الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2691 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثني أبو زميل حدثني ابن عباس حدثني عمر بن الخطاب قال استأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا فأذن لي قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وأبو زميل اسمه سماك الحنفي وإنما أنكر عمر عندنا على أبي موسى حيث روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الاستئذان ثلاث فإذا أذن لك وإلا فارجع وقد كان عمر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا فأذن له ولم يكن علم هذا الذي رواه أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فإن أذن لك وإلا فارجع

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن عكرمة بن عمار ) العجلي اليمامي أصله من البصرة صدوق يغلط وفي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب ولم يكن له كتاب ، من الخامسة ( حدثني أبو زميل ) بضم الزاي وفتح الميم مصغرا اسمه سماك بن الوليد الحنفي اليمامي الكوفي ليس به بأس ، من الثالثة .

                                                                                                          قوله : ( قال استأذنت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثا فأذن لي ) كذا أخرجه الترمذي هاهنا مختصرا وأخرجه في تفسير سورة التحريم مطولا وأخرجه الشيخان أيضا مطولا ( وإنما أنكر عمر [ ص: 389 ] عندنا على أبي موسى حين روى إلخ ) قال الحافظ : وقد استشكل ابن العربي إنكار عمر على أبي موسى حديثه المذكور مع كونه وقع له مثل ذلك مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وذلك في حديث ابن عباس الطويل في هجر النبي -صلى الله عليه وسلم- نساءه في المشربة ، فإن فيه أن عمر استأذن مرة بعد مرة ، فلما لم يؤذن له في الثالثة رجع حتى جاءه الإذن ، وذلك بين في سياق البخاري ، قال : والجواب عن ذلك أنه لم يقض فيه بعلمه ، أو لعله نسي ما كان وقع له ، ويؤيده قوله : شغلني الصفق بالأسواق . قال الحافظ : والصورة التي وقعت لعمر ليست مطابقة لما رواه أبو موسى ، بل استأذن في كل مرة فلم يؤذن له فرجع فلما رجع في الثالثة استدعي فأذن له ، ولفظ البخاري الذي أحال عليه ظاهر فيما قلته وقد استوفيت طرقه عند شرح الحديث في أواخر النكاح وليس فيه ما ادعاه ، انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية