الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          1062 حدثنا نصر بن علي الجهضمي وأبو الخطاب زياد بن يحيى البصري قالا حدثنا عبد ربه بن بارق الحنفي قال سمعت جدي أبا أمي سماك بن الوليد الحنفي يحدث أنه سمع ابن عباس يحدث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان له فرطان من أمتي أدخله الله بهما الجنة فقالت عائشة فمن كان له فرط من أمتك قال ومن كان له فرط يا موفقة قالت فمن لم يكن له فرط من أمتك قال فأنا فرط أمتي لن يصابوا بمثلي قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد ربه بن بارق وقد روى عنه غير واحد من الأئمة حدثنا أحمد بن سعيد المرابطي حدثنا حبان بن هلال أنبأنا عبد ربه بن بارق فذكر نحوه وسماك بن الوليد هو أبو زميل الحنفي

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أبا أمي ) بدل من جدي ، يعني : أنه سمع الحديث من جده الفاسد ، وهو أبو الأم .

                                                                                                          قوله : ( من كان له فرطان ) بفتحتين أي : ولدان لم يبلغا أوان الحلم ، بل ماتا قبله يقال : فرط إذا تقدم وسبق فهو فارط ، والفرط هنا الولد الذي مات قبله ، فإنه يتقدم يهيئ لوالديه نزلا ومنزلا في الجنة كما يتقدم فراط القافلة إلى المنازل ، فيعدون لهم ما يحتاجون إليه من الماء والمرعى ، وغيرهما ( من أمتي ) بيان لمن ( فمن كان له فرط ) أي : فما حكمه ، أو فهل له هذا الثواب ( قال ومن كان له فرط ) أي : فكذلك ( يا موفقة ) أي : في الخيرات وللأسئلة الواقعة موقعها شفقة على الأمة ( فأنا فرط أمتي ) أي : سابقهم ، وإلى الجنة بالشفاعة سائقهم ، بل أنا أعظم من كل فرط فإن الأجر على قدر المشقة ( لن يصابوا ) أي : أمتي ( بمثلي ) أي : بمثل مصيبتي لهم ؛ فإن مصيبتي أشد عليهم من سائر المصائب .




                                                                                                          الخدمات العلمية