الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3457 حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا حفص بن غياث وأبو خالد الأحمر عن حجاج بن أرطاة عن رياح بن عبيدة قال حفص عن ابن أخي أبي سعيد وقال أبو خالد عن مولى لأبي سعيد عن أبي سعيد رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن رياح ) بكسر أوله ثم تحتانية ( بن عبيدة ) بفتح العين المهملة وكسر الموحدة السلمي الكوفي ، ثقة من الرابعة ( قال حفص عن ابن أخي أبي سعيد وقال أبو خالد : عن مولى لأبي سعيد عن أبي سعيد ) قال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمة رياح بن عبيدة : روى عن أبي سعيد الخدري وقيل عن ابن أخي أبي سعيد وقيل عن مولى لأبي سعيد وقيل عن عبد الرحمن بن أبي سعيد في القول عند الفراغ من الطعام انتهى . ولم أقف على ترجمة ابن أخي أبي سعيد ولا مولى لأبي سعيد . قوله : ( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا إلخ ) فائدة الحمد بعد الطعام أداء شكر المنعم وطلب زيادة النعمة لقوله تعالى : لئن شكرتم لأزيدنكم وفيه استحباب تجديد حمد الله عند تجدد النعمة من حصول من كان الإنسان يتوقع حصوله واندفاع ما كان يخاف وقوعه ، ثم لما كان الباعث هنا هو الطعام ذكره أولا لزيادة الاهتمام به وكان السقي من تتمته ؛ لكونه مقارنا له في التحقيق غالبا ثم استطرد من ذكر النعمة الظاهرة إلى النعم الباطنة فذكر ما هو أشرفها وختم به لأن ؛ المدار على حسن الخاتمة مع ما فيه من الإشارة إلى كمال الانقياد في الأكل والشرب وغيرهما قدرا ووصفا ووقتا احتياجا واستغناء بحسب ما قدره وقضاه . وحديث أبي سعيد هذا أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وذكره البخاري في تاريخه الكبير وساق اختلاف الرواة فيه .

                                                                                                          [ ص: 299 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية