الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          158 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود الطيالسي قال أنبأنا شعبة عن مهاجر أبي الحسن عن زيد بن وهب عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر ومعه بلال فأراد أن يقيم فقال أبرد ثم أراد أن يقيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبرد في الظهر قال حتى رأينا فيء التلول ثم أقام فصلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شدة الحر من فيح جهنم فأبردوا عن الصلاة قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( نا أبو داود ) هو سليمان بن داود الطيالسي ( عن مهاجر أبي الحسن ) التيمي مولاهم الصائغ روى عن ابن عباس والبراء ، وعنه شعبة ومسعر ، وثقه أحمد وابن معين وغيرهما .

                                                                                                          ( عن زيد [ ص: 418 ] بن وهب ) الجهني الكوفي ، مخضرم ثقة جليل ، لم يصب من قال في حديثه خلل .

                                                                                                          قوله : ( فأراد أن يقيم ) وفي رواية البخاري " فأراد المؤذن أن يؤذن " ورواه أبو عوانة بلفظ " فأراد بلال أن يؤذن " وفيه " ثم أمره فأذن وأقام " قال الحافظ في الفتح : ويجمع بينهما بأن إقامته كانت لا تتخلف عن الأذان لمحافظته صلى الله عليه وسلم على الصلاة في أول الوقت فرواية " فأراد بلال أن يقيم " ، أي أن يؤذن ثم يقيم ورواية " فأراد أن يؤذن " ، أي ثم يقيم ، انتهى .

                                                                                                          ( حتى رأينا فيء التلول ) أي قال له أبرد فأبرد حتى أن رأينا ، والفيء بفتح الفاء وسكون الياء بعدها همزة هو ما بعد الزوال من الظل ، والتلول جمع التل بفتح المثناة وتشديد اللام كل ما اجتمع على الأرض من تراب أو رمل أو نحو ذلك ، وهي في الغالب منبطحة غير شاخصة فلا يظهر لها ظل إلا إذا ذهب أكثر وقت الظهر ، وقد اختلف العلماء في غاية الإبراد فقيل حتى يصير الظل ذراعا بعد ظل الزوال ، وقيل ربع قامة ، وقيل ثلثها ، وقيل نصفها ، وقيل غير ذلك ، ونزلها المازري على اختلاف الأوقات والجاري على القواعد أنه يختلف باختلاف الأحوال ، لكن يشترط أن لا يمتد إلى آخر الوقت ، كذا في فتح الباري .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه البخاري ومسلم وأبو داود .




                                                                                                          الخدمات العلمية