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَلَوْ أَنَّ كُلَّ مَنْ أَخْطَأَ فِي اجْتِهَادِهِ -مَعَ صِحَّةِ إِيمَانِهِ ، وَتَوَخِّيهِ لِاتِّبَاعِ الْحَقِّ- أَهْدَرْنَاهُ ، وَبَدَّعْنَاهُ ، لَقَلَّ مَنْ يَسْلَمُ مِنَ الْأَئِمَّةِ مَعَنَا . رَحِمَ اللَّهُ الْجَمِيعَ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : فَضَائِلُ إِمَامِ الْأَئِمَّةِ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنِ خُزَيْمَةَ عِنْدِي مَجْمُوعَةٌ فِي أَوْرَاقٍ كَثِيرَةٍ ، وَمُصَنَّفَاتُهُ تَزِيدُ عَلَى مِائَةٍ وَأَرْبَعِينَ كِتَابًا سِوَى الْمَسَائِلِ ، وَالْمَسَائِلُ الْمُصَنَّفَةُ أَكْثَرُ مِنْ مِائَةِ جُزْءٍ . قَالَ : وَلَهُ فِقْهُ حَدِيثِ
بَرِيرَةَ فِي ثَلَاثَةِ أَجْزَاءٍ .
قَالَ
حَمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ : سَمِعْتُ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ خَالِدٍ الْأَصْبَهَانِيَّ يَقُولُ : سُئِلَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13114أَبِي بَكْرِ بْنِ خُزَيْمَةَ فَقَالَ : وَيْحَكُمْ ! هُوَ
[ ص: 377 ] يُسْأَلُ عَنَّا وَلَا نُسْأَلُ عَنْهُ ! هُوَ إِمَامٌ يُقْتَدَى بِهِ .
قَالَ
الْإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّاشِيُّ : حَضَرْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنَ خُزَيْمَةَ ، فَقَالَ لَهُ
أَبُو بَكْرٍ النَّقَّاشُ الْمُقْرِئُ : بَلَغَنِي أَنَّهُ لَمَّا وَقَعَ بَيْنَ
الْمُزَنِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=16991وَابْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، قِيلَ
لِلْمُزَنِيِّ : إِنَّهُ يَرُدُّ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ . فَقَالَ
الْمُزَنِيُّ : لَا يُمْكِنُهُ إِلَّا
بِمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ النَّيْسَابُورِيِّ . فَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ : كَذَا كَانَ .
وَعَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُضَارِبِ قَالَ : رَأَيْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنَ خُزَيْمَةَ فِي النَّوْمِ ، فَقُلْتُ : جَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ خَيْرًا ، فَقَالَ : كَذَا قَالَ لِي
جِبْرِيلُ فِي السَّمَاءِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : حَدَّثَنِي
أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ مَشَايِخِنَا -إِلَّا أَنَّ
ابْنَ حَمْدُونَ كَانَ مِنْ أَعْرَفِهِمْ بِهَذِهِ الْوَاقِعَةِ- ، قَالَ : لَمَّا بَلَغَ
nindex.php?page=showalam&ids=13114أَبُو بَكْرِ بْنُ خُزَيْمَةَ مِنَ السِّنِّ وَالرِّئَاسَةِ وَالتَّفَرُّدِ بِهِمَا مَا بَلَغَ ، كَانَ لَهُ أَصْحَابٌ صَارُوا فِي حَيَاتِهِ أَنْجُمَ الدُّنْيَا ، مِثْلُ
أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيِّ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ حَمَلَ عُلُومَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ وَدَقَائِقَ
ابْنِ سُرَيْجٍ إِلَى
خُرَاسَانَ ، وَمَثَلُ
أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ -يَعْنِي الصِّبْغِيَّ - خَلِيفَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنِ خُزَيْمَةَ فِي الْفَتْوَى ، وَأَحْسَنِ الْجَمَاعَةِ تَصْنِيفًا ، وَأَحْسَنِهِمْ سِيَاسَةً فِي مَجَالِسِ السَّلَاطِينِ ،
وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ ، وَهُوَ آدَبُهُمْ ، وَأَكْثَرُهُمْ جَمْعًا لِلْعُلُومِ ، وَأَكْثَرُهُمْ رِحْلَةً ، وَشَيْخُ الْمُطَوِّعَةِ وَالْمُجَاهِدِينَ ،
وَأَبِي مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنِ مَنْصُورٍ ، وَكَانَ مِنْ أَكَابِرِ الْبُيُوتَاتِ ، وَأَعْرَفَهُمْ بِمَذْهَبِ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنِ خُزَيْمَةَ وَأَصْلَحَهُمْ لِلْقَضَاءِ .
