ابن السكيت
شيخ العربية ، أبو يوسف ، يعقوب بن إسحاق بن السكيت ، البغدادي النحوي المؤدب ، مؤلف كتاب " إصلاح المنطق " ، دين خير ، حجة في العربية . أخذ عن :
nindex.php?page=showalam&ids=12112أبي عمرو الشيباني ، وطائفة .
روى عنه :
أبو عكرمة الضبي ،
وأحمد بن فرح المفسر ، وجماعة . وكان أبوه مؤدبا ، فتعلم
يعقوب ، وبرع في النحو واللغة ، وأدب أولاد الأمير
محمد بن عبد الله بن طاهر ، ثم ارتفع محله ، وأدب ولد
المتوكل . وله من التصانيف نحو من عشرين كتابا .
[ ص: 17 ] روى
أبو عمر عن
ثعلب ، قال : ما عرفنا
nindex.php?page=showalam&ids=12758لابن السكيت خربة قط .
وقيل : إنه أدب مع أبيه الصبيان . وروى عن
الأصمعي ،
وأبي عبيدة ،
والفراء ، وكتبه صحيحة نافعة .
قال
ثعلب : لم يكن له نفاذ في النحو ، وكان يتشيع . وقال
أحمد بن عبيد : شاورني
يعقوب في منادمة
المتوكل ، فنهيته ، فحمل قولي على الحسد ، ولم ينته .
وقيل : كان إليه المنتهى في اللغة ، وأما التصريف فقد سأله
المازني عن وزن " نكتل " ، فقال : " نفعل " ، فرده . فقال : " نفتعل " ، فقال : أتكون أربعة أحرف وزنها خمسة أحرف ؟ فوقف
يعقوب . فبين
المازني أن وزنه " نفتل " . فقال
الوزير ابن الزيات : تأخذ كل شهر ألفين ولا تدري ما وزن " نكتل " ؟ فلما خرجا قال
ابن السكيت للمازني : هل تدري ما صنعت بي ؟ فاعتذر .
[ ص: 18 ] ولابن السكيت شعر جيد . ويروى أن
المتوكل نظر إلى ابنيه
المعتز والمؤيد ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=12758لابن السكيت : من أحب إليك : هما ، أو
الحسن والحسين ؟ فقال : بل
قنبر . فأمر الأتراك ، فداسوا بطنه ، فمات بعد يوم . وقيل : حمل ميتا في بساط . وكان في
المتوكل نصب ، نسأل الله العفو . مات سنة أربع وأربعين ومائتين .
قال
ابن السكيت : كتب رجل إلى صديق له : قد عرضت حاجة إليك ، فإن نجحت فالفاني منها حظي ، والباقي حظك . وإن تعذرت فالخير مظنون بك ، والعذر مقدم لك ، والسلام .
قال
ثعلب : أجمعوا أنه لم يكن أحد بعد
ابن الأعرابي أعلم باللغة من
ابن السكيت . وكان
المتوكل قد ألزمه تأديب ولده
المعتز ، فلما حضر ، قال له
ابن السكيت : بم تحب أن تبدأ ؟ قال : بالانصراف .
قال : فأقوم . قال
المعتز : فأنا أخف منك ، وبادر ، فعثر ، فسقط
[ ص: 19 ] وخجل ، فقال
يعقوب :
يموت الفتى من عثرة بلسانه وليس يموت المرء من عثرة الرجل فعثرته بالقول تذهب رأسه
وعثرته بالرجل تبرا على مهل
قيل : كتاب " إصلاح المنطق " كتاب بلا خطبة ، وكتاب " أدب الكاتب " خطبة بلا كتاب .
قال
أبو سهل بن زياد : سمعت
ثعلبا يقول :
nindex.php?page=showalam&ids=16559عدي بن زيد العبادي أمير المؤمنين في اللغة . وكان يقول : قريبا من ذلك في
ابن السكيت . قلت : " إصلاح المنطق " كتاب نفيس مشكور في اللغة .
ابْنُ السِّكِّيتِ
شَيْخُ الْعَرَبِيَّةِ ، أَبُو يُوسُفَ ، يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ السِّكِّيتِ ، الْبَغْدَادِيُّ النَّحْوِيُّ الْمُؤَدِّبُ ، مُؤَلِّفُ كِتَابَ " إِصْلَاحِ الْمَنْطِقِ " ، دَيِّنٌ خَيِّرٌ ، حُجَّةٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ . أَخَذَ عَنْ :
nindex.php?page=showalam&ids=12112أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ ، وَطَائِفَةٍ .
رَوَى عَنْهُ :
أَبُو عِكْرِمَةَ الضَّبِّيُّ ،
وَأَحْمَدُ بْنُ فَرَحٍ الْمُفَسِّرُ ، وَجَمَاعَةٌ . وَكَانَ أَبُوهُ مُؤَدِّبًا ، فَتَعَلَّمَ
يَعْقُوبُ ، وَبَرَعَ فِي النَّحْوِ وَاللُّغَةِ ، وَأَدَّبَ أَوْلَادَ الْأَمِيرِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ ، ثُمَّ ارْتَفَعَ مَحَلُّهُ ، وَأَدَّبَ وَلَدَ
الْمُتَوَكِّلِ . وَلَهُ مِنَ التَّصَانِيفِ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ كِتَابًا .
[ ص: 17 ] رَوَى
أَبُو عُمَرَ عَنْ
ثَعْلَبٍ ، قَالَ : مَا عَرَفْنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12758لِابْنِ السِّكِّيتِ خِرْبَةً قَطُّ .
