أبو عبيد ( د )
الإمام الحافظ المجتهد ذو الفنون أبو عبيد ، القاسم بن سلام بن عبد الله .
[ ص: 491 ] كان أبوه سلام مملوكا روميا لرجل هروي . يروى أنه خرج يوما وولده
أبو عبيد مع ابن أستاذه في المكتب ، فقال للمعلم : علمي
القاسم فإنها كيسة .
مولد
أبي عبيد سنة سبع وخمسين ومائة .
وسمع :
إسماعيل بن جعفر ،
وشريك بن عبد الله ،
وهشيما ،
nindex.php?page=showalam&ids=12434وإسماعيل بن عياش ،
nindex.php?page=showalam&ids=16008وسفيان بن عيينة ،
nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبا بكر بن عياش ،
nindex.php?page=showalam&ids=16418وعبد الله بن المبارك ،
وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي ،
وعبيد الله الأشجعي ،
وغندرا ،
nindex.php?page=showalam&ids=15730وحفص بن غياث ،
nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيعا ،
nindex.php?page=showalam&ids=16410وعبد الله بن إدريس ،
nindex.php?page=showalam&ids=16287وعباد بن عباد ،
nindex.php?page=showalam&ids=17070ومروان بن معاوية ،
nindex.php?page=showalam&ids=16285وعباد بن العوام ،
nindex.php?page=showalam&ids=15628وجرير بن عبد الحميد ،
وأبا معاوية الضرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى القطان ،
nindex.php?page=showalam&ids=12408وإسحاق الأزرق ،
وابن مهدي ،
nindex.php?page=showalam&ids=17376ويزيد بن هارون ، وخلقا كثيرا ، إلى أن ينزل إلى رفيقه
هشام بن عمار ، ونحوه .
وقرأ القرآن على
أبي الحسن الكسائي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12430وإسماعيل بن جعفر ،
وشجاع بن أبي نصر البلخي ، وسمع الحروف من طائفة .
وأخذ اللغة عن
أبي عبيدة ،
وأبي زيد ، وجماعة .
وصنف التصانيف المونقة التي سارت بها الركبان . وله مصنف في القراءات لم أره ، وهو من أئمة الاجتهاد ، له كتاب " الأموال " في مجلد كبير سمعناه بالاتصال . وكتاب " الغريب " مروي أيضا ، وكتاب " فضائل القرآن " وقع لنا ، وكتاب " الطهور " ، وكتاب " الناسخ والمنسوخ " وكتاب " المواعظ " ، وكتاب " الغريب المصنف في علم
[ ص: 492 ] اللسان " ، وغير ذلك وله بضعة وعشرون كتابا .
حدث عنه :
نصر بن داود ،
وأبو بكر الصاغاني ،
وأحمد بن يوسف التغلبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14123والحسن بن مكرم ،
nindex.php?page=showalam&ids=12455وأبو بكر بن أبي الدنيا ،
nindex.php?page=showalam&ids=14060والحارث بن أبي أسامة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16628وعلي بن عبد العزيز البغوي ،
ومحمد بن يحيى المروزي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14272وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ،
nindex.php?page=showalam&ids=14304وعباس الدوري ،
وأحمد بن يحيى البلاذري ، وآخرون .
قال
ابن سعد كان
أبو عبيد مؤدبا صاحب نحو وعربية ، وطلب للحديث والفقه ، ولي قضاء
طرسوس أيام الأمير
ثابت بن نصر الخزاعي ولم يزل معه ومع ولده ، وقدم
بغداد ، ففسر بها غريب الحديث ، وصنف كتبا ، وحدث ، وحج ، فتوفي
بمكة سنة أربع وعشرين .
وقال
أبو سعيد بن يونس في " تاريخه " : قدم
أبو عبيد مصر مع
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين سنة ثلاث عشرة ومائتين ، وكتب بها .
وقال
علي بن عبد العزيز : ولد
بهراة ، وكان أبوه عبدا لبعض أهلها . وكان يتولى
الأزد .
قال
عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي : ومن علماء
بغداد المحدثين النحويين على مذهب الكوفيين ، ورواة اللغة والغريب عن
[ ص: 493 ] البصريين ، والعلماء بالقراءات ، ومن جمع صنوفا من العلم ، وصنف الكتب في كل فن
أبو عبيد . وكان مؤدبا
لأهل هرثمة وصار في ناحية
عبد الله بن طاهر ، وكان ذا فضل ودين وستر ، ومذهب
حسن ، روى عن
أبي زيد ،
وأبي عبيدة ،
nindex.php?page=showalam&ids=13721والأصمعي ،
واليزيدي ، وغيرهم من البصريين ، وروى عن
ابن الأعرابي ،
وأبي زياد الكلابي ،
والأموي ،
nindex.php?page=showalam&ids=12112وأبي عمرو الشيباني ،
والأحمر .
نقل
الخطيب في " تاريخه " وغيره : أن
طاهر بن الحسين حين سار إلى
خراسان ، نزل
بمرو ، فطلب رجلا يحدثه ليلة ، فقيل : ما هاهنا إلا رجل مؤدب ، فأدخلوا عليه
أبا عبيد ، فوجده أعلم الناس بأيام الناس والنحو واللغة والفقه . فقال له : من المظالم تركك أنت بهذه البلدة ، فأعطاه ألف دينار ، وقال له : أنا متوجه إلى حرب ، وليس أحب استصحابك شفقا عليك ، فأنفق هذه إلى أن أعود إليك ، فألف
أبو عبيد " غريب المصنف " وعاد
طاهر بن الحسين من ثغر
خراسان ، فحمل معه
أبا عبيد إلى سر من رأى ، وكان
أبو عبيد ثقة دينا ورعا كبير الشأن .
قال
ابن درستويه :
nindex.php?page=showalam&ids=12076ولأبي عبيد كتب لم يروها ، قد رأيتها في ميراث بعض الطاهرية تباع كثيرة في أصناف الفقه كله ، وبلغنا أنه كان إذا ألف كتابا أهداه إلى
ابن طاهر ، فيحمل إليه مالا خطيرا . وذكر فصلا إلى أن قال :
[ ص: 494 ] و " الغريب المصنف " من أجل كتبه في اللغة ، احتذى فيه كتاب
النضر بن شميل ، المسمى بكتاب " الصفات " بدأ فيه بخلق الإنسان ، ثم بخلق الفرس ، ثم بالإبل ، وهو أكبر من كتاب
أبي عبيد وأجود .
قال : ومنها كتابه في " الأمثال " أحسن تأليفه ، وكتاب " غريب الحديث " ذكره بأسانيده ، فرغب فيه أهل الحديث ، وكذلك كتابه في " معاني القرآن " حدث بنصفه ، ومات .
وله كتب في الفقه ، فإنه عمد إلى مذهب
مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي ، فتقلد أكثر ذلك ، وأتى بشواهده ، وجمعه من رواياته ، وحسنها باللغة والنحو . وله في القراءات كتاب جيد ، ليس لأحد من الكوفيين قبله مثله ، وكتابه في " الأموال " من أحسن ما صنف في الفقه وأجوده .
[ ص: 495 ] أنبأنا
ابن علان ، أخبرنا
الكندي ، أخبرنا
الشيباني ، أخبرنا
الخطيب ، أخبرنا
أبو العلاء القاضي ، أخبرنا
محمد بن جعفر التميمي ، أخبرنا
أبو علي النحوي ، حدثنا
الفسطاطي ، قال : كان
أبو عبيد مع
ابن طاهر ، فوجه إليه
أبو دلف بثلاثين ألف درهم ، فلم يقبلها ، وقال : أنا في جنبة رجل ما يحوجني إلى صلة غيره ، ولا آخذ ما علي فيه نقص ، فلما عاد
ابن طاهر وصله بثلاثين ألف دينار ، فقال له : أيها الأمير قد قبلتها ، ولكن قد أغنيتني بمعروفك ، وبرك عنها ، وقد رأيت أن أشتري بها سلاحا وخيلا ، وأوجه بها إلى الثغر ليكون الثواب متوفرا على الأمير ، ففعل .
قال
عبيد الله بن عبد الرحمن السكري : قال
أحمد بن يوسف - إما سمعته منه ، أو حدثت به عنه - قال : لما عمل
أبو عبيد كتاب " غريب الحديث " عرض على
عبد الله بن طاهر ، فاستحسنه ، وقال : إن عقلا بعث صاحبه على عمل مثل هذا الكتاب لحقيق أن لا يحوج إلى طلب المعاش ، فأجرى له عشرة آلاف درهم في الشهر . كذا في هذه الرواية ، عشرة آلاف درهم .
وروى غيره بمعناه عن
الحارث بن أبي أسامة ، قال : حمل " غريب "
أبي عبيد إلى
ابن طاهر ، فقال : هذا رجل عاقل . وكتب إلى
إسحاق بن إبراهيم بأن يجري عليه في كل شهر خمسمائة درهم . فلما مات
ابن طاهر ،
[ ص: 496 ] أجرى عليه
إسحاق من ماله ذلك ، فلما مات
أبو عبيد بمكة ، أجراها على ولده .
ذكر وفاة
ابن طاهر هنا وهم ، لأنه عاش مدة بعد
أبي عبيد .
وعن
أبي عبيد أنه كان يقول : كنت في تصنيف هذا الكتاب أربعين سنة ، وربما كنت أستفيد الفائدة من أفواه الرجال ، فأضعها في الكتاب ، فأبيت ساهرا فرحا مني بتلك الفائدة . وأحدكم يجيئني ، فيقيم عندي أربعة أشهر ، خمسة أشهر ، فيقول : قد أقمت الكثير .
وقيل : إن أول من سمع " الغريب " من
أبي عبيد nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين .
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني : سمعت
عبد الله بن أحمد يقول : عرضت كتاب " غريب الحديث "
لأبي عبيد على أبي ، فاستحسنه ، وقال : جزاه الله خيرا .
وروى
ابن الأنباري ، عن
موسى بن محمد : أنه سمع
عبد الله بن أحمد يقول : كتب أبي " غريب الحديث " الذي ألفه
أبو عبيد أولا .
قال
عبد الله بن محمد بن سيار : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12404ابن عرعرة يقول : كان
nindex.php?page=showalam&ids=11872طاهر بن عبد الله ببغداد ، فطمع في أن يسمع من
أبي عبيد ، وطمع أن يأتيه في
[ ص: 497 ] منزله ، فلم يفعل
أبو عبيد ، حتى كان هو يأتيه . فقدم
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني ،
وعباس العنبري ، فأرادا أن يسمعا " غريب الحديث " فكان يحمل كل يوم كتابه ، ويأتيهما في منزلهما ، فيحدثهما فيه .
قال
جعفر بن محمد بن علي بن المديني : سمعت أبي يقول : خرج أبي إلى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل يعوده وأنا معه ، فدخل إليه ، وعنده
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين وجماعة ، فدخل
أبو عبيد ، فقال له
يحيى : اقرأ علينا كتابك الذي عملته
للمأمون " غريب الحديث " فقال : هاتوه ، فجاءوا بالكتاب ، فأخذه
أبو عبيد فجعل يبدأ يقرأ الأسانيد ، ويدع تفسير الغريب ، فقال أبي : دعنا من الإسناد ، نحن أحذق بها منك . فقال
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين لأبي : دعه يقرأ على الوجه ، فإن ابنك معك ، ونحن نحتاج أن نسمعه على الوجه . فقال
أبو عبيد : ما قرأته إلا على
المأمون ، فإن أحببتم أن تقرءوه ، فاقرءوه . فقال له
ابن المديني : إن قرأته علينا ، وإلا لا حاجة لنا فيه ، ولم يعرف
أبو عبيد علي بن المديني ، فقال
ليحيى : من هذا ؟ فقال : هذا
nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني . فالتزمه ، وقرأه علينا . فمن حضر ذلك المجلس ، جاز أن يقول : حدثنا . وغير ذلك ، فلا يقول .
رواها
إبراهيم بن علي الهجيمي ، عن
جعفر .
قال
أبو بكر بن الأنباري : كان
أبو عبيد - رحمه الله - يقسم الليل أثلاثا فيصلي ثلثه ، وينام ثلثه ، ويصنف الكتب ثلثه .
[ ص: 498 ] قال
عبد الله بن أبي مقاتل البلخي ، عن
أبي عبيد : دخلت
البصرة لأسمع من
حماد بن زيد ، فقدمت فإذا هو قد مات ، فشكوت ذلك إلى
عبد الرحمن بن مهدي فقال : مهما سبقت به ، فلا تسبقن بتقوى الله .
وقال
أبو حامد الصاغاني : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبا عبيد القاسم بن سلام يقول : فعلت
بالبصرة فعلتين أرجو بهما الجنة : أتيت
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى القطان وهو يقول :
أبو بكر وعمر . فقلت : معي شاهدان من
أهل بدر يشهدان أن
عثمان أفضل من
علي . قال : من ؟ قلت : أنت حدثتنا عن
شعبة ، عن
عبد الملك بن ميسرة ، عن
النزال بن سبرة ، قال : خطبنا
ابن مسعود ، فقال : أمرنا خير من بقي ، ولم نأل . قال : ومن الآخر ؟ قلت :
الزهري ، عن
حميد بن عبد الرحمن ، عن
المسور ، قال : سمعت
عبد الرحمن بن عوف يقول : شاورت
المهاجرين الأولين ، وأمراء الأجناد ، وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلم أر أحدا يعدل
بعثمان . قال : فترك
يحيى قوله ، وقال :
أبو بكر وعمر وعثمان .
قال : وأتيت
عبد الله الخريبي ، فإذا بيته بيت خمار . فقلت : ما هذا ؟
قال : ما اختلف فيه أولنا ولا آخرنا . قلت : اختلف فيه أولكم وآخركم .
قال : من ؟ قلت :
أيوب السختياني ، عن
محمد ، عن
عبيدة قال : اختلف
علي في الأشربة ، فما لي شراب منذ عشرين سنة إلا عسل أو لبن أو ماء .
قال : ومن آخرنا ؟ قلت :
عبد الله بن إدريس . قال : فأخرج كل ما في منزله ، فأهراقه .
أبو عبيد قال : سمعني
ابن إدريس أتلهف على بعض الشيوخ ، فقال لي : يا
أبا عبيد ، مهما فاتك من العلم ، فلا يفوتنك من العمل .
[ ص: 499 ] nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : سمعت
أبا الحسن الكارزي سمعت
علي بن عبد العزيز ، سمعت
أبا عبيد يقول : المتبع السنة كالقابض على الجمر ، هو اليوم عندي أفضل من ضرب السيف في سبيل الله .
وعن
أبي عبيد ، قال : مثل الألفاظ الشريفة ، والمعاني الظريفة مثل القلائد اللائحة في الترائب الواضحة .
قال
عباس الدوري : سمعت
أبا عبيد يقول : إني لأتبين في عقل الرجل أن يدع الشمس ، ويمشي في الظل .
وبإسنادي إلى
الخطيب : أخبرنا
أحمد بن علي البادا أخبرنا
عبد الله بن جعفر الزبيبي ، حدثنا
عبد الله بن العباس الطيالسي ، سمعت
الهلال بن العلاء الرقي يقول : من الله على هذه الأمة بأربعة في زمانهم :
nindex.php?page=showalam&ids=13790بالشافعي تفقه بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ،
وبأحمد ثبت في المحنة ، لولا ذلك كفر الناس ،
وبيحيى بن معين نفى الكذب عن الحديث ،
وبأبي عبيد فسر الغريب من الحديث ، ولولا ذلك لاقتحم الناس في الخطأ .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12355إبراهيم بن أبي طالب : سألت
أبا قدامة عن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ،
وأحمد ،
[ ص: 500 ] وإسحاق وأبي عبيد ، فقال : أما أفقههم
nindex.php?page=showalam&ids=13790فالشافعي ، لكنه قليل الحديث ، وأما أورعهم
فأحمد ، وأما أحفظهم
فإسحاق ، وأما أعلمهم بلغات العرب
فأبو عبيد .
قال
الحسن بن سفيان : سمعت
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول :
أبو عبيد أوسعنا علما وأكثرنا أدبا ، وأجمعنا جمعا ، إنا نحتاج إليه ، ولا يحتاج إلينا . - سمعها
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم من
أبي الوليد الفقيه : سمعت
الحسن .
وقال
أحمد بن سلمة : سمعت
إسحاق بن راهويه يقول : الحق يحبه الله عز وجل :
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد القاسم بن سلام أفقه مني وأعلم مني .
الخطيب في " تاريخه " : حدثني
مسعود بن ناصر ، أخبرنا
علي بن بشرى ، حدثنا
محمد بن الحسين الآبري ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابن خزيمة : سمعت
أحمد بن نصر المقرئ يقول : قال
إسحاق : إن الله لا يستحي من الحق :
أبو عبيد أعلم مني ، ومن
ابن حنبل ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي .
قال
أبو العباس ثعلب : لو كان
أبو عبيد في
بني إسرائيل ، لكان عجبا .
[ ص: 501 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13456أحمد بن كامل القاضي : كان
أبو عبيد فاضلا في دينه وفي علمه ، ربانيا ، مفننا في أصناف علوم الإسلام من القرآن ، والفقه والعربية والأخبار ، حسن الرواية ، صحيح النقل ، لا أعلم أحدا طعن عليه في شيء من أمره ودينه .
وبلغنا عن
عبد الله بن طاهر أمير
خراسان قال : الناس أربعة :
ابن عباس في زمانه ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577والشعبي في زمانه ،
والقاسم بن معن في زمانه ،
وأبو عبيد في زمانه .
قال
إبراهيم بن محمد النساج : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي يقول : أدركت ثلاثة تعجز النساء أن يلدن مثلهم : رأيت
أبا عبيد ، ما مثلته إلا بجبل نفخ فيه روح ، ورأيت
بشر بن الحارث ، ما شبهته إلا برجل عجن من قرنه إلى قدمه عقلا ، ورأيت
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل ، فرأيت كأن الله قد جمع له علم الأولين ، فمن كل صنف يقول ما شاء ، ويمسك ما شاء .
قال
مكرم بن أحمد : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12352إبراهيم الحربي : كان
أبو عبيد كأنه جبل نفخ فيه الروح ، يحسن كل شيء إلا الحديث صناعة
أحمد ويحيى .
وكان
أبو عبيد يؤدب غلاما في شارع
بشر ، ثم اتصل
بثابت بن نصر الخزاعي يؤدب ولده ، ثم ولي
ثابت طرسوس ثماني عشرة سنة ، فولى
أبا عبيد قضاء
طرسوس ثماني عشرة سنة ، فاشتغل عن كتابة الحديث .
[ ص: 502 ] كتب في حداثته عن
هشيم وغيره ، فلما صنف ، احتاج إلى أن يكتب عن
يحيى بن صالح ،
nindex.php?page=showalam&ids=17246وهشام بن عمار .
وأضعف كتبه كتاب " الأموال " يجيء إلى باب فيه ثلاثون حديثا ، وخمسون أصلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فيجيء بحديث ، حديثين ، يجمعهما من حديث
الشام ، ويتكلم في ألفاظهما ، وليس له كتاب ك " غريب المصنف " .
وانصرف يوما من الصلاة ، فمر بدار
إسحاق الموصلي ، فقالوا له : يا
أبا عبيد ، صاحب هذه الدار يقول : إن في كتابك " غريب المصنف " ألف حرف خطأ . فقال : كتاب فيه أكثر من مائة ألف يقع فيه ألف ليس بكثير ؟ ! ولعل
إسحاق عنده رواية ، وعندنا رواية ، فلم يعلم ، فخطأنا ، والروايتان صواب ، ولعله أخطأ في حروف ، وأخطأنا في حروف ، فيبقى الخطأ يسيرا .
وكتاب " غريب الحديث " فيه أقل من مائتي حرف : سمعت ، والباقي : قال
الأصمعى ، وقال
أبو عمرو ، وفيه خمسة وأربعون حديثا لا أصل لها ، أتي فيها
أبو عبيد من
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة معمر بن المثنى .
قال
الخطيب فيما أنبأنا
ابن علان ، أخبرنا
الكندي ، عن
الشيباني ، عنه ، حدثني
العلاء بن أبي المغيرة ، أخبرنا
علي بن بقاء [ ص: 503 ] أخبرنا
عبد الغني الحافظ قال : في كتاب الطهارة
لأبي عبيد حديثان ما حدث بهما غير
أبي عبيد ، ولا عنه سوى
محمد بن يحيى المروزي :
أحدهما : حديث
شعبة عن
عمرو بن أبي وهب .
والآخر :
عبيد الله بن عمر ، عن
المقبري ، حدث به
القطان ، عن
عبيد الله ورواه الناس عن
القطان ، عن
ابن عجلان .
محمد بن يحيى : حدثنا
أبو عبيد : أخبرنا
حجاج عن
شعبة ، عن
عمرو بن أبي وهب الخزاعي عن
موسى بن ثروان عن
طلحة بن عبيد الله بن كريز ، عن
عائشة قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880804كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ يخلل لحيته .
إبراهيم بن أحمد المستملي : حدثنا
عبد الله بن محمد بن طرخان : سمعت
محمد بن عقيل : سمعت
حمدان بن سهل يقول : سألت
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين عن الكتبة عن
أبي عبيد فقال - وتبسم - : مثلي يسأل عن
أبي عبيد ؟ !
أبو عبيد يسأل عن الناس ، لقد كنت عند
الأصمعي يوما ، إذ أقبل
أبو عبيد ، فشق إليه بصره حتى اقترب منه ، فقال : أترون هذا المقبل ؟
[ ص: 504 ]
قالوا : نعم . قال : لن تضيع الدنيا أو الناس ما حيي هذا . روى
عبد الخالق بن منصور ، عن
ابن معين ، قال :
أبو عبيد ثقة .
وقال
عباس بن محمد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل :
أبو عبيد ممن يزداد عندنا كل يوم خيرا .
وقال
أبو داود :
أبو عبيد ثقة مأمون .
وقال
أبو قدامة : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل يقول :
أبو عبيد أستاذ .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : ثقة إمام جبل .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم : كان
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة يتعاطى التقدم في علوم كثيرة ، ولم يرضه أهل علم منها ، وإنما الإمام المقبول عند الكل
أبو عبيد .
قال
عباس الدوري : سمعت
أبا عبيد يقول : عاشرت الناس ، وكلمت أهل الكلام ، فما رأيت قوما أوسخ وسخا ، ولا أضعف حجة من . . . . ولا أحمق منهم ، ولقد وليت قضاء الثغر ، فنفيت ثلاثة ، جهميين . . . . . ، . . . . . . وجهميا .
وقيل : كان
أبو عبيد أحمر الرأس واللحية بالخضاب ، وكان مهيبا وقورا .
[ ص: 505 ] قال
الزبيدي : عددت حروف " غريب المصنف " ، فوجدته سبعة عشر ألفا وتسعمائة وسبعين حرفا .
قلت : يريد بالحرف اللفظة اللغوية .
أخبرنا
أبو محمد بن علوان ، أخبرنا
عبد الرحمن بن إبراهيم ، أخبرنا
عبد المغيث بن زهير ، حدثنا
أحمد بن عبيد الله ، حدثنا
محمد بن علي العشاري ، أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14269أبو الحسن الدارقطني ، أخبرنا
محمد بن مخلد ، أخبرنا
العباس الدوري ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=12074أبا عبيد القاسم بن سلام - وذكر الباب الذي يروى فيه الرؤية ، والكرسي موضع القدمين وضحك ربنا ، وأين كان ربنا - فقال : هذه أحاديث صحاح حملها أصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض ، وهي عندنا حق لا نشك فيها ، ولكن إذا قيل : كيف يضحك ؟ وكيف وضع قدمه ؟ قلنا : لا نفسر هذا ، ولا سمعنا أحدا يفسره .
[ ص: 506 ] قلت : قد فسر علماء السلف المهم من الألفاظ وغير المهم ، وما أبقوا ممكنا ، وآيات الصفات وأحاديثها لم يتعرضوا لتأويلها أصلا ، وهي أهم الدين ، فلو كان تأويلها سائغا أو حتما ، لبادروا إليه ، فعلم قطعا أن قراءتها وإمرارها على ما جاءت هو الحق ، لا تفسير لها غير ذلك ، فنؤمن بذلك ، ونسكت اقتداء بالسلف ، معتقدين أنها صفات لله تعالى ، استأثر الله بعلم حقائقها ، وأنها لا تشبه صفات المخلوقين ، كما أن ذاته المقدسة لا تماثل ذوات المخلوقين ، فالكتاب والسنة نطق بها ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - بلغ ، وما تعرض لتأويل ، مع كون الباري قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44لتبين للناس ما نزل إليهم فعلينا الإيمان والتسليم للنصوص ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
قال
عبدان بن محمد المروزي : أخبرنا
أبو سعيد الضرير قال : كنت عند الأمير
عبد الله بن طاهر ، فورد عليه نعي
أبي عبيد ، فأنشأ يقول :
يا طالب العلم قد مات ابن سلام وكان فارس علم غير محجام مات الذي كان فينا ربع أربعة
لم يلق مثلهم أستاذ أحكام خير البرية عبد الله أولهم
وعامر ، ولنعم التلو يا عام هما اللذان أنافا فوق غيرهما
والقاسمان ابن معن وابن سلام
ذكر
أبا عبيد أبو عمرو الداني في " طبقات القراء " فقال : أخذ القراءة عرضا وسماعا عن
الكسائي وعن
شجاع ، وعن
إسماعيل بن جعفر ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15697حجاج بن محمد ،
وأبي مسهر . إلى أن قال : وهو إمام أهل دهره في
[ ص: 507 ] جميع العلوم ، ثقة ، مأمون ، صاحب سنة ، روى عنه القراءات وراقه
أحمد بن إبراهيم ،
وأحمد بن يوسف ،
nindex.php?page=showalam&ids=16628وعلي بن عبد العزيز ،
ونصر بن داود ،
وثابت بن أبي ثابت .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري وغيره : مات سنة أربع وعشرين ومائتين
بمكة .
قال
الخطيب : وبلغني أنه بلغ سبعا وستين سنة - رحمه الله .
ولم يتفق وقوع رواية
لأبي عبيد في الكتب الستة ، لكن نقل عنه
أبو داود شيئا في تفسير أسنان الإبل في الزكاة وحكى أيضا عنه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في كتاب " أفعال العباد " .
أخبرنا
أبو بكر محفوظ بن معتوق البزار سنة اثنتين وتسعين وستمائة ، أخبرنا
عبد اللطيف بن محمد ( ح ) وأخبرنا
أحمد بن إسحاق الغرافي أخبرنا
عبد العزيز بن باقا قالا : أخبرنا
أبو زرعة طاهر بن محمد ، أخبرنا
محمد بن الحسين المقومي حضورا ، أخبرنا
الزبير بن محمد الأسدي ، أخبرنا
علي بن محمد بن مهرويه القزويني ، أخبرنا
علي بن عبد العزيز ، أخبرنا
أبو عبيد ، أخبرنا
هشيم ، أخبرنا
منصور ، عن
ابن سيرين ، عن
ابن عمر ، عن
عمر ; أنه سجد في الحج سجدتين ، وقال : إن هذه السورة
[ ص: 508 ] فضلت على السور بسجدتين .
وبه : حدثنا
أبو عبيد ، حدثنا
ابن أبي زائدة ، عن
الأعمش ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11870مسلم بن صبيح ، عن
شتير بن شكل ، عن
علي ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880805لما كان يوم الأحزاب ، شغلوا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن صلاة العصر ، فصلاها بين صلاتي العشاء ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " شغلونا عن الصلاة الوسطى ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا " .
وبه : حدثنا
أبو عبيد : حدثنا
ابن أبي زائدة ،
ويزيد ، عن
هشام ، عن
ابن سيرين ، عن
عبيدة . عن
علي مثل ذلك .
أخبرنا
أبو سعيد سنقر بن عبد الله الزيني بحلب ، أخبرنا
عبد اللطيف بن يوسف ( ح ) وأخبرنا
أبو جعفر بن علي السلمي ، أخبرنا
عبد الرحمن بن إبراهيم الفقيه سنة ثلاث وعشرين وستمائة ، قالا : أخبرتنا
nindex.php?page=showalam&ids=16127شهدة بنت أحمد الكاتبة ، أخبرنا
طراد بن محمد ، أخبرنا
أبو الحسن أحمد بن علي سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، أخبرنا
حامد بن محمد الهروي ، حدثنا
علي بن عبد [ ص: 509 ] العزيز ، حدثنا
أبو عبيد ، حدثنا
عباد بن عباد ، أخبرنا
أبو جمرة عن
ابن عباس ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880806قدم وفد عبد القيس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقالوا : يا رسول الله ، إنا من هذا الحي من ربيعة ، وقد حالت بيننا وبينك كفار مضر ، فلا نخلص إليك إلا في شهر حرام ، فمرنا بأمر نعمل به ، وندعو إليه من وراءنا . فقال : " آمركم بأربع ، وأنهاكم عن أربع ، الإيمان بالله - ثم فسرها لهم - شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وأن تؤدوا خمس ما غنمتم ، وأنهاكم عن الدباء ، والحنتم ، والنقير ، والمقير " متفق عليه .
