الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          3327 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال قال ناس من اليهود لأناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هل يعلم نبيكم كم عدد خزنة جهنم قالوا لا ندري حتى نسأل نبينا فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد غلب أصحابك اليوم قال وبما غلبوا قال سألهم يهود هل يعلم نبيكم كم عدد خزنة جهنم قال فما قالوا قال قالوا لا ندري حتى نسأل نبينا قال أفغلب قوم سئلوا عما لا يعلمون فقالوا لا نعلم حتى نسأل نبينا لكنهم قد سألوا نبيهم فقالوا أرنا الله جهرة علي بأعداء الله إني سائلهم عن تربة الجنة وهي الدرمك فلما جاءوا قالوا يا أبا القاسم كم عدد خزنة جهنم قال هكذا وهكذا في مرة عشرة وفي مرة تسعة قالوا نعم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم ما تربة الجنة قال فسكتوا هنيهة ثم قالوا خبزة يا أبا القاسم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبز من الدرمك قال هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث مجالد

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن مجالد ) بن سعيد الهمداني قوله : ( غلب أصحابك ) بصيغة المجهول أي صاروا مغلوبين ( وبما غلبوا ) أي بأي شيء غلبوا ( قال فما قالوا ) أي قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( فما قال أصحابي في جوابهم ) ( أفغلب إلخ ) الاستفهام للإنكار ( لكنهم قد سألوا نبيهم ) أي لم يقتصر اليهود بأمثال من هذا السؤال على أصحابي لكنهم سألوا نبيهم ( جهرة ) أي عيانا ( علي ) بتشديد الياء ( بأعداء الله ) أي ائتني بهم وادعهم ( وهي الدرمك ) كجعفر دقيق الحوارى والتراب الناعم ( فلما جاءوا ) أي اليهود ( فسكتوا هنيهة ) بضم هاء وفتح نون وسكون تحتية وفتح هاء أخرى أي زمانا قليلا ( خبزة ) أي هي خبزة وأورد الترمذي هذا الحديث في تفسير قوله تعالى عليها تسعة عشر قوله : ( هذا حديث إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث مجالد ) وكذلك قال البزار بعد إخراجه ومجالد هذا ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره .

                                                                                                          [ ص: 174 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية