الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1691 حدثنا محمد بن بشار حدثنا وهب بن جرير بن حازم حدثنا أبي عن قتادة عن أنس قال كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب وهكذا روي عن همام عن قتادة عن أنس وقد روى بعضهم عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن قال كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا أبي ) أي جرير بن حازم .

                                                                                                          قوله : ( وكانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة ) في شرح السنة : فيه دليل على جواز تحلية السيف بالقليل من الفضة ، وكذلك المنطقة . واختلفوا في اللجام والسرج فأباحه بعضهم [ ص: 277 ] كالسيف وحرم بعضهم لأنه من زينة الدابة . وكذلك اختلفوا في تحلية سكين الحرب والمقلمة بقليل من الفضة ، فأما التحلية بالذهب فغير مباح في جميعها .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أبو داود والنسائي والدارمي ( وهكذا روي عن همام عن قتادة عن أنس ) أي كما رواه جرير عن قتادة عن أنس كذلك رواه همام عن قتادة عن أنس وقد رواه النسائي عنهما جميعا فقال : أخبرنا أبو داود قال : حدثنا عمرو بن عاصم قال : حدثنا همام وجرير قالا : حدثنا قتادة عن أنس قال : كان نعل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة ، وقبيعة سيفه فضة ، وما بين ذلك حلق فضة ( وقد روى بعضهم عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن إلخ ) المراد من بعضهم هو هشام الدستوائي فقد روى أبو داود والنسائي من طريق هشام عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن ، قال : كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فضة ، وهذا الحديث مرسل ؛ لأن سعيد بن أبي الحسن تابعي ، قال الحافظ في التقريب : سعيد بن أبي الحسن البصري أخو الحسن ثقة من الثالثة .

                                                                                                          اعلم أن أبا داود والنسائي وغيرهما قد صرحوا بأن حديث هشام عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن هو المحفوظ ، فقال أبو داود في سننه : أقوى هذه الأحاديث حديث سعيد بن أبي الحسن والباقية ضعاف . وقال الدارمي في مسنده . باب قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم : حدثنا أبو النعمان حدثنا جرير بن حازم عن قتادة عن أنس قال : كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة ، قال عبد الله يعني الدارمي : هشام الدستوائي خالفه ، فقال قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم وزعم الناس أنه هو المحفوظ . وقال الزيلعي : قال النسائي هذا حديث منكر والصواب قتادة عن سعيد بن أبي الحسن وما رواه عن همام غير عمرو بن عاصم انتهى . وقال الحافظ في تهذيب التهذيب : قال أحمد حديث جرير عن قتادة عن أنس قال : كانت قبيعة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فضة خطأ ، والصواب عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن انتهى ما في تهذيب التهذيب محصلا . لكن قال الحافظ ابن القيم إن حديث قتادة عن أنس محفوظ لاتفاق جرير بن حازم وهمام على قتادة عن أنس ، والذي رواه عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن مرسلا هو هشام الدستوائي ، وهشام وإن كان مقدما في أصحاب قتادة فليس همام وجرير إذا اتفقا بدونه انتهى .

                                                                                                          قلت : الظاهر ما قال ابن القيم والله تعالى أعلم .




                                                                                                          الخدمات العلمية