الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3492 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثني سعد بن أوس عن بلال بن يحيى العبسي عن شتير بن شكل عن أبيه شكل بن حميد قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله علمني تعوذا أتعوذ به قال فأخذ بكتفي فقال قل اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر منيي يعني فرجه قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث سعد بن أوس عن بلال بن يحيى

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا سعد بن أوس ) العبسي أبو محمد الكاتب الكوفي ، ثقة لم يصب الأزدي في تضعيفه ، من السابعة ( عن شتير ) بضم الشين المعجمة وفتح الفوقية مصغرا ( ابن شكل ) بشين معجمة وكاف مفتوحتين وباللام العبسي بموحدة الكوفي ، ثقة من الثالثة ( عن أبيه شكل بن حميد ) العبسي الكوفي صحابي له هذا الحديث . قوله : ( علمني تعوذا ) أي ما يتعوذ به . قال الطيبي : العوذ والمعاذ والتعويذ بمعنى ( أتعوذ به ) أي لخاصة نفسي ( قال فأخذ بكفي ) كان أخذه صلى الله عليه وسلم كفه لمزيد الاعتناء والاهتمام بالتعليم وقد تقدم بيانه في باب المصافحة ( اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ) أي حتى لا أسمع به ما تكرهه ( ومن شر بصري ) أي حتى لا أرى شيئا لا ترضاه ( ومن شر لساني ) أي حتى لا أتكلم بما لا يعنيني ( ومن شر قلبي ) أي حتى لا أعتقد اعتقادا فاسدا ولا يكون [ ص: 327 ] فيه نحو أحد حقد وحسد وتصميم فعل مذموم أبدا ( ومن شر منيي ) وهو أن يغلب عليه حتى يقع في الزنا أو مقدماته ( يعني فرجه ) هذا تفسير من بعض الرواة لقوله " منيي " أي يريد شر فرجه . قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أبو داود والنسائي ونقل المنذري تحسين الترمذي وأقره .




                                                                                                          الخدمات العلمية