قَالَ : فَلَمَّا وَرَدَ
مَنْصُورُ بْنُ يَحْيَى الطُّوسِيُّ نَيْسَابُورَ ، وَكَانَ يُكْثِرُ الِاخْتِلَافَ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنِ خُزَيْمَةَ لِلسَّمَاعِ مِنْهُ ، وَهُوَ مُعْتَزِلِيٌّ ، وَعَايَنَ مَا عَايَنَ مِنَ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ سَمَّيْنَاهُمْ حَسَدَهُمْ ، وَاجْتَمَعَ مَعَ
أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَاعِظِ الْقَدَرِيِّ بِبَابِ
مَعْمَرٍ فِي أُمُورِهِمْ غَيْرَ مَرَّةٍ فَقَالَا : هَذَا إِمَامٌ لَا يُسْرِعُ فِي الْكَلَامِ ، وَيَنْهَى أَصْحَابَهُ عَنِ التَّنَازُعِ فِي الْكَلَامِ وَتَعْلِيمِهِ ، وَقَدْ نَبَغَ لَهُ أَصْحَابٌ يُخَالِفُونَهُ وَهُوَ لَا يَدْرِي ، فَإِنَّهُمْ
[ ص: 378 ] عَلَى مَذْهَبِ
الْكُلَّابِيَّةِ فَاسْتَحْكَمَ طَمَعُهُمَا فِي إِيقَاعِ الْوَحْشَةِ بَيْنَ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : سَمِعْتُ
الْإِمَامَ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ : كَانَ مِنْ قَضَاءِ اللَّهِ -تَعَالَى- أَنَّ
الْحَاكِمَ أَبَا سَعِيدٍ لَمَّا تُوُفِّيَ أَظْهَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنُ خُزَيْمَةَ الشَّمَاتَةَ بِوَفَاتِهِ ، هُوَ وَجَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ -جَهْلًا مِنْهُمْ- فَسَأَلُوهُ أَنْ يَتَّخِذَ ضِيَافَةً ، وَكَانَ
لِابْنِ خُزَيْمَةَ بَسَاتِينُ نَزِهَةٌ . قَالَ : فَأُكْرِهْتُ أَنَا مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ عَلَى الْخُرُوجِ فِي الْجُمْلَةِ إِلَيْهَا .
وَحَدَّثَنِي
أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ : أَنَّ الضِّيَافَةَ كَانَتْ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ تِسْعٍ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، وَكَانَتْ لَمْ يُعْهَدْ مِثْلُهَا ، عَمِلَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنُ خُزَيْمَةَ ، فَأَحْضَرَ جُمْلَةً مِنَ الْأَغْنَامِ وَالْحُمْلَانِ ، وَأَعْدَالِ السُّكَّرِ ، وَالْفُرُشِ ، وَالْآلَاتِ ، وَالطَّبَّاخِينَ ، ثُمَّ إِنَّهُ تَقَدَّمَ إِلَى جَمَاعَةِ الْمُحَدِّثِينَ مِنَ الشُّيُوخِ وَالشَّبَابِ ، فَاجْتَمَعُوا بِجَنْزَرُوذَ وَرَكِبُوا مِنْهَا ، وَتَقَدَّمَهُمْ
أَبُو بَكْرٍ يَخْتَرِقُ الْأَسْوَاقَ سُوقًا سُوقًا ، يَسْأَلُهُمْ أَنْ يُجِيبُوهُ ، وَيَقُولُ لَهُمْ : سَأَلْتُ مَنْ يَرْجِعُ إِلَى الْفُتُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ لِي أَنْ يَلْزَمَ جَمَاعَتَنَا الْيَوْمَ . فَكَانُوا يَجِيئُونَ فَوْجًا فَوْجًا حَتَّى لَمَّ يَبْقَ كَبِيرُ أَحَدٍ فِي الْبَلَدِ -يَعْنِي
نَيْسَابُورَ - وَالطَّبَّاخُونَ يَطْبُخُونَ ، وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْخَبَّازِينَ يَخْبِزُونَ ، حَتَّى حُمِلَ أَيْضًا جَمِيعُ مَا وَجَدُوا فِي الْبَلَدِ مِنَ الْخُبْزِ وَالشِّوَاءِ عَلَى الْجِمَالِ وَالْبِغَالِ وَالْحَمِيرِ ، وَالْإِمَامُ -رَحِمَهُ اللَّهُ- قَائِمٌ يُجْرِي أُمُورَ الضِّيَافَةِ عَلَى أَحْسَنِ مَا يَكُونُ ، حَتَّى شَهِدَ مَنْ حَضَرَ أَنَّهُ لَمْ يَشْهَدْ مِثْلَهَا .
فَحَدَّثَنِي
أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْمُتَكَلِّمُ قَالَ : لَمَّا انْصَرَفْنَا مِنَ
[ ص: 379 ] الضِّيَافَةِ اجْتَمَعْنَا عِنْدَ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَجَرَى ذِكْرُ كَلَامِ اللَّهِ : أَقَدِيمٌ هُوَ لَمْ يَزَلْ ، أَوْ نَثْبُتُ عِنْدَ إِخْبَارِهِ تَعَالَى أَنَّهُ مُتَكَلَّمٌ بِهِ ؟ فَوَقَعَ بَيْنَنَا فِي ذَلِكَ خَوْضٌ ، قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَّا : كَلَامُ الْبَارِئِ قَدِيمٌ لَمْ يَزَلْ .
وَقَالَ جَمَاعَةٌ : كَلَامُهُ قَدِيمٌ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَثْبُتُ إِلَّا بِإِخْبَارِهِ وَبِكَلَامِهِ . فَبَكَّرْتُ إِلَى
أَبِي عَلِيٍّ الثَّقَفِيِّ ، وَأَخْبَرْتُهُ بِمَا جَرَى ، فَقَالَ : مَنْ أَنْكَرَ أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ فَقَدِ اعْتَقَدَ أَنَّهُ مُحْدَثٌ . وَانْتَشَرَتْ هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ فِي الْبَلَدِ ، وَذَهَبَ
مَنْصُورٌ الطُّوسِيُّ فِي جَمَاعَةٍ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنِ خُزَيْمَةَ ، وَأَخْبَرُوهُ بِذَلِكَ حَتَّى قَالَ
مَنْصُورٌ : أَلَمْ أَقُلْ لِلشَّيْخِ : إِنَّ هَؤُلَاءِ يَعْتَقِدُونَ مَذْهَبَ الْكُلَّابِيَّةِ ؟ وَهَذَا مَذْهَبُهُمْ . قَالَ : فَجَمَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنُ خُزَيْمَةَ أَصْحَابَهُ ، وَقَالَ : أَلَمْ أَنْهَكُمْ غَيْرَ مَرَّةٍ عَنِ الْخَوْضِ فِي الْكَلَامِ ؟ وَلَمْ يَزِدْهُمْ عَلَى هَذَا ذَلِكَ الْيَوْمَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : وَحَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْأَنْمَاطِيُّ الْمُتَكَلِّمُ قَالَ : لَمْ يَزَلِ
الطُّوسِيُّ بِأَبِي بَكْرِ بْنِ خُزَيْمَةَ حَتَّى جَرَّأَهُ عَلَى أَصْحَابِهِ ، وَكَانَ
أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ يَرُدَّانِ عَلَى
أَبِي بَكْرٍ مَا يُمْلِيهِ ، وَيَحْضُرَانِ مَجْلِسَ
أَبِي عَلِيٍّ الثَّقَفِيِّ ، فَيَقْرَءُونَ ذَلِكَ عَلَى الْمَلَأِ ، حَتَّى اسْتَحْكَمَتِ الْوَحْشَةَ .
سَمِعْتُ
أَبَا سَعْدٍ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَحْمَدَ الْمُقْرِئَ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُولُ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ وَوَحْيُهُ وَتَنْزِيلُهُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ، وَمَنْ قَالَ : شَيْءٌ مِنْهُ مَخْلُوقٌ . أَوْ يَقُولُ : إِنَّ الْقُرْآنَ مُحْدَثٌ ، فَهُوَ جَهْمِيٌّ ، وَمَنْ نَظَرَ فِي كُتُبِي ، بَانَ لَهُ أَنَّ
الْكُلَّابِيَّةَ -لَعَنَهُمُ اللَّهُ- كَذَبَةٌ فِيمَا يَحْكُونَ عَنِّي بِمَا هُوَ خِلَافُ أَصْلِي وَدِيَانَتِي ، قَدْ عَرَفَ أَهْلُ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ أَنَّهُ لَمْ يُصَنِّفْ أَحَدٌ فِي التَّوْحِيدِ وَالْقَدَرِ وَأُصُولِ الْعِلْمِ مِثْلَ تَصْنِيفِي ، وَقَدْ صَحَّ عِنْدِي أَنَّ هَؤُلَاءِ -الثَّقَفِيَّ ، وَالصِّبْغِيَّ ،
وَيَحْيَى بْنَ مَنْصُورٍ - كَذَبَةٌ ، قَدْ كَذَبُوا عَلَيَّ فِي حَيَاتِي ، فَمُحَرَّمٌ عَلَى كُلِّ مُقْتَبِسِ عِلْمٍ أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُمْ شَيْئًا يَحْكُونَهُ عَنِّي ،
وَابْنُ أَبِي عُثْمَانَ أَكْذَبُهُمْ عِنْدِي ، وَأَقْوَلُهُمْ عَلِيَّ مَا لَمْ أَقُلْهُ .
[ ص: 380 ] قُلْتُ : مَا هَؤُلَاءِ بِكَذَبَةٍ ; بَلْ أَئِمَّةٌ أَثْبَاتٌ ، وَإِنَّمَا الشَّيْخُ تَكَلَّمَ عَلَى حَسَبِ مَا نُقِلَ لَهُ عَنْهُمْ . فَقَبَّحَ اللَّهُ مَنْ يَنْقُلُ الْبُهْتَانَ ، وَمَنْ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : وَسَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12974مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنَ خُزَيْمَةَ يَقُولُ : مِنْ زَعْمِ بَعْضِ هَؤُلَاءِ الْجَهَلَةِ : أَنَّ اللَّهَ لَا يُكَرِّرُ الْكَلَامَ ، فَلَا هُمْ يَفْهَمُونَ كِتَابَ اللَّهِ . إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَخْبَرَ فِي مَوَاضِعَ أَنَّهُ خَلَقَ
آدَمَ ، وَكَرَّرَ ذِكْرَ
مُوسَى ، وَحَمِدَ نَفْسَهُ فِي مَوَاضِعَ ، وَكَرَّرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=13 " فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ " وَلَمْ أَتَوَهَّمْ أَنَّ مُسْلِمًا يَتَوَهَّمُ أَنَّ اللَّهَ لَا يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ مَرَّتَيْنِ ، وَهَذَا قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ كَلَامَ اللَّهِ مَخْلُوقٌ ، وَيَتَوَهَّمُ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَقُولَ : خَلَقَ اللَّهُ شَيْئًا وَاحِدًا مَرَّتَيْنِ .
قَالَ الْحَاكِمُ : سَمِعْتُ
أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ : لَمَّا وَقَعَ مِنْ أَمْرِنَا مَا وَقَعَ ، وَجَدَ
أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمَنْصُورٌ الطُّوسِيُّ الْفُرْصَةَ فِي تَقْرِيرِ مَذْهَبِهِمْ ، وَاغْتَنَمَ
أَبُو الْقَاسِمِ ،
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ ،
وَالْبَرْدَعِيُّ السَّعْيَ فِي فَسَادِ الْحَالِ ، انْتَصَبَ
أَبُو عَمْرٍو الْحِيرِيُّ لِلتَّوَسُّطِ فِيمَا بَيْنَ الْجَمَاعَةِ ، وَقَرَّرَ
لِأَبِي بَكْرِ بْنِ خُزَيْمَةَ اعْتِرَافَنَا لَهُ بِالتَّقَدُّمِ ، وَبَيَّنَ لَهُ غَرَضَ الْمُخَالِفِينَ فِي فَسَادِ الْحَالِ ، إِلَى أَنْ وَافَقَهُ عَلَى أَنْ نَجْتَمِعَ عِنْدَهُ ، فَدَخَلْتُ أَنَا ،
وَأَبُو عَلِيٍّ ،
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ ، فَقَالَ لَهُ
أَبُو عَلِيٍّ الثَّقَفِيُّ : مَا الَّذِي أَنْكَرْتَ أَيُّهَا الْأُسْتَاذُ مِنْ مَذَاهِبِنَا حَتَّى نَرْجِعَ عَنْهُ ؟ قَالَ : مَيْلَكُمْ إِلَى مَذْهَبِ
الْكُلَّابِيَّةِ ، فَقَدْ كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كُلَّابٍ وَعَلَى أَصْحَابِهِ مِثْلِ
الْحَارِثِ وَغَيْرِهِ .
حَتَّى طَالَ الْخِطَابُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ
أَبِي عَلِيٍّ فِي هَذَا الْبَابِ ، فَقُلْتُ : قَدْ جَمَعْتُ أَنَا أُصُولَ مَذَاهِبِنَا فِي طَبَقٍ ، فَأَخْرَجْتُ إِلَيْهِ الطَّبَقَ ، فَأَخَذَهُ وَمَا زَالَ يَتَأَمَّلُهُ وَيُنْظُرُ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : لَسْتُ أَرَى هَاهُنَا شَيْئًا لَا
[ ص: 381 ] أَقُولُ بِهِ . فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ عَلَيْهِ خَطَّهُ أَنَّ ذَلِكَ مَذْهَبُهُ ، فَكَتَبَ آخِرَ تِلْكَ الْأَحْرُفِ ، فَقُلْتُ
لِأَبِي عَمْرٍو الْحِيرِيِّ : احْتَفِظْ أَنْتَ بِهَذَا الْخَطِّ حَتَّى يَنْقَطِعَ الْكَلَامُ ، وَلَا يُتَّهَمَ وَاحِدٌ مِنَّا بِالزِّيَادَةِ فِيهِ . ثُمَّ تَفَرَّقْنَا ، فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ قَصَدَهُ أَبُو فُلَانٍ وَفُلَانٌ وَقَالَا : إِنَّ الْأُسْتَاذَ لَمْ يَتَأَمَّلْ مَا كَتَبَ فِي ذَلِكَ الْخَطِّ ، وَقَدْ غَدَرُوا بِكَ وَغَيَّرُوا صُورَةَ الْحَالِ .
فَقَبِلَ مِنْهُمْ ، فَبَعَثَ إِلَى
أَبِي عَمْرٍو الْحِيرِيِّ لِاسْتِرْجَاعِ خَطِّهِ مِنْهُ ، فَامْتَنَعَ عَلَيْهِ
أَبُو عَمْرٍو ، وَلَمْ يَرُدُّهُ حَتَّى مَاتَ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنُ خُزَيْمَةَ ، وَقَدْ أَوْصَيْتُ أَنْ يُدْفَنَ مَعِي ، فَأُحَاجُّهُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ -تَعَالَى- فِيهِ وَهُوَ : الْقُرْآنُ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَصِفَةٌ مِنْ صِفَاتِ ذَاتِهِ ، لَيْسَ شَيْءٌ مِنْ كَلَامِهِ مَخْلُوقًا ، وَلَا مَفْعُولًا ، وَلَا مُحْدَثًا ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ شَيْئًا مِنْهُ مَخْلُوقٌ أَوْ مُحْدَثٌ ، أَوْ زَعَمَ أَنَّ الْكَلَامَ مِنْ صِفَةِ الْفِعْلِ ، فَهُوَ جَهْمِيٌّ ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ ، وَأَقُولُ : لَمْ يَزَلِ اللَّهُ مُتَكَلِّمًا ، وَالْكَلَامُ لَهُ صِفَةُ ذَاتٍ ، وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ لَمْ يَتَكَلَّمْ إِلَّا مَرَّةً ، وَلَمْ يَتَكَلَّمْ إِلَّا مَا تَكَلَّمَ بِهِ ، ثُمَّ انْقَضَى كَلَامُهُ ، كَفَرَ بِاللَّهِ ، وَأَنَّهُ يَنْزِلُ تَعَالَى إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ : هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُجِيبَهُ .
فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ عِلْمَهُ تَنْزِلُ أَوَامِرُهُ ضَلَّ ، وَيُكَلِّمُ عِبَادَهُ بِلَا كَيْفٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=5الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لَا كَمَا قَالَتِ
الْجَهْمِيَّةُ إِنَّهُ عَلَى الْمُلْكِ احْتَوَى ، وَلَا اسْتَوْلَى . وَإِنَّ اللَّهَ يُخَاطِبُ عِبَادَهُ عَوْدًا وَبَدْءًا ، وَيُعِيدُ عَلَيْهِمْ قَصَصَهُ وَأَمْرَهُ وَنَهْيَهُ ، وَمَنْ زَعَمَ غَيْرَ ذَلِكَ ، فَهُوَ ضَالٌّ مُبْتَدِعٌ . وَسَاقَ سَائِرَ الِاعْتِقَادِ .
قُلْتُ : كَانَ
أَبُو بَكْرٍ الصِّبْغِيُّ هَذَا عَالِمَ وَقْتِهِ ، وَكَبِيرَ الشَّافِعِيَّةِ
[ ص: 382 ] بِنَيْسَابُورَ ، حَمَلَ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ عِلْمًا كَثِيرًا .
nindex.php?page=showalam&ids=13114وَلِابْنِ خُزَيْمَةَ تَرْجَمَةٌ طَوِيلَةٌ فِي " تَارِيخِ
نَيْسَابُورَ " تَكُونُ بِضْعًا وَعِشْرِينَ وَرَقَةً ، مِنْ ذَلِكَ وَصِيَّتُهُ ، وَقَصِيدَتَانِ رُثِيَ بِهِمَا .
وَضَبْطُ وَفَاتِهِ فِي ثَانِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ إِحْدَى عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، عَاشَ تِسْعًا وَثَمَانِينَ سَنَةً . وَقَدْ سَمِعْنَا " مُخْتَصَرَ الْمُخْتَصَرِ " لَهُ عَالِيًا بِفَوْتٍ لِي .
وَفِيهَا مَاتَ :
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ حَمْدَانَ الْحِيرِيُّ -صَاحِبُ الصَّحِيحِ- ،
وَأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْإِلْبِيرِيُّ -حَافَظُ أَهْلِ الْأَنْدَلُسِ- ،
وَشَيْخُ الْحَنَابِلَةِ أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ ،
وَشَيْخُ الصُّوفِيَّةِ بِالْعِرَاقِ أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَرِيرِيُّ ، وَقِيلَ : اسْمُهُ
حَسَنٌ ،
وَشَيْخُ الْعَرَبِيَّةِ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ الْبَغْدَادِيُّ ،
وَصَدْرُ الْوُزَرَاءِ حَامِدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ،
وَحَمَّادُ بْنُ شَاكِرٍ النَّسَفِيُّ - صَاحِبُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ .
وَمُسْنِدُ
بَغْدَادَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْمَدَائِنِيُّ الْأَنْمَاطِيُّ ، وَحَافِظُ
هَرَاةَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ ، وَحَافِظُ
مَرْوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ ، وَمُحَدِّثُ
أَنْطَاكِيَةَ أَبُو طَاهِرِ بْنُ فِيلٍ الْهَمْدَانِيُّ ، وَشَيْخُ الطِّبِّ
مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الرَّازِيُّ الْفَيْلَسُوفُ ، وَمُسْنِدُ
نَيْسَابُورَ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ شَادَلِ بْنِ عَلِيٍّ - مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ .
أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ ، عَنْ
عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا
زَاهِرٌ الْمُسْتَمْلِي ، أَخْبَرَنَا
أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُقْرِئُ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ، أَخْبَرَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا
أَبُو مُوسَى ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْأَعْلَى ، حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ
أَنَسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- :
nindex.php?page=hadith&LINKID=881246مَنْ نَسِيَ صَلَاةً أَوْ نَامَ عَنْهَا ، فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا .