الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2052 حدثنا أحمد بن بديل بن قريش اليامي الكوفي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا عبد الرحمن بن إسحق عن القاسم بن عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن ابن مسعود قال حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة أسري به أنه لم يمر على ملإ من الملائكة إلا أمروه أن مر أمتك بالحجامة قال أبو عيسى وهذا حديث حسن غريب من حديث ابن مسعود

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا محمد بن فضيل ) هو الضبي مولاهم الكوفي ( أخبرنا عبد الرحمن بن إسحاق ) هو أبو شيبة الواسطي ، ( عن القاسم بن عبد الرحمن هو ابن عبد الله بن مسعود ) قال في التقريب : القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود المسعودي أبو عبد الرحمن الكوفي ثقة عابد من الرابعة ( عن أبيه ) أي عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي الكوفي ، ثقة من صغار الثانية مات سنة تسع وسبعين ، وقد سمع من أبيه ، قاله في التقريب .

                                                                                                          قوله : ( حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة ) بالجر منونة ، ويجوز فتحها مضافة إلى قوله ( أسري به ) على بناء المفعول ( أنه لم يمر على ملإ ) أي جماعة عظيمة تملأ العين ( أن ) تفسيرية ( مر ) أمر مخاطب من أمر يأمر قال القاري : بيان للأمر الذي اتفق عليه الملأ الأعلى ، والأمر للندب ، ويدل على تأكيده أمرهم جميعا وتقريره صلى الله عليه وسلم ونقله عنهم ، والظاهر أنه بأمر من الله لهم أيضا .

                                                                                                          ( أمتك بالحجامة ) قال أهل المعرفة : إن المخاطب بأحاديث الحجامة غير الشيوخ لقلة الحرارة في أبدانهم ، وقد أخرج الطبري بسند صحيح عن ابن سيرين قال : إذا بلغ الرجل أربعين سنة لم يحتجم ، قال الطبري : وذلك لأنه يصير من حينئذ في انتقاص من عمره وانحلال من قوة جسده فلا ينبغي أن يزيده وهنا بإخراج الدم انتهى ، وهو محمول على من لم تتعين حاجته إليه ، وعلى من لم يعتده ، وقد قال ابن سينا في أرجوزته :

                                                                                                          ومن يكون تعود الفصاده فلا يكن يقطع تلك العادة

                                                                                                          ثم أشار إلى أنه يقلل ذلك بالتدريج إلى أن ينقطع جملة في عشر الثمانين ، وقال ابن سينا في أبيات أخرى :

                                                                                                          [ ص: 177 ]

                                                                                                          ووفر على الجسم الدماء فإنها لصحة جسم من أجل الدعائم



                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه ابن ماجه من حديث أنس .




                                                                                                          الخدمات العلمية