وَقِيلَ : إِنَّهُ أَدَّبَ مَعَ أَبِيهِ الصِّبْيَانَ . وَرَوَى عَنِ
الْأَصْمَعِيِّ ،
وَأَبِي عُبَيْدَةَ ،
وَالْفَرَّاءِ ، وَكُتُبُهُ صَحِيحَةٌ نَافِعَةٌ .
قَالَ
ثَعْلَبٌ : لَمْ يَكُنْ لَهُ نَفَاذٌ فِي النَّحْوِ ، وَكَانَ يَتَشَيَّعُ . وَقَالَ
أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ : شَاوَرَنِي
يَعْقُوبُ فِي مُنَادَمَةِ
الْمُتَوَكِّلِ ، فَنَهَيْتُهُ ، فَحَمَلَ قَوْلِي عَلَى الْحَسَدِ ، وَلَمْ يَنْتَهِ .
وَقِيلَ : كَانَ إِلَيْهِ الْمُنْتَهَى فِي اللُّغَةِ ، وَأَمَّا التَّصْرِيفُ فَقَدْ سَأَلَهُ
الْمَازِنِيُّ عَنْ وَزْنِ " نَكْتَلُ " ، فَقَالَ : " نَفْعَلُ " ، فَرَدَّهُ . فَقَالَ : " نَفْتَعِلُ " ، فَقَالَ : أَتَكُونُ أَرْبَعَةَ أَحْرُفٍ وَزْنُهَا خَمْسَةُ أَحْرُفٍ ؟ فَوَقَفَ
يَعْقُوبُ . فَبَّيَنَ
الْمَازِنِيُّ أَنَّ وَزْنَهُ " نَفْتَلُ " . فَقَالَ
الْوَزِيرُ ابْنُ الزَّيَّاتِ : تَأْخُذُ كُلَّ شَهْرٍ أَلْفَيْنِ وَلَا تَدْرِي مَا وَزَنُ " نَكْتَلُ " ؟ فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ
ابْنُ السِّكِّيتِ لِلْمَازِنِيِّ : هَلْ تَدْرِي مَا صَنَعْتَ بِي ؟ فَاعْتَذَرَ .
[ ص: 18 ] وَلِابْنِ السِّكِّيتِ شِعْرٌ جَيِّدٌ . وَيُرْوَى أَنَّ
الْمُتَوَكِّلَ نَظَرَ إِلَى ابْنَيْهِ
الْمُعْتَزِّ وَالْمُؤَيَّدِ ، فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12758لِابْنِ السِّكِّيتِ : مَنْ أَحَبُّ إِلَيْكَ : هُمَا ، أَوِ
الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ؟ فَقَالَ : بَلْ
قَنْبَرٌ . فَأَمَرَ الْأَتْرَاكَ ، فَدَاسُوا بَطْنَهُ ، فَمَاتَ بَعْدَ يَوْمٍ . وَقِيلَ : حُمِلَ مَيِّتًا فِي بِسَاطٍ . وَكَانَ فِي
الْمُتَوَكِّلِ نَصْبٌ ، نَسْأَلُ اللَّهَ الْعَفْوَ . مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ .
قَالَ
ابْنُ السِّكِّيتِ : كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى صَدِيقٍ لَهُ : قَدْ عَرَضْتُ حَاجَةً إِلَيْكَ ، فَإِنْ نَجَحَتْ فَالْفَانِي مِنْهَا حَظِّي ، وَالْبَاقِي حَظُّكَ . وَإِنْ تَعَذَّرَتْ فَالْخَيْرُ مَظْنُونٌ بِكَ ، وَالْعُذْرُ مُقَدَّمٌ لَكَ ، وَالسَّلَامُ .
قَالَ
ثَعْلَبٌ : أَجْمَعُوا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ
ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ أَعْلَمَ بِاللُّغَةِ مِنَ
ابْنِ السِّكِّيتِ . وَكَانَ
الْمُتَوَكِّلُ قَدْ أَلْزَمَهُ تَأْدِيبَ وَلَدِهِ
الْمُعْتَزِّ ، فَلَمَّا حَضَرَ ، قَالَ لَهُ
ابْنُ السِّكِّيتِ : بِمَ تُحِبُّ أَنْ تَبْدَأَ ؟ قَالَ : بِالِانْصِرَافِ .
قَالَ : فَأَقُومُ . قَالَ
الْمُعْتَزُّ : فَأَنَا أَخَفُّ مِنْكَ ، وَبَادَرَ ، فَعَثَرَ ، فَسَقَطَ
[ ص: 19 ] وَخَجِلَ ، فَقَالَ
يَعْقُوبُ :
يَمُوتُ الْفَتَى مِنْ عَثْرَةٍ بِلِسَانِهِ وَلَيْسَ يَمُوتُ الْمَرْءُ مِنْ عَثْرَةِ الرِّجْلِ فَعَثْرَتُهُ بِالْقَوْلِ تُذْهِبُ رَأْسَهُ
وَعَثْرَتُهُ بِالرِّجْلِ تَبْرَا عَلَى مَهْلِ
قِيلَ : كِتَابُ " إِصْلَاحِ الْمَنْطِقِ " كِتَابٌ بِلَا خُطْبَةٍ ، وَكِتَابُ " أَدَبِ الْكَاتِبِ " خُطْبَةٌ بِلَا كِتَابٍ .
قَالَ
أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادِ : سَمِعْتُ
ثَعْلَبًا يَقُولُ :
nindex.php?page=showalam&ids=16559عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَبَّادِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي اللُّغَةِ . وَكَانَ يَقُولُ : قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ فِي
ابْنِ السِّكِّيتِ . قُلْتُ : " إِصْلَاحُ الْمَنْطِقِ " كِتَابٌ نَفِيسٌ مَشْكُورٌ فِي اللُّغَةِ .