أَبُو عُبَيْدٍ ( د )
الْإِمَامُ الْحَافِظُ الْمُجْتَهِدُ ذُو الْفُنُونِ أَبُو عُبَيْدٍ ، الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ .
[ ص: 491 ] كَانَ أَبُوهُ سَلَّامٌ مَمْلُوكًا رُومِيًّا لِرَجُلٍ هَرَوِيٍّ . يُرْوَى أَنَّهُ خَرَجَ يَوْمًا وَوَلَدُهُ
أَبُو عُبَيْدٍ مَعَ ابْنِ أُسْتَاذِهِ فِي الْمَكْتَبِ ، فَقَالَ لِلْمُعَلِّمِ : عَلِّمِي
الْقَاسِمَ فَإِنَّهَا كَيِّسَةٌ .
مَوْلِدُ
أَبِي عُبَيْدٍ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَةٍ .
وَسَمِعَ :
إِسْمَاعِيلَ بْنَ جَعْفَرٍ ،
وَشَرِيكَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ،
وَهُشَيْمًا ،
nindex.php?page=showalam&ids=12434وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ عَيَّاشٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16008وَسُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11948وَأَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16418وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ ،
وَسَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُمَحِيَّ ،
وَعُبَيْدَ اللَّهِ الْأَشْجَعِيَّ ،
وَغُنْدَرًا ،
nindex.php?page=showalam&ids=15730وَحَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَوَكِيعًا ،
nindex.php?page=showalam&ids=16410وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ إِدْرِيسَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16287وَعَبَّادَ بْنَ عَبَّادٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17070وَمَرْوَانَ بْنَ مُعَاوِيَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16285وَعَبَّادَ بْنَ الْعَوَّامِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15628وَجَرِيرَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِيدِ ،
وَأَبَا مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17293وَيَحْيَى الْقَطَّانَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12408وَإِسْحَاقَ الْأَزْرَقَ ،
وَابْنَ مَهْدِيٍّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17376وَيَزِيدَ بْنَ هَارُونَ ، وَخَلْقًا كَثِيرًا ، إِلَى أَنْ يَنْزِلَ إِلَى رَفِيقِهِ
هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ ، وَنَحْوِهِ .
وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى
أَبِي الْحَسَنِ الْكِسَائِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12430وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ ،
وَشُجَاعِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ الْبَلْخِيِّ ، وَسَمِعَ الْحُرُوفَ مِنْ طَائِفَةٍ .
وَأَخَذَ اللُّغَةَ عَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ ،
وَأَبِي زَيْدٍ ، وَجَمَاعَةٍ .
وَصَنَّفَ التَّصَانِيفَ الْمُونِقَةَ الَّتِي سَارَتْ بِهَا الرُّكْبَانُ . وَلَهُ مُصَنَّفٌ فِي الْقِرَاءَاتِ لَمْ أَرَهُ ، وَهُوَ مِنْ أَئِمَّةِ الِاجْتِهَادِ ، لَهُ كِتَابُ " الْأَمْوَالِ " فِي مُجَلَّدٍ كَبِيرٍ سَمِعْنَاهُ بِالِاتِّصَالِ . وَكِتَابُ " الْغَرِيبِ " مَرْوِيٌّ أَيْضًا ، وَكِتَابُ " فَضَائِلِ الْقُرْآنِ " وَقَعَ لَنَا ، وَكِتَابُ " الطَّهُورِ " ، وَكِتَابُ " النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ " وَكِتَابُ " الْمَوَاعِظِ " ، وَكِتَابُ " الْغَرِيبِ الْمُصَنَّفِ فِي عِلْمِ
[ ص: 492 ] اللِّسَانِ " ، وَغَيْرُ ذَلِكَ وَلَهُ بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ كِتَابًا .
حَدَّثَ عَنْهُ :
نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ ،
وَأَبُو بَكْرٍ الصَّاغَانِيُّ ،
وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ التَّغْلَبِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14123وَالْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12455وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ،
nindex.php?page=showalam&ids=14060وَالْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16628وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْمَرْوَزِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14272وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14304وَعَبَّاسٌ الدُّورِيُّ ،
وَأَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْبَلَاذُرِيُّ ، وَآخَرُونَ .
قَالَ
ابْنُ سَعْدٍ كَانَ
أَبُو عُبَيْدٍ مُؤَدَّبًا صَاحِبَ نَحْوٍ وَعَرَبِيَّةٍ ، وَطَلَبٍ لِلْحَدِيثِ وَالْفِقْهِ ، وَلِي قَضَاءَ
طَرَسُوسَ أَيَّامَ الْأَمِيرِ
ثَابِتِ بْنِ نَصْرٍ الْخُزَاعِيِّ وَلَمْ يَزَلْ مَعَهُ وَمَعَ وَلَدِهِ ، وَقَدِمَ
بَغْدَادَ ، فَفَسَّرَ بِهَا غَرِيبَ الْحَدِيثِ ، وَصَنَّفَ كُتُبًا ، وَحَدَّثَ ، وَحَجَّ ، فَتُوُفِّيَ
بِمَكَّةَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ .
وَقَالَ
أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ فِي " تَارِيخِهِ " : قَدِمَ
أَبُو عُبَيْدٍ مِصْرَ مَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ ، وَكَتَبَ بِهَا .
وَقَالَ
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : وُلِدَ
بِهَرَاةَ ، وَكَانَ أَبُوهُ عَبْدًا لِبَعْضِ أَهْلِهَا . وَكَانَ يَتَوَلَّى
الْأَزْدَ .
قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دَرَسْتَوَيْهِ النَّحْوِيُّ : وَمِنْ عُلَمَاءِ
بَغْدَادَ الْمُحَدِّثِينَ النَّحْوِيِّينَ عَلَى مَذْهَبِ الْكُوفِيِّينَ ، وَرُوَاةِ اللُّغَةِ وَالْغَرِيبِ عَنِ
[ ص: 493 ] الْبَصْرِيِّينَ ، وَالْعُلَمَاءِ بِالْقِرَاءَاتِ ، وَمَنْ جَمَعَ صُنُوفًا مِنَ الْعِلْمِ ، وَصَنَّفَ الْكُتُبَ فِي كُلِّ فَنٍّ
أَبُو عُبَيْدٍ . وَكَانَ مُؤَدِّبًا
لِأَهْلِ هَرْثَمَةَ وَصَارَ فِي نَاحِيَةِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ ، وَكَانَ ذَا فَضْلٍ وَدِينٍ وَسِتْرٍ ، وَمَذْهَبٍ
حَسَنٍ ، رَوَى عَنْ
أَبِي زَيْدٍ ،
وَأَبِي عُبَيْدَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13721وَالْأَصْمَعِيِّ ،
وَالْيَزِيدِيِّ ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْبَصْرِيِّينَ ، وَرَوَى عَنِ
ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ ،
وَأَبِي زِيَادٍ الْكِلَابِيِّ ،
وَالْأُمَوِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=12112وَأَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ ،
وَالْأَحْمَرِ .
نَقَلَ
الْخَطِيبُ فِي " تَارِيخِهِ " وَغَيْرُهُ : أَنَّ
طَاهِرَ بْنَ الْحُسَيْنِ حِينَ سَارَ إِلَى
خُرَاسَانَ ، نَزَلَ
بِمَرْوٍ ، فَطَلَبَ رَجُلًا يُحَدِّثُهُ لَيْلَةً ، فَقِيلَ : مَا هَاهُنَا إِلَّا رَجُلٌ مُؤَدَّبٌ ، فَأَدْخَلُوا عَلَيْهِ
أَبَا عُبَيْدٍ ، فَوَجَدَهُ أَعْلَمَ النَّاسِ بِأَيَّامِ النَّاسِ وَالنَّحْوِ وَاللُّغَةِ وَالْفِقْهِ . فَقَالَ لَهُ : مِنَ الْمَظَالِمِ تَرْكُكَ أَنْتَ بِهَذِهِ الْبَلْدَةِ ، فَأَعْطَاهُ أَلْفَ دِينَارٍ ، وَقَالَ لَهُ : أَنَا مُتَوَجِّهٌ إِلَى حَرْبٍ ، وَلَيْسَ أُحِبُّ اسْتِصْحَابَكَ شَفَقًا عَلَيْكَ ، فَأَنْفِقْ هَذِهِ إِلَى أَنْ أَعُودَ إِلَيْكَ ، فَأَلَّفَ
أَبُو عُبَيْدٍ " غَرِيبَ الْمُصَنَّفِ " وَعَادَ
طَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ مِنْ ثَغْرِ
خُرَاسَانَ ، فَحَمَلَ مَعَهُ
أَبَا عُبَيْدٍ إِلَى سُرَّ مَنْ رَأَى ، وَكَانَ
أَبُو عُبَيْدٍ ثِقَةً دينًا وَرِعًا كَبِيرَ الشَّأْنِ .
قَالَ
ابْنُ دَرَسْتَوَيْهِ :
nindex.php?page=showalam&ids=12076وَلِأَبِي عُبَيْدٍ كُتُبٌ لَمْ يَرْوِهَا ، قَدْ رَأَيْتُهَا فِي مِيرَاثِ بَعْضِ الطَّاهِرِيَّةِ تُبَاعُ كَثِيرَةٌ فِي أَصْنَافِ الْفِقْهِ كُلِّهِ ، وَبَلَغَنَا أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَلَّفَ كِتَابًا أَهْدَاهُ إِلَى
ابْنِ طَاهِرٍ ، فَيَحْمِلُ إِلَيْهِ مَالًا خَطِيرًا . وَذَكَرَ فَصْلًا إِلَى أَنْ قَالَ :
[ ص: 494 ] وَ " الْغَرِيبُ الْمُصَنَّفُ " مِنْ أَجَلِّ كُتُبِهِ فِي اللُّغَةِ ، احْتَذَى فِيهِ كِتَابَ
النَّضْرِ بْنِ شُمَيْلٍ ، الْمُسَمَّى بِكِتَابِ " الصِّفَاتِ " بَدَأَ فِيهِ بِخَلْقِ الْإِنْسَانِ ، ثُمَّ بِخَلْقِ الْفَرَسِ ، ثُمَّ بِالْإِبِلِ ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ كِتَابِ
أَبِي عُبَيْدٍ وَأَجْوَدُ .
