أبو حنيفة ( ت ، س )
الإمام ، فقيه الملة ، عالم
العراق أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطى التيمي ، الكوفي ، مولى بني تيم الله بن ثعلبة يقال : إنه من أبناء
الفرس .
[ ص: 391 ] ولد سنة ثمانين في حياة صغار الصحابة ، ورأى
أنس بن مالك لما قدم عليهم
الكوفة . ولم يثبت له حرف عن أحد منهم ، وروى عن
عطاء بن أبي رباح ، وهو أكبر شيخ له وأفضلهم على ما قال . وعن
الشعبي ، وعن
طاوس ولم يصح ، وعن
nindex.php?page=showalam&ids=15621جبلة بن سحيم ، nindex.php?page=showalam&ids=16558وعدي بن ثابت ، وعكرمة ، وفي لقيه له نظر ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار ، وأبي سفيان طلحة بن نافع ، nindex.php?page=showalam&ids=17191ونافع مولى ابن عمر ، وقتادة ، وقيس بن مسلم ، وعون بن عبد الله بن عتبة ، والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، nindex.php?page=showalam&ids=16883ومحارب بن دثار ، nindex.php?page=showalam&ids=16430وعبد الله بن دينار ، nindex.php?page=showalam&ids=14152والحكم بن عتيبة ، nindex.php?page=showalam&ids=16589وعلقمة بن مرثد ، وعلي بن الأقمر ، nindex.php?page=showalam&ids=16376وعبد العزيز بن رفيع ، nindex.php?page=showalam&ids=16574وعطية العوفي ، nindex.php?page=showalam&ids=15741وحماد بن أبي سليمان وبه تفقه ،
وزياد [ ص: 392 ] بن علاقة ، nindex.php?page=showalam&ids=16024وسلمة بن كهيل ، وعاصم بن كليب ، nindex.php?page=showalam&ids=16052وسماك بن حرب ، وعاصم ابن بهدلة ، nindex.php?page=showalam&ids=16004وسعيد بن مسروق ، nindex.php?page=showalam&ids=16490وعبد الملك بن عمير ، nindex.php?page=showalam&ids=11958وأبي جعفر الباقر ، nindex.php?page=showalam&ids=12300وابن شهاب الزهري ، nindex.php?page=showalam&ids=16920ومحمد بن المنكدر ، nindex.php?page=showalam&ids=11813وأبي إسحاق السبيعي ، nindex.php?page=showalam&ids=17152ومنصور بن المعتمر ، ومسلم البطين ، ويزيد بن صهيب الفقير ، nindex.php?page=showalam&ids=11862وأبي الزبير ، وأبي حصين الأسدي ، nindex.php?page=showalam&ids=16571وعطاء بن السائب ، وناصح المحلمي ، nindex.php?page=showalam&ids=17245وهشام بن عروة ، وخلق سواهم . حتى إنه روى عن
شيبان النحوي وهو أصغر منه ، وعن
مالك بن أنس وهو كذلك .
وعني بطلب الآثار ، وارتحل في ذلك ، وأما الفقه والتدقيق في الرأي وغوامضه ، فإليه المنتهى والناس عليه عيال في ذلك .
[ ص: 393 ] حدث عنه خلق كثير ، ذكر منهم شيخنا
أبو الحجاج في تهذيبه هؤلاء على المعجم :
nindex.php?page=showalam&ids=12377إبراهيم بن طهمان عالم
خراسان ، وأبيض بن الأغر بن الصباح المنقري ، nindex.php?page=showalam&ids=12309وأسباط بن محمد ، nindex.php?page=showalam&ids=12408وإسحاق الأزرق ، وأسد بن عمرو البجلي ، وإسماعيل بن يحيى الصيرفي ، وأيوب بن هانئ ، والجارود بن يزيد النيسابوري ، nindex.php?page=showalam&ids=15637وجعفر بن عون ، والحارث بن نبهان ، وحيان بن علي العنزي ، nindex.php?page=showalam&ids=14111والحسن بن زياد اللؤلؤي ، والحسن بن فرات القزاز ، والحسين بن الحسن بن عطية العوفي ، وحفص بن عبد الرحمن القاضي ، وحكام بن سلم ، وأبو مطيع الحكم بن عبد الله ، وابنه
حماد بن أبي حنيفة ، وحمزة الزيات وهو من أقرانه ،
nindex.php?page=showalam&ids=15787وخارجة بن مصعب ، nindex.php?page=showalam&ids=15853وداود الطائي ، وزفر بن الهذيل التميمي الفقيه ، nindex.php?page=showalam&ids=15945وزيد بن الحباب ، وسابق الرقي ، وسعد بن الصلت القاضي ، وسعيد بن أبي الجهم القابوسي ، وسعيد بن سلام العطار ، وسلم بن سالم البلخي ، وسليمان بن عمرو النخعي ، وسهل بن مزاحم ، nindex.php?page=showalam&ids=16106وشعيب بن إسحاق ، والصباح بن محارب ، والصلت بن الحجاج ، nindex.php?page=showalam&ids=12063وأبو عاصم النبيل ، وعامر بن الفرات ، وعائذ بن حبيب ، nindex.php?page=showalam&ids=16285وعباد بن العوام ، nindex.php?page=showalam&ids=16418وعبد الله بن المبارك ، وعبد الله بن يزيد المقرئ ، وأبو يحيى عبد الحميد الحماني ، وعبد الرزاق ، وعبد العزيز بن خالد ترمذي ، وعبد الكريم بن محمد الجرجاني ، nindex.php?page=showalam&ids=16479وعبد المجيد بن أبي رواد ، وعبد الوارث التنوري ، وعبيد الله بن الزبير القرشي ، وعبيد الله بن عمرو الرقي ، nindex.php?page=showalam&ids=16527وعبيد الله بن موسى ، وعتاب بن محمد ، وعلي بن ظبيان القاضي ، nindex.php?page=showalam&ids=16627وعلي بن عاصم ، وعلي بن مسهر القاضي ، وعمرو بن محمد العنقزي ، وأبو قطن عمرو بن الهيثم ، nindex.php?page=showalam&ids=16753وعيسى بن يونس ، وأبو نعيم ، والفضل بن موسى ، والقاسم بن الحكم العرني ، والقاسم بن معن ، nindex.php?page=showalam&ids=16833وقيس بن الربيع ، ومحمد بن أبان العنبري كوفي ، nindex.php?page=showalam&ids=16925ومحمد بن بشر ، ومحمد بن الحسن بن أتش ، ومحمد [ ص: 394 ] بن الحسن الشيباني ، ومحمد بن خالد الوهبي ، nindex.php?page=showalam&ids=13748ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، ومحمد بن الفضل بن عطية ، ومحمد بن القاسم الأسدي ، ومحمد بن مسروق الكوفي ، ومحمد بن يزيد الواسطي ، ومروان بن سالم ، ومصعب بن المقدام ، والمعافى بن عمران ، nindex.php?page=showalam&ids=17140ومكي بن إبراهيم ، ونصر بن عبد الكريم البلخي الصيقل ، ونصر بن عبد الملك العتكي ، وأبو غالب النضر بن عبد الله الأزدي ، والنضر بن محمد المروزي ، والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني ، ونوح بن دراج القاضي ، ونوح بن أبي مريم الجامع ، وهشيم ، وهوذة ، وهياج بن بسطام ، nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع ، nindex.php?page=showalam&ids=14810ويحيى بن أيوب المصري ، ويحيى بن نصر بن حاجب ، nindex.php?page=showalam&ids=17345ويحيى بن يمان ، ويزيد بن زريع ، nindex.php?page=showalam&ids=17376ويزيد بن هارون ، nindex.php?page=showalam&ids=17416ويونس بن بكير ، nindex.php?page=showalam&ids=11816وأبو إسحاق الفزاري ، وأبو حمزة السكري ، وأبو سعد الصاغاني ، nindex.php?page=showalam&ids=12039وأبو شهاب الحناط ، وأبو مقاتل السمرقندي ، والقاضي أبو يوسف .
قال
أحمد العجلي :
أبو حنيفة تيمي من رهط
حمزة الزيات . كان خزازا يبيع الخز .
وقال
عمر بن حماد بن أبي حنيفة : أما
زوطى فإنه من
أهل كابل ، وولد
ثابت على الإسلام . وكان
زوطى مملوكا
لبني تيم الله بن ثعلبة فأعتق فولاؤه لهم ، ثم
لبني قفل . قال : وكان
أبو حنيفة خزازا ، ودكانه معروف في دار
عمرو بن حريث .
وقال
النضر بن محمد المروزي ، عن
يحيى بن النضر قال : كان والد
أبي حنيفة من
نسا .
وروى
سليمان بن الربيع ، عن
الحارث بن إدريس قال :
أبو حنيفة أصله من
ترمذ .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12067أبو عبد الرحمن المقري :
أبو حنيفة من
أهل بابل .
[ ص: 395 ] وروى
أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن البهلول عن أبيه ، عن جده قال :
ثابت والد
أبي حنيفة من
أهل الأنبار .
nindex.php?page=showalam&ids=17138مكرم بن أحمد القاضي : حدثنا
أحمد بن عبد الله بن شاذان المروزي ، عن أبيه ، عن جده ، سمعت
إسماعيل يقول : أنبأنا
إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة النعمان بن ثابت بن المرزبان من أبناء
فارس الأحرار ، والله ما وقع علينا رق قط . ولد جدي في سنة ثمانين ، وذهب
ثابت إلى
علي وهو صغير ، فدعا له بالبركة فيه ، وفي ذريته ، ونحن نرجو من الله أن يكون استجاب ذلك
لعلي -رضي الله عنه- فينا .
قال :
والنعمان بن المرزبان والد
ثابت هو الذي أهدى
لعلي الفالوذج في يوم النيروز فقال
علي : نورزونا كل يوم ، وقيل كان ذلك في المهرجان ، فقال : مهرجونا كل يوم .
قال
محمد بن سعد العوفي : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين يقول : كان
أبو حنيفة ثقة لا يحدث بالحديث إلا بما يحفظه ، ولا يحدث بما لا يحفظ .
وقال
صالح بن محمد : سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين يقول : كان
أبو حنيفة ثقة في الحديث ، وروى
أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز ، عن
ابن معين : كان
أبو حنيفة لا بأس به . وقال مرة : هو عندنا من أهل الصدق ، ولم يتهم بالكذب . ولقد ضربه ابن
هبيرة على القضاء ، فأبى أن يكون قاضيا .
أخبرنا
ابن علان كتابة ، أنبأنا
الكندي ، أنبأنا
القزاز ، أنبأنا
الخطيب ، أنبأنا ،
الخلال ، أنبأنا
علي بن عمرو الحريري ، حدثنا
علي بن محمد بن كاس النخعي ، حدثنا
محمد بن محمود الصيدناني ، حدثنا
محمد بن شجاع بن الثلجي ، حدثنا
الحسن بن أبي مالك ، عن
أبي يوسف قال : قال
أبو حنيفة : لما أردت طلب العلم ، جعلت أتخير العلوم وأسأل عن عواقبها . فقيل : تعلم
[ ص: 396 ] القرآن . فقلت : إذا حفظته فما يكون آخره ؟ قالوا : تجلس في المسجد فيقرأ عليك الصبيان والأحداث ، ثم لا يلبث أن يخرج فيهم من هو أحفظ منك أو مساويك ، فتذهب رئاستك .
قلت : من طلب العلم للرئاسة قد يفكر في هذا ، وإلا فقد ثبت قول
المصطفى -صلوات الله عليه-
nindex.php?page=hadith&LINKID=880329أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه يا سبحان الله ! وهل محل أفضل من المسجد ؟ وهل نشر العلم يقارب تعليم القرآن ؟ كلا والله . وهل طلبه خير من الصبيان الذين لم يعملوا الذنوب ؟ وأحسب هذه الحكاية موضوعة . ففي إسنادها من ليس بثقة .
تتمة الحكاية : قال : قلت : فإن سمعت الحديث وكتبته حتى لم يكن في الدنيا أحفظ مني ؟ قالوا : إذا كبرت وضعفت ، حدثت واجتمع عليك هؤلاء الأحداث والصبيان . ثم لم تأمن أن تغلط فيرموك بالكذب ، فيصير عارا عليك في عقبك . فقلت : لا حاجة لي في هذا .
قلت : الآن كما جزمت بأنها حكاية مختلقة ، فإن
nindex.php?page=showalam&ids=11990الإمام أبا حنيفة طلب الحديث وأكثر منه في سنة مائة وبعدها ولم يكن إذ ذاك يسمع الحديث الصبيان ، هذا اصطلاح وجد بعد ثلاث مائة سنة ، بل كان يطلبه كبار العلماء ، بل لم يكن للفقهاء علم بعد القرآن سواه ولا كانت قد دونت كتب الفقه أصلا .
ثم قال : قلت : أتعلم النحو . فقلت : إذا حفظت النحو والعربية ، ما يكون
[ ص: 397 ] آخر أمري ؟ قالوا : تقعد معلما فأكثر رزقك ديناران إلى ثلاثة . قلت : وهذا لا عاقبة له . قلت : فإن نظرت في الشعر فلم يكن أحد أشعر مني ؟ قالوا : تمدح هذا فيهب لك أو يخلع عليك ، وإن حرمك هجوته . قلت : لا حاجة فيه .
قلت : فإن نظرت في الكلام ، ما يكون آخر أمره ؟ قالوا : لا يسلم من نظر في الكلام من مشنعات الكلام ، فيرمى بالزندقة ، فيقتل ، أو يسلم مذموما .
قلت : قاتل الله من وضع هذه الخرافة ، وهل كان في ذلك الوقت وجد علم الكلام ؟ ! .
قال : قلت : فإن تعلمت الفقه ؟ قالوا : تسأل وتفتي الناس ، وتطلب للقضاء وإن كنت شابا . قلت : ليس في العلوم شيء أنفع من هذا ، فلزمت الفقه وتعلمته .
وبه إلى
ابن كاس ، حدثني
جعفر بن محمد بن حازم ، حدثنا
الوليد بن حماد ، عن
الحسن بن زياد ، عن
زفر بن الهذيل ، سمعت
أبا حنيفة يقول : كنت أنظر في الكلام حتى بلغت فيه مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع ، وكنا نجلس بالقرب من حلقة
nindex.php?page=showalam&ids=15741حماد بن أبي سليمان ، فجاءتني امرأة يوما فقالت لي : رجل له امرأة أمة ، أراد أن يطلقها للسنة ، كم يطلقها ؟ فلم أدر ما أقول . فأمرتها أن تسأل
حمادا ، ثم ترجع تخبرني . فسألته فقال : يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة ، ثم يتركها حتى تحيض حيضتين ، فإذا اغتسلت فقد حلت للأزواج . فرجعت فأخبرتني ، فقلت : لا حاجة لي في الكلام . وأخذت نعلي فجلست إلى
حماد ، فكنت أسمع مسائله ، فأحفظ قوله ، ثم يعيدها من الغد فأحفظها ، ويخطئ أصحابه . فقال : لا يجلس في صدر الحلقة بحذائي غير
أبي حنيفة . فصحبته عشر سنين . ثم نازعتني نفسي الطلب للرئاسة ، فأحببت أن أعتزله وأجلس في حلقة لنفسي . فخرجت يوما
[ ص: 398 ] بالعشي وعزمي أن أفعل ، فلما رأيته لم تطب نفسي أن أعتزله . فجاءه تلك الليلة نعي قرابة له قد مات
بالبصرة ، وترك مالا ، وليس له وارث غيره . فأمرني أن أجلس مكانه ، فما هو إلا أن خرج حتى وردت علي مسائل لم أسمعها منه ، فكنت أجيب وأكتب جوابي ، فغاب شهرين ثم قدم ، فعرضت عليه المسائل ، وكانت نحوا من ستين مسألة ، فوافقني في أربعين ، وخالفني في عشرين فآليت على نفسي ألا أفارقه حتى يموت .
وهذه أيضا الله أعلم بصحتها ، وما علمنا أن الكلام في ذلك الوقت كان له وجود ، والله أعلم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14765أحمد بن عبد الله العجلي ، حدثني أبي قال : قال
أبو حنيفة : قدمت
البصرة فظننت أني لا أسأل عن شيء إلا أجبت فيه . فسألوني عن أشياء لم يكن عندي فيها جواب ، فجعلت على نفسي ألا أفارق
حمادا حتى يموت ، فصحبته ثماني عشرة سنة .
شعيب بن أيوب الصريفيني ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12194أبو يحيى الحماني ، سمعت
أبا حنيفة يقول : رأيت رؤيا أفزعتني ، رأيت كأني أنبش قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتيت
البصرة ، فأمرت رجلا يسأل
nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين فسأله ، فقال : هذا رجل ينبش أخبار رسول الله -صلى الله عليه وسلم .
المحدث
محمود بن محمد المروزي ، حدثنا
حامد بن آدم ، حدثنا
أبو وهب محمد بن مزاحم ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك يقول : لولا أن الله أعانني
nindex.php?page=showalam&ids=11990بأبي حنيفة وسفيان ، كنت كسائر الناس .
أحمد بن زهير ، حدثنا
سليمان بن أبي شيخ ، حدثني
حجر بن عبد الجبار قال : قيل
للقاسم بن معن : ترضى أن تكون من غلمان
أبي حنيفة ؟ قال : ما جلس الناس إلى أحد أنفع من مجالسة
أبي حنيفة . وقال له
القاسم : تعال معي
[ ص: 399 ] إليه ، فلما جاء إليه لزمه وقال : ما رأيت مثل هذا .
nindex.php?page=showalam&ids=12798محمد بن أيوب بن الضريس ، حدثنا
أحمد بن الصباح ، سمعت
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي قال : قيل
لمالك : هل رأيت
أبا حنيفة ؟ قال : نعم . رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته .
وعن
أسد بن عمرو ، أن
أبا حنيفة -رحمه الله- صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة .
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=15535بشر بن الوليد ، عن
القاضي أبي يوسف قال : بينما أنا أمشي مع
أبي حنيفة ، إذ سمعت رجلا يقول لآخر : هذا
أبو حنيفة لا ينام الليل . فقال
أبو حنيفة : والله لا يتحدث عني بما لم أفعل . فكان يحيي الليل صلاة وتضرعا ودعاء .
وقد روي من وجهين : أن
أبا حنيفة قرأ القرآن كله في ركعة .
قال
عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة : رأيت
أبا حنيفة شيخا يفتي الناس بمسجد
الكوفة ، على رأسه قلنسوة سوداء طويلة .
وعن
النضر بن محمد قال : كان
أبو حنيفة جميل الوجه ، سري الثوب ، عطر الريح . أتيته في حاجة وعلي كساء قرمسي ، فأمر بإسراج بغله ، وقال : أعطني كساءك وخذ كسائي ، ففعلت . فلما رجع قال : يا
نضر خجلتني بكسائك ، هو غليظ . قال : وكنت أخذته بخمسة دنانير . ثم إني رأيته وعليه كساء قومته ثلاثين دينارا .
وعن
أبي يوسف قال : كان
أبو حنيفة ربعة ، من أحسن الناس صورة ، وأبلغهم نطقا ، وأعذبهم نغمة ، وأبينهم عما في نفسه .
وعن
حماد بن أبي حنيفة قال : كان أبي جميلا ، تعلوه سمرة ، حسن
[ ص: 400 ] الهيئة ، كثير التعطر ، هيوبا ، لا يتكلم إلا جوابا ، ولا يخوض -رحمه الله- فيما لا يعنيه .
وعن
ابن المبارك قال : ما رأيت رجلا أوقر في مجلسه ، ولا أحسن سمتا وحلما من
أبي حنيفة .
إبراهيم بن سعيد الجوهري ، عن
المثنى بن رجاء قال : جعل
أبو حنيفة على نفسه ، إن حلف بالله صادقا أن يتصدق بدينار . وكان إذا أنفق على عياله نفقة تصدق بمثلها .
وروى
جبارة بن المغلس ، عن
قيس بن الربيع قال : كان
أبو حنيفة ، ورعا تقيا ، مفضلا على إخوانه .
قال
الخريبي : كنا عند
أبي حنيفة ، فقال رجل : إني وضعت كتابا على خطك إلى فلان ، فوهب لي أربعة آلاف درهم . فقال
أبو حنيفة : إن كنتم تنتفعون بهذا فافعلوه .
وعن
شريك قال : كان
أبو حنيفة طويل الصمت ، كثير العقل .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14741أبو عاصم النبيل : كان
أبو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته .
وروى
ابن إسحاق السمرقندي ، عن
القاضي أبي يوسف قال : كان
أبو حنيفة يختم القرآن كل ليلة في ركعة .
nindex.php?page=showalam&ids=17319يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن أبيه أنه صحب
أبا حنيفة ستة أشهر ، قال : فما رأيته صلى الغداة إلا بوضوء عشاء الآخرة ، وكان يختم كل ليلة عند السحر .
وعن
يزيد بن كميت ، سمع رجلا يقول
nindex.php?page=showalam&ids=11990لأبي حنيفة : اتق الله ، فانتفض ، واصفر ، وأطرق ، وقال : جزاك الله خيرا . ما أحوج الناس كل وقت إلى من يقول لهم مثل هذا .
ويروى أن
أبا حنيفة ختم القرآن سبعة آلاف مرة .
[ ص: 401 ] قال
مسعر بن كدام : رأيت
أبا حنيفة قرأ القرآن في ركعة .
ابن سماعة ، عن
محمد بن الحسن ، عن
القاسم بن معن ، أن
أبا حنيفة قام ليلة يردد قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر ويبكي ويتضرع إلى الفجر .
وقد روي من غير وجه أن الإمام
أبا حنيفة ضرب غير مرة ، على أن يلي القضاء فلم يجب .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون : ما رأيت أحدا أحلم من
أبي حنيفة .
وعن
الحسن بن زياد اللؤلؤي قال : قال
أبو حنيفة : إذا ارتشى القاضي ، فهو معزول ، وإن لم يعزل .
وروى
نوح الجامع ، عن
أبي حنيفة أنه قال : ما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعلى الرأس والعين ، وما جاء عن الصحابة اخترنا ، وما كان من غير ذلك ، فهم رجال ونحن رجال .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع : سمعت
أبا حنيفة يقول : البول في المسجد أحسن من بعض القياس .
وقال
أبو يوسف : قال
أبو حنيفة : لا ينبغي للرجل أن يحدث إلا بما يحفظه من وقت ما سمعه .
وعن
nindex.php?page=showalam&ids=12156أبي معاوية الضرير قال : حب
أبي حنيفة من السنة .
قال
إسحاق بن إبراهيم الزهري ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15535بشر بن الوليد قال : طلب
المنصور أبا حنيفة فأراده على القضاء ، وحلف ليلين فأبى ، وحلف : إني لا أفعل . فقال
الربيع الحاجب : ترى أمير المؤمنين يحلف ، وأنت تحلف ؟ قال : أمير المؤمنين على كفارة يمينه أقدر مني ، فأمر به إلى السجن ، فمات فيه ببغداد .
وقيل : دفعه
أبو جعفر إلى صاحب شرطته
حميد الطوسي . فقال : يا شيخ ،
[ ص: 402 ] إن أمير المؤمنين يدفع إلي الرجل فيقول لي : اقتله أو اقطعه ، أو اضربه ، ولا أعلم بقصته ، فماذا أفعل ؟ فقال : هل يأمرك أمير المؤمنين بأمر قد وجب ؟ أو بأمر لم يجب ؟ قال : بل بما قد وجب . قال : فبادر إلى الواجب .
وعن
مغيث بن بديل قال : دعا
المنصور أبا حنيفة إلى القضاء فامتنع ، فقال : أترغب عما نحن فيه ؟ فقال : لا أصلح . قال : كذبت . قال : فقد حكم أمير المؤمنين علي أني لا أصلح ، فإن كنت كاذبا فلا أصلح ، وإن كنت صادقا فقد أخبرتكم أني لا أصلح ، فحبسه . وروى نحوها
nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل بن أبي أويس ، عن
الربيع الحاجب ، وفيها قال
أبو حنيفة : والله ما أنا بمأمون الرضا . فكيف أكون مأمون الغضب ؟ فلا أصلح لذلك . قال
المنصور : كذبت . بل تصلح . فقال كيف يحل أن تولي من يكذب ؟ .
وقيل : إن
أبا حنيفة ولي له ، فقضى قضية واحدة ، وبقي يومين ، ثم اشتكى ستة أيام وتوفي .
وقال
الفقيه أبو عبد الله الصيمري : لم يقبل العهد بالقضاء ، فضرب وحبس ، ومات في السجن . وروى
حيان بن موسى المروزي ، قال : سئل
ابن المبارك :
مالك أفقه ، أو
أبو حنيفة ؟ قال :
أبو حنيفة . وقال
الخريبي : ما يقع في
أبي حنيفة إلا حاسد أو جاهل .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان : لا نكذب الله ، ما سمعنا أحسن من رأي
أبي حنيفة ، وقد أخذنا بأكثر أقواله .
[ ص: 403 ] وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16627علي بن عاصم : لو وزن علم
الإمام أبي حنيفة بعلم أهل زمانه ، لرجح عليهم .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث : كلام
أبي حنيفة في الفقه أدق من الشعر ، لا يعيبه إلا جاهل .
وروي عن
الأعمش أنه سئل عن مسألة ، فقال : إنما يحسن هذا
النعمان بن ثابت الخزاز ، وأظنه بورك له في علمه .
وقال
جرير : قال لي
مغيرة : جالس
أبا حنيفة تفقه ، فإن
nindex.php?page=showalam&ids=12354إبراهيم النخعي لو كان حيا لجالسه .
وقال
ابن المبارك :
أبو حنيفة أفقه الناس .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : الناس في الفقه عيال على
أبي حنيفة . قلت : الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام . وهذا أمر لا شك فيه .
وليس يصح في الأذهان شيء إذا احتاج النهار إلى دليل
وسيرته تحتمل أن تفرد في مجلدين ، رضي الله عنه ورحمه .
توفي شهيدا مسقيا في سنة خمسين ومائة وله سبعون سنة ، وعليه قبة عظيمة ومشهد فاخر
ببغداد ، والله أعلم .
وابنه الفقيه
حماد بن أبي حنيفة : كان ذا علم ودين وصلاح وورع تام . لما توفي والده ، كان عنده ودائع كثيرة ، وأهلها غائبون ، فنقلها
حماد إلى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم ليتسلمها ، فقال : بل دعها عندك فإنك أهل . فقال : زنها واقبضها حتى تبرأ منها ذمة الوالد ، ثم افعل ما ترى . ففعل القاضي ذلك . وبقي في وزنها وحسابها أياما ، واستتر
حماد فما ظهر حتى أودعها القاضي عند أمين .
توفي
حماد سنة ست وسبعين ومائة كهلا . له رواية عن أبيه وغيره . حدث عنه ولده الإمام
إسماعيل بن حماد قاضي
البصرة .
أَبُو حَنِيفَةَ ( ت ، س )
الْإِمَامُ ، فَقِيهُ الْمِلَّةِ ، عَالِمُ
الْعِرَاقِ أَبُو حَنِيفَةَ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ زُوطَى التَّيْمِيُّ ، الْكُوفِيُّ ، مَوْلَى بَنِي تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ يُقَالُ : إِنَّهُ مِنْ أَبْنَاءِ
الْفُرْسِ .
[ ص: 391 ] وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ فِي حَيَاةِ صِغَارِ الصَّحَابَةِ ، وَرَأَى
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ لَمَّا قَدِمَ عَلَيْهِمُ
الْكُوفَةَ . وَلَمْ يَثْبُتْ لَهُ حَرْفٌ عَنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ ، وَرَوَى عَنْ
عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، وَهُوَ أَكْبَرُ شَيْخٍ لَهُ وَأَفْضَلُهُمْ عَلَى مَا قَالَ . وَعَنِ
الشَّعْبِيِّ ، وَعَنْ
طَاوُسٍ وَلَمْ يَصِحَّ ، وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15621جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16558وَعَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، وَعِكْرِمَةَ ، وَفِي لُقِيِّهِ لَهُ نَظَرٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13723وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ الْأَعْرَجِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16705وَعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، وَأَبِي سُفْيَانَ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=17191وَنَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ ، وَقَتَادَةَ ، وَقَيْسِ بْنِ مُسْلِمٍ ، وَعَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، وَالْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16883وَمُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16430وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=14152وَالْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=16589وَعَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ، وَعَلِيِّ بْنِ الْأَقْمَرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16376وَعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16574وَعَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، nindex.php?page=showalam&ids=15741وَحَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ وَبِهِ تَفَقَّهَ ،
وَزِيَادِ [ ص: 392 ] بْنِ عِلَاقَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=16024وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، وَعَاصِمِ بْنِ كُلَيْبٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16052وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، وَعَاصِمِ ابْنِ بَهْدَلَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=16004وَسَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16490وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=11958وَأَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=12300وَابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِيِّ ، nindex.php?page=showalam&ids=16920وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=11813وَأَبِي إِسْحَاقَ السُّبَيْعِيِّ ، nindex.php?page=showalam&ids=17152وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ ، وَمُسْلِمٍ الْبَطِينِ ، وَيَزِيدَ بْنِ صُهَيْبٍ الْفَقِيرِ ، nindex.php?page=showalam&ids=11862وَأَبِي الزُّبَيْرِ ، وَأَبِي حُصَيْنٍ الْأَسَدِيِّ ، nindex.php?page=showalam&ids=16571وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، وَنَاصِحٍ الْمُحَلَّمِيِّ ، nindex.php?page=showalam&ids=17245وَهِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَخَلْقٍ سِوَاهُمْ . حَتَّى إِنَّهُ رَوَى عَنْ
شَيْبَانَ النَّحْوِيِّ وَهُوَ أَصْغَرُ مِنْهُ ، وَعَنْ
مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَهُوَ كَذَلِكَ .
وَعَنِيَ بِطَلَبِ الْآثَارِ ، وَارْتَحَلَ فِي ذَلِكَ ، وَأَمَّا الْفِقْهُ وَالتَّدْقِيقُ فِي الرَّأْيِ وَغَوَامِضِهِ ، فَإِلَيْهِ الْمُنْتَهَى وَالنَّاسُ عَلَيْهِ عِيَالٌ فِي ذَلِكَ .
[ ص: 393 ] حَدَّثَ عَنْهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ ، ذَكَرَ مِنْهُمْ شَيْخُنَا
أَبُو الْحَجَّاجِ فِي تَهْذِيبِهِ هَؤُلَاءِ عَلَى الْمُعْجَمِ :
nindex.php?page=showalam&ids=12377إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَالِمُ
خُرَاسَانَ ، وَأَبْيَضُ بْنُ الْأَغَرِّ بْنِ الصَّبَاحِ الْمُنْقِرِيُّ ، nindex.php?page=showalam&ids=12309وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=12408وَإِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ ، وَأَسَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى الصَّيْرَفِيُّ ، وَأَيُّوبُ بْنُ هَانِئٍ ، وَالْجَارُودُ بْنُ يَزِيدَ النَّيْسَابُورِيُّ ، nindex.php?page=showalam&ids=15637وَجَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، وَالْحَارِثُ بْنُ نَبْهَانَ ، وَحَيَّانُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنْزِيُّ ، nindex.php?page=showalam&ids=14111وَالْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ الْلُؤْلُؤِيُّ ، وَالْحَسَنُ بْنُ فُرَاتٍ الْقَزَّازُ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيُّ ، وَحَفْصُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاضِي ، وَحَكَّامُ بْنُ سَلَمٍ ، وَأَبُو مُطِيعٍ الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَابْنُهُ
حَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ ، وَحَمْزَةُ الزَّيَّاتُ وَهُوَ مِنْ أَقْرَانِهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15787وَخَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=15853وَدَاوُدُ الطَّائِيُّ ، وَزُفَرُ بْنُ الْهُذَيْلِ التَّمِيمِيُّ الْفَقِيهُ ، nindex.php?page=showalam&ids=15945وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، وَسَابِقٌ الرَّقِّيُّ ، وَسَعْدُ بْنُ الصَّلْتِ الْقَاضِي ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ الْقَابُوسِيُّ ، وَسَعِيدُ بْنُ سَلَّامٍ الْعَطَّارُ ، وَسَلْمُ بْنُ سَالِمٍ الْبَلْخِيُّ ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَمْرٍو النَّخَعِيُّ ، وَسَهْلُ بْنُ مُزَاحِمٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16106وَشُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَالصَّبَاحُ بْنُ مُحَارِبٍ ، وَالصَّلْتُ بْنُ الْحَجَّاجِ ، nindex.php?page=showalam&ids=12063وَأَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ ، وَعَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ ، وَعَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16285وَعَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16418وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ، وَأَبُو يَحْيَى عَبْدُ الْحَمِيدِ الْحُمَّانِيُّ ، وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ خَالِدٍ تِرْمِذِيُّ ، وَعَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُرْجَانِيُّ ، nindex.php?page=showalam&ids=16479وَعَبْدُ الْمَجِيدِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ ، وَعَبْدُ الْوَارِثِ التَّنُّورِيُّ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْقُرَشِيُّ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ ، nindex.php?page=showalam&ids=16527وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، وَعَتَّابُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ ظَبْيَانَ الْقَاضِي ، nindex.php?page=showalam&ids=16627وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، وَعَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ الْقَاضِي ، وَعَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ ، وَأَبُو قَطَنٍ عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ ، nindex.php?page=showalam&ids=16753وَعِيسَى بْنُ يُونُسَ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُوسَى ، وَالْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ ، وَالْقَاسِمُ بْنُ مَعْنٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16833وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبَانٍ الْعَنْبَرِيُّ كُوفِيٌّ ، nindex.php?page=showalam&ids=16925وَمُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَتَشَ ، وَمُحَمَّدُ [ ص: 394 ] بْنُ الْحَسَنِ الشَّيْبَانِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْوَهْبِيُّ ، nindex.php?page=showalam&ids=13748وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ عَطِيَّةَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسَدِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَسْرُوقٍ الْكُوفِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ ، وَمَرْوَانُ بْنُ سَالِمٍ ، وَمُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، وَالْمُعَافَى بْنُ عِمْرَانَ ، nindex.php?page=showalam&ids=17140وَمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَنَصْرُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ الْبَلْخِيُّ الصَّيْقَلُ ، وَنَصْرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْعَتَكَيُّ ، وَأَبُو غَالِبٍ النَّضْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَزْدِيُّ ، وَالنَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ الْأَصْبَهَانِيُّ ، وَنُوحُ بْنُ دَرَّاجٍ الْقَاضِي ، وَنُوحُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْجَامِعُ ، وَهُشَيْمٌ ، وَهَوْذَةُ ، وَهَيَّاجُ بْنُ بِسْطَامٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=17277وَوَكِيعٌ ، nindex.php?page=showalam&ids=14810وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ الْمِصْرِيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ نَصْرِ بْنِ حَاجِبٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=17345وَيَحْيَى بْنُ يَمَانٍ ، وَيَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=17376وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، nindex.php?page=showalam&ids=17416وَيُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=11816وَأَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ ، وَأَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ ، وَأَبُو سَعْدٍ الصَّاغَانِيُّ ، nindex.php?page=showalam&ids=12039وَأَبُو شِهَابٍ الْحَنَّاطُ ، وَأَبُو مُقَاتِلٍ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، وَالْقَاضِي أَبُو يُوسُفَ .
