الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1915 حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا معمر عن ابن شهاب حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عروة عن عائشة قالت دخلت امرأة معها ابنتان لها فسألت فلم تجد عندي شيئا غير تمرة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها ثم قامت فخرجت فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال النبي صلى الله عليه وسلم من ابتلي بشيء من هذه البنات كن له سترا من النار قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( فلم تجد عندي شيئا غير تمرة ) وفي رواية البخاري : غير تمرة واحدة ، قال العيني : فإن قلت : وقع في رواية عراك بن مالك عن عائشة : جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت تمرة إلى فيها لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها فأعجبني شأنها الحديث ، أخرجه مسلم ، فما الجمع بينهما ؟ قلت : قيل يحتمل أنها لم تكن عندها في أول الحال سوى تمرة واحدة فأعطتها ثم وجدت ثنتين ، ويحتمل تعدد القصة انتهى .

                                                                                                          ( فأعطيتها إياها ) أي التمرة ولم تستحقرها لقوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره [ ص: 37 ] ولقوله عليه السلام : اتقوا النار ولو بشق تمرة .

                                                                                                          ( ولم تأكل منها ) أي مع جوعها إذ يستبعد أن تكون شبعانة مع جوع ابنتيها ( فأخبرته ) أي بما جرى ( من ابتلي بشيء من هذه البنات ) زاد في رواية البخاري : فأحسن إليهن ( كن له ) أي للمبتلى ( سترا ) بكسر أوله أي حجابا دافعا ( من النار ) أي دخولها ، واختلف في المراد بالإحسان هل يقتصر به على قدر الواجب أو بما زاد عليه ، والظاهر الثاني ، وشرط الإحسان أن يوافق الشرع لا ما خالفه ، والظاهر أن الثواب المذكور إنما يحصل لفاعله إذا استمر إلى أن يحصل استغناؤهن بزوج أو غيره .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والشيخان والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية