الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1902 حدثنا قتيبة حدثنا الليث بن سعد عن ابن الهاد عن سعد بن إبراهيم عن حميد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكبائر أن يشتم الرجل والديه قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه قال نعم يسب أبا الرجل فيشتم أباه ويشتم أمه فيسب أمه قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله ( من الكبائر أن يشتم الرجل والديه ) ولفظ البخاري : إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه ، وهذا يقتضي أن سب الرجل والديه من أكبر الكبائر ، ورواية الترمذي تقتضي أنه كبيرة وبينهما فرق من حيث إن الكبائر متفاوتة وبعضها أكبر من بعض ( وهل يشتم ) بكسر عينه ويضم أي يسب ( الرجل والديه ) أي هل يقع ذلك وهو استبعاد من السائل لأن الطبع المستقيم يأبى ذلك ، فبين في الجواب أنه وإن لم يتعاط السب بنفسه في الأغلب الأكثر لكن قد يقع التسبب فيه وهو مما يمكن وقوعه كثيرا قال ( نعم ) أي يقع حقيقة تارة وهو نادر ومجاز أخرى وهو كثير لكن ما تعرفونه ، ثم بينه بقوله ( يسب أبا الرجل فيسب ) أي الرجل ( أباه ) أي أبا من سبه ( ويشتم ) أي تارة أخرى ، وقد يجمع ويشتم أيضا ( أمه ) أي أم الرجل ( فيشتم ) أي الرجل ( أمه ) أي أم سابه ، وفي الجمع بين الشتم والسب تفنن ، ففي القاموس شتمه يشتمه ويشتمه سبه ، وقد يفرق بينهما ، ويقال السب أعم فإنه شامل للعن أيضا بخلاف الشتم .

                                                                                                          [ ص: 25 ] قوله ( هذا حديث صحيح ) وأخرجه البخاري في الأدب ، ومسلم في الإيمان ، وأبو داود في الأدب .




                                                                                                          الخدمات العلمية