قَالَ : وَمِنْهَا كِتَابُهُ فِي " الْأَمْثَالِ " أَحْسَنَ تَأْلِيفَهُ ، وَكِتَابُ " غَرِيبِ الْحَدِيثِ " ذَكَرَهُ بِأَسَانِيدِهِ ، فَرَغِبَ فِيهِ أَهْلُ الْحَدِيثِ ، وَكَذَلِكَ كِتَابُهُ فِي " مَعَانِي الْقُرْآنِ " حَدَّثَ بِنِصْفِهِ ، وَمَاتَ .
وَلَهُ كُتُبٌ فِي الْفِقْهِ ، فَإِنَّهُ عَمَدَ إِلَى مَذْهَبِ
مَالِكٍ nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيِّ ، فَتَقَلَّدَ أَكْثَرَ ذَلِكَ ، وَأَتَى بِشَوَاهِدِهِ ، وَجَمَعَهُ مِنْ رِوَايَاتِهِ ، وَحَسَّنَهَا بِاللُّغَةِ وَالنَّحْوِ . وَلَهُ فِي الْقِرَاءَاتِ كِتَابٌ جَيِّدٌ ، لَيْسَ لِأَحَدٍ مِنَ الْكُوفِيِّينَ قَبْلَهُ مِثْلُهُ ، وَكِتَابُهُ فِي " الْأَمْوَالِ " مِنْ أَحْسَنِ مَا صَنَّفَ فِي الْفِقْهِ وَأَجْوَدِهِ .
[ ص: 495 ] أَنْبَأَنَا
ابْنُ عَلَّانَ ، أَخْبَرَنَا
الْكِنْدِيُّ ، أَخْبَرَنَا
الشَّيْبَانِيُّ ، أَخْبَرَنَا
الْخَطِيبُ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْعَلَاءِ الْقَاضِي ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيمِيُّ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو عَلِيٍّ النَّحْوِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْفُسْطَاطِيُّ ، قَالَ : كَانَ
أَبُو عُبَيْدٍ مَعَ
ابْنِ طَاهِرٍ ، فَوَجَّهَ إِلَيْهِ
أَبُو دُلَفَ بِثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ ، فَلَمْ يَقْبَلْهَا ، وَقَالَ : أَنَا فِي جُنْبَةِ رَجُلٍ مَا يُحْوِجُنِي إِلَى صِلَةِ غَيْرِهِ ، وَلَا آخُذُ مَا عَلَيَّ فِيهِ نَقْصٌ ، فَلَمَّا عَادَ
ابْنُ طَاهِرٍ وَصَلَهُ بِثَلَاثِينَ أَلْفَ دِينَارٍ ، فَقَالَ لَهُ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ قَدْ قَبِلْتُهَا ، وَلَكِنْ قَدْ أَغْنَيْتَنِي بِمَعْرُوفِكَ ، وَبِرِّكَ عَنْهَا ، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَشْتَرِيَ بِهَا سِلَاحًا وَخَيْلًا ، وَأُوَّجِهُ بِهَا إِلَى الثَّغْرِ لِيَكُونَ الثَّوَابُ مُتَوَفِّرًا عَلَى الْأَمِيرِ ، فَفَعَلَ .
قَالَ
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ : قَالَ
أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ - إِمَّا سَمِعْتُهُ مِنْهُ ، أَوْ حُدِّثْتُ بِهِ عَنْهُ - قَالَ : لَمَّا عَمِلَ
أَبُو عُبَيْدٍ كِتَابَ " غَرِيبِ الْحَدِيثِ " عُرِضَ عَلَى
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ ، فَاسْتَحْسَنَهُ ، وَقَالَ : إِنَّ عَقْلًا بَعَثَ صَاحِبَهُ عَلَى عَمَلِ مِثْلِ هَذَا الْكِتَابِ لَحَقِيقٌ أَنْ لَا يُحْوَجَ إِلَى طَلَبِ الْمَعَاشِ ، فَأَجْرَى لَهُ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ فِي الشَّهْرِ . كَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ ، عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ .
وَرَوَى غَيْرُهُ بِمَعْنَاهُ عَنِ
الْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ ، قَالَ : حُمِلَ " غَرِيبُ "
أَبِي عُبَيْدٍ إِلَى
ابْنِ طَاهِرٍ ، فَقَالَ : هَذَا رَجُلٌ عَاقِلٌ . وَكَتَبَ إِلَى
إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بِأَنْ يُجْرِيَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ شَهْرٍ خَمْسَمِائَةِ دِرْهَمٍ . فَلَمَّا مَاتَ
ابْنُ طَاهِرٍ ،
[ ص: 496 ] أَجْرَى عَلَيْهِ
إِسْحَاقُ مِنْ مَالِهِ ذَلِكَ ، فَلَمَّا مَاتَ
أَبُو عُبَيْدٍ بِمَكَّةَ ، أَجْرَاهَا عَلَى وَلَدِهِ .
ذِكْرُ وَفَاةِ
ابْنِ طَاهِرٍ هُنَا وَهْمٌ ، لِأَنَّهُ عَاشَ مُدَّةً بَعْدَ
أَبِي عُبَيْدٍ .
وَعَنْ
أَبِي عُبَيْدٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : كُنْتُ فِي تَصْنِيفِ هَذَا الْكِتَابِ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، وَرُبَّمَا كُنْتُ أَسْتَفِيدُ الْفَائِدَةَ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ ، فَأَضَعُهَا فِي الْكِتَابِ ، فَأَبِيتُ سَاهِرًا فَرِحًا مِنِّي بِتِلْكَ الْفَائِدَةِ . وَأَحَدُكُمْ يَجِيئُنِي ، فَيُقِيمُ عِنْدِي أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ ، خَمْسَةَ أَشْهُرٍ ، فَيَقُولُ : قَدْ أَقَمْتُ الْكَثِيرَ .
وَقِيلَ : إِنَّ أَوَّلَ مَنْ سَمِعَ " الْغَرِيبَ " مِنْ
أَبِي عُبَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=14687الطَّبَرَانِيُّ : سَمِعْتُ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ : عَرَضْتُ كِتَابَ " غَرِيبِ الْحَدِيثِ "
لِأَبِي عُبَيْدٍ عَلَى أَبِي ، فَاسْتَحْسَنَهُ ، وَقَالَ : جَزَاهُ اللَّهُ خَيْرًا .
وَرَوَى
ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ ، عَنْ
مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ : أَنَّهُ سَمِعَ
عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ يَقُولُ : كَتَبَ أَبِي " غَرِيبَ الْحَدِيثِ " الَّذِي أَلَّفَهُ
أَبُو عُبَيْدٍ أَوَّلًا .
قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَيَّارٍ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12404ابْنَ عَرْعَرَةَ يَقُولُ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=11872طَاهِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بِبَغْدَادَ ، فَطَمِعَ فِي أَنْ يَسْمَعَ مِنْ
أَبِي عُبَيْدٍ ، وَطَمِعَ أَنْ يَأْتِيَهُ فِي
[ ص: 497 ] مَنْزِلِهِ ، فَلَمْ يَفْعَلْ
أَبُو عُبَيْدٍ ، حَتَّى كَانَ هُوَ يَأْتِيهِ . فَقَدِمَ
nindex.php?page=showalam&ids=16604عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ ،
وَعَبَّاسٌ الْعَنْبَرِيُّ ، فَأَرَادَا أَنْ يَسْمَعَا " غَرِيبَ الْحَدِيثِ " فَكَانَ يَحْمِلُ كُلَّ يَوْمٍ كِتَابَهُ ، وَيَأْتِيهِمَا فِي مَنْزِلِهِمَا ، فَيُحَدِّثُهُمَا فِيهِ .
قَالَ
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ : سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ : خَرَجَ أَبِي إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ يَعُودُهُ وَأَنَا مَعَهُ ، فَدَخَلَ إِلَيْهِ ، وَعِنْدَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَجَمَاعَةٌ ، فَدَخَلَ
أَبُو عُبَيْدٍ ، فَقَالَ لَهُ
يَحْيَى : اقْرَأْ عَلَيْنَا كِتَابَكَ الَّذِي عَمِلْتَهُ
لِلْمَأْمُونِ " غَرِيبَ الْحَدِيثِ " فَقَالَ : هَاتُوهُ ، فَجَاءُوا بِالْكِتَابِ ، فَأَخَذَهُ
أَبُو عُبَيْدٍ فَجَعَلَ يَبْدَأُ يَقْرَأُ الْأَسَانِيدَ ، وَيَدَعُ تَفْسِيرَ الْغَرِيبِ ، فَقَالَ أَبِي : دَعْنَا مِنَ الْإِسْنَادِ ، نَحْنُ أَحْذَقُ بِهَا مِنْكَ . فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ لِأَبِي : دَعْهُ يَقْرَأُ عَلَى الْوَجْهِ ، فَإِنَّ ابْنَكَ مَعَكَ ، وَنَحْنُ نَحْتَاجُ أَنْ نَسْمَعَهُ عَلَى الْوَجْهِ . فَقَالَ
أَبُو عُبَيْدٍ : مَا قَرَأْتُهُ إِلَّا عَلَى
الْمَأْمُونِ ، فَإِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ تَقْرَءُوهُ ، فَاقْرَءُوهُ . فَقَالَ لَهُ
ابْنُ الْمَدِينِيِّ : إِنْ قَرَأْتَهُ عَلَيْنَا ، وَإِلَّا لَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ ، وَلَمْ يَعْرِفْ
أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ ، فَقَالَ
لِيَحْيَى : مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : هَذَا
nindex.php?page=showalam&ids=16604عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ . فَالْتَزَمَهُ ، وَقَرَأَهُ عَلَيْنَا . فَمَنْ حَضَرَ ذَلِكَ الْمَجْلِسَ ، جَازَ أَنْ يَقُولَ : حَدَّثَنَا . وَغَيْرُ ذَلِكَ ، فَلَا يَقُولُ .
رَوَاهَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِيٍّ الْهُجَيْمِيُّ ، عَنْ
جَعْفَرٍ .
قَالَ
أَبُو بَكْرِ بْنُ الْأَنْبَارِيِّ : كَانَ
أَبُو عُبَيْدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - يُقَسِّمُ اللَّيْلَ أَثْلَاثًا فَيُصَلِّي ثُلُثَهُ ، وَيَنَامُ ثُلُثَهُ ، وَيُصَنِّفُ الْكُتُبَ ثُلُثَهُ .
[ ص: 498 ] قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُقَاتِلٍ الْبَلْخِيُّ ، عَنْ
أَبِي عُبَيْدٍ : دَخَلْتُ
الْبَصْرَةَ لِأَسْمَعَ مِنْ
حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، فَقَدِمْتُ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ ، فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ فَقَالَ : مَهْمَا سُبِقْتَ بِهِ ، فَلَا تُسْبَقَنَّ بِتَقْوَى اللَّهِ .
وَقَالَ
أَبُو حَامِدٍ الصَّاغَانِيُّ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12074أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ يَقُولُ : فَعَلْتُ
بِالْبَصْرَةِ فَعْلَتَيْنِ أَرْجُو بِهِمَا الْجَنَّةَ : أَتَيْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=17293يَحْيَى الْقَطَّانَ وَهُوَ يَقُولُ :
أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ . فَقُلْتُ : مَعِي شَاهِدَانِ مِنْ
أَهْلِ بَدْرٍ يَشْهَدَانِ أَنَّ
عُثْمَانَ أَفْضَلُ مِنْ
عَلِيٍّ . قَالَ : مَنْ ؟ قُلْتُ : أَنْتَ حَدَّثْتَنَا عَنْ
شُعْبَةَ ، عَنْ
عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنِ
النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ ، قَالَ : خَطَبَنَا
ابْنُ مَسْعُودٍ ، فَقَالَ : أَمَّرْنَا خَيْرَ مَنْ بَقِيَ ، وَلَمْ نَأْلُ . قَالَ : وَمَنِ الْآخَرُ ؟ قُلْتُ :
الزُّهْرِيُّ ، عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ
الْمِسْوَرِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَقُولُ : شَاوَرْتُ
الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ ، وَأُمَرَاءَ الْأَجْنَادِ ، وَأَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا يَعْدِلُ
بِعُثْمَانَ . قَالَ : فَتَرَكَ
يَحْيَى قَوْلَهُ ، وَقَالَ :
أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانَ .
قَالَ : وَأَتَيْتُ
عَبْدَ اللَّهِ الْخُرَيْبِيَّ ، فَإِذَا بَيْتُهُ بَيْتُ خَمَّارٍ . فَقُلْتُ : مَا هَذَا ؟
قَالَ : مَا اخْتَلَفَ فِيهِ أَوَّلُنَا وَلَا آخِرُنَا . قُلْتُ : اخْتَلَفَ فِيهِ أَوَّلُكُمْ وَآخِرُكُمْ .
قَالَ : مَنْ ؟ قُلْتُ :
أَيُّوبُ السَّخْتِيَانِيُّ ، عَنْ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ
عَبِيدَةَ قَالَ : اخْتُلِفَ
عَلَيَّ فِي الْأَشْرِبَةِ ، فَمَا لِي شَرَابٌ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً إِلَّا عَسَلٌ أَوْ لَبَنٌ أَوْ مَاءٌ .
قَالَ : وَمَنْ آخِرُنَا ؟ قُلْتُ :
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ . قَالَ : فَأَخْرَجَ كُلَّ مَا فِي مَنْزِلِهِ ، فَأَهْرَاقَهُ .
أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ : سَمِعَنِي
ابْنُ إِدْرِيسَ أَتَلَهَّفُ عَلَى بَعْضِ الشُّيُوخِ ، فَقَالَ لِي : يَا
أَبَا عُبَيْدٍ ، مَهْمَا فَاتَكَ مِنَ الْعِلْمِ ، فَلَا يَفُوتَنَّكَ مِنَ الْعَمَلِ .
[ ص: 499 ] nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : سَمِعْتُ
أَبَا الْحَسَنِ الْكَارِزِيَّ سَمِعْتُ
عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، سَمِعْتُ
أَبَا عُبَيْدٍ يَقُولُ : الْمُتَّبِعُ السَّنَةَ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ ، هُوَ الْيَوْمَ عِنْدِي أَفْضَلُ مِنْ ضَرْبِ السَّيْفِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .
وَعَنْ
أَبِي عُبَيْدٍ ، قَالَ : مَثَلُ الْأَلْفَاظِ الشَّرِيفَةِ ، وَالْمَعَانِي الظَّرِيفَةِ مَثَلُ الْقَلَائِدِ اللَّائِحَةِ فِي التَّرَائِبِ الْوَاضِحَةِ .
قَالَ
عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ : سَمِعْتُ
أَبَا عُبَيْدٍ يَقُولُ : إِنِّي لَأَتَبَيَّنُ فِي عَقْلِ الرَّجُلِ أَنْ يَدَعَ الشَّمْسَ ، وَيَمْشِي فِي الظِّلِّ .
وَبِإِسْنَادِي إِلَى
الْخَطِيبِ : أَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَادَا أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الزَّبِيبِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ الطَّيَالِسِيُّ ، سَمِعْتُ
الْهِلَالَ بْنَ الْعَلَاءِ الرَّقِّيَّ يَقُولُ : مَنَّ اللَّهُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ بِأَرْبَعَةٍ فِي زَمَانِهِمْ :
nindex.php?page=showalam&ids=13790بِالشَّافِعِيِّ تَفَقَّهَ بِحَدِيثِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ،
وَبِأَحْمَدَ ثَبَتَ فِي الْمِحْنَةِ ، لَوْلَا ذَلِكَ كَفَرَ النَّاسُ ،
وَبِيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ نَفَى الْكَذِبَ عَنِ الْحَدِيثِ ،
وَبِأَبِي عُبَيْدٍ فَسَّرَ الْغَرِيبَ مِنَ الْحَدِيثِ ، وَلَوْلَا ذَلِكَ لَاقْتَحَمَ النَّاسُ فِي الْخَطَأِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12355إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : سَأَلْتُ
أَبَا قُدَامَةَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيِّ ،
وَأَحْمَدَ ،
[ ص: 500 ] وَإِسْحَاقَ وَأَبِي عُبَيْدٍ ، فَقَالَ : أَمَّا أَفْقَهُهُمْ
nindex.php?page=showalam&ids=13790فَالشَّافِعِيُّ ، لَكِنَّهُ قَلِيلُ الْحَدِيثِ ، وَأَمَّا أَوَرَعُهُمْ
فَأَحْمَدُ ، وَأَمَّا أَحْفَظُهُمْ
فَإِسْحَاقُ ، وَأَمَّا أَعْلَمُهُمْ بِلُغَاتِ الْعَرَبِ
فَأَبُو عُبَيْدٍ .
قَالَ
الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ : سَمِعْتُ
إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيَّ يَقُولُ :
أَبُو عُبَيْدٍ أَوْسَعُنَا عِلْمًا وَأَكْثَرُنَا أَدَبًا ، وَأَجْمَعُنَا جَمْعًا ، إِنَّا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلَيْنَا . - سَمِعَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ مِنْ
أَبِي الْوَلِيدِ الْفَقِيهِ : سَمِعْتُ
الْحَسَنَ .
وَقَالَ
أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ : سَمِعْتُ
إِسْحَاقَ بْنَ رَاهَوَيْهِ يَقُولُ : الْحَقُّ يُحِبُّهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=showalam&ids=12074أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ أَفْقَهُ مِنِّي وَأَعْلَمُ مِنِّي .
الْخَطِيبُ فِي " تَارِيخِهِ " : حَدَّثَنِي
مَسْعُودُ بْنُ نَاصِرٍ ، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ بُشْرَى ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْآبُرِيُّ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13113ابْنَ خُزَيْمَةَ : سَمِعْتُ
أَحْمَدَ بْنَ نَصْرٍ الْمُقْرِئَ يَقُولُ : قَالَ
إِسْحَاقُ : إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحِي مِنَ الْحَقِّ :
أَبُو عُبَيْدٍ أَعْلَمُ مِنِّي ، وَمِنَ
ابْنِ حَنْبَلٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13790وَالشَّافِعِيِّ .
قَالَ
أَبُو الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٌ : لَوْ كَانَ
أَبُو عُبَيْدٍ فِي
بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لَكَانَ عَجَبًا .
[ ص: 501 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13456أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي : كَانَ
أَبُو عُبَيْدٍ فَاضِلًا فِي دِينِهِ وَفِي عِلْمِهِ ، رَبَّانِيًّا ، مُفَنَّنًا فِي أَصْنَافِ عُلُومِ الْإِسْلَامِ مِنَ الْقُرْآنِ ، وَالْفِقْهِ وَالْعَرَبِيَّةِ وَالْأَخْبَارِ ، حَسَنَ الرِّوَايَةِ ، صَحِيحَ النَّقْلِ ، لَا أَعْلَمُ أَحَدًا طَعَنَ عَلَيْهِ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ وَدِينِهِ .
وَبَلَغَنَا عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ أَمِيرِ
خُرَاسَانَ قَالَ : النَّاسُ أَرْبَعَةٌ :
ابْنُ عَبَّاسٍ فِي زَمَانِهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيُّ فِي زَمَانِهِ ،
وَالْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ فِي زَمَانِهِ ،
وَأَبُو عُبَيْدٍ فِي زَمَانِهِ .
قَالَ
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَّاجُ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12352إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيَّ يَقُولُ : أَدْرَكْتُ ثَلَاثَةً تَعْجَزُ النِّسَاءُ أَنْ يَلِدْنَ مِثْلَهُمْ : رَأَيْتُ
أَبَا عُبَيْدٍ ، مَا مَثَّلْتُهُ إِلَّا بِجَبَلٍ نُفِخَ فِيهِ رُوحٌ ، وَرَأَيْتُ
بِشْرَ بْنَ الْحَارِثِ ، مَا شَبَّهْتُهُ إِلَّا بِرَجُلٍ عُجِنَ مِنْ قَرْنِهِ إِلَى قَدَمِهِ عَقَلًا ، وَرَأَيْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ ، فَرَأَيْتُ كَأَنَّ اللَّهَ قَدْ جَمَعَ لَهُ عِلْمَ الْأَوَّلِينَ ، فَمِنْ كُلِّ صِنْفٍ يَقُولُ مَا شَاءَ ، وَيُمْسِكُ مَا شَاءَ .
قَالَ
مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12352إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ : كَانَ
أَبُو عُبَيْدٍ كَأَنَّهُ جَبَلٌ نُفِخَ فِيهِ الرُّوحُ ، يُحْسِنُ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا الْحَدِيثَ صَنَاعَةَ
أَحْمَدَ وَيَحْيَى .
وَكَانَ
أَبُو عُبَيْدٍ يُؤَدِّبُ غُلَامًا فِي شَارِعِ
بِشْرٍ ، ثُمَّ اتَّصَلَ
بِثَابِتِ بْنِ نَصْرٍ الْخُزَاعِيِّ يُؤَدِّبُ وَلَدَهُ ، ثُمَّ وَلِيَ
ثَابِتٌ طَرَسُوسَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً ، فَوَلَّى
أَبَا عُبَيْدٍ قَضَاءَ
طَرَسُوسَ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً ، فَاشْتَغَلَ عَنْ كِتَابَةِ الْحَدِيثِ .
[ ص: 502 ] كَتَبَ فِي حَدَاثَتِهِ عَنْ
هُشَيْمٍ وَغَيْرِهِ ، فَلَمَّا صَنَّفَ ، احْتَاجَ إِلَى أَنْ يَكْتُبَ عَنْ
يَحْيَى بْنِ صَالِحٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=17246وَهِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ .
وَأَضْعَفُ كُتُبِهِ كِتَابُ " الْأَمْوَالِ " يَجِيءُ إِلَى بَابٍ فِيهِ ثَلَاثُونَ حَدِيثًا ، وَخَمْسُونَ أَصْلًا عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَيَجِيءُ بِحَدِيثٍ ، حَدِيثَيْنِ ، يَجْمَعُهُمَا مِنْ حَدِيثِ
الشَّامِ ، وَيَتَكَلَّمُ فِي أَلْفَاظِهِمَا ، وَلَيْسَ لَهُ كِتَابٌ كَ " غَرِيبِ الْمُصَنَّفِ " .
وَانْصَرَفَ يَوْمًا مِنَ الصَّلَاةِ ، فَمَرَّ بِدَارِ
إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِيِّ ، فَقَالُوا لَهُ : يَا
أَبَا عُبَيْدٍ ، صَاحِبُ هَذِهِ الدَّارِ يَقُولُ : إِنَّ فِي كِتَابِكَ " غَرِيبِ الْمُصَنَّفِ " أَلْفَ حَرْفٍ خَطَأً . فَقَالَ : كِتَابٌ فِيهِ أَكْثَرُ مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ يَقَعُ فِيهِ أَلْفٌ لَيْسَ بِكَثِيرٍ ؟ ! وَلَعَلَّ
إِسْحَاقَ عِنْدَهُ رِوَايَةٌ ، وَعِنْدَنَا رِوَايَةٌ ، فَلَمْ يَعْلَمْ ، فَخَطَّأَنَا ، وَالرِّوَايَتَانِ صَوَابٌ ، وَلَعَلَّهُ أَخْطَأَ فِي حُرُوفٍ ، وَأَخْطَأْنَا فِي حُرُوفٍ ، فَيَبْقَى الْخَطَأُ يَسِيرًا .
وَكِتَابُ " غَرِيبِ الْحَدِيثِ " فِيهِ أَقَلُّ مِنْ مِائَتَيْ حَرْفٍ : سَمِعْتُ ، وَالْبَاقِي : قَالَ
الْأَصْمَعِىُّ ، وَقَالَ
أَبُو عَمْرٍو ، وَفِيهِ خَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ حَدِيثًا لَا أَصْلَ لَهَا ، أُتِيَ فِيهَا
أَبُو عُبَيْدٍ مِنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12078أَبِي عُبَيْدَةَ مَعْمَرِ بْنِ الْمُثَنَّى .
قَالَ
الْخَطِيبُ فِيمَا أَنْبَأَنَا
ابْنُ عَلَّانَ ، أَخْبَرَنَا
الْكِنْدِيُّ ، عَنِ
الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْهُ ، حَدَّثَنِي
الْعَلَاءُ بْنُ أَبِي الْمُغِيرَةِ ، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ بَقَاءٍ [ ص: 503 ] أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْغَنِيِّ الْحَافِظُ قَالَ : فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ
لِأَبِي عُبَيْدٍ حَدِيثَانِ مَا حَدَّثَ بِهِمَا غَيْرُ
أَبِي عُبَيْدٍ ، وَلَا عَنْهُ سِوَى
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمَرْوَزِيِّ :
أَحَدُهُمَا : حَدِيثُ
شُعْبَةَ عَنْ
عَمْرِو بْنِ أَبِي وَهْبٍ .
وَالْآخَرُ :
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ ، عَنِ
الْمَقْبُرِيِّ ، حَدَّثَ بِهِ
الْقَطَّانُ ، عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ وَرَوَاهُ النَّاسُ عَنِ
الْقَطَّانِ ، عَنِ
ابْنِ عَجْلَانَ .
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى : حَدَّثَنَا
أَبُو عُبَيْدٍ : أَخْبَرَنَا
حَجَّاجٌ عَنْ
شُعْبَةَ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ أَبِي وَهْبٍ الْخُزَاعِيِّ عَنْ
مُوسَى بْنِ ثَرْوَانَ عَنْ
طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ ، عَنْ
عَائِشَةَ قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880804كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا تَوَضَّأَ يُخَلِّلُ لِحْيَتَهُ .
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ الْمُسْتَمْلِي : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَرْخَانَ : سَمِعْتُ
مُحَمَّدَ بْنَ عَقِيلٍ : سَمِعْتُ
حَمْدَانَ بْنَ سَهْلٍ يَقُولُ : سَأَلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَنِ الْكَتْبَةِ عَنْ
أَبِي عُبَيْدٍ فَقَالَ - وَتَبَسَّمَ - : مِثْلِي يُسْأَلُ عَنْ
أَبِي عُبَيْدٍ ؟ !
أَبُو عُبَيْدٍ يُسْأَلُ عَنِ النَّاسِ ، لَقَدْ كُنْتُ عِنْدَ
الْأَصْمَعِيِّ يَوْمًا ، إِذْ أَقْبَلَ
أَبُو عُبَيْدٍ ، فَشَقَّ إِلَيْهِ بَصَرَهُ حَتَّى اقْتَرَبَ مِنْهُ ، فَقَالَ : أَتَرَوْنَ هَذَا الْمُقْبِلَ ؟
[ ص: 504 ]
قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : لَنْ تَضِيعَ الدُّنْيَا أَوِ النَّاسُ مَا حَيِيَ هَذَا . رَوَى
عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنِ
ابْنِ مَعِينٍ ، قَالَ :
أَبُو عُبَيْدٍ ثِقَةٌ .
وَقَالَ
عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ :
أَبُو عُبَيْدٍ مِمَّنْ يَزْدَادُ عِنْدَنَا كُلَّ يَوْمٍ خَيْرًا .
وَقَالَ
أَبُو دَاوُدَ :
أَبُو عُبَيْدٍ ثِقَةٌ مَأْمُونٌ .
وَقَالَ
أَبُو قُدَامَةَ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ :
أَبُو عُبَيْدٍ أُسْتَاذٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ : ثِقَةٌ إِمَامٌ جَبَلٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ : كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ يَتَعَاطَى التَّقَدُّمَ فِي عُلُومٍ كَثِيرَةٍ ، وَلَمْ يَرْضَهُ أَهْلُ عِلْمِ مِنْهَا ، وَإِنَّمَا الْإِمَامُ الْمَقْبُولُ عِنْدَ الْكُلِّ
أَبُو عُبَيْدٍ .
قَالَ
عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ : سَمِعْتُ
أَبَا عُبَيْدٍ يَقُولُ : عَاشَرْتُ النَّاسَ ، وَكَلَّمْتُ أَهْلَ الْكَلَامِ ، فَمَا رَأَيْتُ قَوْمًا أَوْسَخَ وَسَخًا ، وَلَا أَضْعَفَ حُجَّةً مِنْ . . . . وَلَا أَحْمَقَ مِنْهُمْ ، وَلَقَدْ وَلِيتُ قَضَاءَ الثَّغْرِ ، فَنَفَيْتُ ثَلَاثَةً ، جَهْمِيَّيْنَ . . . . . ، . . . . . . وَجَهْمِيًّا .
وَقِيلَ : كَانَ
أَبُو عُبَيْدٍ أَحْمَرَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ بِالْخِضَابِ ، وَكَانَ مَهِيبًا وَقُورًا .
[ ص: 505 ] قَالَ
الزُّبَيْدِيُّ : عَدَدْتُ حُرُوفَ " غَرِيبِ الْمُصَنَّفِ " ، فَوَجَدْتُهُ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفًا وَتِسْعَمِائَةً وَسَبْعِينَ حَرْفًا .
قُلْتُ : يُرِيدُ بِالْحَرْفِ اللَّفْظَةَ اللُّغَوِيَّةَ .
أَخْبَرَنَا
أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عُلْوَانَ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْمُغِيثِ بْنُ زُهَيْرٍ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْعُشَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14269أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ ، أَخْبَرَنَا
الْعَبَّاسُ الدُّورِيُّ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=12074أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ - وَذَكَرَ الْبَابَ الَّذِي يُرْوَى فِيهِ الرُّؤْيَةُ ، وَالْكُرْسِيَّ مَوْضِعَ الْقَدَمَيْنِ وَضَحِكَ رَبُّنَا ، وَأَيْنَ كَانَ رَبُّنَا - فَقَالَ : هَذِهِ أَحَادِيثُ صِحَاحٌ حَمَلَهَا أَصْحَابُ الْحَدِيثِ وَالْفُقَهَاءُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ ، وَهِيَ عِنْدَنَا حَقٌّ لَا نَشُكُّ فِيهَا ، وَلَكِنْ إِذَا قِيلَ : كَيْفَ يَضْحَكُ ؟ وَكَيْفَ وَضَعَ قَدَمَهُ ؟ قُلْنَا : لَا نُفَسِّرُ هَذَا ، وَلَا سَمِعْنَا أَحَدًا يُفَسِّرُهُ .
[ ص: 506 ] قُلْتُ : قَدْ فَسَّرَ عُلَمَاءُ السَّلَفِ الْمُهِمَّ مِنَ الْأَلْفَاظِ وَغَيْرَ الْمُهِمِّ ، وَمَا أَبْقَوْا مُمْكِنًا ، وَآيَاتُ الصِّفَاتِ وَأَحَادِيثُهَا لَمْ يَتَعَرَّضُوا لِتَأْوِيلِهَا أَصْلًا ، وَهِيَ أَهَمُّ الدِّينِ ، فَلَوْ كَانَ تَأْوِيلُهَا سَائِغًا أَوْ حَتْمًا ، لَبَادَرُوا إِلَيْهِ ، فَعُلِمَ قَطْعًا أَنَّ قِرَاءَتَهَا وَإِمْرَارَهَا عَلَى مَا جَاءَتْ هُوَ الْحَقُّ ، لَا تَفْسِيرَ لَهَا غَيْرُ ذَلِكَ ، فَنُؤْمِنُ بِذَلِكَ ، وَنَسْكُتُ اقْتِدَاءً بِالسَّلَفِ ، مُعْتَقِدِينَ أَنَّهَا صِفَاتٌ لِلَّهِ تَعَالَى ، اسْتَأْثَرَ اللَّهُ بِعِلْمِ حَقَائِقِهَا ، وَأَنَّهَا لَا تُشْبِهُ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ ، كَمَا أَنَّ ذَاتَهُ الْمُقَدَّسَةَ لَا تُمَاثِلُ ذَوَاتِ الْمَخْلُوقِينَ ، فَالْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ نَطَقَ بِهَا ، وَالرَّسُولُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَلَّغَ ، وَمَا تَعَرَّضَ لِتَأْوِيلٍ ، مَعَ كَوْنِ الْبَارِي قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ فَعَلَيْنَا الْإِيمَانُ وَالتَّسْلِيمُ لِلنُّصُوصِ ، وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ .
قَالَ
عَبْدَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ : أَخْبَرَنَا
أَبُو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ الْأَمِيرِ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ ، فَوَرَدَ عَلَيْهِ نَعْيُ
أَبِي عُبَيْدٍ ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ :
يَا طَالِبَ الْعِلْمِ قَدْ مَاتَ ابْنُ سَلَّامِ وَكَانَ فَارِسَ عِلْمٍ غَيْرَ مِحْجَامِ مَاتَ الَّذِي كَانَ فِينَا رُبْعَ أَرْبَعَةٍ
لَمْ يَلْقَ مِثْلَهُمُ أُسْتَاذُ أَحْكَامِ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ عَبْدُ الْلَّهِ أَوَّلُهُمْ
وَعَامِرٌ ، وَلَنِعْمَ التِّلْوُ يَا عَامِ هُمَا اللَّذَانِ أَنَافَا فَوْقَ غَيْرِهِمَا
وَالْقَاسِمَانِ ابْنُ مَعْنٍ وَابْنُ سَلَّامِ
ذَكَرَ
أَبَا عُبَيْدٍ أَبُو عَمْرٍو الدَّانِي فِي " طَبَقَاتِ الْقُرَّاءِ " فَقَالَ : أَخَذَ الْقِرَاءَةَ عَرْضًا وَسَمَاعًا عَنِ
الْكِسَائِيِّ وَعَنْ
شُجَاعٍ ، وَعَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15697حَجَّاجِ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
وَأَبِي مُسْهِرٍ . إِلَى أَنْ قَالَ : وَهُوَ إِمَامُ أَهْلِ دَهْرِهِ فِي
[ ص: 507 ] جَمِيعِ الْعُلُومِ ، ثِقَةٌ ، مَأْمُونٌ ، صَاحِبُ سُنَّةٍ ، رَوَى عَنْهُ الْقِرَاءَاتِ وَرَّاقُهُ
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
وَأَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16628وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ،
وَنَصْرُ بْنُ دَاوُدَ ،
وَثَابِتُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ : مَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ
بِمَكَّةَ .
قَالَ
الْخَطِيبُ : وَبَلَغَنِي أَنَّهُ بَلَغَ سَبْعًا وَسِتِّينَ سَنَةً - رَحِمَهُ اللَّهُ .
وَلَمْ يَتَّفِقْ وُقُوعُ رِوَايَةٍ
لِأَبِي عُبَيْدٍ فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ ، لَكِنْ نَقَلَ عَنْهُ
أَبُو دَاوُدَ شَيْئًا فِي تَفْسِيرِ أَسْنَانِ الْإِبِلِ فِي الزَّكَاةِ وَحَكَى أَيْضًا عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي كِتَابِ " أَفْعَالِ الْعِبَادِ " .
أَخْبَرَنَا
أَبُو بَكْرٍ مَحْفُوظُ بْنُ مَعْتُوقٍ الْبَزَّارُ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَتِسْعِينَ وَسِتِّمِائَةٍ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ مُحَمَّدٍ ( ح ) وَأَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْغَرَّافِيُّ أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ بَاقَا قَالَا : أَخْبَرَنَا
أَبُو زَرْعَةَ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُقَوِّمِيُّ حُضُورًا ، أَخْبَرَنَا
الزُّبَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ ، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَيْهِ الْقَزْوِينِيُّ ، أَخْبَرَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو عُبَيْدٍ ، أَخْبَرَنَا
هُشَيْمٌ ، أَخْبَرَنَا
مَنْصُورٌ ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ ، عَنْ
عُمَرَ ; أَنَّهُ سَجَدَ فِي الْحَجِّ سَجْدَتَيْنِ ، وَقَالَ : إِنَّ هَذِهِ السُّورَةَ
[ ص: 508 ] فُضِّلَتْ عَلَى السُّورِ بِسَجْدَتَيْنِ .
وَبِهِ : حَدَّثَنَا
أَبُو عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنِ
الْأَعْمَشِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11870مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ ، عَنْ
شُتَيْرِ بْنِ شَكَلٍ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880805لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ ، شَغَلُوا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ ، فَصَلَّاهَا بَيْنَ صَلَاتَيِ الْعِشَاءِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " شَغَلُونَا عَنِ الصَّلَاةِ الْوُسْطَى مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وَبُيُوتَهُمْ نَارًا " .
وَبِهِ : حَدَّثَنَا
أَبُو عُبَيْدٍ : حَدَّثَنَا
ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ،
وَيَزِيدُ ، عَنْ
هِشَامٍ ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ
عَبِيدَةَ . عَنْ
عَلِيٍّ مِثْلَ ذَلِكَ .
أَخْبَرَنَا
أَبُو سَعِيدٍ سُنْقُرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّيْنِيُّ بِحَلَبَ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ اللَّطِيفِ بْنُ يُوسُفَ ( ح ) وَأَخْبَرَنَا
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ ، أَخْبَرَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَسِتِّمِائَةٍ ، قَالَا : أَخْبَرَتْنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16127شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ الْكَاتِبَةُ ، أَخْبَرَنَا
طِرَادُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ ، أَخْبَرَنَا
حَامِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ [ ص: 509 ] الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
عَبَّادُ بْنُ عَبَّادٍ ، أَخْبَرَنَا
أَبُو جَمْرَةَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=880806قَدِمَ وَفْدُ عَبْدِ الْقَيْسِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا مِنْ هَذَا الْحَيِّ مِنْ رَبِيعَةَ ، وَقَدْ حَالَتْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ كُفَّارُ مُضَرَ ، فَلَا نَخْلُصُ إِلَيْكَ إِلَّا فِي شَهْرٍ حَرَامٍ ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نَعْمَلُ بِهِ ، وَنَدْعُو إِلَيْهِ مَنْ وَرَاءَنَا . فَقَالَ : " آمُرُكُمْ بِأَرْبَعٍ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنْ أَرْبَعٍ ، الْإِيمَانُ بِاللَّهِ - ثُمَّ فَسَّرَهَا لَهُمْ - شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ ، وَأَنْ تُؤَدُّوا خُمُسَ مَا غَنِمْتُمْ ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ ، وَالْحَنْتَمِ ، وَالنَّقِيرِ ، وَالْمُقَيَّرِ " مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .