الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1309 حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي قال حدثنا هشيم قال حدثنا يونس بن عبيد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مطل الغني ظلم وإذا أحلت على مليء فاتبعه ولا تبع بيعتين في بيعة قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح ومعناه إذا أحيل أحدكم على ملي فليتبع فقال بعض أهل العلم إذا أحيل الرجل على مليء فاحتاله فقد برئ المحيل وليس له أن يرجع على المحيل وهو قول الشافعي وأحمد وإسحق وقال بعض أهل العلم إذا توي مال هذا بإفلاس المحال عليه فله أن يرجع على الأول واحتجوا بقول عثمان وغيره حين قالوا ليس على مال مسلم توى قال إسحق معنى هذا الحديث ليس على مال مسلم توي هذا إذا أحيل الرجل على آخر وهو يرى أنه ملي فإذا هو معدم فليس على مال مسلم توى

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( فقال بعض أهل العلم إذا أحيل الرجل على مليء فاحتاله ) أي : فقبل ذلك الرجل الحوالة ( وليس له ) أي : للرجل المحتال ( أن يرجع إلى المحيل ) واستدل على ذلك بأنه لو كان له الرجوع لم يكن لاشتراط الغنى فائدة ، فلما شرط علم أنه انتقل انتقالا لا رجوع له كما لو عوضه عن دينه بعوض ، ثم تلف العوض في يد صاحب الدين فليس له رجوع . ( وقال بعض أهل العلم إذا توي ) كرضي أي : هلك ( مال هذا ) أي : المحتال ( بإفلاس المحال عليه ) أو : موته ( فله أن يرجع على الأول ) أي : فللمحتال أن يرجع على المحيل ، وهو قول الحنفية قالوا يرجع عند التعذر وشبهوه بالضمان ( واحتجوا بقول عثمان ، وغيره حين قالوا ليس على مال مسلم توى ) على وزن حصى بمعنى الهلاك ( وهو يرى أنه مليء ) أي : الرجل المحتال يظن أن الآخر المحال عليه غني ( فإذا ) للمفاجأة ( هو معدم ) أي : مفلس ( فليس على مال مسلم توى ) أي : هلاك وضياع .




                                                                                                          الخدمات العلمية