قَالَ
أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ :
أَبُو حَنِيفَةَ تَيْمِيٌّ مِنْ رَهْطِ
حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ . كَانَ خَزَّازًا يَبِيعُ الْخَزَّ .
وَقَالَ
عُمَرُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ : أَمَّا
زَوْطَى فَإِنَّهُ مِنْ
أَهْلِ كَابُلَ ، وَوُلِدَ
ثَابِتٌ عَلَى الْإِسْلَامِ . وَكَانَ
زَوْطَى مَمْلُوكًا
لَبَنِي تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ فَأُعْتِقَ فَوَلَاؤُهُ لَهُمْ ، ثُمَّ
لِبَنِي قُفْلٍ . قَالَ : وَكَانَ
أَبُو حَنِيفَةَ خَزَّازًا ، وَدُكَّانُهُ مَعْرُوفٌ فِي دَارِ
عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ .
وَقَالَ
النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ النَّضْرِ قَالَ : كَانَ وَالِدُ
أَبِي حَنِيفَةَ مِنْ
نَسَا .
وَرَوَى
سُلَيْمَانُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنِ
الْحَارِثِ بْنِ إِدْرِيسَ قَالَ :
أَبُو حَنِيفَةَ أَصْلُهُ مِنْ
تِرْمِذَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12067أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِي :
أَبُو حَنِيفَةَ مِنْ
أَهْلِ بَابِلَ .
[ ص: 395 ] وَرَوَى
أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْبُهْلُولِ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ :
ثَابِتٌ وَالِدُ
أَبِي حَنِيفَةَ مِنْ
أَهْلِ الْأَنْبَارِ .
nindex.php?page=showalam&ids=17138مَكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي : حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَاذَانَ الْمَرْوَزِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، سَمِعْتُ
إِسْمَاعِيلَ يَقُولُ : أَنْبَأَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ مِنْ أَبْنَاءِ
فَارِسَ الْأَحْرَارِ ، وَاللَّهِ مَا وَقَعَ عَلَيْنَا رِقٌّ قَطُّ . وُلِدَ جَدِّي فِي سَنَةِ ثَمَانِينَ ، وَذَهَبَ
ثَابِتٌ إِلَى
عَلِيٍّ وَهُوَ صَغِيرٌ ، فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فِيهِ ، وَفِي ذُرِّيَّتِهِ ، وَنَحْنُ نَرْجُو مِنَ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ اسْتَجَابَ ذَلِكَ
لِعَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- فِينَا .
قَالَ :
وَالنُّعْمَانُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ وَالِدُ
ثَابِتٍ هُوَ الَّذِي أَهْدَى
لِعَلِيٍّ الْفَالُوذَجَ فِي يَوْمِ النَّيْرُوزِ فَقَالَ
عَلِيٌّ : نَوْرَزُونَا كُلَّ يَوْمٍ ، وَقِيلَ كَانَ ذَلِكَ فِي الْمَهْرَجَانِ ، فَقَالَ : مَهْرِجُونَا كُلَّ يَوْمٍ .
قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ : كَانَ
أَبُو حَنِيفَةَ ثِقَةً لَا يُحَدِّثُ بِالْحَدِيثِ إِلَّا بِمَا يَحْفَظُهُ ، وَلَا يُحَدِّثُ بِمَا لَا يَحْفَظُ .
وَقَالَ
صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ : سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ يَقُولُ : كَانَ
أَبُو حَنِيفَةَ ثِقَةً فِي الْحَدِيثِ ، وَرَوَى
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحْرِزٍ ، عَنِ
ابْنِ مَعِينٍ : كَانَ
أَبُو حَنِيفَةَ لَا بَأْسَ بِهِ . وَقَالَ مَرَّةً : هُوَ عِنْدَنَا مِنْ أَهْلِ الصِّدْقِ ، وَلَمْ يُتَّهَمْ بِالْكَذِبِ . وَلَقَدْ ضَرَبَهُ ابْنُ
هُبَيْرَةَ عَلَى الْقَضَاءِ ، فَأَبَى أَنْ يَكُونَ قَاضِيًا .
أَخْبَرَنَا
ابْنُ عِلَّانَ كِتَابَةً ، أَنْبَأَنَا
الْكِنْدِيُّ ، أَنْبَأَنَا
الْقَزَّازُ ، أَنْبَأَنَا
الْخَطِيبُ ، أَنْبَأَنَا ،
الْخَلَّالُ ، أَنْبَأَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَمْرٍو الْحَرِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ كَاسٍ النَّخَعِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الصَّيْدَنَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الثَّلْجِيِّ ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ ، عَنْ
أَبِي يُوسُفَ قَالَ : قَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : لَمَّا أَرَدْتُ طَلَبَ الْعِلْمِ ، جَعَلْتُ أَتَخَيَّرُ الْعُلُومَ وَأَسْأَلُ عَنْ عَوَاقِبِهَا . فَقِيلَ : تَعَلَّمِ
[ ص: 396 ] الْقُرْآنُ . فَقُلْتُ : إِذَا حَفِظْتُهُ فَمَا يَكُونُ آخِرُهُ ؟ قَالُوا : تَجْلِسُ فِي الْمَسْجِدِ فَيَقْرَأُ عَلَيْكَ الصِّبْيَانُ وَالْأَحْدَاثُ ، ثُمَّ لَا يَلْبَثُ أَنْ يَخْرُجَ فِيهِمْ مَنْ هُوَ أَحْفَظُ مِنْكَ أَوْ مُسَاوِيكَ ، فَتَذْهَبُ رِئَاسَتُكَ .
قُلْتُ : مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِلرِّئَاسَةِ قَدْ يُفَكِّرُ فِي هَذَا ، وَإِلَّا فَقَدْ ثَبَتَ قَوْلُ
الْمُصْطَفَى -صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ-
nindex.php?page=hadith&LINKID=880329أَفْضَلُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ يَا سُبْحَانَ اللَّهِ ! وَهَلْ مَحَلٌّ أَفْضَلُ مِنَ الْمَسْجِدِ ؟ وَهَلْ نَشْرُ الْعِلْمِ يُقَارِبُ تَعْلِيمَ الْقُرْآنِ ؟ كَلَّا وَاللَّهِ . وَهَلْ طَلَبُهُ خَيْرٌ مِنَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ لَمْ يَعْمَلُوا الذُّنُوبَ ؟ وَأَحْسَبُ هَذِهِ الْحِكَايَةَ مَوْضُوعَةً . فَفِي إِسْنَادِهَا مَنْ لَيْسَ بِثِقَةٍ .
تَتِمَّةُ الْحِكَايَةِ : قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ سَمِعْتُ الْحَدِيثَ وَكَتَبْتُهُ حَتَّى لَمْ يَكُنْ فِي الدُّنْيَا أَحْفَظُ مِنِّي ؟ قَالُوا : إِذَا كَبِرْتَ وَضَعُفْتَ ، حَدَّثْتَ وَاجْتَمَعَ عَلَيْكَ هَؤُلَاءِ الْأَحْدَاثُ وَالصِّبْيَانُ . ثُمَّ لَمْ تَأْمَنْ أَنْ تَغْلَطَ فَيَرْمُوكَ بِالْكَذِبِ ، فَيَصِيرَ عَارًا عَلَيْكَ فِي عَقِبِكَ . فَقُلْتُ : لَا حَاجَةَ لِي فِي هَذَا .
قُلْتُ : الْآنَ كَمَا جَزَمْتُ بِأَنَّهَا حِكَايَةٌ مُخْتَلَقَةٌ ، فَإِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=11990الْإِمَامَ أَبَا حَنِيفَةَ طَلَبَ الْحَدِيثَ وَأَكْثَرَ مِنْهُ فِي سَنَةِ مِائَةٍ وَبَعْدَهَا وَلَمْ يَكُنْ إِذْ ذَاكَ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ الصِّبْيَانُ ، هَذَا اصْطِلَاحٌ وُجِدَ بَعْدَ ثَلَاثِ مِائَةِ سَنَةٍ ، بَلْ كَانَ يَطْلُبُهُ كِبَارُ الْعُلَمَاءِ ، بَلْ لَمْ يَكُنْ لِلْفُقَهَاءِ عِلْمٌ بَعْدَ الْقُرْآنِ سِوَاهُ وَلَا كَانَتْ قَدْ دُوِّنَتْ كُتُبُ الْفِقْهِ أَصْلًا .
ثُمَّ قَالَ : قُلْتُ : أَتَعَلَّمُ النَّحْوَ . فَقُلْتُ : إِذَا حَفِظْتُ النَّحْوَ وَالْعَرَبِيَّةَ ، مَا يَكُونُ
[ ص: 397 ] آخِرُ أَمْرِي ؟ قَالُوا : تَقْعُدُ مُعَلِّمًا فَأَكْثَرُ رِزْقِكَ دِينَارَانِ إِلَى ثَلَاثَةٍ . قُلْتُ : وَهَذَا لَا عَاقِبَةَ لَهُ . قُلْتُ : فَإِنْ نَظَرْتُ فِي الشِّعْرِ فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشْعَرَ مِنِّي ؟ قَالُوا : تَمْدَحُ هَذَا فَيَهَبُ لَكَ أَوْ يَخْلَعُ عَلَيْكَ ، وَإِنَّ حَرَمَكَ هَجَوْتَهُ . قُلْتُ : لَا حَاجَةَ فِيهِ .
قُلْتُ : فَإِنْ نَظَرْتُ فِي الْكَلَامِ ، مَا يَكُونُ آخِرُ أَمْرِهِ ؟ قَالُوا : لَا يَسْلَمُ مَنْ نَظَرَ فِي الْكَلَامِ مِنْ مُشَنَّعَاتِ الْكَلَامِ ، فَيُرْمَى بِالزَّنْدَقَةِ ، فَيُقْتَلُ ، أَوْ يَسْلَمُ مَذْمُومًا .
قُلْتُ : قَاتَلَ اللَّهُ مَنْ وَضَعَ هَذِهِ الْخُرَافَةَ ، وَهَلْ كَانَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وُجِدَ عِلْمُ الْكَلَامِ ؟ ! .
قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ تَعَلَّمْتُ الْفِقْهَ ؟ قَالُوا : تُسْأَلُ وَتُفْتِي النَّاسَ ، وَتُطْلَبُ لِلْقَضَاءِ وَإِنْ كُنْتَ شَابًّا . قُلْتُ : لَيْسَ فِي الْعُلُومِ شَيْءٌ أَنْفَعُ مِنْ هَذَا ، فَلَزِمْتُ الْفِقْهَ وَتَعَلَّمْتُهُ .
وَبِهِ إِلَى
ابْنِ كَاسٍ ، حَدَّثَنِي
جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَازِمٍ ، حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ حَمَّادٍ ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ
زُفَرَ بْنِ الْهُذَيْلِ ، سَمِعْتُ
أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ : كُنْتُ أَنْظُرُ فِي الْكَلَامِ حَتَّى بَلَغْتُ فِيهِ مَبْلَغًا يُشَارُ إِلَيَّ فِيهِ بِالْأَصَابِعِ ، وَكُنَّا نَجْلِسُ بِالْقُرْبِ مِنْ حَلْقَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=15741حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، فَجَاءَتْنِي امْرَأَةٌ يَوْمًا فَقَالَتْ لِي : رَجُلٌ لَهُ امْرَأَةٌ أَمَةٌ ، أَرَادَ أَنْ يُطَلِّقْهَا لِلسُّنَّةِ ، كَمْ يُطَلِّقُهَا ؟ فَلَمْ أَدْرِ مَا أَقُولُ . فَأَمَرْتُهَا أَنْ تَسْأَلَ
حَمَّادًا ، ثُمَّ تَرْجِعُ تُخْبِرُنِي . فَسَأَلَتْهُ فَقَالَ : يُطَلِّقُهَا وَهِيَ طَاهِرٌ مِنَ الْحَيْضِ وَالْجِمَاعِ تَطْلِيقَةً ، ثُمَّ يَتْرُكُهَا حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَتَيْنِ ، فَإِذَا اغْتَسَلَتْ فَقَدْ حَلَّتْ لِلْأَزْوَاجِ . فَرَجَعَتْ فَأَخْبَرَتْنِي ، فَقُلْتُ : لَا حَاجَةَ لِي فِي الْكَلَامِ . وَأَخَذْتُ نَعْلِي فَجَلَسْتُ إِلَى
حَمَّادٍ ، فَكُنْتُ أَسْمَعُ مَسَائِلَهُ ، فَأَحْفَظُ قَوْلَهُ ، ثُمَّ يُعِيدُهَا مِنَ الْغَدِ فَأَحْفَظُهَا ، وَيُخْطِئُ أَصْحَابُهُ . فَقَالَ : لَا يَجْلِسُ فِي صَدْرِ الْحَلْقَةِ بِحِذَائِي غَيْرَ
أَبِي حَنِيفَةَ . فَصَحِبْتُهُ عَشْرَ سِنِينَ . ثُمَّ نَازَعَتْنِي نَفْسَيِ الطَّلَبَ لِلرِّئَاسَةِ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَعْتَزِلَهُ وَأَجْلِسَ فِي حَلْقَةٍ لِنَفْسِي . فَخَرَجْتُ يَوْمًا
[ ص: 398 ] بِالْعَشِيِّ وَعَزْمِي أَنْ أَفْعَلَ ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ لَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَعْتَزِلَهُ . فَجَاءَهُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ نَعْيُ قَرَابَةٍ لَهُ قَدْ مَاتَ
بِالْبَصْرَةِ ، وَتَرَكَ مَالًا ، وَلَيْسَ لَهُ وَارِثٌ غَيْرُهُ . فَأَمَرَنِي أَنْ أَجْلِسَ مَكَانَهُ ، فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ خَرَجَ حَتَّى وَرَدَتْ عَلَيَّ مَسَائِلُ لَمْ أَسْمَعْهَا مِنْهُ ، فَكُنْتُ أُجِيبُ وَأَكْتُبُ جَوَابِي ، فَغَابَ شَهْرَيْنِ ثُمَّ قَدِمَ ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ الْمَسَائِلَ ، وَكَانَتْ نَحْوًا مِنْ سِتِّينَ مَسْأَلَةٍ ، فَوَافَقَنِي فِي أَرْبَعِينَ ، وَخَالَفَنِي فِي عِشْرِينَ فَآلَيْتُ عَلَى نَفْسِي أَلَّا أُفَارِقَهُ حَتَّى يَمُوتَ .
وَهَذِهِ أَيْضًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّتِهَا ، وَمَا عَلِمْنَا أَنَّ الْكَلَامَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ كَانَ لَهُ وُجُودٌ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14765أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : قَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : قَدِمْتُ
الْبَصْرَةَ فَظَنَنْتُ أَنِّي لَا أُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَجَبْتُ فِيهِ . فَسَأَلُونِي عَنْ أَشْيَاءَ لَمْ يَكُنْ عِنْدِي فِيهَا جَوَابٌ ، فَجَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي أَلَّا أُفَارِقَ
حَمَّادًا حَتَّى يَمُوتَ ، فَصَحِبْتُهُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً .
شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ الصَّرِيفِينِيُّ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12194أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ، سَمِعْتُ
أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ : رَأَيْتُ رُؤْيَا أَفْزَعَتْنِي ، رَأَيْتُ كَأَنِّي أَنْبُشُ قَبْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَتَيْتُ
الْبَصْرَةَ ، فَأَمَرْتُ رَجُلًا يَسْأَلُ
nindex.php?page=showalam&ids=16972مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ فَسَأَلَهُ ، فَقَالَ : هَذَا رَجُلٌ يَنْبُشُ أَخْبَارَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
الْمُحَدِّثُ
مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا
حَامِدُ بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو وَهْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُزَاحِمٍ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=16418عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ : لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=11990بِأَبِي حَنِيفَةَ وَسُفْيَانَ ، كُنْتُ كَسَائِرِ النَّاسِ .
أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ ، حَدَّثَنِي
حَجَرُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ قَالَ : قِيلَ
لِلْقَاسِمِ بْنِ مَعْنٍ : تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنْ غِلْمَانِ
أَبِي حَنِيفَةَ ؟ قَالَ : مَا جَلَسَ النَّاسُ إِلَى أَحَدٍ أَنْفَعَ مِنْ مُجَالَسَةِ
أَبِي حَنِيفَةَ . وَقَالَ لَهُ
الْقَاسِمُ : تَعَالَ مَعِي
[ ص: 399 ] إِلَيْهِ ، فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ لَزِمَهُ وَقَالَ : مَا رَأَيْتُ مِثْلَ هَذَا .
nindex.php?page=showalam&ids=12798مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ الضَّرِيسِ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ الصَّبَاحِ ، سَمِعْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيَّ قَالَ : قِيلَ
لِمَالِكٍ : هَلْ رَأَيْتَ
أَبَا حَنِيفَةَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . رَأَيْتُ رَجُلًا لَوْ كَلَّمَكَ فِي هَذِهِ السَّارِيَةِ أَنْ يَجْعَلَهَا ذَهَبًا لَقَامَ بِحُجَّتِهِ .
وَعَنْ
أَسَدِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ
أَبَا حَنِيفَةَ -رَحِمَهُ اللَّهُ- صَلَّى الْعِشَاءَ وَالصُّبْحَ بِوُضُوءٍ أَرْبَعِينَ سَنَةً .
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15535بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنِ
الْقَاضِي أَبِي يُوسُفَ قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا أَمْشِي مَعَ
أَبِي حَنِيفَةَ ، إِذْ سَمِعْتُ رَجُلًا يَقُولُ لِآخَرَ : هَذَا
أَبُو حَنِيفَةَ لَا يَنَامُ اللَّيْلَ . فَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : وَاللَّهِ لَا يُتَحَدَّثُ عَنِّي بِمَا لَمْ أَفْعَلْ . فَكَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلَاةً وَتَضَرُّعًا وَدُعَاءً .
وَقَدْ رُوِيَ مِنْ وَجْهَيْنِ : أَنَّ
أَبَا حَنِيفَةَ قَرَأَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ .
قَالَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ : رَأَيْتُ
أَبَا حَنِيفَةَ شَيْخًا يُفْتِي النَّاسَ بِمَسْجِدِ
الْكُوفَةِ ، عَلَى رَأْسِهِ قَلَنْسُوَةٌ سَوْدَاءُ طَوِيلَةٌ .
وَعَنِ
النَّضْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ : كَانَ
أَبُو حَنِيفَةَ جَمِيلَ الْوَجْهِ ، سَرِيَّ الثَّوْبِ ، عَطِرَ الرِّيحِ . أَتَيْتُهُ فِي حَاجَةٍ وَعَلَيَّ كِسَاءٌ قَرْمَسِيٌّ ، فَأَمَرَ بِإِسْرَاجِ بَغْلِهِ ، وَقَالَ : أَعْطِنِي كِسَاءَكَ وَخُذْ كِسَائِي ، فَفَعَلْتُ . فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ : يَا
نَضْرُ خَجِلْتَنِي بِكِسَائِكَ ، هُوَ غَلِيظٌ . قَالَ : وَكُنْتُ أَخَذْتُهُ بِخَمْسَةِ دَنَانِيرَ . ثُمَّ إِنِّي رَأَيْتُهُ وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ قَوَّمْتُهُ ثَلَاثِينَ دِينَارًا .
وَعَنْ
أَبِي يُوسُفَ قَالَ : كَانَ
أَبُو حَنِيفَةَ رَبْعَةٌ ، مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ صُورَةً ، وَأَبْلَغِهِمْ نُطْقًا ، وَأَعْذَبِهِمْ نَغْمَةً ، وَأَبْيَنِهِمْ عَمَّا فِي نَفْسِهِ .
وَعَنْ
حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ : كَانَ أَبِي جَمِيلًا ، تَعْلُوهُ سُمْرَةٌ ، حَسَنُ
[ ص: 400 ] الْهَيْئَةِ ، كَثِيرُ التَّعَطُّرِ ، هَيُوبًا ، لَا يَتَكَلَّمُ إِلَّا جَوَابًا ، وَلَا يَخُوضُ -رَحِمَهُ اللَّهُ- فِيمَا لَا يَعْنِيهِ .
وَعَنِ
ابْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ : مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَوْقَرَ فِي مَجْلِسِهِ ، وَلَا أَحْسَنَ سَمْتًا وَحِلْمًا مِنْ
أَبِي حَنِيفَةَ .
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَوْهَرِيُّ ، عَنِ
الْمُثَنَّى بْنِ رَجَاءٍ قَالَ : جَعَلَ
أَبُو حَنِيفَةَ عَلَى نَفْسِهِ ، إِنْ حَلَفَ بِاللَّهِ صَادِقًا أَنْ يَتَصَدَّقَ بِدِينَارٍ . وَكَانَ إِذَا أَنْفَقَ عَلَى عِيَالِهِ نَفَقَةً تَصَدَّقَ بِمِثْلِهَا .
وَرَوَى
جَبَّارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ الرَّبِيعِ قَالَ : كَانَ
أَبُو حَنِيفَةَ ، وَرِعًا تَقِيًّا ، مُفَضَّلًا عَلَى إِخْوَانِهِ .
قَالَ
الْخُرَيْبِيُّ : كُنَّا عِنْدَ
أَبِي حَنِيفَةَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : إِنِّي وَضَعْتُ كِتَابًا عَلَى خَطِّكَ إِلَى فُلَانٍ ، فَوَهَبَ لِي أَرْبَعَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ . فَقَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : إِنْ كُنْتُمْ تَنْتَفِعُونَ بِهَذَا فَافْعَلُوهُ .
وَعَنْ
شَرِيكٍ قَالَ : كَانَ
أَبُو حَنِيفَةَ طَوِيلَ الصَّمْتِ ، كَثِيرَ الْعَقْلِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14741أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ : كَانَ
أَبُو حَنِيفَةَ يُسَمَّى الْوَتَدَ لِكَثْرَةِ صَلَاتِهِ .
وَرَوَى
ابْنُ إِسْحَاقَ السَّمَرْقَنْدِيُّ ، عَنِ
الْقَاضِي أَبِي يُوسُفَ قَالَ : كَانَ
أَبُو حَنِيفَةَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَكْعَةٍ .
nindex.php?page=showalam&ids=17319يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ صَحِبَ
أَبَا حَنِيفَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ، قَالَ : فَمَا رَأَيْتُهُ صَلَّى الْغَدَاةَ إِلَّا بِوُضُوءِ عِشَاءِ الْآخِرَةِ ، وَكَانَ يَخْتِمُ كُلَّ لَيْلَةٍ عِنْدَ السَّحَرِ .
وَعَنْ
يَزِيدَ بْنِ كُمَيْتٍ ، سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ
nindex.php?page=showalam&ids=11990لِأَبِي حَنِيفَةَ : اتَّقِ اللَّهَ ، فَانْتَفَضَ ، وَاصْفَرَّ ، وَأَطْرَقَ ، وَقَالَ : جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا . مَا أَحْوَجَ النَّاسِ كُلَّ وَقْتٍ إِلَى مَنْ يَقُولُ لَهُمْ مِثْلَ هَذَا .
وَيُرْوَى أَنَّ
أَبَا حَنِيفَةَ خَتَمَ الْقُرْآنَ سَبْعَةَ آلَافِ مَرَّةٍ .
[ ص: 401 ] قَالَ
مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ : رَأَيْتُ
أَبَا حَنِيفَةَ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ .
ابْنُ سَمَاعَةَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ مَعْنٍ ، أَنَّ
أَبَا حَنِيفَةَ قَامَ لَيْلَةً يُرَدِّدُ قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=46بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ وَيَبْكِي وَيَتَضَرَّعُ إِلَى الْفَجْرِ .
وَقَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّ الْإِمَامَ
أَبَا حَنِيفَةَ ضُرِبَ غَيْرَ مَرَّةٍ ، عَلَى أَنْ يَلِيَ الْقَضَاءَ فَلَمْ يُجِبْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17376يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَحْلَمَ مِنْ
أَبِي حَنِيفَةَ .
وَعَنِ
الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ الْلُؤْلُؤِيِّ قَالَ : قَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : إِذَا ارْتَشَى الْقَاضِي ، فَهُوَ مَعْزُولٌ ، وَإِنْ لَمْ يُعْزَلْ .
وَرَوَى
نُوحٌ الْجَامِعُ ، عَنْ
أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ قَالَ : مَا جَاءَ عَنِ الرَّسُولِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَعَلَى الرَّأْسِ وَالْعَيْنِ ، وَمَا جَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ اخْتَرْنَا ، وَمَا كَانَ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ ، فَهُمْ رِجَالٌ وَنَحْنُ رِجَالٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17277وَكِيعٌ : سَمِعْتُ
أَبَا حَنِيفَةَ يَقُولُ : الْبَوْلُ فِي الْمَسْجِدِ أَحْسَنُ مِنْ بَعْضِ الْقِيَاسِ .
وَقَالَ
أَبُو يُوسُفَ : قَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : لَا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُحَدِّثَ إِلَّا بِمَا يَحْفَظُهُ مِنْ وَقْتِ مَا سَمِعَهُ .
وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12156أَبِي مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرِ قَالَ : حُبُّ
أَبِي حَنِيفَةَ مِنَ السُّنَّةِ .
قَالَ
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15535بِشْرِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ : طَلَبَ
الْمَنْصُورُ أَبَا حَنِيفَةَ فَأَرَادَهُ عَلَى الْقَضَاءِ ، وَحَلَفَ لَيَلِيَنَّ فَأَبَى ، وَحَلَفَ : إِنِّي لَا أَفْعَلُ . فَقَالَ
الرَّبِيعُ الْحَاجِبُ : تَرَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَحْلِفُ ، وَأَنْتَ تَحْلِفُ ؟ قَالَ : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى كَفَّارَةِ يَمِينِهِ أَقْدَرُ مِنِّي ، فَأَمَرَ بِهِ إِلَى السِّجْنِ ، فَمَاتَ فِيهِ بِبَغْدَادَ .
وَقِيلَ : دَفَعَهُ
أَبُو جَعْفَرٍ إِلَى صَاحِبِ شُرْطَتِهِ
حُمَيْدٍ الطُّوسِيِّ . فَقَالَ : يَا شَيْخُ ،
[ ص: 402 ] إِنْ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَدْفَعُ إِلَيَّ الرَّجُلَ فَيَقُولُ لِي : اقْتُلْهُ أَوِ اقْطَعْهُ ، أَوِ اضْرِبْهُ ، وَلَا أَعْلَمُ بِقِصَّتِهِ ، فَمَاذَا أَفْعَلُ ؟ فَقَالَ : هَلْ يَأْمُرُكَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَمْرٍ قَدْ وَجَبَ ؟ أَوْ بِأَمْرٍ لَمْ يَجِبْ ؟ قَالَ : بَلْ بِمَا قَدْ وَجَبَ . قَالَ : فَبَادَرْ إِلَى الْوَاجِبِ .
وَعَنْ
مُغِيثِ بْنِ بُدَيْلٍ قَالَ : دَعَا
الْمَنْصُورُ أَبَا حَنِيفَةَ إِلَى الْقَضَاءِ فَامْتَنَعَ ، فَقَالَ : أَتَرْغَبُ عَمَّا نَحْنُ فِيهِ ؟ فَقَالَ : لَا أَصْلُحُ . قَالَ : كَذَبْتَ . قَالَ : فَقَدْ حَكَمَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيَّ أَنِّي لَا أَصْلُحُ ، فَإِنْ كُنْتُ كَاذِبًا فَلَا أَصْلُحُ ، وَإِنْ كُنْتُ صَادِقًا فَقَدْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنِّي لَا أَصْلُحُ ، فَحَبَسَهُ . وَرَوَى نَحْوَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=12427إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، عَنِ
الرَّبِيعِ الْحَاجِبِ ، وَفِيهَا قَالَ
أَبُو حَنِيفَةَ : وَاللَّهِ مَا أَنَا بِمَأْمُونِ الرِّضَا . فَكَيْفَ أَكُونُ مَأْمُونَ الْغَضَبِ ؟ فَلَا أَصْلُحُ لِذَلِكَ . قَالَ
الْمَنْصُورُ : كَذَبْتَ . بَلْ تَصْلُحُ . فَقَالَ كَيْفَ يَحِلُّ أَنْ تُوَلِّيَ مَنْ يَكْذِبُ ؟ .
وَقِيلَ : إِنْ
أَبَا حَنِيفَةَ وَلِيَ لَهُ ، فَقَضَى قَضِيَّةً وَاحِدَةً ، وَبَقِيَ يَوْمَيْنِ ، ثُمَّ اشْتَكَى سِتَّةَ أَيَّامٍ وَتُوُفِّيَ .
وَقَالَ
الْفَقِيهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْمَرِيُّ : لَمْ يَقْبَلِ الْعَهْدَ بِالْقَضَاءِ ، فَضُرِبَ وَحُبِسَ ، وَمَاتَ فِي السِّجْنِ . وَرَوَى
حَيَّانُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَزِيُّ ، قَالَ : سُئِلَ
ابْنُ الْمُبَارَكِ :
مَالِكٌ أَفْقَهُ ، أَوْ
أَبُو حَنِيفَةَ ؟ قَالَ :
أَبُو حَنِيفَةَ . وَقَالَ
الْخُرَيْبِيُّ : مَا يَقَعُ فِي
أَبِي حَنِيفَةَ إِلَّا حَاسِدٌ أَوْ جَاهِلٌ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17293يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ : لَا نَكْذِبُ اللَّهَ ، مَا سَمِعْنَا أَحْسَنَ مِنْ رَأْيِ
أَبِي حَنِيفَةَ ، وَقَدْ أَخَذْنَا بِأَكْثَرِ أَقْوَالِهِ .
[ ص: 403 ] وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16627عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ : لَوْ وُزِنَ عِلْمُ
الْإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ بِعِلْمِ أَهْلِ زَمَانِهِ ، لَرَجَحَ عَلَيْهِمْ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15730حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ : كَلَامُ
أَبِي حَنِيفَةِ فِي الْفِقْهِ أَدَقُّ مِنَ الشَّعْرِ ، لَا يَعِيبُهُ إِلَّا جَاهِلٌ .
وَرُوِيَ عَنِ
الْأَعْمَشِ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، فَقَالَ : إِنَّمَا يُحْسِنُ هَذَا
النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ الْخَزَّازُ ، وَأَظُنُّهُ بُورِكَ لَهُ فِي عِلْمِهِ .
وَقَالَ
جَرِيرٌ : قَالَ لِي
مُغِيرَةُ : جَالِسْ
أَبَا حَنِيفَةَ تَفْقَهْ ، فَإِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=12354إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ لَوْ كَانَ حَيًّا لَجَالَسَهُ .
وَقَالَ
ابْنُ الْمُبَارَكِ :
أَبُو حَنِيفَةَ أَفْقَهُ النَّاسِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ : النَّاسُ فِي الْفِقْهِ عِيَالٌ عَلَى
أَبِي حَنِيفَةَ . قُلْتُ : الْإِمَامَةُ فِي الْفِقْهِ وَدَقَائِقِهِ مُسَلَّمَةٌ إِلَى هَذَا الْإِمَامِ . وَهَذَا أَمْرٌ لَا شَكَّ فِيهِ .
وَلَيْسَ يَصِحُّ فِي الْأَذْهَانِ شَيْءٌ إِذَا احْتَاجَ النَّهَارُ إِلَى دَلِيلٍ
وَسِيرَتُهُ تَحْتَمِلُ أَنْ تُفْرَدَ فِي مُجَلَّدَيْنِ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَرَحِمَهُ .
تُوُفِّيَ شَهِيدًا مَسْقِيًّا فِي سَنَةِ خَمْسِينَ وَمِائَةٍ وَلَهُ سَبْعُونَ سَنَةً ، وَعَلَيْهِ قُبَّةٌ عَظِيمَةٌ وَمَشْهَدٌ فَاخِرٌ
بِبَغْدَادَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَابْنُهُ الْفَقِيهُ
حَمَّادُ بْنُ أَبِي حَنِيفَةَ : كَانَ ذَا عِلْمٍ وَدِينٍ وَصَلَاحٍ وَوَرَعٍ تَامٍّ . لَمَّا تُوُفِّيَ وَالِدُهُ ، كَانَ عِنْدَهُ وَدَائِعُ كَثِيرَةٌ ، وَأَهْلُهَا غَائِبُونَ ، فَنَقَلَهَا
حَمَّادٌ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمِ لِيَتَسَلَّمَهَا ، فَقَالَ : بَلْ دَعْهَا عِنْدَكَ فَإِنَّكَ أَهْلٌ . فَقَالَ : زِنْهَا وَاقْبِضْهَا حَتَّى تَبْرَأَ مِنْهَا ذِمَّةُ الْوَالِدِ ، ثُمَّ افْعَلْ مَا تَرَى . فَفَعَلَ الْقَاضِي ذَلِكَ . وَبَقِيَ فِي وَزْنِهَا وَحِسَابِهَا أَيَّامًا ، وَاسْتَتَرَ
حَمَّادٌ فَمَا ظَهَرَ حَتَّى أَوْدَعَهَا الْقَاضِي عِنْدَ أَمِينٍ .
تُوُفِّيَ
حَمَّادٌ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ كَهْلًا . لَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِيهِ وَغَيْرِهِ . حَدَّثَ عَنْهُ وَلَدُهُ الْإِمَامُ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادٍ قَاضِي
الْبَصْرَةِ .